“رحلة” نص مسرحي للأطفال للكاتب: مجدي‮ ‬مرعي

 رحلة

مسرحية للأطفال

تاليف:  مجدي‮ ‬مرعي
ــ

الشخصيات
المخــــرج
مساعد المخرج‮: ‬
المـــــلك
المــــلكة
الفيلسوف بيدبا
ملك الغربـان
ملك البــوم
الغــربان‮: ‬ومنهم بعد ذلك مستشارو ملك الغربان والغربان المصابة
البــــوم‮ : ‬وهم بعد ذلك وزيرو ملك البوم
الكــــرك
حــارس‮ ‬1 ‮ ‬حــارس‮ ‬2
مجموعات من‮ : ( ‬الثيران‮ -‬ الأسود‮ -‬ الجرذان‮ -‬ الحمام‮ -‬ الأرانب‮ -‬ الأغنام‮ ….. ‬إن أمكن‮ )‬
مشهد‮ ‬(1)
‮(‬ يفتح الستار علي‮ ‬منظر داخلي‮ ‬لإحدي‮ ‬المكتبات حيث أرفف الكتب إلي‮ ‬اليمين وإلي‮ ‬اليسار وفي‮ ‬العمق مجسم ضخم لكتاب كليلة ودمنة له باب‮ ‬يغلق ويفتح‮ …. ‬إلا أنه توجد ملابس وأقنعة متناثرة هنا وهناك‮ … ‬ويبدو ثمة حركات دؤوبة من الممثلين بعضهم‮ ‬يقوم بتهيئة الديكورات والإكسسوارات في‮ ‬وضعها المناسب وبعضهم‮ ‬يقوم بارتداء الملابس والأقنعة‮ ‬من خلال موسيقي‮ ‬سريعة حيث‮ ‬يتجمع الممثلون خلال مجموعات متباينة‮ … ‬لحظة صمت‮ )‬
المخرج‮: ‬‮: (‬داخلاً‮ ‬وخلفه مساعده‮ ‬‮) ‬تمام‮ … ‬كله تمام
المساعد‮:‬‮ ‬تمام التمام‮ ‬يا أستاذ
المخرج‮:‬‮ ‬الديكورات ؟
المساعد‮:‬‮ ‬زي‮ ‬ما انت شايف
المخرج‮:‬‮ ‬مفيش حاجة اسمها زي‮ ‬ما انت شايف‮ … ‬أنا أقولك الديكورات‮ … ‬أنت تقولي‮ ‬جاهزة أو مش جاهزة‮ … ‬الديكورات ؟
المساعد‮:‬‮ ‬جاهزة أو مش جاهزة‮ ‬
المخرج‮:‬‮ ‬يا بني‮ ‬أنا أقولك الديكورات أنت تقولي‮ ‬جاهزة أو مش جاهزة‮ … ‬الديكورات‮ ‬
المساعد‮:‬‮ ‬جاهزة أو مش جاهزة‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ‬المطلوب حاجة من اثنين‮ … ‬جاهزة ولا جاهزة
المساعد‮:‬‮ ‬خلاص تبقي‮ ‬جاهزة‮ ‬
المخرج‮:‬‮ ‬أيوة كده‮ .. ‬والممثلين ؟
المساعد‮:‬‮ ‬جاهزين‮ ‬يا افندم‮ ( ‬ينادي‮ ‬‮) ‬غربان‮ . ‬بوم‮ ..‬حمام‮ ..‬طيور كركي‮ . ‬جرذان‮. ‬صفا‮ .. ‬انتباه‮ (‬لمجموعة الغربان والبوم والكركي‮ ‬‮) ‬ثقتك بنفسك‮ .. ‬شجاعتك إيمانك بقضيتك‮ .. ‬همو أمنك وسلامتك‮ ( ‬تبدو من بعيد مجموعات من الحيوانات والطيور المشار إليها‮ ‬‮)‬
المساعد‮:‬‮ ( ‬للمخرج‮ ‬‮) ‬تمام‮ ‬يا افندم
المخرج‮:‬‮ ( ‬مذعوراً‮ ‬‮) ‬هو انت داخل حرب ؟‮ … ‬ولا رايح تقبض علي‮ ‬عصابة ؟ علي‮ ‬فكرة أنا بفكر‮ .. ‬إني‮ ‬أرقيك في‮ ‬الحركة اللي‮ ‬جاية‮ ‬
المساعد‮:‬‮ ‬متشكرين‮ ‬يا افندم
المخرج‮:‬‮ ‬الإضاءة عاملة إيه‮ ‬
المساعد‮:‬‮ ‬جاهزة
المخرج‮:‬‮ ‬الصوت ؟ المؤثرات الصوتية ؟ المزيكة المصاحبة ؟
المساعد‮:‬‮ ( ‬هامساً‮ ‬‮) ‬علي‮ ‬فكرة‮ ‬يا أستاذ‮ .. ‬انت ماعملتش حاجة من دول خالص
المخرج‮:‬‮ ( ‬ثائراً‮ ‬‮) ‬هو أنا لازم أقول علي‮ ‬كل حاجة‮ .. ‬لازم‮ ‬يكون عقلي‮ ‬دفتر‮ .. ‬انت كان لازم تقرا أفكاري‮ ‬
المساعد‮:‬‮ ‬عامة أنا عملت حسابي‮ ‬في‮ ‬كل حاجة‮ ‬
المخرج‮:‬‮ ‬كويس‮ … ‬ركبت الفلانشر ؟
المساعد‮:‬‮ ‬إيه ؟
المخرج‮ :‬‮ ‬الفلانشر‮ .. ‬البتاع دا اللي‮ ‬بينور ويطفي
المساعد‮:‬‮ ‬الفلاشر‮ ‬يا أستاذ
المخرج‮:‬‮ ‬أيوة هو دا‮ .. ‬ما انت عارف إني‮ ‬بحب أدلع الأشياء‮ ‬
المساعد‮:‬‮ ‬جاهز‮ ‬يا افندم
المخرج‮:‬‮ ‬دي‮ ‬ثقتي‮ ‬فيك‮ ‬يا بني‮ … ‬روح
المساعد‮:‬‮ ‬أروح فين ؟
المخرج‮:‬‮ ‬روح ابدأ العرض‮ ( ‬بلهجة آمرة‮ ‬‮) ‬اسحب الإضاءة من الصالة واديها بلاك ع المسرح
المساعد‮:‬‮ ‬نعم‮ ‬يا اخويا
المخرج‮:‬‮ ‬يا بني‮ ‬أنا عايز الجمهور
المساعد‮:‬‮ ‬إيه ؟
المخرج‮:‬‮ ‬الجمهور‮ .. ‬عايز الجمهور‮ ‬يتخيل‮ ‬حركة الممثل علي‮ ‬خشبة المسرح من‮ ‬غير ما‮ ‬يشوف الممثل وهو بيتحرك علي‮ ‬خشبة المسرح
المساعد‮:‬‮ ‬طب إزاي‮ ‬؟
المخرج‮:‬‮ ‬إزاي‮ ‬دي‮ ‬بقي‮ ‬أنا معرفهاش‮ .. ‬لكن هو دا الفكر الجديد
المساعد‮:‬‮ ‬يا أستاذ إحنا ح نبدأ العرض‮ ‬
المخرج‮:‬‮ ‬أوكيه
‮( ‬ينسحبان من المسرح‮ ‬يبدأ استعراض‮ ‬يتداخل فيه جموع الممثلين المتواجدين علي‮ ‬المسرح والمرتدين للأقنعة‮ .. )‬
إظــــلام‮ ‬
مشهد‮ ‬(2)
‮(‬نفس المنظر السابق‮ )‬
صوت‮ ‬1‮:‬ ‮(‬وكأنه قادم من قديم الأزل‮ ‬‮) ‬كليلة ودمنة‮ .. ‬دمنة وكليلة‮ ‬
صوت‮ ‬2‮:‬ ‮(‬ يتداخل مع الصوت السابق‮ ‬‮) ‬كليلة ودمنة‮ .. ‬دمنة وكليلة‮ ( ‬تزداد التداخلات وتتنوع ما بين الأداءات المختلفة ويصاحبها ضحكات مجلجلة‮ .. ‬تنتهي‮ ‬بأصوات الحيوانات والطيور المتداخلة والمتمثلة داخل هذا الكتاب وهي‮ ‬في‮ ‬حالة هياج شديد ونستطيع أن نميز من أصواتها أصوات البوم والغربان والكركي‮ ‬وغيرها ومع الإضاءات‮ ‬المختلفة والمتنوعة التأثير والمتقطعة‮ .. ‬يندفع الباب المثل لغلاف الكتاب فتحاً‮ ‬وقفلاً‮ .. ‬يخف الصوت تدريجياً‮ …. ‬‮)‬
الملكة‮:‬‮ ( ‬تدخل وخلفها الفيلسوف بيدبا وحارسان‮ ‬‮) ‬ما هذه الأصوات المزعجة التي‮ ‬أسمعها‮ ‬يا فيلسوف بيدبا ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬مولاتي‮ .. ‬إنها أصوات الحيوانات والطيور‮ .. ‬أصوات تطالب بالخروج والانطلاق‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬خروج‮ ! ‬انطلاق‮ !‬
بيدبا‮:‬‮ ‬مولاتي‮ ‬الملكة‮ .. ‬إنه منذ تم تجميع حكايات كليلة ودمنة إلا وأصبحت هذه الحيوانات والطيور حبيسة هذا الكتاب‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬لقد أمر مولاي‮ ‬الملك أن تطبع قصصاً‮ ‬من هذا الكتاب‮ ‬تحمل أسماء هذه الحيوانات والطيور‮ .. ‬ألم‮ ‬يعد هذا خروجاً‮ ‬لها ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬نعم‮ ‬يا مولاتي‮ … ‬لقد طبعت كتب كثيرة وعرضت بشكل جذاب ومناسب للأطفال بل ولجميع الأعمار‮ ‬
‮( ‬تزداد وتعلو أصوات الطيور والحيوانات المتداخلة‮ )‬
بيدبا‮:‬‮ ‬مولاتي‮ … ‬أخشي‮ ‬أن تمزق الطيور والحيوانات أسطر هذا الكتاب وأنت تعلمين كم من جهود بذلت خلال أزمان طويلة في‮ ‬صياغة وتنقيح وتهذيب هذا الكتاب حتي‮ ‬وصل إلي‮ ‬تلك الحالة فهو بحق كتاب عالمي‮ .. ‬انتشر في‮ ‬كل بقاع الأرض وتناولته الألسنة علي‮ ‬اختلاف الأجناس واختلاف اللغات‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬اعلم كل هذا‮ … ‬لكن ما العمل إذن ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬الكتاب‮ ‬يكاد‮ ‬يتمزق‮ .. ‬علينا أن نترك هذه الطيور‮ ‬والحيوانات ونفتح لها الأبواب‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬الأمر ليس بيدي‮ ‬فالكتاب له ملك‮ ‬يقوم علي‮ ‬أمره وهو صاحب الأمر فيه‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬إن سرعة التدبير تنقذنا مما نحن فيه‮ .. ‬ثم إن الملك خرج في‮ ‬رحلة صيد ولا ندري‮ ‬متي‮ ‬يعود ؟
الملكة‮:‬‮ ‬لا أستطيع إصدار أي‮ ‬قرار‮.‬
بيدبا‮:‬‮ ‬قرارك بإطلاق سراح هذه الطيور والحيوانات هو إنقاذ لذلك الكتاب‮ … ‬فماذا‮ ‬يفعل الملك عندما‮ ‬يعود ويجد كتابه الذي‮ ‬يعد بمثابة مملكته قد تدمر تماماً‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬تكون نهايته
بيدبا‮:‬‮ ‬ولكن أن‮ ‬يعود ويجد كتابه سليماً‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬سليماً‮ ‬نعم‮ … ‬ولكنه سيكون خاوياً‮ ‬من حيواناته وطيوره‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬هل لديك حل آخر ؟
الملكة‮:‬‮ ‬أن‮ ‬يصبح الكتاب فارغاً‮ … ‬فارغاً‮ ‬من تراث الشرق العظيم فارغاً‮ ‬من حكمة الهند وجهد الفرس ولغة العرب‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬أنا اقدر هذا الشعور‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬ماذا نقول لكل الرموز السامية والمعاني‮ ‬الصادقة التي‮ ‬يحتويها هذا الكتاب ؟ إنه لأمر خطير‮ ‬يا فيلسوف‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬لا نريد أن‮ ‬يعود الملك ويجد الكتاب محطماً‮ ( ‬تزداد حدة أصوات الحيوانات والطيور‮ ‬‮) ‬عليك‮ ‬يا مولاتي‮ ‬باتخاذ القرار‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬قرار حياة أم موت ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬الحياة والموت بيد الله‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬سيظل الكتاب فارغاً‮ … ‬بعد أن تهجره الحيوانات والطيور‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬سيظل الكتاب فارغاً‮ .. ‬حتي‮ ‬تعود الحيوانات والطيور إليه مرة أخري‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬أحقاً‮ ‬ستعود ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬حتماً‮ ‬ستعود
الملكة‮:‬‮ ‬أنت لا تعلم الملك ماذا‮ ‬يفعل عندما‮ ‬يعلم بإصدار هذا القرار‮ .. ‬أنت لا تعرف الملك في‮ ‬ثورته وعنفوانه‮ ‬
بيدبا‮:‬‮ ‬أعرف كل ذلك‮ … ‬لكنه سيلتمس لنا العذر مادام القصد شريف‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬أليس هناك مسلك آخر ؟
بيدبا‮:‬‮ ‬سأتحمل خطورة دفعك لاتخاذ هذا القرار حتي‮ ‬ولو كان مصيري‮ ‬الهلاك‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ( ‬آمرة‮ ‬ً‮ ) ‬إذن افتحوا الأبواب‮ ‬
‮( ‬الحارسان‮ ‬يتقدمان لفتح الباب الممثل لغلاف الكتاب فتندفع الحيوانات والطيور‮ … ‬وتتخذ الملكة والفيلسوف جانباً‮ ‬من المسرح‮ )‬
كركي‮ ‬1‮: (‬ومعه كركي‮ ‬2 ، 3 ، 4 ‮)‬ لأول مرة نشعر بالحرية‮ ‬
غراب‮ ‬1‮: (‬ومعه‮ ‬غراب‮ ‬2 ، 3 ، 4 ‮)‬ سنخرج للناس‮ .. ‬نقص عليهم حكاياتنا‮ ‬
غراب‮ ‬2‮: ‬نعم كي‮ ‬يتعلموا منا
كركي‮ ‬2‮: ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬انصرف فيه بعض الناس عن القراءة‮ ‬
بومة‮ ‬1‮: (‬ومعها من أفراد ألبوم‮ ‬2 ، 3 ، 4‮)‬ سنثبت للناس أن كتابنا هذا صالح لكل عصر وأوان‮ ‬
‮( ‬ينفصل عن المجموعات السابقة وفي‮ ‬منأي‮ ‬عنها ملك البوم وملك الغربان حيث‮ ‬يبدو عليهما التحفز والعداء كل تجاه الآخر‮ ) ‬
الجميع‮: ‬سنخرج للناس‮ … ‬ولن ننتظر مجيء الناس إلينا‮ ‬
‮( ‬تتكرر تلك العبارة مع خروج أفواج الحيوانات والطيور ولا‮ ‬يتبقي‮ ‬علي‮ ‬المسرح سوي‮ ‬طيور‮ ‬الكركي‮ ‬وغراب‮ ‬3 الملكة تدخل الكتاب وخلفها الفيلسوف ويغلق الحارسان الباب خلفهما‮ ) ‬
المخرج‮ : ( ‬داخلاً‮ ) ‬انت‮ ‬يا بني‮ .. ‬محطتش ليه الشجرة ع المسرح ؟
المساعد‮ :‬‮ ‬هو احنا عملنا الشجرة من أساسه‮ ‬يا أستاذ ؟
المخرج‮ :‬‮ ‬مش كنت تفكرني‮ ‬؟
المساعد‮ :‬‮ ‬أنا عايز أعرف أنا المخرج ولا انت ؟
المخرج‮ :‬‮ ‬انت كده دايماً‮ ‬شاغل نفسك بحاجات هايفة‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬علي‮ ‬كل‮ ‬يا أستاذ أنا ح اتصرف‮ ‬
