حصريا.. الفنانة “مروة عيد” لـ “المسرح نيوز”: جائزة أفضل ممثلة في المهرجان القومي مكافأة الله لي.. وأحلم بالسينما لكن المسرح عشقي الأكبر!

المسرح نيوز ـ القاهرة | جاورها: كمال سلطان
ـ
* شخصية صباح أرهقتني نفسيا وجسديا ولم أتعاطف معها
* كيف ينال عرض خمسة جوائز وترى اللجنة أن النص ضعيف
* هذا هو ردى على من اعترضوا على منح الجائزة لعرض مونودراما

استطاعت الممثلة الشابة مروة عيد انتزاع جائزة أفضل ممثلة فى منافسات المهرجان القومى للمسرح فى دورته العاشرة وسط منافسة شرسة حيث تميزت عروض الدورة الحالية بالجودة والإتقان سواء على مستوى عروض البيت الفنى للمسرح وهيئة قصور الثقافة أو على مستوى الجامعات والهواة . وقد نالت مروة الجائزة عن دورها المتميز فى مونودراما “واحدة حلوة” الذى كتبه وأخرجه أكرم مصطفى عن “إمرأة وحيدة” للكاتب الإيطالي دارييفو ، وقد شاركت مروة عيد فى العديد من العروض الهامة أثناء دراستها بالمعهد مع أساتذتها جلال الشرقاوي وسميرة محسن و علاء قوقة وأيمن الشيوى ، كما شاركت فى عروض للبيت الفني للمسرح أثناء الدراسة أيضا مثل عرض “الشطار” الذي قدمته على مسرح الغد من إخراج محمود الألفي وعرض “الأبرياء” على مسرح الطليعة مع المخرج أحمد إبراهيم .. حاورها/ كمال سلطان
* هل توقعت فوزك بجائزة أحسن ممثلة من المهرجان القومي للمسرح؟
** نعم توقعت الحصول على جائزة لكنني كنت أفكر هل سيعطونني أفضل ممثلة صاعدة أم أفضل ممثلة أولى ، وكان هذا الأمر يسبب لي توترا ، لذلك فأنا ذاهبة لحفل الختام بدون حماس وكنت أرغب فى عدم الذهاب من الأساس لكن المخرج أكرم مصطفى شجعني على الذهاب وسعدت جدا بحصولي على أفضل ممثلة أولى ، وحتى لو لم أحصل عليها لم أكن لأغضب أو أتضايق فقد حصلت على إشادات نقدية وجماهيرية أدت إلى إشباعي نفسيا سواء من المتخصصين أو من الجمهور العادي.
* لمن تهدين هذه الجائزة؟
** هذه الجائزة ليست لي وحدي وإنما للمخرج أكرم مصطفى الذي دربني على الدور ولمن تعبوا معي خلف الكواليس ، وهذه الجائزة أيضا للفنان شادي سرور مدير مسرح الطليعة وللأستاذ إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح أنهم جازفوا ووافقوا على أن يتم إعطاء الدور لممثلة شابة وهذا الأمر كان بالنسبة لهم مجازفة ولكنه كان بالنسبة لي فرصة لأثبت قدراتي التي أعلمها جيدا وكذلك أكرم الذي سبق أن دربني قبل دخولي المعهد ولذلك فأنا أرى أنني استحقها.
* ماردك على من يتهمون لجان التحكيم بالمجاملة في بعض الجوائز؟
** هذه أول مرة أشارك في المهرجان القومي وليس لي أي دراية بأي تفاصيل أو كواليس ولا أدرى نوايا من يطلقون تلك الشائعات ، لكنني بينني وبين نفسي أرى أنني نلت الجائزة عن جدارة وعن أحقية وعلى قدر تعبى ومجهودي الذى بذلته في العرض ، فأنا أعمل على هذا العرض منذ شهر فبراير الماضي وتم افتتاحه يوم 10/5 وتوقفنا خلال شهر رمضان ثم عدنا لاستكماله ، وأنا أرى أن تلك الجائزة مكافأة من الله على تعبي في هذا العرض.
* هل وصلت إلى مسامعك آراء محبطة حول حصولك على الجائزة؟
** نعم ، فهناك أقاويل خرجت من داخل الأكاديمية تقول أنني أستحق الجائزة كممثلة جيدة ، ولكنهم يعترضون على منح الجائزة لعرض مونودراما وعلى دخوله المسابقة من الأساس وأحب أن أقول لهم أن لديهم إعاقة ذهنية منعتهم من الحكم السليم ، فكيف للمهرجان القومي للمسرح ألا يضم كل النوعيات من العروض المختلفة ، وقد قال أحدهم أنني من الممكن أن أقدم عرض مونودراما فأضمن الجائزة ، وأنا أقول له .. ليس كل من يقدم مونودراما قادر على الفوز وهذا ليس غرورا ولكنه ثقة في المخرج الذي غامر واختارني وثقة في نفسي أيضا فكل منا يعرف قدراته جيدا ، وأنا أقول لهؤلاء فتحوا مدارككم أكثر من ذلك.
* أيهما يساعدك أكثر على إظهار إمكاناتك كممثلة عرض المونودراما أم عرض به أكثر من ممثل؟
** لا فرق لدى في ذلك ، ففي العام الماضي شاركت فى مهرجان نقابة الممثلين من خلال عرض كبير وبه أكثر من ممثلة أقوياء جدا ومنهم أساتذة فى المعهد مثل الأستاذة هنادى عبد الخالق والأستاذة هايدى عبد الخالق وسماح سليم وأنا كنت ضمنهم وتم منحى جائزة أحسن ممثلة على مشهد لم أنطق فيه سوى جملة واحدة وهذا ردا على من يقولون أنني نلتها بسبب مساحة الدور والتركيز علىّ طوال العرض فالمسألة لا تحسب بهذه الطريقة.
* ما رأيك فى الفكرة التي تنادى بفصل الهواة عن المحترفين فى التنافس على الجوائز؟
** أرى أن الهواة يجب أن ينالوا فرصتهم الكاملة ، وأنا كنت مثلهم فى يوم من الأيام وكنت في فرقة هواة اسمها “العطر” وكنا نشارك فى مهرجانات كثيرة وسافرنا محافظات عديدة وكنا نشعر بقيمة ما نقدمه عندما ننال جائزة ، وفرقتنا كانت تضم أسماء على الساحة حاليا مثل محمد ممدوح “تايسون” والسيناريست محمد عز الدين وغيرهما، لذلك فأنا مع وجود مهرجان للهواة أو يتنافسوا معنا حتى ينالوا فرصة مشاهدتهم .
* كيف رأيت حجب جائزة التأليف من قبل اللجنة؟
** أنا ضد حجب الجائزة ، مادام هناك مؤلفين كبار وشباب ، وأنا لا أفهم لماذا تحجب الجائزة فكان من الممكن منحها لأحد المشاركين مصحوبة بتنبيهات أو توصيات من اللجنة عن اعتراضهم ، فكاتب مثل أكرم مصطفى أو كاتب مثل محمود جمال أو أي كاتب شاب كان المطلوب من اللجنة تقييمهم ، فمثلا أنا حصلت على أحسن ممثلة فكيف لا ينظر لكاتب العرض ، عرض “يوم أن قتلوا الغناء” لمحمود جمال نال خمسة جوائز ، فكيف نالت العروض تلك الجوائز والكلام المكتوب ضعيف وغير جيد.
* بصفة عامة .. ماذا تمثل لك الجائزة؟
** تمثل لي الكثير ، وخاصة أن تلك أول مرة أقدم عرضا من بطولتي على خشبة مسرح الدولة وأنال عنه جائزة من المهرجان القومي في أول مشاركاتي به فهذا شيء كبير جدا لدى ، وخطوة هامة في مشواري أرى أنها جاءت في وقتها تماما والحمد لله.
* صرحت بأن دورك في هذا العرض أرهقك نفسيا في البداية .. فهل مازلت تعانين من هذا الإرهاق؟
** نعم .. ولكن بصورة أقل ، فالدور بالفعل أرهقني كثيرا في البداية ، وكنت متخوفة من تقديمه ، لكنني تأقلمت مع الدور وعملت على أبعاد الشخصية حتى استطعت أن أفصل تماما بين “صباح” وبين “مروة” ، حاليا وبعد استمرار العرض تحول الإرهاق النفسي إلى إرهاق جسدي ، فالعرض صعب جدا ، خاصة وأنني وحدي في العرض مما يزيد من العبء وفى نفس الوقت تطالبنا الإدارة ويطالبنا الجمهور بأن نمد العرض ، لكنني رغما عنى لن أتمكن من ذلك ، لأنني لن استطيع أن أضغط على أعصابي أكثر ، لأنني أمثل كل ليلة بمجهودي ونفسيتي وإحساسي وأعطى الدور حقه بالكامل لأنني لا أستطيع أن امثل بطريقة أخرى.
* ذكرت أنك تخوفت من تقديم الدور في البداية .. فما سر هذا التخوف؟
** تخوفت من طبيعة الشخصية ، فلم أكن أتصور أن هناك امرأة يمكن أن تتقبل كل هذا الذل والقهر ، وكان المخرج أكرم مصطفى يقول لي هذه النماذج موجودة بالفعل ، فأقول له وما الذي يجبرها ، لماذا لا تطلب الطلاق وترحم نفسها من العذاب ، حتى قبلت في النهاية بغير اقتناع كامل ، وهذا سبب آخر من أسباب الضغط النفسي في البداية ، لأنني لم أحب الشخصية ولم أتعاطف معها لأنني ضد الشخصيات الضعيفة ، ولكن من خلال الجمهور الذي شاهد العرض وخاصة السيدات تأكدت من وجود تلك النماذج ، حتى أن إحدى السيدات انهارت بالبكاء وأدخلتها الكواليس لتهدئتها ، وهذه النماذج الحية أقنعتني بالدور بنسبة مئة بالمائة.
* من وجهة نظرك .. هل تعتبر “صباح” جانية أم مجني عليها؟
** أنا أراها برغم كل الأخطاء التي ترتكبها بلا وعى منها ومن منطلق أن الفرد يؤثر في المجتمع والمجتمع ككل يؤثر في الفرد فهي مجني عليها من المجتمع ومن البيئة المحيطة بها ومن أهلها ممكن ومن اختيارها الخاطئ في الزواج ومن ظلمها لنفسها بقبولها هذا الوضع المهين ، فرغم أخطاءها وخطاياها إلا أنها مجني عليها.
* في نهاية النص الأصلي قررت البطلة أن تنتقم من كل من آذوها ولكن في العرض لجأت لإنهاء حياتها .. فأي النهايتين تفضلين؟
** النص الأصلي طبعا ، ولا أعلم تحديدا سبب اختيار المخرج لتلك النهاية ، ومن الممكن أنه رأى هذه النهاية هي الأقرب للمرأة الشرقية ، وأنا أيضا وجدت مبررا لتلك النهاية بعد ما سمعته من جمهور العرض ، فهناك من أقنعته النهاية وهناك من اعترض بشدة وهذا أسعدني أن الناس تخرج من العرض لمناقشته والتفكير به ، وهذا أعجبني في رد فعل الجمهور.
* من هى مروة عيد على المستوى الإنساني ؟
** إنسانة بسيطة ، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج ، ومتزوجة من السيناريست محمد عز الدين وهو إنسان جميل يساندني في كل خطواتي ولدى ابنة وحيدة هي “مريم” عمرها عامان ونصف .. وأحلم بتحقيق نجومية كبيرة في السينما ولكن يظل المسرح هو عشقي الأكبر.