مقالات ودراسات
بالصور.. صناع العرض الأردني “هاملت بعد حين” يتكلمون لـ المسرح نيوز: العرض يناقش قضايا الحب ..والصراع من أجل السلطة
خلال مشاركته في اليوبيل الفضي للمعاصر والتجريبي 2018
المسرح نيوز ـ القاهرة|تحقيق :ياسمين عباس
عدسة| عادل صبري
ـ
مؤخرا .. شارك العرض المسرحي الأردني “هاملت بعد حين” بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الـ25 (اليوبيل الفضي)، وتدور أحداث العرض حول “هاملت” الأمير والفنان المسرحي الذي يحاول أن يعيد للفن عموماً والمسرح بشكل خاص أهميته التاريخية، وقدرته على تنوير المجتمعات وتوعيتهم، وتحديد البوصلة، في زمن اختلطت فيه المفردات، وتسطحت القيم والمفاهيم، العرض بطولة منذر خليل مصطفى، بيسان كمال، نهى سمارة، باسم الحمصي، زينة جعجع، أني قرة ليان، ديكور محمد السوالقة، إضاءة ماهر جريان، رقصات أني قرة ليان، موسيقى سيف الخلايلة، ومن تأليف ممدوح عداون، وإعداد وإخراج زيد خليل مصطفى.
وجه المخرج الأردني زيد خليل مصطفى، مخرج مسرحية “هاملت بعد حين”، الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان، ولإدارة المهرجان وجميع القائمين عليه. قال المخرج زيد خليل مصطفى، إن مسرحية “هاملت بعد حين” مزيج من ثلاثة نصوص وهم: نص (هاملت) لشكسبير، و(هاملت يستيقظ متأخرًا) للكاتب ممدوح عدوان، و(هاملت بعد حين) من تأليفي.
وهذا النص يعتمد على قضيتين رئيسيتين دراماتورجيًا من النص، الأولى: أن هاملت ممثل مسرحي ومثقف بالدرجة الأولى، وانحازنا له في قراءتنا لهذا العرض أكثر من انحيازنا له كأمير دنماركي جاء ليأخذ بثأر أبيه من عمه، والثاني: اعتمدنا على قصيدة (وعليك تتكأ الحياة) لممدوح عدوان، لأن بها قواسم مشتركة بينها وبين شخصية “هاملت”، فتشعر بأن مؤلف القصيدة عندما كتبها في بداية التسعينيات كأنه عاد ليعرف (هاملت) مرة أخرى.
وأضاف زيد أن “هاملت” يجد أن الوسيلة الوحيدة لخلق ثورة حقيقية هي اللعب في أدمغة البشر من خلال المسرح والفن، ولا يمكن لنا خلق ثورة حقيقية دون أن تسبق هذه الثورة حالة وعي، والوعي لا يمكن أن يكون إلا بوجود حالة ثقافية متطورة، وهذه الثنائية الجديدة التي تختلف عن باقي الثنائيات التي قدمت من قبل، من حيث المعنى.
وتابع: أما من حيث الشكل، فهناك تفاصيل عديدة اعتمدتها في العرض، بدءً من اختيار الشخصيات، والموسيقى التي تعبر عن بعد “هاملت” الوظيفي، ولأول مرة نقدم مبرر لخيانة الملكة الأم، متمنيًا أن تكون مساحة جديدة في التجريب، ونوضح في هذا العرض أن الأم كانت مسئولة عن مقتل (هاملت الأب) للدفاع عن حياتها كأنثى، والانتصار لذاتها على حساب القضية الوطنية القومية التي لها علاقة بالكفاح المسلح، ومقابلة العدو، فهي رضيت بالسلام مع العدو انحيازًا لذاتها. أما عن اختياره لقصيدة “وحدك” للشاعر محمود درويش في نهاية العرض، قال: القصيدة تعبر عن حال المثقف الذي لا يعيش زمنه، الذي ينظر لأشياء لا يعترف بها زمنه، واكتشفت أن أكثر مساحة ممكن أعبر من خلالها عن حال (هاملت) هي “أشهد أنني حر …”، فهذا “هاملت” الذي يناضل بفنه، متابعًا: قصدت أن تكون القصيدة بصوت (محمود درويش) كي أحدث هذا الآثر، لأنه عندما رحل شعرنا بخسارة أحد القامات الثقافية، فـ “هاملت” يشبهه كثيرًا، ولكن “هاملت” متجدد، بينما “درويش” أصبح أسطوريًا.
وأشار المخرج زيد خليل مصطفى إلى أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي لم يعد نشاطًا تقيمه وزارة الثقافة المصرية، بل أصبح استحقاق وغيابه أثر سلبًا على الحراك المسرحي في العالم، فهذا المهرجان أصبح استحقاق عربي ودولي، لا نستطيع أن نعيش كمسرحيين بدونه، فالدورات التي قدمت بعد توقفه استفادت من أخطاء الدورات السابقة، وبالتالي يمكن الأخذ بمقولة (كان في الإمكان أفضل مما كان)،
فالمهرجان يسير بصعود شديد، ولا نقدر العيش بدونه سواء شاركنا في دوراته أو لا. وتابع: اعتقد أن المسرح في الـ10 سنوات الأخيرة ليس مسرح إذ لم يخضع للتجريب، فالتجريب بمفاهيمه العلمية سواء في النص، أو الشكل، أو التمثيل، أو الإخراج، أو الشخصية الدرامية، نتفق عليها كمسرحيين بالحوار، ولكننا لا نستطيع أن نطلق على أي عرض مسرحي أنه تجربة ما لم يكن هناك اشتغال حقيقي في منطقة معينة. محمد السوالقة: اعتمد في الديكور والأزياء على نمط مسرحي معاصر قال المهندس والفنان محمد السوالقة، مصمم ديكور وأزياء، التزم بنمط مسرحي معاصر، واعمل على أن المسرح يعتمد على عصرنة كل متطلبات العرض المسرحي من ديكور وأزياء واكسسوار ومكياج، وأيضًا النص الذي يقدم بشكل مغاير للواقع.
أما عن تصميمه لديكور وأزياء “هاملت بعد حين”، قال السوالقة إنه بدأ العمل على العرض منذ أكثر من عام، وهو نص “هاملت يستيقظ متأخرًا” للكاتب ممدوح عدوان، مأخوذًا عن نص “هاملت” لشكسبير”، وأصبح به إعداد جديد وتوليفة كاملة من المخرج زيد خليل مصطفى. وأضاف السوالقة أنه يبدأ العمل على النص من خلال قراءته أكثر من مرة سواء قراءة أدبية، أو قراءة تقنية، واكتشفت أنه لا يلزمنا عمل أي قطعة ديكور بالعرض، معتمدين على الأزياء والاكسسوار والمكياج في هذا العمل، ونحاول أن نملأ العين والمكان ونقدم صورة مسرحية وسيناغورافيا من خلال هذه الأشياء، والاعتماد في المكياج والألوان على ما يليق بالشخصيات، واستنباطها من روح النص. وتابع: فأنا دائمًا اعتمد على ما يريد النص قوله من خلف السطور، وأساعد المخرج بإيثار الفكرة للمتلقى من خلال الديكور والأزياء والاكسسوار، وأحاول أن لا أضع شيئًا على المسرح ليس له علاقة بالعرض المسرحي، وتقديم عمل مسرحي منظم ليس به شوائب أو زوائد، وهذا الذي يظهر في “هاملت بعد حين”. وأشار السوالقة إلى أنه يحاول أن يرمز لطبيعة الشخصية الموجودة بالنص بشكل بسيط، وذلك لاحترام عقل المشاهد، فالمسرح أصبح يعتمد على مرونة الممثلين بالعرض، وخفة حركتهم.
أما أني قرة ليان فقالت: سعيدة بتجربتي الأولى في التمثيل قالت الفنانة السورية أني قرة ليان، مصممة رقصات وممثلة، إنها اعتمدت في تصميم رقصات “هاملت بعد حين” على الموسيقى والنص المكتوب، حتى تستطيع البدء في تصميم الرقصات، كما أنها تجسد شخصية “أوفيليا” بعد اعتذار الممثلة الأساسية للعرض، مؤكدةً أن هذه المرة الأولى التي تقف فيها على خشبة المسرح وتمثل، ولكنها سعيدة بالتجربة. منذر خليل مصطفى: اجتهاد مخرج العرض ساهم في وجود مفاتيح عديدة للشخصية.
وقال الفنان الأردني منذر خليل مصطفى، بطل عرض “هاملت بعد حين”، إن يجسد شخصية “هاملت” وهو بحث طويل ودراسة للشخصية، ومقارنة بالشخصيات التي تم تقديمها من قبل على مسارح العالم، ولكن اجتهاد المخرج زيد خليل مصطفى والممثلين بالعرض قدرنا نستنبط مفاتيح عديدة للشخصية، بالإضافة إلى معالجة مخرج العرض للنص، وأيضًا المشاهدات التى تؤثر على الشخصية.
أما بيسان كمال: “الملكة” تبحث عن ذاتها في الزواج بقاتل الملك قالت الفنانة الأردنية بيسان كمال، ممثلة بعرض “هاملت بعد حين”، إنها تقدم شخصية “الملكة”، وهي شخصية مقسومة نصفين، الأول: نصف خير وحب لأبنها “هاملت”، والثاني: نصف شر وهو الآنثى التي تبحث عن ذاتها من خلال زواجها لقاتل زوجها.
أما عن مشاركتها في المهرجان التجريبي، قالت: هذه المشاركة الثانية لي بالمهرجان التجريبي، فالمرة الأولى كانت عام 2006 بمسرحية “الملك لير”، مؤكدة أن التنظيم مختلف هذه السنة، بالإضافة إلى نوعية العروض التي أصبحت أقل كمًا وأكثر جودة عن الدورات السابقة. باسم الحمصي: “كلوديوس” يبحث عن السلطة والحكم قال الفنان الأردني باسم الحمصي، ممثل وعازف بعرض “هاملت بعد حين”، إنه يجسد شخصية “كلوديوس”، وهو عم “هاملت البطل”، وهو شخص ليس لديه مبادئ، ويحاول الاستيلاء على السلطة من خلال الزواج بالملكة ليصير الملك، وأن ما يهمه هو السلطة والحكم، ولديه الاستعداد التحالف مع أي شخص من أجل الحصول على السلطة، ولا يهمه البلد والشعب.
أما عن مشاركته في المهرجان التجريبي، قال: إنه درس في القاهرة لمدة 6 سنوات، وأن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي ملتقى ثقافي دولي رائع، لأنه يجمع بين ثقافات دول متعددة بالوطن العربي والعالم، وأيضًا من أجل معرفة ثقافات الآخر. نهى سمارة: “روز” شخصية متلونة بلا ملامح .
زلفتت الفنانة الأردنية نهى سمارة، ممثلة بعرض “هاملت بعد حين”، إنها تجسد شخصية “روز”، وهي صديقة وممثلة بفرقة “هاملت”، ولكنها تنقلب عليه فجأة، لتصبح مع السلطة ضده، وهي شخصية بلا ملامح لأنها متلونة وتميل حيث تميل الريح. أما عن مشاركتها في المهرجان التجريبي، قالت: إنها المرة الأولى التي تشارك فيها بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، وكنت أتمنى تلك المشاركة، لأن المهرجان التجريبي عريق وله تاريخ طويل، وأغلب المسرحيين بيكونوا متواجدين للوقوف على خشبة مسارح القاهرة. زينة جعجع: “دهب” شخصية تبحث عن مصلحتها
أما الفنانة الأردنية زينة جعجع، ممثلة بعرض “هاملت بعد حين”، فقالت إنها تقدم شخصية “دهب”، وهي شخصية تبحث عن مصلحتها دائمًا، ولكنها شاهدة على الخيانة وقصص الحب التي تحدث خلال العرض، مشيرة إلى أن “روز” تكسر إيقاع الأحداث بالمسرحية. وتوجهت جعجع بالشكر لإدارة المهرجان وجميع القائمين عليه، وقالت: إن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، وأنها فخورة بهذه المشاركة، مؤكدة أن فعاليات المهرجان رائعة.