‮(‬يكون في‮ ‬هذه الأثناء‮ ‬يتبادل أفراد الكركي‮ ‬حوارات صامتة‮ ‬يتخللها إشارات وإيماءات مختلفة‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ (‬يتخذ وضع الشجرة‮ .. ‬لطيور الكركي‮ ‬وفرد‮ ‬3 من الغربان‮) ‬علي‮ ‬فكرة أنا الشجرة‮ . ‬مش عايز حد منكم‮ ‬يطير ويقعد علي‮ ‬دماغي‮ ‬قصدي‮ ‬علي‮ ‬فروعي‮ ‬– الحمولة واحد بس ويقعد باحترام‮ ‬يعني‮ ‬ما‮ ‬يفضلش‮ ‬ينكش في‮ ‬شعري‮ ‬قصدي‮ ‬ورقي‮ ‬الـnew look ‮ ‬بتاعي‮ (‬يأخذ عصاً‮ ‬ويدق بها ثلاث مرات‮ …. ‬ويستكمل العرض‮)‬
غراب‮ ‬2‮: ‬لأجلس تحت الشجرة وأخطط ماذا أفعل ؟
المساعد‮ :‬‮ ‬بس ماتسندش قوي‮ ‬وحياة أبوك‮ ‬
‮( ‬المساعد والغراب‮ ‬يتابعان باهتمام حوار طيور الكركي‮ )‬
كركي‮ ‬1‮: (‬من طيور الكركي‮ ) ‬إن أول شيء‮ ‬يا سادة قبل أن نطير ونحلق في‮ ‬الفضاء مثلما فعلت بقية الطيور التي‮ ‬تركت الكتاب هو أن نسنع لأنفسنا كيان‮ ‬
كركي‮ ‬2‮: ‬ماذا تقصد‮ ‬يا صديقي‮ ‬؟
كركي‮ ‬1‮: ‬نحن جماعة من الطيور‮ .. ‬ليس لنا ملك‮ ‬يحكمنا‮ ‬
كركي‮ ‬2 ‮:‬‮ ‬لقد تعودنا علي‮ ‬ذلك‮ … ‬ثم إن مؤلف هذا الكتاب لم‮ ‬يختر من بيننا ملك علينا‮ ‬
كركي‮ ‬3 ‮: ‬المسألة ببساطة أن الملك دبشليم لا‮ ‬يريد أ‮ ‬يكون هناك ملك آخر‮ ‬غيره‮ ‬
كركي‮ ‬4 ‮:‬هذا‮ ‬غير صحيح وإلا ما كان هناك ملك للبوم وآخر للغربان‮ ( ‬يبدي‮ ‬كركي‮ ‬4 اقتناعه برد كركي‮ ‬3 ‮)‬
كركي‮ ‬1 ‮: ‬والآن جاء دورنا لكي‮ ‬نتخذ واحد منا ملكاً‮ ‬علينا‮ ‬
كركي‮ ‬3 ‮: ‬أري‮ ‬إنه لا أحد بيننا‮ ‬يصلح لكي‮ ‬يكون ملكاً‮ ‬علينا‮ ‬
كركي‮ ‬1 ‮:‬‮ ‬لذلك أفكر في‮ ‬أن نجعل ملك البوم ملكاً‮ ‬علينا ما رأيكم ؟
كركي‮ ‬4 ‮:‬‮ ‬رأي‮ ‬صواب
كركي‮ ‬3 ‮: ‬ملك البوم‮ .. ‬ملك قوي‮ ‬
كركي‮ ‬2‮: ‬وستهابنا بقية الطيور بفضل قوته‮ ‬
كركي‮ ‬3‮: ‬نعم لابد لنا من ملك‮ ‬
كركي‮ ‬2‮: (‬مستكملاً‮ ‬‮) ‬يقوم علي‮ ‬رعايتنا وحمايتنا‮ ‬
كركي‮ ‬1‮: ‬موافقون‮ ‬
الجميع‮ : ‬موافقون‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬للغراب‮ ‬‮) ‬انت‮ ‬يا أخ انت ما تسندش‮ ‬قوي‮ ‬كده أنا رجلي‮ ‬تعبت‮ ‬
غراب‮ ‬2‮: (‬يقوم من جلسته من تحت الشجرة‮ ) ‬ماذا تقولن أيتها الطيور الغريبة ؟
المساعد‮ :‬‮ ‬أعوذ بالله أنا رجلي‮ ‬خدلت‮ ‬
غراب‮ ‬2‮: ‬كيف تجعلن ملك البوم ملكاً‮ ‬عليكن ؟
بومة‮ ‬2 ‮:‬ ‮(‬تدخل‮ .. ‬تتلصص وتتصنت فيراها المساعد‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ‬أحسن أديك وقعت في‮ ‬شر أعمالك
غراب‮ ‬2‮: ‬إن البومة هي‮ ‬أقبح الطيور منظراً‮ ‬وأسوؤها وأقلها عقلاً‮ ‬وأشدها‮ ‬غضباً‮ ‬وأقلها رحمة بمخلوقات الله‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬لبومة‮ ‬2 ‮)‬ لفي‮ ‬بقي‮ ‬وتعالي‮ ‬استخبي‮ ‬ورايا
غراب‮ ‬2‮: ‬هذا بالإضافة إلي‮ ‬أنه طائر مشئوم‮ ‬يشمئز منه الناس‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬اسم الله عليك
بومة‮ ‬2 ‮:‬ انتظري‮ ‬أيتها الشجرة
كركي‮ ‬3‮: (‬لكركي‮ ‬1 ‮)‬ أري‮ ‬أن اقتراحك‮ ‬يا صديقي‮ ‬بأن‮ ‬يكون ملك البوم ملكاً‮ ‬علينا‮ … ‬وهو اقتراح ليس بصحيح‮ ( ‬للجميع‮ ‬‮) ‬موافقون‮ ‬
الجميع‮: ‬موافقون
كركي‮ ‬4‮: ‬هيا لنلحق بجماعات الطيور الأخري‮ ‬
‮( ‬تخرج طيور الكركي‮ )‬
غراب‮ ‬2 ‮: ‬إن هذه الشجرة ضخمة كثيرة الأغصان والفروع وإنها صالحة لتكون وكراً‮ ‬للغربان وسأخبر الغربان لأجعلهم‮ ‬يحطون علي‮ ‬تلك الشجرة‮ ( ‬يخرج‮ ‬‮) ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬أنا بقيت وكر للغربان‮ .. ‬الحاقني‮ ‬يا مخرج‮ (‬لبومة‮ ‬2‮)‬
بومة‮ ‬2‮: ‬إنت مستنية إيه ؟‮ …. ‬روحيشوفي‮ ‬شغلك‮ ( ‬تخرج بومة‮ ‬2 ‮)‬
المساعد‮ :‬‮ (‬منادياً‮) ‬يا مخرج‮ ….. ‬يا مخرج‮ ( ‬يخرج‮ ‬‮)‬
إظـــــــلام
مشهد‮ ‬(3)
)علي‮ ‬نفس الموسيقي‮ ‬السريعة السابقة‮ ‬يدخل المساعد للإعداد لهذا المشهد ويساعده الأطفال الذين كانوا‮ ‬يقومون بأدوار طيور الكركي‮ ‬وغيرهم في‮ ‬شكل استعراض وبدون أقنعة ويشمل ذلك الإعداد استدارة الكتاب ليظهر علي‮ ‬الوجه الآخر جبل فيه كهف مليء بالحطب تعيش فيه البوم واستدارة البانوهات المرسوم عليها أرفف الكتب ليظهر علي‮ ‬وجهها الآخر مساحات خضراء من اليابسة حيث‮ ‬يظهر عليها من بعيد مجموعات من الحيوانات في‮ ‬مواضع متفرقة والأجزاء القريبة منها للكهف تظهر قطعان الأغنام بوضوح وفي‮ ‬سمائها تطير أسراب من الحمام‮ )‬
المساعد‮: ( ‬مشيراً‮ ‬للأطفال المساعدين بالانصراف‮ )‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬داخلاً‮ ‬ومتحدثاً‮ ‬بالمايك‮ ‬‮) ‬استعد بالمزيكا اللي‮ ‬جاية‮ .. ‬مزيكا الفرح‮ .. ‬ياللا‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬فرح إيه بس‮ … ‬يا أستاذ‮ ‬
المخرج‮: ‬خلاص خليها مزيكة ميتم‮ … ‬أصلها متفرقش معايا مزيكة فرح من مزيكة ميتم
المساعد‮ :‬‮ ‬يا أستاذ‮ .. ‬المزيكا اللي‮ ‬جاية مزيكة توتر وقلق‮ … ‬احنا معندناش فرح خالص في‮ ‬النص‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬مذهولاً‮ ‬‮) ‬بجد ؟
المساعد‮ :‬‮ ‬بجد
المخرج‮ :‬‮ ‬عامةً‮ ‬نوعية المزيكا‮ … ‬مش مهمة عندي‮ .. (‬متحدثاً‮ ‬بالمايك‮) ‬إضاءة فول اتوماتيك
المساعد‮ :‬‮ ‬بيتقول إيه ؟
المخرج‮ :‬‮ ‬إضاءة فول لايت
المساعد‮: ( ‬بهدوء‮ ) ‬إضاءة خافتة‮ ‬يا أستاذ‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬ثائراً‮ ‬‮) ‬أنا قلت فول لايت
المساعد‮ :‬‮ ‬دا مشهد البوم‮ …. ‬وحيث أن البوم ما بتشفش إلا بالليل‮ … ‬يبقي‮ ‬لازم المشهد دا‮ …. ‬يبقي‮ ‬مشهد ليلي‮ ‬
المخرج‮: ‬دي‮ ‬وجهة نظر‮ … ‬بس أنا شايف إن‮ …..‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬مقاطعاً‮ ‬‮) ‬أنا شايف إن العرض شغال والحدوتة بتسخن‮ …. ‬ياريتك تقعد في‮ ‬الكالوس‮ …. ‬أو تقعد في‮ ‬الصالة‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ‬فكرة باردو‮ …. ‬عن إذنك‮ ( ‬ينزل للصالة‮ ‬‮) ‬
المساعد‮ : ( ‬يصفق بيديه‮ … ‬تدخل مجموعة الغربان‮ …. ‬ويتخذ المساعد موضع آخر من المسرح ليمثل هيئة الشجرة‮ )‬
ملك الغربان‮: ‬هكذا كانت رحلتنا إلي‮ ‬عالم الإنسان‮ ‬
غراب‮ ‬2‮: ‬لقد كانت رحلة‮ ‬غريبة‮ ‬يا مولاي‮ ‬ملك الغربان
غراب‮ ‬3‮: ‬ومثيرة أيضاً
غراب‮ ‬4‮: ‬بل ومتعبة‮ ‬
ملك الغربان‮: ‬حرب هنا وحرب هناك‮ … ‬تدمير هنا وتدمير هناك‮ …. ‬تخريب هنا وتخريب هناك
غراب‮ ‬2‮: ‬غربان الأرض في‮ ‬كل مكان تلعق بمخلفات الإنسان من تدمير وتخريب وتمزيق وتشتيت‮ ‬
غراب‮ ‬1‮:‬ أما نحن‮ ‬يا مولاي‮ ‬ملك‮ …. ‬غربان كليلة ودمنة اكتفينا بتقديم النصيحة والارشاد لبني‮ ‬الإنسان
ملك الغربان‮: ‬وحيث أني‮ ‬كأي‮ ‬ملك من الملوك رحت أطوف البلاد وأقابل الملوك والحكام وأحكي‮ ‬لهم حكايتنا التي‮ ‬تجعل الظالم عادلاً‮ ‬والمحتال تقياً‮ ‬
غراب‮ ‬3‮:‬‮ ‬وبعد ؟
المساعد‮ :‬‮ ( ‬يدخل معلقاً‮ ‬‮) ‬لو سمحتم دا خروج عن النص‮ …. ‬متهيألي‮ ‬إنكم جايين تعبانين والمفروض تناموا ده لوقت‮ … ‬عشان القصة بتقول كده‮ … ‬من فضلكم ناموا‮ … ‬ناموا‮ ‬
‮( ‬تنام الغربان‮ … ‬تخفت الإضاءة تدريجياً‮ ‬لتكون ليلية‮ )‬
البوم‮: ( ‬داخلة في‮ ‬جماعة واحدة‮ )‬‮ ‬بوم‮ … ‬بوم‮ .. ‬بوم‮ … ‬بوم شكله مخيف‮ …‬بوم‮..‬بوم‮ …‬بوم‮ … ‬بوم شكله مريب‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬يظهر إن البوم عملت لها سلام جمهوري‮ ( ‬يضحك‮ ‬‮)‬
بومة‮ ‬1‮:‬ لا‮ … ‬لسنا كالبوم الموجود في‮ ‬هذا العالم
بومة‮ ‬3‮: ‬لأنها تجمعت وتجبرت وطغت
بومة2‮: ‬تنفث سمومها كي‮ ‬تسطو
بومة‮ ‬4‮: (‬مستكملة‮ )‬‮ ‬كي‮ ‬تنهب‮ … ‬كي‮ ‬تقتل
بومة‮ ‬1‮: ‬أما نحن بوم كليلة ودمنة‮ … ‬ما أجملنا من بوم
المساعد‮: ‬يا حلو انت‮ ‬يا حلو‮ … ‬يا ملكة جمال البوم‮ … ‬يا وكلاهم صاحيين
بومة‮ ‬2‮: (‬وهي‮ ‬نفس البومة التي‮ ‬كانت تتصنت علي‮ ‬الغراب‮ … ‬لملكها‮ ‬‮) ‬مولاي‮ ‬ملك البوم‮ .. ‬لقد تجمعت آراء طيور الكركي‮ ‬علي‮ ‬اختيارك ملكاً‮ ‬عليهم‮ ‬
ملك البوم‮: ‬خير ما فعلوا‮ ‬
بومة‮ ‬2‮: ‬ولكن‮ !‬
ملك البوم‮: ‬لكن ماذا ؟
بومة‮ ‬2‮ : ‬واحد من الغربان أقنعهم بالعدول عن رأيهم لأننا كما قال هذا الغراب طيور قبيحة المنظر وسيئة الخلق و‮ ….‬
ملك البوم‮: ‬كفي‮ … ‬لقد‮ ‬غرستم معاشر الغربان بيننا وبينكم شجر الحقد واشعلتم نار العداوة والبغضاء ستكون بيننا وبينكم حروباً‮ ‬لا تنتهي‮ … ‬وسأكون أنا ملك البوم ومن بعدي‮ ‬من ملوك أشد ظلماً‮ ‬وبطشاً‮ ‬وعدواناً‮ ‬علي‮ ‬هؤلاء الغربان‮ ‬
بومة‮ ‬3‮:‬‮ ‬لنهجم عليهم في‮ ‬تلك الليلة الظلماء‮ ( ‬مشيرةً‮ ‬لوكر الغربان‮ ‬‮) ‬إنهم هناك‮ ‬غارقون في‮ ‬نومهم‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬لحظة من فضلكم‮ … ‬اللي‮ ‬ح‮ ‬يحصل ده الوقت فضل‮ ‬يتكرر لفترة طويلة من الزمن نعمل إيه بس ؟ ما هو كل الملوك شكل بعض كل الغربان شكل بعض‮ … ‬كل البوم شكل بعض‮ ‬
ملك البوم‮: ‬دقوا طبول الحرب‮ … ‬انطلقوا إلي‮ ‬هناك‮ …. ‬انطلقوا إلي‮ ‬هناك‮… ‬أريدهم قتلي‮ ‬وجرحي‮ …. ‬ومكسوري‮ ‬الجناح‮ … ‬منتوفي‮ ‬الريش‮ .. ‬مقطوعي‮ ‬الذنب انطلقوا
‮( ‬تنطلق جماعة البوم لتهجم علي‮ ‬الغربان فينجو ملك الغربان ومستشاريه وآخرون ولا‮ ‬يتبقي‮ ‬سوي‮ ‬بعض الغربان المصابة حيث تبدو ما بين صرعي‮ ‬وقتلي‮ ‬وأحسنتم حالاً‮ ‬في‮ ‬حالة إعياء شديدة‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬وقد أصابته عدة إصابات‮ ‬‮) ‬آه‮ ‬يا عيني‮ … ‬الي‮ ‬اتخلعت‮ .. ‬آه‮ ‬يا دماغي‮ ‬آه‮ … ‬آه‮ ‬يا جسمي‮ ‬آه‮ ‬ياكلي‮ … ‬آه‮ ‬يا أنا‮ … ‬آه‮ ‬يا من كنت أنا معلش ليكو مخرج‮ ‬يترد عليه‮ ‬
‮( ‬ينادي‮ ‬‮) ‬يا مخرج‮ … ‬يا مخرج‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬للغربان‮ … ‬وبصوت خافت‮ ‬‮) ‬عايزكم تحسسوني‮ ‬بالألم‮ … ‬اللي‮ ‬انضرب‮ … ‬أحسن انه انضرب‮ … ‬واللي‮ ‬مات أحسن أنه مات‮ … ‬عايزكم تصرخوا م الألم‮ … ‬تصوتوا‮ .. ‬مش تزغرتوا زي‮ ‬ما قال لكم الأستاذ‮ … ‬ياللا‮ … ‬
‮( ‬تكون هذه الغربان اتخذت بالتدريج هيئة الغربان المصابة حيث تبدو ما بين صرعي‮ ‬وقتلي‮ ‬وأحسنها حالاً‮ ‬في‮ ‬حالة إعياء شديدة‮ ‬– يأخذ المساعد هيئة الشجرة‮ )‬
مصاب‮ ‬1‮: ‬يا رشيي‮ ‬المنتوف‮ ‬
مصاب‮ ‬2‮: ‬يا جناحي‮ ‬المكسور‮ ( ‬للمصاب الثالث‮ ‬‮) ‬أعني‮ ‬يا بني‮ ‬
مصاب‮ ‬3‮: ‬وكيف أعينك وأنا جناحي‮ ‬مخلووع
مصاب‮ ‬2‮: (‬ينهض بصعوبة متجهاً‮ ‬للمصاب الأول‮ )‬‮ ‬يا حبيبي‮ ‬ياغرغر‮ ‬ياقرة عيني‮ ( ‬باكياً‮ ‬‮)‬
المساعد‮: ( ‬متباكياً‮ ‬‮) ‬قطعتوا قلبي‮ .. ‬حرام عليكو‮ .. ‬كفاية كده‮ ‬
