مقالات ودراسات

في قاعة الفن الرابع.. عرض “صولو” أو العزف المنفرد على وتر التحرر من بطش الآخر!


المسرح نيوز ـ تونس| اعلام الهيئة العربية للمسرح

ـ

في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس عرضت مساء الأحد 14 جانفي 2018 بقاعة الفن الرابع المسرحية المغربية “صولو”لمحمد الحر.
كان لهذا العمل موعد مع التتويجات منذ أسابيع قليلة في أيام قرطاج المسرحية في دورتها التاسعة عشرة لأحسن أداء رجالي ونسائي للثنائي آمال بن حدو وسعيد الهرايسي.
“صولو” أو العزف المنفرد” هي مسرحية مقتبسة عن رواية “ليلة القدر” للكاتب المغربي الطاهر بنجلون ، هذا الكاتب المثير للجدل لما تزخر به كتاباته من جرأة وصفت في بعض المواضع بالتحريض على معتقدات ثابتة.
جاء هذا العمل على شاكلة اعترافات مسترسلة لامرأة اسمها “زهرة” ، امرأة عاشت إلى حدود سن العشرين مقموعة ومنفية ومسلوبة الإرادة بسبب تعنت وجهل والدها الذي قدّمها للجتمع على أساس أنها رجل ، فقط لأنه لم ينجب سوى البنات في محيط لا يغفر هذه المسألة.
كان الطرح الناقد للمعتقدات العربية في بعض البلدان جليا من خلال تجريم ختان المرأة والذي يعبث بها ككيان وروح ووردة تذبل حين يطمس الآخر تفاصيل أنوثتها عنوة.
“زهرة” هي الشخصية الرئيسية التي تنطلق في سرد مغامراتها وتنطلق الرواية في “ليلة القدر” وهي الليلة التي كان والد زهرة يحتضر فيها ، وكانت هي في انتظار موته القريب.
إنّ في موته حياتها وانطلاق رحلتها نحو اكتشاف جسدها وتحقيق توازنها النفسي والروحي.
يغادر والدها الحياة بعد أن يعتذر عن سلوكه تجاهها وإلباسها لثوب الرجل طيلة عقدين ، يغادر ولكنها لا تسامحه لأنه قتل فيها كل الحلم.
لا تشعر “زهرة” فيما بعد بقسوة اغتصاب أحد الوحوش لها في رحلة هروبها من بيتها نحو الحرية والمجهول ، بل “تتلذّذ هذا الاغتصاب في لحظة ما لأنه أيقظ فيها ما كانت تظنه قد انتهى واضمحلّ ومات..جسدها المتروك والمقموع طوال كل هذه السنوات.
لا يحالف الحظ “زهرة” خلال رحلة هروبها من بيتها ومن شبح والدها ، فكلما ظنّت أنها وطئت برّ الأمان غادرته فجأة لأن الناس لا يرحمونها بمجرّد اكتشاف حكايتها.
تصرّ هي على ترديد أنها حرّة وأنها لا تنتسب إلى ماض أو جرح أو فرح فهي ابنة اللحظة الراهنة وسفرها الوجودي هو لعبتها الأولية التي ستحسن استغلالها.
حتى حين زجّ بها في السجن وجدت من يحبط فرحها بلقائها بثاني رجل في حياتها (قنصل) وهو الذي عشقته بطريقة مختلفة لأنه ضرير ولأنها أبصرت نورا آخر يقتحم ظلام روحها وينسيها معاناة كل السنين.
تصاب شقيقة “قنصل” بالغيرة نتيجة حبها الشديد لشقيقها ورغبتها في امتلاكه لها وحدها فتكيد لزهرة وتزجّ بها في السجن.
في الرواية الأصلية للطاهر بنجلون يوحي الكاتب بطريقة ما إلى أن علاقة محرّمة تجمع قنصل بشقيقته وهو ما يفسّر تبك الغيرة التي اجتاحتها حين عشق “قنصل” زهرة.
تنتهي المسرحية بخروج “زهرة” من السجن بعد نيلها لحكم بالعفو وانطلاقها من جديد وبالإصرار نفسه في درب الحرية الذي اختارته.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏ليل‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock