مسابقات ومهرجانات

كلمة فنان اليونسكو للسلام “نصير شمة” في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان البصرة للمونودراما الدولي


المسرح نيوز ـ العراق| عبد العليم البناء

ـ

كلمة فنان اليونسكو للسلام نصير شمة
في حفل افتتاح مهرجان البصرة للمونودراما الدولي ألق البصرة
المونودراما إنطلاقة

بحرارة ودفء البصرة أرحب بكل الضيوف الذين شرفونا بقبول الدعوة من داخل العراق ومن وطننا العزيز.
ان اردنا أن نتحدث عن فوارق حقيقية في التقدم الحضاري لبعض الدول مقارنة بالتراجع الحضاري لدول أخرى عُرفت فيما مضى من أزمان غابرة بأنها أسست للحضارات ثم تركت مكانها لتتراجع الى تصنيف دول العالم الثالث، فأن أول ما سننتبه له سيكون الثقافة عموما.

نهضت دول أوروبا من عصور الظلمات التي مرت بها مرتكزة على الثقافة، لا بل أنها اعتمدت عليها بصفتها الأداة التي ستحارب من خلالها التخلف الفكري والعنصرية والأيديولوجيات التي ترتكز على اضطهاد الآخر بسبب اختلافه فكريا أو دينيا او طائفيا.
وإذا حاولنا أن نقوم بدراسات متعددة لدراسة الفوارق بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتأخرة حضاريا فأننا سننتبه أيضا الى عامل لن يختلف عليه اثنان، العامل الثقافي الذي يشتغل على تنمية المدارك الحسيّة والإنسانية لدى الأفراد ومن ثم الجماعات، لهذا نجد اليوم ان ميزانيات وزارات الثقافة وما يتفرع عنها في دول العالم الثالث أقل بكثير من ميزانيات الدول المتقدمة حضاريا للغرض نفسه، قد يقول قائل ان هذه الدول تعاني أصلا من الفقر وارتفاع نسبة البطالة في مجتمعاتها، ولكن دراسة جدية يجب ان يعيها المجتمع تؤدي الى أننا عندما ننفق على الثقافة فإن مردودات الاستفادة والعائد الإقتصادي سيكونا كبيران أكثر بكثير من نسبة الإنفاق.

الثقافة استثمار ذكي، فهي استثمار للمستقبل والحاضر معا، ونحن بعد سلسلة من الحروب التي خضناها تراجعنا في هذا المضمار، وفقدنا العقول التي هاجرت ووجدت حياتها في دول العالم، وعشنا على الماضي بوصفه الثروة التي ورثناها عن أجدادنا، ولكننا بقينا نستند في حياتنا على هذه الثروة من دون أن نسعى للعمل على زيادتها.
الألق كان فكرتنا التي إبتدأنا بها مشوارنا في العاصمة بغداد، والألق ليس عمود إنارة في شارع، ولا نور ساطع، وليس أيضا ضوءا لامعا، الألق في العقل والقلب والروح قبل أن يكون في العين، العين وحدها لا ترى الألق، فقط الحواس مجتمعة هي التي في وسعها أن ترى الألق.

الثقافة في المحصلة وعلى رأسها الفنون وحدها من تستطيع أن تحرك الحواس جميعها في لحظة واحدة، وبقدر ما تتعمق هذه الثقافة بقدر ما تمتد هذه اللحظة لتكون لحظات متواصلة في الروح الإنسانية.
من هذا المنطلق، كانت حملتنا التي ابتدأت من ألق بغداد لتغزو بمحبة وارفة كل نقطة في عراقنا الكبير.

اليوم، مع ألق البصرة تلك الأرض التي سُميت ببوابة الخليج، نفتتح معا بابا واسعا لا لنؤلق البصرة بل لنستعيد بعضا من ألقها عبر الأزمان، ذلك الألق الذي أنجب مثقفين كبارا أثروا لا العراق فحسب بل امتد تأثيرهم الى بقاع كثيرة من العالم .
نفتتح مهرجان مسرح المونودراما، الفكرة التي ظلّت حلما كبيرا في أحلام ومخيلة الفنان المسرحي العراقي البصري فرحان هادي والتي أستقبلتها منه وعملت معه من أجل أن تتحول الى واقع، وقد تعلمت في حياتي أن الأحلام التي نقبض عليها بأصابع واثقة هي تلك التي من شأنها أن تتحول الى واقع جميل.

ولأجل المهرجان وضيوف البصرة عملنا مع محافظ البصرة السيد أسعد العيداني على أطلاق العمل ومنذٌ شهر لرفع التجاوزات وترتيب مداخل المدينة ومسارحها وشوراعها وزراعتها وستستمر الحملة لعامين حتى تعود البصرة عروسة الخليج وعين الجنوب.

أشكر بحرارة مؤسس المهرجان الفنان فرحان واللجنة العليا، الفنان محمود أبو العباس والأستاذ مازن السعد والأستاذ سلام العيداني. وكذلك فريق العمل من الشباب والشابات وكل الجهات التي بادرت بدعم ألق البصرة عبر أول نشاطاته ضمن البرنامج الثقافي والأبداعي. والشكر موصولا لضيوفنا الذين سيثرون مهرجاننا.

فنان اليونسكو للسلام
نصير شمه

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock