د. عبد المجيد أهري.. مهرجان المسرح العربي ..و ملامح الاحتفاء بالأصوات المغربية وأنفاسها الجديدة
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
تأنقت جميلة الجميلات الدار البيضاء لتشكل في رقصتها البهية دائرة للفرح الديونيزوسي وحضرة للمسرح العربي الجديد والمتجدد. وتأنقت أيضا وهي في حالة نشوة وجذبة من خلال طقوسها البهية وموسيقاها الأثيرة، كي ترسم لنا أفقا متجددا يكشف عن الطيف الجديد.. المشهديات الأخيرة التي تشكل ملامح التجربة المسرحية العربية عامة والمغربية بشكل خاص.
وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبتوجيهات نيرة وأفكار نابغة من لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمـد القاسمي عضو مجلس للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، تفتح أمامنا الهيئة العربية للمسرح بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، مسرح الاحتفال وحضرة الابتهاج بالدورة 13 من المهرجان العربي للمسرح، بشعاره الدائم <نحو مسرح عربي جديد ومتجدد>، وبانشغاله المستمر بـ <المسرح بوصفه مشغل الأسئلة ومعمل التجديد>.
ومن ذلك، يأتي الاحتفاء بالأنفاس المسرحية المغربية الجديدة، بفتح حلقات نقاش وعقد جلسات علمية تقارب تجاربنا، وتكشف عن جسور امتداداتها وملامح تجديداتها. فإذا كان المهرجان يحتفي في مسابقته الرسمية بتجارب من قبيل مسرحية <ما تبقى لكم> لفرقت أفروديث، ومسرحية <حدائق الأسرار> لفرقة أكون، ومسرحية <شاطارا> لفرقة تفسوين، ومسرحية <بريندا>، فإنه يوسع دائرة النقاش لتشمل بعضا من أصحاب التجارب الجديدة في المسرح المغربي على غرار تجارب كل من (عبد المجيد فنيش) و(سعد الله عبد المجيد) و(عبد المجيد الهواس) و(يوسف العرقوبي) و(طارق الربح) و(مسعود بوحسين) و(حسن هموش) و(نعيمة زيطان) و(أسماء هوري) و(بوسلهام الضعيف) و(محمد الحر) و(عبد المجيد شكير) و(أمين ناسور) و(عبد الحق الزروالي) و(لطيفة أحرار) و(محمود الشاهدي).
ويستمر الاحتفاء بالأنفاس المسرحية المغربية الجديدة، من خلال الأصوات النقدية والبحثية من خلال ندوة الاحتفاء بالإصدارات الجديدة حول المسرح المغربي من قبيل كتابات كلا من (عبد المجيد الهواس حول <السينوغرافيا: بين الأثر الفني والجسد الفرجوي>، وكمال خلادي في رصده لـ <فورة الخشبة: في الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب>، وحسن يوسفي في تشكيله لـ <جسـر الفنون: عبور التشكيل نحو السينوغرافيا>،
ومحمد نوالي من خلال وقوفه عند <اتجاهات البحث المسرحي: من خلال الباحثين المغاربة>، وعبد الرحمن بن إبراهيم في قراءاته في العرض والنص والنقد لـ <للمسـرح المغربي المعاصر>، إلى جانب دراسات محمد فراح النقدية في <المسرح المغربي>، والوقوف ــ كما وقف عمر الرويضي ــ عند <تداوليات الخطاب المسـرحي: نحو قراءة براغماتية للعرض المسـرحي>، ومع بوسلهام الضعيف يتم الاحتفاء بـ < فرجة الروح والحواس>، وبين تلك الكتابات الجديدة، تحتفي الدورة أيضا بإضافات عبد الكريم برشيد في <التيار الاحتفالي في المسرح العربي الحديث>، ومجموعة نصوص مسرحية موجهة للطفل للمؤلف المسرحي المسكيني الصغير في مؤلفه <مسرح الطفل: الحبوب الذهبية والنخلة ورحلة عصفور ريحان>.
تلك ملامح من احتفاء المهرجان العربي للمسرح بالأصوات المغربية وأنفاسها الجديدة، منجزا ونقدا، وتلك صورة من صور الانشغال المستمر للهيئة العربية للمسرح بـ<المسرح بوصفه مشغل الأسئلة ومعمل التجديد>، وتلك خيوط النسج الجديد والمتجدد للمسرح العربي. يضاف إلى ذلك تأنق جميلة الجميلات الدار البيضاء، وهي ترتدي ثوب البهاء والفرح، وهي تستقبل ضيوفها الكرام من أصحاب التجارب المسرحية العربية في اليوم العربي للمسرح.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع الهيئة العربية للمسرح