مصاب‮ ‬2‮: ‬من سيحضر لنا الطعام‮ .. ‬الحمام والبط والأوز وغيرهم ؟
المساعد‮ :‬‮ ( ‬مذهولاً‮ ‬‮) ‬يابختكم‮ .. ‬بتاكوا كل دول ؟
مصاب‮ ‬2‮: ‬الحمام والبط والأوز‮ … ‬من الطيور الميتة‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬تصدر عنه إيماءة‮ .. ‬تعبر عن التقزز‮ ‬‮) ‬تاكو القرف
مصاب‮ ‬1‮: ‬منهم لله البوم‮ … ‬لو كان لديهم نظر‮ … ‬ما ضربوا طيوراً‮ ‬مثلنا‮ … ‬شكلها جميل
المساعد‮ :‬‮ ‬قوي
مصاب‮ ‬3‮: ‬وغناؤها جميل
المساعد‮ :‬‮ ‬واضح
الغربان المصابة‮: ( ‬يتأوهون وينوحون علي‮ ‬هيئة عويل‮ )‬‮ ‬يا عيني‮ … ‬يا عيني‮ .. ‬عيني‮ ‬علينا‮ ‬
‮( ‬يدخل ملك الغربان بين مستشاريه الأربع وتصمت الغربان‮ )‬
المستشار الأول‮: ( ‬للملك‮ )‬‮ ‬أرايت أيها الملك ما لقيناه الليلة من ملك البوم وأعوانه ؟
المستشار الثاني‮: ‬لقد علموا مكاننا وتجرءوا علينا في‮ ‬أوطاننا‮ ‬
ملك الغربان‮: ( ‬متجهاً‮ ‬نحو الغربان المصابة‮ … ‬ومستكملاً‮ ) ‬وصرنا‮ ‬بين عيشة وأخري‮ ‬نترقب هجمات العدو التي‮ ‬لا ترحم صغيراً‮ ‬ولا كبيراً‮ ‬
المستشار الثالث‮: ‬ونصبح ما بين قتلي‮ ‬وجرحي
المستشار الرابع‮: ‬إنهم سيعودون إلينا فكل هدفهم هو استئصالنا‮ ‬
المستشار الأول‮: ‬أنت ملكنا ويجب أن تعمل علي‮ ‬حمايتنا من أعدائنا‮ ‬
ملك الغربان‮: ( ‬لهم‮ )‬‮ ‬سأفعل ما‮ ‬يمليه علي‮ ‬ضميري‮ ‬نحوكم‮ .. ‬فأنا ملككم ومسئول عنكم‮ ‬
‮( ‬لمستشاريه‮ ‬‮) ‬والآن سارعوا لعلاج جرحاكم ودفن موتاكم‮ ‬‮( ‬يتجه بعض المستشارين ليخرجوا الغربان الصريعة والجريحة‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬حيث‮ ‬يهتز‮ ‬‮) ‬أنا شجرة آه‮ … ‬بس مش لازم أتهز بالشكل ده‮ .. ‬تكونش فيه ريح ؟ بس أفتكرت‮ ( ‬يقبض علي‮ ‬جيبه فجأة فيكتشف تليفونه المحمول الذي‮ ‬يعمل باهتزاز‮ ‬يفتح التليفون‮ ‬‮) ‬هو انت ؟ وداوقته‮ ( ‬ينادي‮ ‬‮) ‬يامخرج
‮( ‬يغلق التليفون ويأتي‮ ‬المستشارون الذين خرجوا من قبل‮ )‬
ملك الغربان‮: ‬والآن ما رأيكم في‮ ‬هذه المصيبة التي‮ ‬وقعت علي‮ ‬رؤوسنا جميعاً‮ ‬وقوع الصاعقة‮ ‬
المستشار الأول‮: ‬لا أري‮ ‬حلاً‮ ‬لهذه الكارثة سوي‮ ‬أن نهرب من عدونا لأننه لن‮ ‬يدعنا نعيس في‮ ‬سلام وأمان بعد اليوم
ملك الغربان‮: ( ‬غاضباً‮ ‬‮) ‬ليس هذا برأي‮ ‬صواب‮ .. ‬كيف نرحل عن أوطاننا ونخليها لعدونا
المستشار الثالث‮: ‬الرأي‮ ‬الصواب هو أن نجمع أمرنا ونستعد للقاء عدونا فنقاتله قتال الشجعان ونصيب منه أضعاف ما أصابنا‮ ‬
المستشار الرابع‮: ‬من رأي‮ ‬يا مولاي‮ ‬ألا نبدأ حرباً‮ ‬حتي‮ ‬نرسل جواسيسنا إلي‮ ‬عدونا فنعلم هل‮ ‬يريد عدونا صلحنا ؟ أم‮ ‬يريد حربنا ؟ أم أنه فعل ذلك ليرهبنا ويجبرنا علي‮ ‬دفع الفدية ؟
ملك الغربان‮: ‬وإذا رأيناه طامعاً‮ ‬في‮ ‬مال ؟
المستشار الرابع‮: ‬صالحناه في‮ ‬فدية نؤديها إليه فندفع بها كيده ونرد عدوانه‮ ‬
ملك الغربان‮: ‬لا أراه رأياً‮ ‬صائباً‮ .. ‬والرأي‮ ‬عندي‮ ‬أننا لو اضطررنا إلي‮ ‬مفارقة أوطاننا فإن الصبر علي‮ ‬الغربة خير من أن نذل أنفسنا ونخضع لعدونا‮ ( ‬يلتقط أنفاسه‮ ‬‮) ‬وحتي‮ ‬لو فعلنا ذلك فإنه سوف‮ ‬يجتزئ علينا أكثر ولن‮ ‬يرضي‮ ‬إلا بخضوعنا وإذلالنا وسلب أموالنا
المستشار الثالث‮: ‬إذن مولاي‮ ‬الملك‮ ‬يوافقني‮ ‬الرأي‮ ‬بأن نجهز أنفسنا لمحاربة عدونا
المستشار الثاني‮: ‬‮( ‬بحزن‮ ‬‮) ‬هذا ما جناه علينا جدي‮ ‬الأكبر عندما راح‮ ‬يخبر جماعة الكركي‮ ‬بما في‮ ‬البوم من مساوئ‮ . ‬فكل الطيور تعلم ذلك جيداً‮ ‬لكن العاقل هو من لا‮ ‬يجلب العداوة لنفسه ولقومه‮ ‬
ملك الغربان‮:‬دع هذا الآن وأجبني‮ ‬ماذا تري‮ ‬في‮ ‬هذه الأراء المطروحة ؟ هل نقاتل عدونا ؟ أم نصالحه؟ أم نرحل عن أوطاننا‮ ‬
المستشار الثاني‮: ‬مولاي‮ ‬أري‮ ‬إنه لا سبيل لنا إلي‮ ‬قتال عدونا لأنه أقوي‮ ‬منا والعاقل لا‮ ‬يقدم علي‮ ‬قتال من لا‮ ‬يقوي‮ ‬عليه‮ ‬
المستشار الرابع‮: ‬إذن نصالحه
المستشار الأول‮: ‬أو نرحل عن أوطاننا‮ ‬
المستشار الثاني‮: ‬
لا هذا ولا ذاك
المستشار الرابع‮: ‬إذن ماذا تري‮ ‬أيها المستشار العاقل لما نحن فيه من شدة وكرب مع عدونا البوم ؟
المستشار الثاني‮: ‬الحيلة‮ .. ‬الحيلة‮ ‬يا مولاي‮ ‬لا توجد سوي‮ ‬الحيلة مخرجاً‮ ‬لما نحن فيه‮ ‬
ملك الغربان‮: ‬أعرض علينا ما تفكر فيه‮ … ‬فكلنا آذان صاغية‮ ( ‬الجميع‮ ‬يلتفون حول المستشار الثاني‮ ‬بينما هو‮ ‬يشرح خطته لهم همساً‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬مخاطباً‮ ‬تليفونه المحمول‮ ‬‮) ‬أتهز انت بقي‮ ‬وأنا اتهز معاك‮ ( ‬يضع تليفونه في‮ ‬جيبه ويؤدي‮ ‬المساعد رقصة حول ملك الغربان ومستشاريه‮ ‬– علي‮ ‬موسيقي‮ ‬صادرة من تليفونه المحمول‮ ‬‮)‬
ملك الغربان‮: ( ‬لمستشاريه من الغربان‮ ‬‮) ‬كيف تطاوعني‮ ‬نفسي‮ ‬أأن أفعل ذلك في‮ ‬أعقل وأحكم وأعز أصدقائي‮ ‬؟
المستشار الثاني‮: ‬كل شيء‮ ‬يهون في‮ ‬سبيل الوطن والأهل والخلان‮ .. ‬هيا نفذوا ما اتفقنا عليه‮ ‬
ملك الغربان‮: ‬لا تنس إنك بهذا العمل البطولي‮ ‬تدفع فيه حياتك وتضحي‮ ‬فيه بنفسك‮ ‬
المستشار الثاني‮: ‬وما قيمة الحياة بدون وطن ؟‮! ‬وما قيمة الحياة بدون كرامة ؟‮!‬
ملك الغربان‮: ‬نفذوا ما اتفقنا عليه‮ ‬
‮( ‬ينصرف الملك‮ )‬
‮( ‬ينهال المستشارون الثلاثة علي‮ ‬المستشار الثاني‮ ‬ضرباً‮ ‬فراحوا‮ ‬ينقرونه وينتفون ريشه وذيله ويلقونه عند جذع الشجرة ويخرجون‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ‬لا حول ولا قوة إلا بالله‮ .. ‬كله ضرب ضرب مفيش جمع أو طرح‮ (‬‮ ‬يخرج وتخفت الإضاءة‮ … ‬فتدخل إحدي‮ ‬البوم وهي‮ ‬تبحث عن فريسة وتفاجئ بوجود الغراب الجريح‮ ) ( ‬يمكن أن تعمل هنا إحدي‮ ‬الموسيقات الدالة علي‮ ‬الجاسوسية‮ )‬
إحدي‮ ‬البوم‮: ( ‬وهي‮ ‬بومة‮ ‬3 ‮)‬ من أنت ؟
الغراب‮: ‬غراب بلا ريش علي‮ ‬جناحيه‮ .. ‬بلا ريش علي‮ ‬ذيله‮ … ‬غراب بلا‮ ‬غراب‮ ‬
بومة‮ ‬3‮: (‬ينادي‮ )‬‮ ‬يا ملك البوم‮ … ‬يا أصدقائي‮ ‬البوم‮ … ‬تعالوا بسرعة‮ ( ‬يدخل ملك البوم وخلفه بقية البوم من ورائه‮ ) ‬
بومة‮ ‬1‮: ‬أين بقية الغربان ؟
الغراب المصاب‮: ‬كان من الأحري‮ ‬أن تسألني‮ ‬عن حالي‮ ‬ولكن لا بأس‮ ! ‬فالغربان رحلت عن هذا المكان إلي‮ ‬أين ؟ لا أعلم‮ .. ‬لكنها رحلت بلا عودة بعدما صنعوا بي‮ ‬ما صنعوا‮ ‬
بومة‮ ‬1 ‮: (‬هامساً‮ ‬للملك‮ )‬‮ ‬مولاي‮ … ‬هذا الغراب هو مستشار‮ ‬ملك الغربان‮ ‬الأمين ووزيره المعين‮ ‬
ملك البوم‮: ‬وماذا فعلت أيها الغراب ؟ لتصنع بك الغربان ما صنعت‮ ‬
الغراب المصاب‮: ‬لا شيء سوي‮ ‬أني‮ ‬نصحت‮ ‬ملك الغربان‮ ‬ومستشاريه بأنه لا طاقة لنا علي‮ ‬حربكم وقتالكم لأنكم أشد قوة وبطشاً‮ ‬
ملك البوم‮: ( ‬مستحسناً‮ ‬حديث الغراب المصاب‮ )‬‮ ‬استمر أيها الغراب‮ ‬
الغراب المصاب‮: ‬وقد نصحتهم جميعاً‮ ‬بأن‮ ‬يطلبوا الصلح منكم فيقدمون لكم الفدية فإن قبلتم كان خيراً‮ ‬وإن رفضتم تركنا وطننا وهربنا‮ ‬
ملك البوم‮: ‬وبعد ؟
الغراب المصاب‮: ‬رفضوا فكرتي‮ ‬واتهموني‮ ‬بالجبن والخيانة والتحيز لكم وانهالوا علي‮ ‬ضرباً‮ ‬ونتفاً‮ ‬حتي‮ ‬صرت هكذا بين الحياة والموت‮ ‬
ملك البوم‮: ‬ماذا تري‮ ‬يا وزير ؟
بومة‮ ‬1‮: ‬أري‮ ‬أن نقتله ونستريح من شره ففي‮ ‬فقده خسارة لأعدائنا ومكسب كبير لنا‮ .. ‬إنها فرصة لا تتكرر فهو الآن ضعيف وقد لا نقدر عليه‮ ‬غداً‮ ‬عندما‮ ‬يقوي‮ ( ‬الغراب‮ ‬ينكمش علي‮ ‬نفسه دون أن‮ ‬يظهر خوفه‮)‬
بومة‮ ‬2‮: ‬مولاي‮ ‬أري‮ ‬أن ترحم ضعفه ونعطيه الأمان فالعدو والذليل‮ ‬يجب أن‮ ‬يعامل بالحسني‮ ‬خاصة إذا كان خائفاً‮ ‬مستجيراً‮ ‬
بومة‮ ‬4‮: (‬مستكملة‮ ) ‬نعم فنبقي‮ ‬علي‮ ‬حياته ونحسن إليه لأنه راجح العقل‮ ‬
بومة‮ ‬2‮: ‬وقد نحتاج إلي‮ ‬رأيه ومشورته في‮ ‬محاربة أعدائنا لأنه‮ ‬يعرف الكثير عنهم ولا سيما إنه أصبح الآن عدواً‮ ‬لهم‮ ‬
بومة‮ ‬1‮: (‬وقد تملكها الغضب‮ )‬‮ ‬لقد خدعكم الغراب بحسن كلامه وادعائه عداوة الغربان‮ .. ‬أنا مازلت مصراً‮ ‬علي‮ ‬قتله‮ ‬
ملك البوم‮: ( ‬غير ملتفت لنصيحة وزيرة بومة‮ ‬1 ‮)‬ احملوا هذا الغراب الجريح إلي‮ ‬منازل البوم وانزلوه في‮ ‬أحسن المنازل وأحسنوا إليه‮ ‬
بومة‮ ‬1‮: ‬مولاي‮ ‬ملك البوم‮: ‬فلتكرموا ضيافته وتستعدوا مهر الأطباء لعلاجه حتي‮ ‬يشفي‮ ‬تماماً‮ ‬ويسترد صحته وعافيته
الغراب الجريح‮: ( ‬بتوسل شديد‮ )‬‮ ‬يارب اجعلني‮ ‬بومة‮ .. ‬بومة قوية كي‮ ‬أستطيع أن أنتقم من هؤلاء الأوغاد
إظـــــــلام
مشهد‮ ‬(4)
‮(‬يعود المنظر‮ .. ‬لمنظر المكتبة‮ .. ‬من الداخل‮ .. ‬حيث نري‮ ‬مجسم كليلة ودمنة وأرفف الكتب إلي‮ ‬اليمين واليسار‮ )‬
المخرج‮: ‬هو دا الشغل الصح‮ .. ‬الديكور‮ ‬يرجع للمنظر الأولاني‮ ‬هو‮ ‬يمكن‮ ‬يكون المشهد دا لسة بدري‮ ‬عليه‮ .. ‬لكن مسألة مش مريحاني‮ ‬لأنها فعلاً‮ ‬مسألة محتاجة لإعادة نظر‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬من الخارج منادياً‮ ‬‮) ‬يا أستاذ‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ‬الجديد‮ .. ‬بقي‮ .. ‬تخلي‮ ‬الجمهور‮ ‬يقعد علي‮ ‬المسرح‮ ‬والممثلين‮ ‬يمثلوا في‮ ‬الصالة‮ .. ‬ونديها بلاك ع الصالة‮ ‬وإضاءة ع المسرح‮ .. ‬عفارم عليك‮ ‬ياولد‮ ‬يا مخرج هو دا التكنيك بعينه‮ ‬
المساعد‮: ( ‬من الخارج ومازال منادياً‮ ‬‮) ‬يا أستاذ‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ‬أنا مش عارف أعمل منه حاجة خالص‮ .. ‬أحسن حاجة استخبي‮ ‬منه جوة الكتاب‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ( ‬من الخارج‮ ‬‮) ‬يا أستاذ‮ ‬
المخرج‮: ‬نادي‮ ‬بقي‮ ‬من هنا لبكرة‮ ( ‬يقف عند باب الكتاب ويقرعه‮ ‬‮) ‬افتح‮ ‬يا بني‮ ( ‬يزداد قرعه للباب‮ ‬‮) ‬ما تفتح‮ ‬يا بني‮ ( ‬يفتح الباب فتظهر الملكة حيث تدخل المسرح وخلفها الفيلسوف بيديا‮)‬
المخرج‮ :‬‮ ‬مولاتي‮ ‬الملكة‮ (‬هامساً‮) ‬ازيك‮ ‬يا بت‮ ‬يا‮ (‬منادياً‮ ‬باسم الممثلة التي‮ ‬تلعب دور الملكة‮) ‬علي‮ ‬فكرة الدور لايق عليكي‮ ‬قوي‮ .. ‬بس لو كان كاجوال كان‮ ‬يجنن‮ .. (‬متجهاً‮ ‬للفيلسوف حيث‮ ‬يحتضنه‮) ‬‮(‬متحدثاً‮ ‬باسم الممثل الذي‮ ‬يلعب دور الفيلسوف‮ ) ‬حبيب قلبي‮ ( ‬الفيلسوف لا‮ ‬يعيره أي‮ ‬اهتمام‮ )‬‮ ‬ماشي‮ ‬ياعم الفيلسوف‮ ( ‬يأتي‮ ‬الحارسان فيسحبان المخرج متجهين به لداخل الكتاب‮ ‬‮) ‬انتوا بتعملوا إيه‮ .. ‬أنا المخرج‮ .. ‬أنا كنت داخل‮ .. ‬داخل‮ ( ‬للملكة والفيلسوف‮ ‬‮) ‬باي‮ ‬باي‮ ‬بقبس علي‮ ‬رنات‮ (‬الحارسان‮ ‬يدخلان المخرج داخل الكتاب‮ .. ‬ويسمع صوت صفع ويعود الحارسان ليقفا علي‮ ‬باب الكتاب‮ ‬‮)‬
الملكة‮:‬‮ ( ‬حائرة‮ ‬‮) ‬لقد تأخر قدوم الملك‮ ‬يا فيلسوف‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬مولاتي
الملكة‮:‬‮ ( ‬مقاطعة‮ ) ‬صهٍ‮ .. ‬إني‮ ‬أسمع وقع أقدامه‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ( ‬يلقي‮ ‬بالنظر بعيداً‮ ) ‬حقاً‮ ‬يا مولاتي‮ … ‬إن الملك قادم إلينا‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬ويحي‮ … ‬ويحي‮ ‬ماذا أقول له عندما‮ ‬يجد مملكته التي‮ ‬هي‮ ‬كتابه العظيم وقد هجرته كل حيواناته وطيوره‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬تجلدي‮ ‬يا مولاتي‮ ( ‬متجه تجاه قدوم الملك‮ ‬‮) ‬مولاي‮ ‬الملك دبشليم‮ ‬
الملك‮:‬‮ ( ‬داخلاً‮ ‬‮) ‬السلام والتحية
الملكة‮:‬‮ ( ‬وهي‮ ‬مرتبكة‮ ‬‮) ‬وعليك عظيم السلام والتحية‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬وموفور الصحة والعافية‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬مالي‮ ‬أري‮ ‬علامات الخوف والفزع تبدو عليكما ؟
الفيلسوف‮:‬‮ ‬مولاي‮ ‬الملك دبشليم
الملكة‮:‬‮ ( ‬مغيرة للموضوع‮ ‬‮) ‬وماذا عن رحلة الصيد التي‮ ‬قمت بها‮ ‬يا مولاي‮ ‬؟
الملك‮:‬‮ ‬رحلة موفقة كالعادة‮ .. ‬ولكني‮ ‬أشعر براحة خطر جسيم‮ ‬
الملكة‮ ‬والفيلسوف‮:‬‮ ( ‬معاً‮ ‬‮) ‬مولاي‮ ‬الملك‮:‬‮ ‬الملكة‮:‬‮ ‬لقد أصدرت أوامري‮ ‬بإطلاق سراح الحيوانات والطيور‮ ‬
الملك‮:‬‮ ( ‬مصدوماً‮ ‬‮) ‬ماذا ؟
الملكة‮:‬‮ ‬ما قلته‮ ‬يا مولاي‮ ‬
الملك‮:‬‮ ( ‬منهاراً‮ ‬‮) ‬هكذا أصبح بين الحين والآخر ملكاً‮ ‬دون رعية‮ .. ‬ملكاً‮ ‬دون شعب أحكمه‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬مولاي
الملك‮:‬‮ ( ‬ثائراً‮ ‬‮) ‬أما عن إطلاق سراح الحيوانات والطيور فهو فرمان ملكي‮ ‬لا‮ ‬يملك حق إصداره سوي‮ ‬الملك‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬مولاي‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬وإذا تم إصداره في‮ ‬غيبة من الملك فمعني‮ ‬هذا أن الملك صار هزأة بين الملوك‮ .. ‬بل صار قشة ضعيفة حقيرة لا مكان لها‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬حاشا وكلا
الملك‮:‬‮ ‬وإن كنت فقدت مملكتي‮ ‬فلا‮ ‬يجب أن أفقد كرامتي‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬أفعل ما شئت‮ ‬يا مولاي‮ .. ‬لتبق مكرماً‮ ‬معززاً‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬إنه عصيان وأنتم تعلمون جيداً‮ ‬جزاء عصيان الملوك
الملكة‮:‬‮ ‬الإعدام
الملك‮:‬‮ ( ‬وهو حزيناً‮ ) ‬نعم لابد من تطبيق حكم الإعدام عليكِ‮ ‬أيتها الزوجة الوفية التي‮ ‬طالما وقرتها حتي‮ ‬أخذت مكانة عظيمة عندي
الفيلسوف‮:‬‮ ‬مولاي‮ ‬الملك‮ .. ‬أنا الذي‮ ‬استحق هذا الحكم لأني‮ ‬دفعت بالملكة لاتخاذ هذا القرار‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬انت‮ ‬يا فيلسوفي‮ ‬العزيز ؟‮ ! ‬أنت‮ ‬يا وزيري‮ ‬المخلص الأمين ؟‮!‬
الملكة‮:‬‮ ‬كنا في‮ ‬خيار من أمرين كلاهما صعب وكلاهما‮ ‬يؤدي‮ ‬لنفس النتيجة
الفيلسوف‮:‬‮ ‬فلو أحكمنا القبض علي‮ ‬هذه الحيوانات والطيور سيزيد من ثورتها ونعجز عن إخمادها فتحطم الكتاب وتخرج في‮ ‬النهاية
الملكة‮:‬‮ ‬فما كان علينا إلا أن نطلق سراحها حتي‮ ‬يبقي‮ ‬الكتاب سليماً
الملك‮:‬‮ ‬ويبقي‮ ‬الكتاب مجرد ذكري‮ … ‬ذكري‮ ‬قصص عظيمة‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬نعم‮ ‬يا مولاي‮ ‬تلك القصص التي‮ ‬كنت أحكيها لك لتردك عن الظلم ولطغيان وتجعلك ملكاً‮ ‬عادلاً‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬لا مناص من تطبيق الحكم‮ ( ‬ينادي‮ ‬‮) ‬يا حراس‮ ( ‬يخرج الحارسان من الكتاب‮ ‬‮) ‬نفذا حكم الإعدام ليصبح الملك بدون ملكة تحنو عليه وبدون وزير‮ ‬يعينه ويسانده‮ ‬
المخرج‮ : ( ‬من داخل الكتاب حيث‮ ‬يهزه هزاً‮ ‬عنيفاً‮ ‬ولا نري‮ ‬منه سوي‮ ‬وجهه‮ )‬
يا عالم‮ … ‬يا ناس‮ .. ‬طلعوني‮ ‬من هنا‮ .. ‬الرواية قبلت لغم ونكد‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬وهكذا أيضاً‮ ‬يتحطم الكتاب‮ . ‬ولا‮ ‬يبقي‮ ‬سوي‮ ‬اسم كليلة ودمنة‮ … ‬هذا إن بقي‮ ‬اسمه معلقاً‮ ‬في‮ ‬الذاكرة‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬مولاي‮ .. ‬أنا علي‮ ‬يقين تام بأن الحيوانات والطيور ستعود‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬وأنا في‮ ‬ثقة من ذلك‮ ‬يا مولاي‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬الحكم صادر في‮ ‬الحالتين‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬ليتك تؤجل حكم الإعدام لبعض الوقت‮ ‬،‮ ‬فأنا لا أريد أن أرحل وأتركك‮ ‬يا مولاي‮ ‬وحيداً‮ ‬بين جنبات الكتاب لا أريد أن أرحل وأنا أشعر بوخز الضمير وتأنيب النفس‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬وإذا عادت أو لم تعد‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬فحكمك صادر‮ ‬يا مولاي‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬ولكن
الملكة‮:‬‮ ‬هذا هو طلبي‮ ‬الأخير‮ ‬
الملك‮:‬‮ ‬وطلبك مجاب‮ ‬يا مليكتي‮ ( ‬يدخلون الكتاب جميعاً‮ ‬‮) ‬
مني‮: ( ‬مطل برأسه من الكتاب‮ ‬– حيث‮ ‬يمسك به الحارسان‮ )‬‮ ‬انت‮ ‬يا بني‮ .. ‬رجع المشاهد لنفس تريبها‮ .. ‬ورينا البوم والغربان ح تعمل إيه ؟
المخرج‮: ‬يمكن تزهق وترجع الكتاب تاني‮ .. ‬ويرتاح الملك بتاعهم دا علي‮ ‬فكرة هو ملك طيب وابن حلال‮ .. ‬أنا عارفه كويس من أيام ما كنا مع بعض في‮ ‬Kg1 ‮ ‬مش كده‮ ‬يا جلالة الملك دبش‮ ‬‮( ‬كمن‮ ‬يتذكر اسمه‮ ‬– يتقدم الحارسان فيقرعانه علي‮ ‬رأسه‮ ) ‬دبش‮ . ‬ليم‮ ( ‬يسقط‮ )‬
إظـــــــلام
مشهد‮ ‬(5)
‮(‬يعود المنظر ممثلاً‮ ‬لمنظر الجبل الذي‮ ‬فيه كهف البوم والمساحات الخضراء التي‮ ‬يبدو منها جماعات الحيوانات والطيور‮ )‬
المساعد‮: ( ‬داخلاً‮ ‬وممسكاً‮ ‬بتليفونه المحمول‮ ‬‮) ‬انت فين‮ ‬يا أستاذ ؟ محبوس جوة الكتاب ؟‮! ‬عمالين‮ ‬يضربوك‮ .. ‬احسن‮ ( ‬يغلق التليفون‮ ‬‮) ‬لما أروح اكمل المنظر‮ ( ‬يخرج ويعود ببعض الحطب ليضعها علي‮ ‬مقربة من الكهف وكأنه‮ ‬يشعلها‮ )‬
غراب‮ ‬2‮: (‬خارجاً‮ ‬من الكهف ومتسللاً‮ ) ‬الآن وبعد اطلاعي‮ ‬علي‮ ‬أسراركم وأحوالكم أيتها البوم‮ … ‬جاءت اللحظة التي‮ ‬نسترد بها كرامتنا وعزتنا ونعلمكم درساً‮ ‬في‮ ‬الأخلاق جزاء كل من‮ ‬يغتر بقوته ويتلاعب بمصائر الآخرين‮ .. ‬أستودعكم علي‮ … ‬
‮( ‬يضحك‮ ‬‮) ‬علي‮ ‬غير خير أيها الأعزاء‮ ( ‬ينصرف منطلقاً‮ ‬ويزداد وهج النار‮ ) ‬
الغربان‮: ( ‬داخلة حيث تحط حول النار ويحصل كل واحد منهم علي‮ ‬عودٍ‮ ‬مشتعل‮ ‬يحمله في‮ ‬منقاره ويلقي‮ ‬به علي‮ ‬الكهف ونسمع صرخات البوم أما الناجون منهم‮ ‬يخرجون وسط الدخان الكثيف‮ .. ‬وتخرج بومة‮ ‬1 .. متهالكة تماماً‮ ‬وقد أصابته حروق دامية وهي‮ ‬مختنقة حيث تلفظ أنفاسها أمام الكهف‮ ) ‬
ملك الغربان‮: ‬ها قد انتهت حكايتنا‮ ( ‬تعود طيور الكركي‮ ‬‮)‬
ملك البوم‮: ( ‬خارجاً‮ ‬من الكهف‮ ‬‮) ‬نعم لقد انتهت حكايتنا‮ ‬
‮( ‬يقترب الملكان حتي‮ ‬كادا‮ ‬يتصافحا‮ )‬
المساعد‮ :‬‮ ‬برافوا عليكو
بومة‮ ‬1‮: (‬تنهض من رقدتها‮ ) ‬يجب أن نعيد حكايتنا مرة أخري‮ ‬
المساعد‮ :‬‮ ‬تاني‮ !‬
‮( ‬في‮ ‬هذه الأثناء تتخذ مجموعتي‮ ‬البوم والغربان مظهر العداء والتحفز كل تجاه الأخري‮ ‬ويتعاقب دخول الحيوانات والطيور الأخري‮ )‬
غراب‮ ‬2‮: ‬بل حان الوقت لنعود إلي‮ ‬عالمنا الجميل‮ ‬‮( ‬الجميع‮ ‬يتشاورون في‮ ‬أمر العودة بنظراتهم حيث‮ ‬يوافقون‮ )‬
الجميع‮: ‬نعم حان الوقت لنعود إلي‮ ‬كتابنا العظيم‮ … ‬كليلة ودمنة‮ ‬
‮(‬يعمل الحارسان من داخل الكهف علي‮ ‬استدارته ليصبح المنظر ممثلاً‮ ‬لمنظر الكتاب وتهم مجموعات الحيوانات والطيور للدخول في‮ ‬الكتاب ويقفون علي‮ ‬بابه فإذا بالحارسان‮ ‬يقذفون بالمخرج خارج الكتاب علي‮ ‬المسرح ويقف الحارسان علي‮ ‬باب الكتاب‮ )‬
المخرج‮: ( ‬متأوهاً‮ .. ‬للحيوانات والطيور‮ ) ‬الحمد لله إنكم رجعتم وجشني‮ ‬يا حلون‮ ‬يا مقطقطين‮ .. ‬ياللا بقي‮ ‬ادخلوا الكتاب‮ .. ‬أحسن الملك عايز‮ ‬يعدم الملكة والفيلسوف‮ ‬
الملك‮: ( ‬يخرج من الكتاب وتتبعه الملكة ثم الفيلسوف ويدخل الحارسان الكتاب‮ )‬
الملكة‮:‬‮ ( ‬بفرح‮ ‬‮) ‬مولاي‮ ‬لقد عادت الطيور والحيوانات‮ ‬
الفيلسوف‮:‬‮ ‬والآن لتنفذ فينا حكمك‮ ‬يا مولاي‮ ‬
الملكة‮:‬‮ ‬والآن لتنفذ فينا حكمك‮ ‬يا مولاي‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬يهب مذعوراً‮ ‬‮) ‬ح تعمل إيه‮ … ( ‬لنفسه‮ ‬‮) ‬الله‮ ‬يخرب بيتك‮ ( ‬للملك‮ ‬‮) ‬أرجوك‮ ‬يا عم الملك قصدي‮ ( ‬يتلعثم‮ ‬‮) ‬يا جلالة المجلجل‮ … ‬يا كلالة المكلكل‮ ‬
الحارسان‮: ( ‬يتقدمان من الكتاب للمسرح‮ )‬
أحد الحارسين‮: ‬أمرك‮ … ‬يا جلالة الملك‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬كمن‮ ‬يتذكر‮ ‬‮) ‬أيو‮ … ‬هي‮ ‬دي‮ .. ‬يا جلالة الملك‮ ‬يا أحسن جلالة ملك‮ … ‬يا سعادة البيه
الملك‮:‬‮ ‬أرجوك اعفوا عنهم‮ … ‬عشان خاطري‮ … ‬يا جماعةحد‮ ‬يقول له حاجة
المخرج‮ :‬‮ ( ‬للحارسين‮ ‬‮) ‬امسكوني‮ ‬كويس‮ ( ‬يسقط بينهما مصدوماً‮ ‬‮)‬
الملك‮:‬‮ ‬لقد عفونا عنهم‮ ‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬يقفز فرحاً‮ ‬معانقاً‮ ‬الملك‮ ‬‮) ‬حبيبي‮ ‬يا ملك‮ .. ‬مش بقولكم هو ملك طيب وابن حلال‮ .. ‬وقلبه أخضر زي‮ ‬العنب‮ ( ‬يغني‮ ‬ويرقص فرحاً‮ ‬‮)‬
الملك‮:‬‮ ‬والآن هيا‮ ‬يا أصدقاء‮ .. ‬لقد تشوقنا لكتابنا العظيم‮ ‬
‮( ‬مازال المخرج متراقصاً‮ .. ‬هم الجميع بالانصراف‮ )‬
المساعد‮: ‬لو سمحت‮ ‬يا مولاي‮ ‬قبل م تمشوا‮ .. ‬لازم أقدمكم للجمهور‮ ( ‬ينادي‮ ‬المساعد كل منهم علي‮ ‬حده ويقدمه للجمهور ثم‮ ‬يقدم نفسه للجمهور‮ )‬
المخرج‮ :‬‮ ( ‬للمساعد ثائراً‮ ‬‮) ‬غلط اللي‮ ‬انت عملته دا‮ ‬غلط لإنك نسيت تسيب للجمهور حرية الفرجة‮ … ‬أنت كان لازم تقسم المسرح لثلاث مناطق‮ … ( ‬مشيراً‮ ‬بيده‮ ‬‮) ‬المنطقة اللي‮ ‬هناك دي‮ ‬نشغل فيها نهاية المسرحية بتاعتنا‮ … ‬والنطقة دي‮ ‬نشغل فيها نهاية المسرحية اللي‮ ‬فاتت‮ .. ‬أما المنطقة دي‮ ‬
المساعد‮: ( ‬مقاطعاً‮ ) ‬ح تكون فيها نهايتك بإذن الله ساعدوني‮ ‬يا جماعة‮ ‬‮( ‬يهم الجميع بالانقضاض علي‮ ‬المخرج ولكنه‮ ‬يفر منهم‮ )‬
المخرج‮ : ( ‬ينادي‮ ‬مستغيثاً‮ )‬‮ ‬يا مخرج‮ … ‬يا مخرج‮ ‬

ســــتار

مجدي‮ ‬مرعي

ــــــ
جريدة مسرحنا العدد رقم :٣٤٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock