وجوه مسرحية

حتى لا ننسى.. من فوانيس المسرح الجزائري..الممثلة الراحلة.. نورية قزدرلي


المسرح نيوز ـ الجزائر|وجوه مسرحية

بقلم: كامل الشيرازي

ـ

ورية قزدرلي (اسمها الحقيقي خديجة بن عياد) من مواليد مدينة تيارت عام 1921.
كانت وحيدة أبويها، وعندما بلغت سن الـ 14 انتقلت للعيش رفقة أختها من أبيها المتزوجة في مستغانم.
وبعد بضع سنوات تعرفت على “مصطفى قزدرلي” وتزوجته وهي بنت الـ 19 عاما ثم انتقلا إلى العاصمة واشتغلت خياطة، وكان زوجها “قزدرلي” ممثلا وقتها ينشّط جولات فنية رفقة “عبد الرحمن عزيز”، “بوعلام رايس” و”مصطفى بديع” عبر القطر الجزائري.
كانت تخبّئ مبلغا بسيطا من المال فطلبوا منها إعارتهم إياه، فوافقت مشترطة مرافقة الفنانين في جولتهم للنزهة والفرجة، ولأنهم كانوا مضطرين، وافق زملاء قزدرلي، لكنهم في طريقهم إلى سطيف وقسنطينة عبر القطار؛ اكتشفوا غياب الممثلة التي كانت ستمثل معهم وهنا بدأت حكايتها مع الفن.
وتقول خديجة إنّ “مصطفى بديع” و”بوعلام رايس” هما من أطلقا عليها اسم “نورية”.
لعبت “نورية” أولى أدوارها رفقة “عبد الرحمان عزيز” عام 1945 رغم أن زوجها عارض الفكرة.
وكان أكثر شخص شجّعها هو “مصطفى بديع” الذي أسهم في عودتها إلى التمثيل بعد أن توقفت لفترة أمام إصرار زوجها على تركه، قبل أن يظهرا معا على خشبة “أوبرا الجزائر” (المسرح الوطني حاليا).
كان محي الدين بشطارزي بصدد البحث عن ممثلات تقوم واحدة منهن بدور امرأة بدوية تتكلم باللهجة الوهرانية، فرشحها “مصطفى بديع” للدور، وعندما دخلت نورية على بشطارزي نظر إليها وقال لعبد الرحمان عزيز: “طلبت منك بدوية، ماشي ماريكانية يا سي عزيز”، فردّت ضاحكة: “أنا بدوية”، وقامت بالدور أمام الفنانتين “كلثوم” و”لطيفة”، إضافة إلى الفنان الشهير “حبيب رضا”.
مثّلت نورية إلى جانب “وهيبة زكال”، “هجيرة بالي”، “فريدة صابونجي”، “شافية بوذراع”، “رويشد” و”حسن الحسني”، هذا الأخير مثّلت معه في خمسينات القرن الماضي، وكانت له معها جولة في فرنسا، أما “مصطفى بديع” فقدّمت معه عدة تمثيليات إذاعية.
قدّمت نورية خمسة أعمال للسينما، فضلا عن 170 عملا تلفزيونياً وتعاملت مع أغلب المخرجين بينهم “بن عمر بختي”، “موسى حداد”، “الحاج رحيم” وآخرون كانوا كلهم يحبون العمل معها، حاليا تعيش في كنف عائلتها وهي مستمعة جيدة لبرامج الإذاعة والتلفزيون يوميا.
من أهم أعمالها المسرحية: بنادق الأم كرار، الاستثناء والقاعدة، ممثل رغم أنفه، وردة حمراء من أجلي، الغولة، سليمان اللك، احمرار الفجر.
ورغم بلوغها سن الـ99 إلا أنها لا تغفل عن أي صغيرة ولا كبيرة، وتحصيها بالتواريخ والعناوين والأسماء.
ورحلت نورية ليلة الأحد التاسع أوت 2020؛ لكن شموعها ستظل مضيئة.
شلالات من الرحمات تتنزل على روح الفقيدة الحاضرة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock