مقالات ودراسات

د. عمرو دوارة يكتب عن الراحل القدير “جمال شبل” صاحب التاريخ الفني الطويل


بقلم: د. عمرو دوارة* 

ناقد ومخرج مسرحي

ـ

نشرت جريدة مسرحنا في عددها الصادر مؤخرا رقم 460 بتاريخ السادس من يونيو 2016 مقالا للدكتور عمرو دوارة عن الفنان القدير جمال شبل، والمقال ضمن مجموعة مقالات تنشر في مسرحنا بشكل دوري تحت عنوان:ذاكرة المسرح.. نسترجع الماضي لنرصد الحاضر ونتطلع للمستقبل

 المسرح نيوز تعيد نشر هذه المجموعة من المقالات لأهميتها في إعطاء نبذة وإضاءة عن الفنانين الذين أسهموا في ترقية الفن ولم ينالوا حقهم من الشهرة وتسليط الأضواء.

 نص المقال:

الفنان القدير/ جمال شبل   

– لم يحصل على البطولة المطلقة ولكنه نجح في لفت الأنظار لموهبته وتأكيد وجوده الفني.

كتب اسمه بأفيشات وتترات مسرحية “أنا وهو وهي” قبل عادل إمام.

 جمال شبل

الفنان المتميز/ جمال عبد الحميد شبل من مواليد محافظة القاهرة في 21 مارس 1932، وبعد حصوله على الثانوية العامة أصر والده الظابط على إلحاقه بكلية الحقوق، ولكنه نجح – بعد قضاء سنتين بها – في إقناعه بعدم استكمال الدراسة بها والإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبالفعل تخرج من قسم النقد عام 1961، وبدأ حياته العملية بمجرد تخرجه وذلك بانضمامه إلى فرق مسارح التلفزيون مع بدايات عام 1962.

وخلال مسيرته الفنية الثرية شارك بأداء بعض الأدوار المتميزة فيما يقرب من مائة عمل فني بمختلف القنوات الفنية (السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون)، وبالرغم من عدم حصوله على فرصة البطولة المطلقة إلا أنه قد نجح في لفت الأنظار إلى موهبته، وتأكيد وجوده الفني بوضع بصمة متميزة ببعض الأدوار المؤثرة دراميا، وذلك بالرغم من سوء الحظ الذي لازمه عدة سنوات وخاصة خلال فترة ستينيات القرن العشرين، فبعد لفت الآنظار إليه بدور السفرجي بمسرحية “أنا وهو وهي” – وكتابة اسمه بالأفيشات والتترات قبل عادل إمام – شارك بأداء بعض الأدوار المسرحية المهمة ولكنها لم تصور تلفزيونيا، كما اضطر إلى ملازمة الفراش لأكثر من عامين في نهاية الستينيات عقب إصابته بالإنزلاق الغضروفي، ومن أشهر الأعمال الدرامية التى اشترك بها بعد ذلك مسلسل “ليالي الحلمية” (في دور إمام خادم الباشا/ سليم البدري)، ومسلسل “الأيام” قصة حياة عميد الأدب العربي/ طه حسين، وكذلك بالمسلسل الشهير “رأفت الهجان”،  كما شارك في عدد من الأفلام من بينها: فيلم العمر لحظة، إنذار بالطاعة، المرأة الأخطبوط، وقد رحل عن عالمنا في 24 نوفمبر 1994.

هذا ويمكن تصنيف مشاركات الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية كما يلي:

أولا قائمة أعماله السينمائية:

فتاة شاذة (1964)، غراميات مجنون (1967)، يوم واحد عسل (1969)، حياة خطرة (1971)، المخادعون (1973)، الشيطان يدق بابك، ملك التاكسي (1976)، إمرأة بلا قيد، العمر لحظة (1978)، الحل اسمه نظيرة، عريس لفاطمة (1982)، إضراب المجانين (1983)، القناص، أنا إللي قتلت الحنش (1984)، جذور في الهواء (1986)، كل شيء قبل أن ينتهي العمر، غابة من الرجال (1987)، الحب أيضا يموت، ملابس الحداد الحمراء (1988)، حكاية تو، أولاد الحظ (1989)، دليل المرأة الذكية (1990)، الفضيحة (1992)، إنذار بالطاعة، المرأة الأخطبوط (1993).

ثانيا أهم مسلسلاته التلفزيونية:

شارك بأداء بعض الأدوار الثانوية في عدد كبير من المسلسلات الدرامية ومن بينها: اسألوا الأستاذ شحاتة، بين ثلاثة، زهور من نور، دوار يا زمن، زهرة من بستان، مغامرات راجل زيي وزيك، أشجان، العنكبوت، برج الحظ، العملاق، زينب والعرش، الأيام، لا يا ابنتي العزيزة، دموع في عيون وقحة، البريء، أديب، عش المجانين، البحث عن السعادة، حكايات هو وهي، ليالي الحلمية، رأفت الهجان، بكيزة وزغلول، رحلة فطوطة السحرية، مواقف ساخرة، اليقين، لا، عمر بن عبد العزيز، فوازير (المناسبات، عجايب صندوق الدنيا، أم العريف).

وذلك بخلاف بعض السهرات التلفزيونية ومن بينها: حب حفظ في الأرشيف، الحب في ليلة الحب، من وراء القضبان، فكرة خاطئة، في العتبة، بماذا تشتري النقود.   

ثالثا أهم مشاركاته المسرحية:

جمال شبل في أحد عروضه المسرحية

يبقى المسرح المجال المحبب لهذا الفنان الحقيقي، فهو الذي منحه فرصة إظهار قدراته الآدائية في عدد من الأدوار الرئيسة ومن بينها:

1- بفرقة المسرح الكوميدي: جلفدان هانم، أنا وهو وهي (1962)، أصل وصورة، مقالب محروس (1963)، أخلص زوج في العالم، حركة ترقيات (1965)، الزوجة آخر من يعلم (1966)، معروف الإسكافي (1967)، زهرة الصبار (1968)، علي جناح التبريزي وتابعه قفة، زهرة الصبار (1968)، المغفلين (1971)، مخالفة يا هانم، إللي رقصوا على السلم (1972)، ممنوع الضحك (1978)، عليوة ماركة مسجلة (1979)، قسمتي (1982)، المخطوف (1984)، مولد وصاحبه غايب (1985).

بفرقة المسرح القومي: الست هدى (1973)، بعد أن يموت الملك (1974)، باب الفتوح (1976).

3- بفرق أخرى: المفتش العام (مسرح التلفزيون – 1962)، علشان خاطر عيونك (المتحدين – 1987)، الدبابير ( كوميك تياترو – 1992)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات المصورة ومن بينها: الدنيا مرجيحة، طالع نازل، مين ضحك على مين، مجانين بالجملة، شريف رغم أنفه، مجانين فوق العادة، الملياردير.

وقد تعاون من خلال هذه الأعمال مع نخبة من المخرجين المتميزين من بينهم: فتوح نشاطي، نبيل الألفي، سعيد أبو بكر، كمال يس، سعد أردش، عبد المنعم مدبولي، السيد راضي، محمود السباع، فاروق الدمرداش، محمود الألفي، مجدي مجاهد، رشاد عثمان.

مسرحية: “مولد وصاحبه غايب

قدمت فرقة “مسرح الكوميدي” هذا المسرحية على خشبة المسرح العائم (فاطمة رشدي) عام 1985، عن نص “أثر حادث أليم” للكاتب الكبير/ نعمان عاشور، ومن إخراج/ سعد أردش، وقام بتصميم الديكورات والملابس/ نهى برادة، وبإعداد الموسيقى التعبيرية/ محمد عثمان، وشارك بالبطولة كل من الفنانين/ إحسان القلعاوي (ثريا هانم)، محمود مسعود (أحمد)، ماجدة زكي (إلهام)، عفاف رشاد (سهام)، جمال شبل (المحامي)، رجاء حسين (سونة)، عبد الحفيظ التطاوي (حسنين)، إبراهيم الشامي (دهب)، رياض الخولي (رأفت)، ليلى درويش (سكينة)، ليلى صابونجي (أم متولي)، محمد الشوادفي (السائق/ حسين).

وتبدأ أحداث المسرحية باجتماع أفراد الأسرة وبقية الورثة لتصفية التركة، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر من وقوع حادث أليم كانت من نتائجه رحيل ثلاثة شركاء من كبار رجال الأعمال وأصحاب الملايين، وهم “فتوح بك”، وابنه الأكبر/ عادل، وخال الأخير، أما الورثة المجتمعون لتصفية التركة فهم “أحمد” الابن الأصغر، و”إلهام” الابنة لصغرى، ووالدتهما “ثريا هانم”، والشريكان: “حسنين” وزوجته “سونة”، وجميعهم ينتظرون وصول “سهام” الابنة الكبرى، وزوجها “نصار” العميد السابق بالقوات المسلحة، وصاحب النصيب الأكبر في الشركات، وبالرغم من عدم ظهور “نصار” طوال المسرحية إلا أنه يوجه كثير من الأحداث، خاصة وأنه كان من أسباب نجاح الأسرة في تكوين ثروة في زمن قياسي باستغلال نفوذه وقربه من قيادات الثورة.

وتتصاعد الأحداث بوصول “سهام” بمفردها ومعها توكيل من زوجها بتصفية الشركات، ولكنها تتفاجئ بأنه قام بطلاقها كما جعلها توقع – عن طريق الخداع – على تنازلها عن نفقتها ونصيبها من التركة وجميع مستحقاتها. وتتأكد الخديعة بوصول “دهب” أحد الشركاء وأغنياء الانفتاح عائدا من الخارج أيضا، وإبلاغهم بأن “نصار” قد قرر الهجرة نهائيا وقطع كل علاقته بمصر، وأنه متزوج من المانية وقام بالفعل بتغيير نشاطه إلى الاتجار في السلاح.

وتدور أحداث الفصل الثاني – بعد مرور أربعة أشهر على أحداث الفصل الأول – في حجرتين بالمقابر، حيث قررت “ثريا هانم” الإقامة بجوار أعزائها الراحلين وبعيدا عن العالم الفاسد الكريه، خاصة وأنها تعتقد بأن “دهب” كان وراء تدبير الحادث الأليم وأنه مازال يسعى للتخلص من جميع الورثة. وتفاجىء “ثريا هانم” بوصول صديقتها “سونة” للإقامة معها بعدما هجرها زوجها “حسنين” واستولى على أموالها وتزوج  من دكتورة اقتصاد عائدة من أمريكا وعهد إليها مسئولية الإشراف على جميع أعماله. وتنتهي أحداث الفصل باقتناع “ثريا هانم” بنصيحة أبنائها بالعودة للإقامة بالفيللا مع “سونة”.

وتصل الأحداث إلى الذروة بالفصل الثالث عندما يضطر “أحمد” صاحب أكبر نصيب من الميراث أن يهجر عالم السياسة وينغمس في عالم الأعمال والصفقات، وذلك بتوجيه من الثري الطفيلي الفاسد/ دهب، الذي ائتمنه أحمد على إدارة واستثمار أمواله، فيقوم “دهب” بتوجيهه إلى شراء الأصوات السياسية وإرضاء الأحزاب، مما يدفعه إلى مواجهة أزمة نفسية عاتية كادت أن تدفع به إلى الجنون، خاصة بعدما ابتعد عن رفاقه وتنازل عن الاهتمام بالقضايا الثورية والمطالبة بتطبيق المبادئ الاشتراكية وبضرورة الصمود لمواجهة العدو الصهيوني، ولكنه في النهاية يعود إلى رشده ويقوم بإلغاء التوكيل الشامل الذي سبق عمله لدهب، ويقرر بكل الحسم الاستمرار في مواجهة الفساد .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock