حصريا.. المخرج المسرحي محمد الصغيرلـ المسرح نيوز: قدمت هاملت بصورة مختلفة..واستفدت من دراستي مع المبدع خالد جلال.. وهذا سر انسحابى من مسرح مصر!

المسرح نيوز ـ القاهرة| حوار أجراه: كمال سلطان
ـ
يرتبط المخرج الشاب محمد الصغير ارتباطا وثيقا بأعمال الكاتب الإنجليزى الشهير وليم شكسبير، حيث يحرص على إعادة تقديمها من حين إلى آخر، ولكن من خلال رؤيته الخاصة وأسلوبه المختلف حيث تطغى الكوميديا والفانتازيا على العرض، وقد حدث ذلك من قبل فى عروض منها “روميو وچولييت” و “يا هاملت”. وفى عرضه الجديد ” السيرة الهلامية” والذى يتم تقديمه على خشبة مسرح الطليعة يعود الصغير لممارسة هوايته المفضلة ويقدم نص “هاملت” بطريقة كاريكاتيرية ساخرة، ومن خلال اسقاط على المجتمع المصرى فى صعيد مصر. وفى هذا الحوار الحصري لموقع “المسرح نيوز” يحكى لنا المخرج محمد الصغير تجربته فى هذا العرض، وسر ارتباطه بنصوص شكسبير .. فماذا قال؟
* ما سر اختيارك لنص هاملت تحديدا لتقديمه فى عرض “السيرة الهلامية” ؟!
** أولا “هاملت” يسبب حيرة للعالم كله حتى المخرج الكبير يوسف شاهين، لذا فقد أحببت تقديمه بشكل مختلف فوجدت العامل المشترك بيننا كمجتمع مصرى وبين النص هو تيمة “الثأر” ، وتحريض الأب لأبنه على الأخذ به فوجدته مناسب جدا لمجتمعنا ، وكنت من البداية أريد تقديمه بأسلوبى المعتاد ولكن بشكل به الروح المصرية، وكنت أريد أن أرى هل سيتقبله الجمهور المصرى أم لا،
والحمد لله ان العرض نجح مع الناس، على اارغم من أن هاملت شخصية محيرة ولم يجمع عليه أحد فهل هو مفكر أم متردد أم مجنون، لم يصل أحد لوضعه فى اطار محدد، ولهذا الامر فقد اخترت أن اقدم الدور بثلاثة ممثلين وهناك من لم يستوعب الأمر فى البداية، وقد أحببت ذلك حتى تكون الدراما ثرية واستطيع تناول الشخصية برؤى مختلفة ، وهذا هو سر اختيار للنص.
* مشاركة الفرقة الغنائية بالتمثيل، هل كان مقصودا من جانبك منذ البداية؟
** نعم، لأننى اقدم من خلال العرض روح المسرح الشعبى، فكان لابد أن ألعب على تلك المنطقة ، وان أجعل الملحن والفرقة يشاركون بالتمثيل، كما أننى جعلت الممثلون يغنون ايضا لأن ذلك يقرب الفكرة المراد توصيلها بصورة افضل، وانا ألعب على فكرة “الكوميديا دى لارتى” وعلى روحها، والحمد لله ان الفكرة وصلت للجمهور ، على اختلاف فئاته العمرية حيث تحضر عائلات واحرص على استطلاع ارائهم ، والحمد لله أن الأراء كلها جاءت ايجابية وكان استقبال الأجفال للعرض ايضا استقبالا جيدا.
* لديك تجارب سابقة فى نصوص لشكسبير، نفذتها بنفس الطريقة، فما سر ذلك؟
** هدفى من ذلك هو ازالة حاجز الخوف من الاقتراب من تلك النصوص بهذه الصورة، فبعض الأكاديميين يقدسون نصوص شكسبير جدا ويصرون على تقديمها بنفس الطريقة التى كتبت بها حرفيا، وما دمت لا أخرب فى النص او افسد فكرته الاساسية، فمن حقى ان اتناوله بالصورة التى أراها مناسبة، فما افعله هو اننى أفكك الدراما وأفكك الشخصيات، وأحافظ على النص الاصلى كما هو، لكن مشكلتى فيمن لا يستطيعون استيعاب هذا التناول، وخاصة الاكاديميين، وليس الجمهور العادى، وعندما تناولت نص “روميو وچولييت” وقدمته بنفس التيمة، أشاد به المخرج التونسى المنصف السويسى وقال لهم هذا هو المسرح المختلف الذى احب أن أراه، وقال لى أننى أعى تماما ما اريده، وسبب انبهاره أنه شاهد الدراما كاملة فى تناولى للنص.

* خروج العرض فى موسم الإمتحانات، هل أثر على الاستقبال الجماهيرى؟
** كنا نتوقع ذلك ، لكننا فوجئنا بالإقبال الجماهيرى الكبير والذى ازداد عقب اجازة منتصف العام ، وحضر لنا جمهور من مختلف الفئات ولم يكن مقتصرا على الشباب فقط، والحمد لله. * حلم تكوين فرقة مسرحية، هل مازال يراودك؟ ** مازلت احلم، فهو احد احلامى المهمة، لكنه يحتاج لامكانات، ولتذليل العقبات الإدارية، فالحركة المسرحية فى مصر مازالت تدار بأسلوب قديم ولم تشهد تطورا يذكر ، وكلمما هممت بتحقيق الحلم وتكوين الفرقة تصدمنى العقبات ، ومازال الحلم قائما لكنه مؤجل.
* إلى أى مدى أفادتك دراستك بمركز الإبداع الفنى مع المخرج خالد جلال فى التطبيق العملى؟

** لا شك أننى استفدت كثيرا من دراستى فى الدفعة الاولى بمركز الإبداع مع الأستاذ خالد جلال ، فى كل شيئ أهمها كيفية التفكير فى خروج المشهد والاستفادة من كل مالدى من امكانات فى توصيل الفكرة للجمهور ، كل ذلك أعطانى خبرات أكبر وثقلا اكثر ، ومن خلال المناهج النقدية المختلفة التى درستها بالجامعة أصبحت أقرأ النص بصورة مختلفة واستكشف خباياه ، وتعلمت كيفية تحليل الشخصيات وعناصر النص، لأننا ندرس من اول الإرشادات المسرحية ، وهذا أعطى لعروضى شكلا مختلفا فى التناول.
* تجربتك الإخراجية فى مسرح مصر مع الفنان أشرف عبد الباقى ، كيف تقيمها ولماذا لم تستمر؟
** لا شك أن تلك التجربة للفنان المتميز اشرف عبد الباقى تجربة مهمة وساهمت كثيرا فى تحريك المياه الراكدة فى العديد من المسارح، ويحسب له انه دخل التجربة وخاضها وهو غير متأكد من نتائجها ولم يكن يضمن ان كانت ستنجح أم لا، وهى تجربة مختلفة ، وأخرجت معهم جميع عروض الموسم الأول ، لكن المسألة أصبحت تجارية وزاد ارتجال الممثلين بصورة مبالغ فيها وهو ما لم اكن أحبه، صحيح أنهم حققوا نجاحا كبيرا واصبحوا نجوما لكن هذا النجاح مخيف ايضا لأن الكثيرون أصبحوا يقلدونه حتى فى بعض عروض مسرح الدولة اصبح الخروج عن النص وكوميديا الإفيهات هو المسيطر، فهذه هى المشكلة التى لم يستطيعوا الهروب منها ولذلك فقد فضلت الإنسحاب، لكننى أؤكد على أنها تجربة مهمة ساهمت فى عودة المسرح من جديد.
* بصفتك مخرج عروض “تياترو مصر” على قناة الحياة، لماذا لم تصل لنفس النجاح رغم انها تضم نجوم مثل بيومى فؤاد وهالة فاخر واحمد فتحى؟

** لا شك أن اصرار القناة على الإبقاء على نفس الإسم كان له أثرا كبيرا فى ذلك، فقد كنت ارى ان تغيير الإسم كان مهما، فقد ارتبط به الجمهور مع الاستاذ اشرف عبد الباقى، لكنها تجربة هامة افادتنى كثيرا فى تطبيق المسرح الذى تعلمته.
* وماذا عن عروضك التى تعتز بتقديمها؟
** بالتأكيد أعتز بتجربة عرض “شيزلونج” ، الذى ظل يعرض لأكثر من موسم ، بنجاح جماهيرى ونقدى كبير، وعروضى التى قدمتها بجامعة عين شمس، وعروض تياترو مصر التى جعلتنى معروفا بالسوق.
* وأمنياتك للمسرح المصري فى ٢٠١٨؟
** أتمنى ان يحصل الشباب على فرص اكبر لتقديم عروضه والا يتعرض لاى احباطات من احد، كما أتمنى ان نتخلص من البيروقراطية التى تحكمنا فى المسرح حتى نستطيع أن نتطور ونتقدم.