مقالات ودراسات

حصريا.. د. مهدي الوزني يكتب: الجمالية التلقائية في العرض المسرحي .. “نحن هنا”


 المسرح نيوز ـ العراق| د. مهدي هندو الوزني*

ناقد مسرحي من العراق*

ـ

ربما تكون عين الناقد تختلف عن عين المتلقي في رؤيته للعرض المسرحي مستخدما” أدواته في تفكيك العرض والوقوف على ماهيته . واليوم عند مشاهدتي للعرض المسرحي ( نحن هنا ) إرتأيت أن أتخلى عن عين النقد وأتبنى عين التلقي التي رأت في هذا العرض جماليته التلقائية التي أبدعها كادر العرض من المكفوفين التابع لجمعية ( السراج ) بكل تفاصيله حيث سلطوا الضوء على سراديب الظلمة وكهوف الفساد في تجربة متفردة يشهدها لأول مرة مسرح كربلاء مسرحية ( نحن هنا ) من تأليف المبدع ( لؤي زهرة ) ومن إخراج المبدع ( عباس شهاب ) هذا الثنائي الذي يعمل بصمت ليقدم الجمال .

 

 

النص : لقد إستطاع الكاتب ( لؤي زهرة ) أن يضع أفكاره في نمط من أنماط الكوميديا المسماة الدراما الهجائية وهي التي تهاجم الأفكار والأخلاقيات والمؤسسات التي تعتمد الأساليب الملتوية والغير أخلاقية في تعاملها مع الإنسان والتي تؤدي إلى هدم كل ماهو جميل ومن ضمنها قضية الفساد وقد إختار الكاتب لؤي زهرة هذا النمط لإيمانه بأنه القالب الذي يمكن أن تصل فيه الأفكار وبالتالي تأثيرها على المتلقي والتفاعل معها ولقد إختار الكاتب اللهجة العامية التي لها سحر خاص على عواطف المتلقي مستغلا” وجود الشاعر المتألق ( نوفل الصافي ) الذي تداخل بقصائده الشعبية مع حوارات النص .

 

العرض : عمل المخرج ( عباس شهاب ) على الإقتراب من التلقائية الجمالية في العرض من خلال تبسيط تكويناته الصورية التي توزعت بين منطقتي المسرح اليمنى و اليسرى تماشيا” مع تلقائية النص وإمكانية وتلقائية الممثلين الغير محترفين وبذلك عزز هذه التلقائية وثبتها كما أنه وظف الديكور بواقعيته بشكل جميل وأدخله في نسيج وبناء العرض ، وكذلك فعل مع الإضاءة ،

 

أما عن التمثيل فبرغم تلقائية الممثلين إلا أنهم كانوا بمستوى إحترافي عالي في تقمص شخصياتهم وتوظيف إمكانياتهم الصوتية والحركية في إيصال أفكار المؤلف ورؤية المخرج وكان حفاظهم على مستوى ودقة الإيقاع خير دليل على إبداعهم وكذلك الإلتزام بعنصر الإستلام والتسليم الذي كان هو ( المترونوم ) الذي يضبط سرعة الإيقاع وبذلك لم يتسلل الملل إلى الجمهور رغم طول العرض المسرحي ،

 

كان لوجود المتألقة ( وداد هاشم ) دافع للممثلين الأخرين في الوصول إلى مستوى هذه الفنانة المبدعة التي كانت الكف الثاني لميزان العرض المسرحي وكان لإضاءة المبدع ( سعد السعيدي ) أثرها في الإنتقالات الزمكانية والجمالية ، وكان للمؤثرات الصوتية والموسيقى التي نفذها المبدع ( حيدرالجبوري ) إضافة لجماليات العرض في تصوير المشهد المسرحي ، أخيرا أقول كان العرض المسرحي ( نحن هنا ) جميل ورائع بجمالية تلقائيته .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock