نصوص

حصريا.. ننشر مسرحية “أنا والشيخ وهواك” .. تأليف الكاتب العراقي : مهدي هندو الوزني


المسرح نيوز ـ القاهرة ـ نصوص مسرحية

ـ

 

مسرحية أنا والشيخ وهواك

تأليف : مهدي هندو الوزني*

كاتب من العراق

ــــ

 

 

شخوص المسرحية

الشاب

الشيخ

شخص 1

شخص 2

شخص 3

( يفتح الستار .. وضعت في وسط المسرح باب …يقف أمام الباب الاشخاص الثلاثة .. موسيقى يتحرك الأشخاص الثلاثة بحركات بونتمايم متجهين نحو الباب محاولين فتحها .. يدخل الشاب ينظر اليهم ثم يقول

الشاب :ماذا تفعلون ؟( لاأحد يكلمه ..يكرر الشاب سؤاله مرة ثانية )

الأشخاص الثلاثة : نفتح الباب

الشاب : أجننتم

الشيخ : ( وهو واقف في أحد أركان المسرح ) دعهم يحاولون

الشاب : أبهذه الطريقة الساذجة

الشيخ : مستوى تفكيرهم

الشاب : وأنت ؟

الشيخ : أنا .. أنا أعلم بأنها لاتصغي أليهم وبأنهم لايستطيعون فتح الباب

الشاب : وكيف علمت ؟

الشيخ : أحقا تسالني ؟

الشاب : وماذا في ذلك

الشيخ : لاشيء .. ولكني أعلم بأنك ذكي جدا ونافذ البصيرة

الشاب : وماذا يعني

الشيخ : يعني كان لزاما عليك أن لاتسأل هكذا سؤال

الشاب : ولم لا

الشيخ: كان الاجدر بك أن تتفحص وجهي .. تتأملني .. كنت ستجد جواب سؤالك في وهني وفي تعبي .. أنت يامن أحرقتك شمس النهارات وأنت تبحث عن سبيل كي تراها وتخرجها

شخص 1 : أخرجي والا حطمت الباب

شخص2 : أخرجي فالموائد بانتظارنا

شخص3 : أخرجي فبدونك لايمكن لي أن أتسيد

الشيخ : ( مخاطبا الشاب ) أنت يامن كواك وجع السنين آملا أن تطل عليك لتطفىء نارك

الشاب :أنت تحيرني

الشيخ : بل أنت تحيرني

الشاب : كيف

الشيخ : كنت انتظر أن أراك قويا .. صلبا تبحث عن حلول لتخرجها من خلف هذا الباب اللعين

الشاب : أكنت تنتظرني ؟

الشيخ : نعم

الشاب : وهل تعرفني ؟

الشيخ :بالتأكيد

الشاب : وماذا تريد مني

الشيخ : كل منا يريد الاخر

الشاب : لاأفهمك

الشيخ : ستفهمني فيما بعد

الشاب : ولكن من أنت

الشيخ : ستعرف فيما بعد

الشاب : ولكن .. كيف عرفت باني أسعى لاخراجها من خلف ذلك الباب

الشيخ : الهموم .. الهموم هي التي أخبرتني

الشاب : تقصد النجوم .. وعلى مايبدو لي أنك عراف أودرويش

الشيخ : لاهذا ولاذاك .. أنا مجرد أنسان بسيط

الشاب : أقلت الهموم ؟

الشيخ نعم الهموم .. ألاتصدق ذلك

الشاب : بالتأكيد لاأصدق

الشيخ : أنا أتحدث الى الهموم والنجوم والغيوم

الشاب : ألم أقل لك من قبل بأنك عراف

الشيخ : وأنا قلت لك من قبل بأني لست بعراف

الشاب : أذامن تكون ؟

الشيخ : أنا أنسان بسيط .. سائح في ملكوت الله .. أسعى الى ماتسعى اليه .. سمعت صوتا طالما أرقني .. ناداني .. صوت رقيق ..سلبني عقلي .. صوت أشبه بصوت معشوقتي .. بحثت في كل الامكنة حتى وصلت حدود اللامكان فلم أجده .. سرت زمنا طويلا طويلا .. حتى عبرت حدود اللازمان فلم أجده .. ورحت أتبع هذا الصوت هنا وهناك حتى جاءت بي قدماي الى هنا فوجدت هذا الباب .. وأحسست بأن الصوت يناديني من خلفه .. فأيقنت بأنها خلف الباب

الشاب : أتعلم أيها الشيخ .. الصوت الذي ناداك نفسه ناداني .. ولكن أيها الشيخ قلت بأنك أيقنت بأنها خلف الباب والصوت هو صوتها

الشيخ : نعم صوتها

الشاب : أذن خرجت أليك

الشيخ : كلا لم تخرج

الشاب :من المؤكد هناك مايمنعها من الخروج

الشيخ : حتما

الشاب : وماهو

الشيخ : لان الباب مقفل

الشاب : نفتحه

الشيخ : كيف ؟

الشاب : كيف .. بالمفتاح طبعا

الشيخ : مفتاح هذا الباب ليس ككل المفاتيح

الشاب : ماذا تقصد بأنه ليس ككل المفاتيح .. أتقصد أنه مصنوع من مادة أخرى ؟

الشيخ : مادة مفتاح هذا الباب محسوسة وليست ملموسة

الشاب : أذن دعنا نفكر بحل أخر لنخرجها من خلف هذا الباب اللعين

شخص1 : أخرجي لقد ضقت ذرعا

شخص2 : أخرجي سوف يبدأ الاحتفال

شخص3 : أخرجي فأنت جواز مروري

الشاب : ( مخاطبا الشيخ ) أتسمع مايتحدثون به

الشيخ : دعهم على قارعة الطريق وسلك أنت الطريق الصح

الشاب : ألاتدلني عليه

الشيخ : أنظر الى قلبي

الشاب : لاأفهمك

الشيخ : القلب هو الطريق أليها

الشاب : تقصد ال……

الشيخ : ( مقاطعا ) نعم أقصد العشق .. الهيام ..

الشاب : أنا ……

الشيخ : ( مقاطعا ) أنت تفهمها كفهمك لنفسك

الشاب : ولكنها

الشيخ : ( مقاطعا ) ولكنها لاتخرج

الشاب : من أنت ؟

الشيخ : ( تاركا المسرح ) ستعرف فيما بعد .. . ستعرف فيما بعد

الشاب : توقف .. أرجوك توقف .. أنا بحاجة أليك .. أنا بحاجة الى مساعدتك

شخص1 : ( يترك المسرح ) سأعود كي أخرجك رغما عنك

شخص2 : ( يترك المسرح ) أفسدتي علي الاحتفال .. لكن سأعود اليك

شخص3 : ( يترك المسرح ) سأعود وأجبرك على الخروج كي لاتضيع فرصتي بأن اكون السيد

الشاب : آه .. كان الشيخ محقا فيما قال .. نعم أنا أعشقها عشق متصوف أضناه الوجد لرؤيتها .. ولكن كيف السبيل الى ذلك ( يستدرك ) الشيخ .. نعم الشيخ هذا الرجل الغريب .. الغريب في كل شيء أشعر بأنه يعرف كل شيء عنها .. ولكن هذا الغموض الذي يكتنفه لاأجد له تفسير .. وأشعر بأن مفتاح هذا الباب اللعين معه .. آه لوكان هنا لسألته عما يعرف .. ولكن من أين لي به الان

الشيخ : ( يدخل المسرح ) أنا هنا .. أنا معك .. سل ماشئت

الشاب : ( بذهول ) الشيخ

الشيخ : نعم أنا هو

الشاب : ولكن كيف سمعتني

الشيخ : لاني قريب منك

الشاب : قريب مني

الشيخ : نعم

الشاب : ( بتوسل ) بالله عليك أخبرني من تكون

الشيخ : أتود أن تعرف من أنا

الشاب :اتوسل أليك

الشيخ : أنا أنت منذ عقود

الشاب : ماذا

الشيخ : أنت أنا منذ عقود

الشاب : أنا أنت .. أنت أنا .. منذ عقود هل هذه أحجية

الشيخ : كل منا أحجية ولكن …..

الشاب : ( مقطعا ) ولكن دعك من هذا …. أنا ياشيخ وببساطة أريد أن أعرف من أنت ؟ وماذا تعرف عنها ؟ وهل تستطيع أن تساعدني كي نخرجها من خلف هذا الباب ؟ ولماذا تهتم بي ؟

الشيخ : وببساطة أقول لك بأنك صنوي ….. أنت تشبهني في كل شيء ولذلك قلت لك أنا أنت …. نحن الاثنان نعشقها ونهيم بها ونحن الاثنان لدينا نفس الهدف .. رؤيتها تخرج للناس للحب للخير ..

شخص1 : ( يدخل المسرح ) اللعنة لقد سأمت الانتظار فأخرجي

شخص2 : ( يدخل المسرح ) اللعنة لقد بدا الناس ينفضون من حولي فأخرجي

شخص3 : ( يدخل المسرح ) اللعنة كلمة السيد أصبحت بعيدة عني فأخرجي

الشاب : ( يخاطب الشيخ بانفعال ) ألا تسمع مايقولون أيها الشيخ

الشيخ : بلا اسمع ولكن كما قلت لك دعهم على قارعة الطريق

الشاب : ولكنهم يتوعدونها

الشيخ : وليكن .. ألا أنهم لايستطيعون فعل أي شيء .. لانهم لايملكون مفتاح هذا الباب

الشاب : على ذكر المفتاح هل هو معك ؟

الشيخ : وهو أيضا معك

الشاب : ( بندهاش ) معي

الشيخ : نعم

الشاب : ها قد عدنا الى لعبة الاحاجي

الشيخ :لاأحاجي أنها الحقيقة

الشاب : أية حقيقة

الشيخ : بان المفتاح معي ومعك ولكن …..

الشاب : ( مقاطعا ) ولكن دعك من المفتاح الان .. وقل لي مامعنى أنك تعشقها كما أعشقها أنا

الشيخ : أولا تصدق .. أنا أعشقها منذ زمن بعيد

الشاب : منذ زمن بعيد

الشيخ : نعم

الشاب : وكيف يكون ذلك ؟ هذا يعني أنها كبيرة في السن

الشيخ : كلا هي لاتخضع لقوانين المراحل العمرية .. أي أنها لم تكن يوما صغيرة ولاستصبح يوما كبيرة

الشاب : ألم أقل لك بأنك تلاعبني لعبة ألاحاجي

الشيخ: على رسلك فالاحاجي لاتنفع مع الحقائق

الشاب : أذن ماهذا الذي تقوله لي

الشيخ : أقول لك الحقيقة .. أقول لك تجربة العمر

الشاب : أنت تحبها منذ زمن وأنا أحبها في هذا الزمن وهي لم تكن يوما صغيرة ولاستصبح يوما كبيرة .. كيف لي أن أستوعب كل هذا .. الاتتفق معي بأن هذا جنون

الشيخ : الجنون هو أن نتركها خلف هذا الباب

الشاب : حسنا .. ألم تقل بوجود مفتاحين .. واحد معي وأخر معك

الشيخ : نعم قلت هذا ولكن ….

الشاب : ( مقاطعا ) ولكن ماذا ؟

الشيخ : كنت عجولا كما أنت الان .. ولم تجعلني أكمل حديثي …..

الشاب : عذرا .. أكمل حديثك

الشيخ : أنا وأنت نمتلك مفتاحين .. ولكن هذان المفتاحان لايكفيان .. نحتاج الى أكثر من مفتاح

الشاب :اكثر من مفتلح

الشيخ : نعم أكثر من مفتاح

الشاب : واين نجد هذه المفاتيح

الشيخ : يجب أن نبحث عنها في كل مكان وسنجدها حتما عند أناس مثلي ومثلك يعشقونها كما نعشقها

الشاب : ( مستغرب ) أيوجد أشخاص أخرون يعشقونها ؟

الشيخ : نعم ولم الاستغراب

الشاب : ظننت أني الوحيد الذي يعشقها

الشيخ : المشكلة أن عشاقها قليلون جدا

الشاب : ماذا .. أتريدهم كثر

الشيخ :منى النفس

الشاب : هذا غير معقول .. عاشق يتمنى أن يكون لمحبوبته كثير من العشاق .. كيف يكون هذا .. أتعلم أيها الشيخ عندما قلت لي بأنك تعشقها منذ زمن .. تمنيت لوكانت معي سكين لقتلتك ومزقتك .. ولكن ..

الشيخ : ( مقاطعا ) ماذا هل أشفقت علي ؟

الشاب : كلا .. ولكن قلت في نفسي لم أقتله وهي أن خرجت ونظرت اليه سوف لن تعره أي أهتمام لانه كبير في السن

الشيخ : أذن.. أعلم ايها الشاب بأنها لاتفرق بين شيخ اوشاب هي لاتنظر الى الشكل بل تنظر الى القلب

الشاب : أذن انت تعرفها جيدا

الشيخ : كما تعرفها أنت

الشاب : حدثني عنها .. عن حبك لها ….

الشيخ : هي نسمة في ليلة طوقها الحر .. هي فيء يستظل به المتعبون .. هي قمر اضاءه ليل العاشقين وزاح عنهموا ستار الظلام .. هي وردة ندية لكن عطرها محدث رقيق.. أما أنا أعشقها منذ ولدت .. أراها من خلال طفل ينظر لقمر آفل وينتظر شمس تبزغ عبر أسلاك شائكة في مخيم كان اسمه مخيم اللاجئين واليوم تبدل االاسم فصار مخيم المهجرين .. أراها من خلال فتى داسته عجلات الغربة منزويا في غرفة شاركته فيها الوحدة والحزن والانين .. أراها من خلال دمعة أم رات وحيدها تمزقه سياط هائجة .. أراها من خلال طير حلق بعيدا .. بعيدا دونما المرور بالحدود.. كنت أبحث عنها وأتنقل من مكان الى مكان .. في النهارات أجوب الطرقات علٌيُ أحضى برؤيتها أو أحضى بمن يدلني عليها .. وفي المساءات كنت أستلقي على احد الجدران بعد ان يكون التعب اخذ مني ماخذه .. أغمض عيني وأحلم بها .. تشع نورا على ظلمات النفوس .. بحثت .. وبحثت وسألت السحرة والعرافين وكانت النصيحة بأن أنذر النذور .. ونذرت

الشاب : ماهذا ياشيخ .. والله كاني أنظر في مرآة فارى نفسي

الشيخ : ألم اقل لك من قبل أنا أنت وأنت أنا

الشاب : نعم الان ادركت ذلك .. ولكننا الان نعرف أنها خلف ذاك الباب فما ذا نفعل ؟

الشيخ : نحتج .. نتكلم .. نصرخ

الشاب : وهل ينفع هذا ياشيخ

الشيخ : عل هذا يسمع الموتى

الشاب : وهل هنالك موتى يسمعون ؟

الشيخ : نعم .. موتى الصمت .. هلم بنا نتكلم ونصرخ ونملآ الارض صراخا ( الشاب والشيخ معا يصرخون .. أين أنتم أيها العاشقون.. ثم يتركون المسرح )

شخص1 : ( يخاطب شخص2و3 ) أنت وأنت

شخص2 : نعم ماذا تريد

شخص3 : قل ما تريد

شخص1 : ألم يلفت انتباهكما الشاب والشيخ اللذان غادرا توا

شخص2 : بالنسبة لي كلا

شخص 3 : اما أنا فأمرهما لايهمني

شخص1 : غبيان

شخص2 : ماذا انعتنا بالغباء ؟

شخص1 : كلا بل قلت بانكما حمارين

شخص3 : نعم حسبتك تقلل من ذكائنا

شخص1 : ذكائكم .. دعكما من الذكاء ألان وأستمعا الي .. هذان الشخصان يبحثان عنها .. وهما يعرفا بأنها خلف الباب .. وسيعملان جاهدا لاقناعها بالخروج لهما .. وأذا تم لهما ألآمر أصبحنا في خبر كان

شخص2 : ماذا تقول

شخص3 : يقول لك سوف نصبح في خبر كان ألا ترى أقصد ألا تسمع ….

شخص1 : يجب أن لاندعهما يفعلان مايشاءان حتى أن حاولا الآقتراب من الباب .. نقطع عليهما الطريق .. فضلا عن أنهما يملكان المفتاح الذي يفتح هذا الباب اللعين .. لقد طرق سمعي هذا وهم يتحدثون عنها

شخص2 : لاتهتم بهذا الموضوع .. سأتصرف أنا

شخص1 : كيف

شخص2 : أنسيت بأني كنت أعمل في شركة ( ال س راء ) العالمية لتجارة المواد

شخص1 : أيها ال…..أية شركة عالمية كنت تعمل بها أنت

شخص2 : ماذا دهاك أيها الزميل العزيز .. الشركة .. الشركة العالمية  س راء

شخص1 : لاأفهم ما تقول

شخص2 : شركة السرقة العالمية ( يعني بالعربي حرامي ) وسا سرق لك المفتاح

شخص1 : ( يضع يده على فم شخص2 ) أصمت .. أصمت ايها ألآحمق لقد فهمت الآن

شخص2 : الآن فهمت يالك من ذكي

شخص1 : ولكني سمعتهما يتحدثان عن مفتاح غير الذي نعرف من المفاتيح

شخص2 : وما نوع هذا المفتاح

شخص1 : لاأعلم .. لوكنت أعلم لقلت لك

شخص2 : ( يسأل شخص3 ) أتعرف ماهو

شخص3 : ( يحاول الادعاء بالمعرفة ) أ أ عتقد أنه كما قال الزميل العزيز من أن .. ولكني أخالفه الرأي فأنا أعتقد بأنه ليس كما قال الزميل العزيز وفي الحقيقة والواقع .. أ .. لاأعرف .. عن ماذا تسأل

شخص2 : ( بسخرية ) لاشكرا .. كنت أحي فيك الفطنة والذكاء فقط

شخص1 : دعكما من هذا الآن وأستمعا الي .. أنالست مرتاحا لهذين الشخصين

شخص3 : بسيطة مارأيك لو قتلناهما

شخص1 : صحيح كما قال الزميل العزيز أحي فيك الفطنة والذكاء .. تقتل من أيها الاحمق .. فهذان الشخصان مهمان جدا .. فهما يمثلان الحضارة والثقافة والآدب والفن في نظر بعضهم وأذا ماتا فستقوم علينا الدنيا ولاتقعد

شخص3 : ( مستهزأ ) ياعزيزي .. أية حضارة وأية ثقافة وأي أدب وأي فن

شخص1 : أسمعا أيها الذكيان .. هذه أخر مرة اسمع صوتكما وألا ..

شخص2 : ( مقاطعا ) لاأرجوك لاتغضب .. لم ولن تسمع صوتنا بعد الآن

شخص1 : أذن أتفقنا .. كنت اقول

شخص3 : ماذا اردت أن تقول

شخص1 : ( غاضبا ) ماذا .. ألم نتفق بأن لاأسمع صوتا لكما

شخص2 : نعم نعم .. أهدأ .. أهدأ ..لاتزعج نفسك .. ألم أحي ذكاءه مسبقا

شخص3 : أنا أسف .. أسف جدا

شخص1 : المهم .. كنت أقول

شخص2 : ( مخاطبا شخص3 ) لاتتكلم .. لاتتكلم .. أعرف أنك لاتستطيع أن تضبط لسانك

شخص1 : ( بغضب شديد ) ألاهي .. ألاهي .. أمنية واحدة أطلبها منك .. أريدك أن تأخذ هذين العزيزين الى جنات الجحيم

شخص2و3 : وهومعنا أمين يارب العالمين

شخص1 : ماذا أفعل بكما .. ها .. ماذا أفعل بكما .. ليس هذا مهما الآن .. المهم أيها الزميلين العزيزين ياأذكى أذكياء العالم أردت أن أقول ( يحاول شخص2و3 الحديث لكنه يضع يديه على فميهما ويكمل حديثه ) أردت ان أقول بأن هذين الشخصين يشكلان خطرا علينا .. لآنهما يريدان أن يبددا أحلامنا وخططنا بالسيطرة على مجريات الاحداث .. ها .. وصلت أليكم مجريات ألآحداث

شخص2 : نعم أيها الزميل العزيز وصلت قبل نصف ساعة

شخص3 : أنا أحتج ..( أنا زعلان)

شخص1 : لماذا أيها الزميل العزيز

شخص3 : لآنكما لم تعطياني خبر عن وصول مجريات .. كم كنت أتمنى أن أراها وأتحدث معها ألحقيقة ( أنا زعلان )

شخص1 : يبدو أنني سأرتكب حماقة .. سأفجر دبابة أمريكية و…….

شخص3 : ( مقاطعا ) ومن ثم يلقون القبض عليك ويرسلونك الى معتقل ( غوانتنامو)

شخص2 : ( بنيرة هادئه ) أرجوك أيها الزميل العزيز أن لاتعتب علينا لعدم زيارتك .. كما تعلم أن المسافة بعيدة من هنا الى هناك وأنا شخصيا لاأطيق ركوب الطائرات ( لآن بيني أوبينك أحس أبدوخه أومحتمل أتقيأ )

شخص1 : اللهم أعطني الصبر على مابتليتني به .. أيها الزميلان العزيزان ليس هذا وقت المزاح .. يجب أن نمنع الشاب والشيخ بأية وسيلة أفهمتما

شخص2و3 : نعم ( في هذه الآثناء يدخل الشيخ والشاب )

شخص1 : لنحاول أن نظمهما ألينا

شخص2 : أنها فكرة جيده

شخص3 : سأحاول أنا ( يذهب بأتجاه الشاب والشيخ ليتحدث أليهما وبشكل متسلط ) أنتما ماذا تفعلان هنا ؟

الشاب : نحن نبحث عن ……

شخص3 : ( مقاطعا ) تبحثان عنها

الشيخ : نعم وماأدراك ؟

شخص3 : ( متلعثما ) ما أدراني .. ما أدراني ماذا

الشيخ : بأننا نبحث عنها

شخص3 : ( يحاول أن يستدرك الامر ) أ … ( مشيرا الى الشاب ) هو .. هو قال ذلك

الشاب : أنا لم اقل شيء

شخص3 : نعم لم تقل شيء ولكننا نعلم كل شيء .. ولهذا أقول لكما بأن ترحلا وتنسا ماجئتما من أجله وألا ….

الشاب : ( مقاطعا ) وألا ماذا .. تقتل صوتا فينا .. أم تكسر قلما لنا

شخص2 : ( يتدخل لفض النزاع ) أهدأ .. أهدأ ..أيها الشاب .. فزميلي لايعني ماتقصد ولكنه يقول ماشئنكما بها ؟ ولماذا تبحثون عنها ؟ فهي لاتنظر لكما .. أنتما متعبان .. هي تنظر الى واحد مثلي مثلا .. شخص ذو مال وجاه

الشيخ : أخطأت ياهذا فهي لاتنسجم مع مال أوجاه ,, بل هي تنفر منهما ..

شخص2 : هل يوجد أحد ينفر من المال أو الجاه

الشاب : نعم .. الانسان الصادق .. الانسان المحب .. الانسان العاشق

شخص2 : هذه ترهات .. حيلة الضعفاء

شخص1 : ( يتجه نحو الشاب والشيخ ) أيها الاخوان العزيزان .. دعكما من هذين المعتوهين فا لآول استعرض عليكما قوته وسلطته والثاني أستعرض عليكما ماله وجاهه .. أما أنا فعندي لكما عرضا جميلا .. أسمعا أننضممتم ألي فسأعطيكم السلطة وكذلك المال .. وأنتما بحديثكما الجميل وقوة اقناعكما للغير .. نكون قد شكلنا أنا وأنتما ثنائيا رائعا ونفوز بها وعندها نكون قد ملكنا الدنيا

الشاب : ماذا تقول .. أية سلطة وأي جاه .. أتريدنا أن نشترك معك في لعبة قذرة كي تصل اليها ومن ثم تستغلها لخداع الآخرين .. أتدري ماذا تطلب منا .. أتريدنا ان ندنس عشقنا بمال اوجاه ونلطخ رداءها الابيض .. أتريدها ان تطأ طأ رأسها للآ فاقين وهو الرأس الذي دنا من السماء .. أتريدنا ان نساعدكم أنتم ألآ فاقين في ذلك ..

شخص1 : نحن أفاقون

الشيخ \ نعم ومن غيركم .. تعملون ما تعملون للوصول أليها وأستغلالها لمصالحكم الشخصية .. تتحدثون وتحتالون على الآخرين باسمها ..

شخص1 : أنا قصدت أن أجعل منكما شخصان أخران تتمتعان بالسلطة والقوة والجاه .. ثم ما لضير أن أستفدتما أنتما واستفدت أنا ويستفيد ألاخرون

الشاب : بل قل أنت وحدك تستفيد على حسابنا نحن والاخرين .. لكن هيهات أن أدعك ومن معك تفعل ما تريد .. سأفتح الباب اللعين وأخرجها للناس للحب للخير ..

الشيخ : وأنا معك ( يتحرك الشاب والشيخ نحو الباب .. فيما يقطع عليهما الطريق ألاشخاص الثلاثة مع موسيقى مناسبة )

الشيخ : ( ويبدو عليه أنه اصيب ) آه .. لاتستسلم أيها الشاب لاتستسلم ,, ولاتدعهم يصلون الى معشوقتك.. دافع عنها .. دافع عن حبك لها .. دافع عن كل عشاقها .. أبحث عنهم في كل مكان .. أستنجدهم كي يساعدوك أستحلفهم بكل ليلة قضوها يحلمون بها .. بكل دقة قلب خفقت عند سماعهم أسمها .. بكل الصباحات التي تنتظر طلتها .. لاتستسلم أيها الشاب لاتستسلم ( يسقط الشيخ بين يدي الشاب )

الشاب : أسترح أيها الشيخ العاشق .. واعلم إن رحل عنا عاشق يولد عاشق أخر .. أقسم يا شيخ العاشقين .. أقسم بكل الآحلام التي لم تتحقق ألا أمكن أحد من الافاقين للوصول الى عتبة الباب .. أقسم أني متيم بها يا شيخ .. آه .. آه لوأنك إنتظرت قليلا كنت ساطلعك على رسائلي التي كتبتها لها .. لكن لاباس أنت معي الآن .. معي في عشقي .. معي في هدفي .. أنت تسمع وترى .. أنا أدرك ذلك .. فلا حجاب بيني وبينك .. وبما أنك معي سوف اطلعك على رسالة أخفيتها زمنا .. تحكي قصة العشق الازلي .. أن كلمات الرسالة يا شيخ تمجدها .. وتلعن الظلام الذي حجبها عن عشاقها .. أنظر الى عشاقها فيما مضى .. فهم يتحدثون نفس الذي نتحدث الآن .. أنظر الى ماكتب هذا السومري .. وأنظر الى ما كتب ذاك الفرعوني .. أنظر ياشيخ .. أنظر يا شيخ ( يدخل الاشخاص الثلاثة ويمزقون الرسالة )

الشاب : ( يصرخ ) ماذا تفعلون .. ماذا تفعلون أيها الاوغاد .. لايمكن لكم أن تسكتوا صوت العاشق .. لايمكن لكم ان تمحوا حبا دام الاف السنين .. لايمكن لكم ان تصلوا الى الباب اوتفتحوه مهما حاولتم فالباب لاينفتح الا للذين معهم المفتاح .. مفتاح الصدق ولن يفتح الباب إلا للذين يعرفون إسمها بصدق .. هي لاتكلم إلا الصادقين وهي لاتخرج الى للمؤمنين بها .. فارحلوا ايها ألاوغاد .. أرحلوا ( يخرج الاشخاص الثلاثة ) نعم للذين يعرفونها بصدق وبعشقون أسمها بصدق .. إنهض يا شيخ .. إنهض يا شيخ ( يصرخ الشاب والشيخ معا باسم الحرية )

الشاب : نعم هي ذي حرية اسمها يحي الموتى.. حرية يامطرا طالما أنتظره المتعبين ليسقي أرض أمالهم وينبت زرع أحلامهم

الشيخ : حرية يابلسم أوجاع المحرومين .. فالريح ياسيدتي قد هدمت نفوسنا ولا يوقف هذه الريح إلا أنت

الشاب : من ذا يبددحزني ويدمل جراحي إلاك ..

الشيخ : من ذا يرسم خطا أسود في لوحة رأسي البيضاء إلافرشاتك الذهبية

الشاب : من ذا يريح متاعبي وجعي إلا موسيقاك التي عزفت في زمن الحزن

الشيخ :في ألامس البعيد كنت أحلم أن أراقصك .. أما آن ألآوان لنفعل ذلك

الشاب : في ألامس القريب كنت أمني النفس بسماع سمفونية الفجر الجديد أما آن أوان ذلك ..

الشيخ : في ألامس البعيد كانت الدروب موحشة والعشب رداءه اليباس أما آن لهذه الوحشة أن ترحل وهذا اليباس أن يخضر

الشاب : سوف يتحقق كل ما نتمناه يا شيخ .. فمعشوقتنا تسمعنا ألآن

الشيخ : نعم .. أسمع صوتها يأتينا من خلف الباب .. أسمع .. أسمع أيها الشاب فأنا أعرف نغمة صوتها من بين ألاف النغمات .. أسمع أيها الشاب ( صوت موسيقى وكذلك صوت لفتاة من خلف الباب أوخارج المسرح )

صوت : أحببت كل العاشقين .. العاشقين الصادقين في حبهم للناس للخير .. العاشقين الماسحين دموع الثكالى بوردة ندية الراسمين البسمات فوق وجوه ألاطفال .. الصانعين من أحزانهم قلائده الفرح لتلبس النساء اللاتي فقدن الحبيب .. أحبك أيها الشيخ الذي أبيض طرفك وأنت تنتظرني .. أحبك ايها الشاب الذي ما غمض لك جفن في البحث عني .. سأخرج يوما لكم للصادقين في بحثهم عن حرية .. سأخرج يوما للذين يفهمون معنى حرية لكني أخشى عليكم من سراق الحرية .. هل مازالوا بينكم

الشاب : إطمأني لايوجد إلا أنا والشيخ وهواك خلف الباب

                                                ستار

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock