وجوه مسرحية

“علي ديدة” يكتب عن رحيل الكاتب والمؤلف المسرحي الموريتاني الكبير..موسى دياگانا!


 المسرح نيوز ـ موريتانيا| علي ديدة
ـ

 

موسى دياگانا في ذمة الله أعلن فجر الثلاثاء الماضي 16 يناير 2018 بالعاصمة السينغالية داكار عن وفاة الكاتب والمؤلف المسرحي الموريتاني الكبير موسى دياگانا بعد صراع مع المرض.
و يعتبر موسى دياگانا أحد أشهر وألمع الكتاب الأفارقة الفرانكوفونيين و قد أشتهر بروايته “أسطورة واغادو La légende du Wagadu ” التي نالت العديد من الجوائز في فرنسا و إفريقيا. ولد موسى دياگانا سنة 1946 في قرية امبود بالشرق الغربي من ولاية گورگول، درس الإعداية والثانوية في نواكشوط، وأكمل دراساته العليا في الجامعة التونسية وجامعة السوربون بفرنسا.
عمل الراحل مؤخرا موظفا ساميا ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية. رحل دياگانا في صمت كما كان يعطي في صمت في حياته وشيع اليوم بنواكسوط جثمانه في غياب تام لوزارة الثقافة. من أشهر أعمال الكاتب الراحل موسى دياگانا “الطارقية – Targuiya” وهي ترنيمة للسلام، وتحكي قصة فتاة من الطوارق تبلغ من العمر 17 عاما تكافح عذاب الحرب والمحبة. كما كتب رائعته “أسطورة واغادو La légende du Wagadu ” التى حولها المخرج البوركينابي “دانى كويات – Dani Kouyaté” إلى فيلم روائي سينمائي ” سيا حلم الثعبان – Sia, le rêve du python “والذى حاز على جائزة المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني2001
كما حصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مونتريال 2001 وفازبست جوائز في واغادوغو 2001 و جائزة لجنة التحكيم وحظي بجائزة خاصة من الاتحاد الاوروبي على جائزة دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي.
وتتحدث ” أسطورة وا گادو” عن امبراطورية :غانا”: تضم “وا گادو” 99 قرية قامت فى جنوب شرق المنتبذ القصي وجزء من شمال غرب مالي أسسها الملك ” دينكا سيسيه ” من تحالف قبائل السوننكى و بعد معارك طويلة مع المغيرين “البدو” زوج “دينكا” بناته الثلاث لزعماء البربر وأنشأ تحالفا معهم، وبعد وفاة دينكا اختلف ابناه “خيني” و”ديابي” حول من سيصبح خليفة والدهما وتقاتلا وكسب “خيني” المعركة الأولى فعقد “ديابي” عقدا مع الثعبان الأسود ذي الرؤوس السبعة المسمى “بيدا” اتفقا فيه أن يلتزم الثعبان “بيدا” بمساعدة ” ديابي” فى حربه مع أخيه وبإمداد غانا “وا گادو” بالمطر والذهب كعاملي نماء وخصب وبالمقابل يقدم أهل “وا گادو” للثعبان كل سنة فتاة عذراء تكون أجمل وأعفَّ وأنظف فتاة فى الإمبراطورية يتم اختيارها وتجميلها وتقدم بكامل زينتها قربانا للثعبان الأسود بيدا ليلتهمها.
تم الإتفاق وانتصر ديابي على أخيه خيني بفضل مساعدة الثعبان “بيدا ” وازدهرت “غانا” وشهدت نماء وخصبا ومطرا ذهبيا وقام فى عاصمتها كومبي صالح أغنى منجم ذهب على الأرض فاحتكرت تجارة الذهب فتحولت إلى أهم مركزتجاري فى المنطقة والعالم ، ظل “ديابي” وفيا بإتفاقه مع الثعبان الأسود حتى وفاته وحافظ خلفه من بعده عليه حتى وقع الإختيار على عروس تلك السنة الفتاة الجميلة “سيا ياتابارى” خطيبة الضابط فى الجيش “مامادي سارولى”. أعلن النبلاء عن اختيار العذراء لتكون قربان السنة للثعبان “بيدا” ذلك الثعبان الأسود المخيف ذي السبعة رؤوس والذى يلتهم العذارى والقابع فى غيابات جب “وا گادو”. أخبرت الفتاة “سيا” خطيبها “مامادي” بأمر اختيارها قربانا للثعبان “بيدا” فوعدها بأن نهايتها لن تكون فى بئر “وا گادو” وأن دون ذلك خرط القتاد والتماس الفرقدين، وأن الثعبان “بيدا” سيلاقي دون غرتها ربيعة.
حاولت “سيا” إقناعه بأن هذا هو قدرها ومصيرها، وأنه ينبغي أن يسمح لها أن تكون هدية للثعبان من أجل إنقاذ الإمبراطورية فرفض، كان له سيف بتار أعطاه لصديقه “بومو” أمهر الحدادين فى “وا گادو” وأمره بشحذه جيدا وأعده لليوم الموعود وفى اليوم الموعود جاءت الفتاة “سيا ياتابارى” فى كامل زينتها ترفل فى ثياب مشعة بيضاء وشعرها مصفف بالذهب يشيعها غناء المنشدين والمغنين وثشجيعهم لها وتمجيدهم لأفراد عائلتها “ياتابارى” ورافقها الكهنة ومواكب النبلاء والوجهاء والمنشدين ومشى الأمراء حواليها حفاة كأن المرو من زف الرئال، و حين سجى الليل تركوها عند البئر وقبل المغادرة قالوا لها: إذاكنت فتاة نظيفة فإننا لن نجدك هنا غدا، ولما انصرفوا قافلين ووقفت الفتاة تنتظر قدرها حانت منها التفاتة لليسار فإذا “مامادي” واقفا يتقلد سيفه فندت عنها آهة وقالت “مامادي”! قال: نعم وانخرطا فى البكاء ثم تجلدت “سيا” وقالت: إنك إذا قتلت الثعبان الأسود “بيدا” فلن يكون المطر،وفي ذلك خراب الإمبراطورية وانتهاؤها إلى الأبد لذا تجب التضحية. رفض “مامادي” الطلب ثم تركها واقفة عند البئر و اختبأ فى مكان قريب فى انتظار خروج “بيدا”، أطل ” بيدا ” برأسه السابعة التى يتححق من خلالها ما إذا كانت الفتاة نظيفة أم لا .
ثم بدأ بعد ذلك فى إخراج رؤوسه الأخرى الواحدة تلو الأخرى ولكل رأس دور معلوم. كان “مامادي ” يعرف السناريو مسبقا وما إن أطل الثعبان بأول رأس وهي السابعة حتى قطعها “مامادى” بسيفه البتار، ليفعل ذلك مع باقي الرؤوس ثم أخرج الثعبان رأسا أخيرة من الفضة وأصبح الليل واضحا مثل النهار أمسك “مامادي” عنه قليلا فأقسم الثعبان برؤوسه السبعة وقال امكثوا فى “وا گادو” سبع سنين عجاف وسبعة أشهر وسبعة أيام، لن تسقط على “وا گادو” قطرة ماء واحدة ولن تتلقى شذرة ذهب واحدة، وستتلاشى “وا گادو” إلى الأبد وسيتفرق أهلها أيادي سبأ.. لم يُبال “مامادي” بمقالته “بيدا” بل أسعفه بضربة قاضية قطعت آخر رؤوسه.
ثم أغمد سيفه وأعطى نعليه وخاتمه وغطاء رأسه لـ “سيا” وقال لها غدا اذا طلبوا منك بعض التوضيحات امنحيهم هذه الأشياء ثم ذهب إلى قريته، وحكى كل التفاصيل لأمه “دجاميرى سوخونو” قالت: انت ابني الوحيد وبقتلك لبيدا فإن النبلا سيحاولون معاقبتك لكن أقسم بذكرى والدك بأنني سوف أفعل كل شيء لحمايتك من أهل واگادو. وحين أشرقت الشمس بعث أهل واگادو من يستطلع الأخبار وحين رأووا “سيا” ورؤوس الثعبان المقطوعة سألوا “سيا” عما حدث فأعطتهم الحذاء وأشياء “مامادي” وحين قلّبوا النعل وغطاء الرأس والخاتم تأكدوا أن “مامادي” هو من فعل تلك الفعلة فأعدوا العدة لأخذه واجتمع النبلاء من الـ99 قرية المكونة “لغانا – واگاد
– واگادو” وجاءوا للأم طلبا لــ “مامادي”.
تدخلت والدته التى قرعت الرجال قائلة كنت: أعتقد أن فى واگادو رجالا لكنني لاأرى إلا أشباه الرجال تخافون من نبوءات ثعبان قبل موته وبعد موته، أتأخذون ولدي مقابل ثعبان ؟! ياللعار .. ذلك مالن يكون أبدا فدون عُليّانَ خرط القتاد .. لم تعد ” وا گادو ” خصبة كسابق عهدها ، فقد أخلف الغيث و صوّح النبت وندر الذهب واضطر القوم إلى مغادة المكان.. فنقّب السونينكى فى البلاد .

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock