عايدة فهمى: “فريدة” تجربة مميزة استمتعت بها ووقفت أمام المخرج أكرم مصطفى.. كأننى أمثل لأول مرة!
حوار بالصور..

المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
أجرى الحوار الزميل: كمال سلطان
عدسة: عادل صبرى ومدحت صبرى
بعد تجربتها الماضية على خشبة مسرح الطليعة من خلال عرض “حريم النار” والذى حصدت عنه جائزة أحسن ممثلة من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، تعود الفنانة القديرة عايدة فهمى لتقف على خشبة نفس المسرح من خلال عرض “فريدة”، والذى توقع كل من شاهده أن تحصد عنه جائزة جديدة تضاف إلى رصيدها الكبير.
فريدة هى مونودراما من انتاج مسرح الطليعة بقيادة المخرج عادل حسان، كتبها وأخرجها أكرم مصطفى، عن نص “أغنية البجعة” لأنطوان تشيخون، صمم لها الديكور والإضاءة د. عمرو عبد الله، تأليف موسيقى محمد حمدى رؤوف، ملابس شيماء عبد العزيز، مكياج روبى مهاب، مخرج مساعد مى مصطفى، مخرج منفذ كمال خضر .
وكما هو معروف فإن المونودراما هى أحد أشكال العروض المسرحية التى يتم تقديمها بممثل واحد، يقع على كاهله إيصال فكرة النص إلى الجمهور عن طريق إقامة حوار داخلى واعتمادا على إمكاناته الجسدية والصوتية والفنية، وذلك بمساعدة عناصر العرض الأخرى كالموسيقى والسينوغرافيا بعناصرها المختلفة من ديكور واضاءة وملابس .. وقد نجحت كافة هذه العناصر فى تحقيق رؤية المخرج وفى تقديم عمل فنى بديع سيكون محطة هامة فى تاريخ كل صناعه.
وفى هذا الحوار مع الفنانة القديرة عايدة فهمى نتعرف من خلالها عن كيفية ترشيحها لبطولة هذا العرض واستعدادها .. له وأشياء أخرى ..
ـ كيف عرض عليك الدور لأول مرة وما الذى شجعك على قبوله؟
ـ بداية أنا من عشاق نص “أغنية البجعة” المأخوذ عنه العرض، والذى كتبه تشيكوف على أنه رجل، أخذ المخرج أكرم مصطفى تلك الفكرة وصاغها بأسلوبه الخاص بعد أن حول الدور إلى شخصية نسائية، لكنه حافظ على الخط الأساسى الذى يدور حول ممثل تقدم به العمر، ويستعرض معاناته اليومية، حيث يحضر يوماً إلى المكان الذى شهد أمجاده الفنية ويستحضرها، هذه هى الفكرة باختصار، تناولها أكرم من خلال سيدة، تداوم على شرب الخمر مما يجعلها تعانى من بعض الهلاوس، التى تجعلها تعيد تمثيل عدد من الشخصيات والأدوار التى قدمتها على خشبة المسرح والتى وصلت إلى 6 شخصيات.
ـ وكيف كان استعدادك لتجسيد كل تلك الشخصيات المختلفة؟
** عملت كثيراً مع المخرج أكرم مصطفى وذاكرنا جيداً واتفقنا على تناول الشخصيات التى منها شخصيات عالمية سبق لى تمثيلها مثل “ميديا” و”ليدى ماكبث” وان كنا قد تناولناها بشكل مختلف فى هذا العرض، لكنها فى النهاية أدوار معروفة للجمهور، لكن الشخصيات الجديدة التى أضافها أكرم للنص منها شخصيات بالعامية ومنها ماكتب بالفصحى، اشتغلنا عليها بشكل جيد واتفقنا على الإعتماد على التلوين بالصوت، وكذلك الخروج من شخصية فريدة السيدة العجوز المحنية الظهر والتى تسير بصعوبة وتعانى من أثر الشراب والدخول فى كل تلك الشخصيات المختلفة.
* جمهور عروض المونودراما من النخبة ولا تجتذب القطاع الأكبر من الناس، ألم يشعرك ذلك بالقلق فى البداية؟
** على الإطلاق، فنوعية العروض التى يتم تقديمها على مسرح الطليعة نجحت فى صنع قطاع كبير من الجمهور يحرص كثيراً على متابعة كل ما يقدم على خشبته، ومع اعترافى بأن المونودراما لها طبيعة خاصة وجمهور خاص جداً لكننا فى النهاية نقدم خدمة ثقافية للمتخصصين والمهتمين بالمسرح، والجمهور العادى أيضاً الذى سيسعد كثيراً بالعرض بل وسيروج له أيضاً.
ـ وكيف وجدت التعامل مع المخرج أكرم مصطفى؟
** أكرم مصطفى مخرج مثقف جداً وشديد الإتقان فى عمله وقد حرصت خلال تعاملى معه على تنفيذ كافة نصائحه وتعاملت وكأننى أمثل لأول مرة، فكنت أستمع إليه بإصغاء، وأسأله فى كافة التفاصيل، وهو كان يشرح لى كل تفصيلة وكأننا نقدم تجربتنا الأولى، فالتعامل بيننا لم يكن تعامل ممثلة كبيرة وناجحة ولا مخرج كبير ومتميز، وإنما عملنا معا وكأننا هواة، واستمتعنا كثيراً بالتعاون معاً، وأنا سعيدة بالتجربة بكل عناصرها وصناعها لأنها كانت تجربة جميلة وممتعة.
ـ حدثينى عن تجربتك التى تقدمينها حالياً للأطفال على مسرح القطاع الخاص من خلال عرض “ريبونزل”؟
ـ هو عرض استعراضى كوميدى يحتوى على الغناء والرقص والتمثيل قدمناه بنفس شكل الفيلم الشهير الذى أنتجته ديزنى وحرص المخرج محسن رزق على تقديمه بهذا الشكل فى كل شيئ حتى فى الأداء حتى يستطيع الوصول إلى الأطفال، فهم يشاهدون العرض كما لو كانوا يشاهدون الفيلم بالضبط، وأجسد من خلال العرض دور السيدة الشريرة التى تعتقد ريبونزل بأنها أمها، وأنا أجد متعتى الحقيقية فى العمل مع الأطفال إضافة إلى استمتاعى بالعمل مع المخرج محسن رزق الذى أراه من أهم المخرجين فى هذه المنطقة بالذات وكذلك وجود صديقتى وأختى الصغرى مروة عبد المنعم التى أحبها كثيرا على المستوى الشخصى ولذلك فإن بيننا كيمياء خاصة على المسرح.
ـ فكرة عودة مسرح القطاع الخاص لإنتاج عروض للأطفال، كيف ترينها؟
ـ فكرة جيدة جدا نرجو أن تستمر، ويكون هناك انتاج أكثر ويتم وضع ميزانيات عالية له لأن مسرح الطفل يحتاج إلى نوعية خاصة من العناصر تكون مكلفة أكثر من مسرح الكبار، لذلك فمسرح الطفل فى حاجة إلى المزيد من الدعم المادى سواء فى المسارح التابعة للدولة والعروض التى تنتجها وزارة الثقافة أو القطاع الخاص لأن من حق الطفل أنا يشاهد عروضا تحاكى العروض العالمية.
ـ هل فكرة وجود عروض الأطفال بجانب عروض الكبار خلال منافسات المهرجان القومى للمسرح قد يعرضها للظلم؟
ـ لا أظن ذلك، فقد سبق أن شاركنا بعرض سنو وايت وحصدنا خمسة جوائز، وأنا وجهة نظرى أنه لا يوجد فارق بين عناصر العرض المسرحى، فالعناصر واحدة، ولكن الإختلاف الحقيقى فى التناول فقط.
* بصفة عامة .. ماهى المقومات التى تضعينها لقبول الأدوار التى تعرض عليكى؟
** أن يكون الدور مناسباً لى، ويتناسب مع امكاناتى كممثلة، فمن الممكن أن يعرض على دوراً مسطحاً، يمكن أم يقدمه أى ممثل فهذا الدور أرفضه، لأننى أنتقى الأدوار التى لا يستطيع أى ممثل أن يجسدها، فلو تحدثنا عن عرض “فريدة” مثلاً ومع احترامى لكل الحركة المسرحية، لكننى اطرح سؤالى على الجمهور والنقاد وأترك لكم الحكم، كم ممثلة على الساحة تستطيع تجسيد كل تلك الشخصيات فى عرض واحد فى عرض أقل من ساعة.
* هل تحرصين على متابعة الكتابات النقدية حول عروضك؟
** طبعاً، أحرص على ذلك جدا وأقرأها بتمعن واستفيد من كل كلمة ترد بها ولا أغضب حتى لو كانت تلك الكتابات تتناول أى سلبيات بل أنتبه لكل كلمة وأحاول إصلاح وتلافى الأخطاء، بل أننى أحرص على استطلاع أراء النقاد والصحفيين عقب العرض مباشرة، حتى لو أن شيئاً لم يلقى الاستحسان المتوقع يمكننا اصلاحه مع المخرج، لذا فالنقد يحتل أهمية كبيرة لدى لأن المسرح يعتمد على النقد الذى أعتبره عنصرا أساسيا من عناصر العرض، فأنا أعمل بالمسرح رغم صعوبته من أجل الوصول لإرضاء جمهور المسرح وأهله وكذلك الناقد المسرحى، ولا أسعى وراء الفيدو أو السنما وراضية تماما عن مكانتى بالمسرح.
* كيف رأيت تعامل وزارة الثقافة فى إدارة الحركة المسرحية خلال أزمة كورونا وخاصة إطلاق عروض الأونلاين ؟
** قدمنا عرض حريم النار فى عز أزمة كورونا وشاركنا فى المهرجان التجريبى فى ظل الأزمة وحصدنا جوائز، وكان هناك حرص شديد من جانب على تنفيذ كافة الشروط الواجب توافرها لحماية الجمهور وحمايتنا كممثلين أيضاً ونجحنا فى التعامل مع الأزمة، أما أن يتم طرح شكل جديد للمسرح من خلال عروض الأونلاين، فهى بلا شك تجربة تستحق توجيه الشكر والإشادة لكل من قدمها، يمكن أن تكون لم تلق القبول الكافى لأن المسرح فى النهاية مبدع ومتلقى والجمهور عنصر أساسى، لكن الفكرة هنا هو أننا تحايلنا على الظروف وهو أمر عالمى من أجل أن لا تغلق أبواب المسرح نهائياً لأن هذا ماحدث فى بداية الأزمة وهو أمر أحزننى كثيراً وكنت أضع صورة مسرح مغلق وعين تبكى على صورتى الشخصية بالفيس بوك، حتى أنه جاء يوم المسرح العالمى ولم تقرأ فى مسارحنا فقمت بتسجيلها ونشرتها من خلال الانترنت وشاركها الكثير من الأصدقاء، وأنا لا أتمنى أن يغلق المسرح مجدداً.
نقلاً عن جريدة القاهرة