حوارات

مخرج “مسافر ليل” بالهناجر “محمود فؤاد صدقى” لـ “المسرح نيوز” : تمنيت أن أقدم العرض داخل قطار حقيقي!


المسرح نيوز ـ القاهرة| حاوره: كمال سلطان
ـ
خاض المخرج الشاب محمود فؤاد صدقي تجربته الإخراجية الأولى على خشبة مسرح الدولة بعد عدد من التجارب الإخراجية على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ومسرح جامعة حلوان ..
وذلك من خلال العرض المسرحي “مسافر ليل” والذى يتم تقديمه على مسرح الساحة من إنتاج مسرح الهناجر والعرض من تأليف صلاح عبد الصبور، إضاءة أبو بكر الشريف، ملابس أميرة صابر، موسيقى محمود زاكو، ديكور وإخراج محمود فؤاد صدقي .. المسرح نيوز التقت بمخرج العرض للتعرف عليه وعلى أفكاره الخاصة التى يقدمها من خلال عرضه الجديد
  *كيف كانت بدايتك مع الإخراج المسرحي؟
** بدايتى كانت من خلال المسرح الجامعي حيث كنت أدرس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان ، وأخرجت أول عرض لى وكان من تأليفي عام ٢٠٠٦ ونلت عنه جائزة أحسن إخراج على مستوى الجامعة ، ثم كررت التجربة فنلت أحسن إخراج وأحسن ديكور ، ونصحنى الأساتذة بأن أقدم فى المعهد ، فذهبت للتقديم بالمعهد واخترت قسم الديكور لتعزيز موهبتى فى السينوغرافيا والإخراج ، وقدمت عروض داخل المعهد ونلت عنها العديد من الجوائز ، وكنت أقدم عرضا واحدا فى السنة لأننى كنت أركز على أن أصبح معيدا بالمعهد ، حتى أكرمني الله وتعينت فبدأت ابحث عن الفرصة فى مسرح الدولة ، حتى جائتنى من خلال مسرح الهناجر لتقديم عرض “مسافر ليل”.
*ومتى راودتك فكرة تقديم عرض “مسافر ليل” لأول مرة؟
** الفكرة تشغل بالى منذ سنوات ، ولكن عظم وجود مكان مثل مسرح الساحة جعلتني أرجئ تنفيذها، وعندما أنشئ هذا المكان قررت أن أقدم العرض من خلاله خاصة أنني كنت أحلم منذ البداية ببناء ديكور قطار وأنا بطبيعتى أعشق الفراغات المفتوحة أكثر من المسارح المغلقة التى تنتمى لمسرح “العلبة” الإيطالي ، وأنا استطيع أن أبدع أكثر من خلال مسرح الفراغات المفتوحة فهو يعطينى مساحة اكبر للإبداع يدون قيود المسارح المغلقة ، فهنا أنت تستطيع بناء كل شيء كما تريد.
* النص تم تنفيذه أكثر من مرة .. فما هو الجديد الذي تقدمه من خلال عرضك؟
** بالتأكيد العرض تم تناوله بأكثر من وجهة نظر ، وكل مخرج أبدع في فكرته ، لكننى عندما نظرت إلى “مسافر ليل” كانت نظرتى مختلفة سواء من الناحية الإخراجية أو الناحية التشكيلية ، فعندما يتم تقديم العرض فى ساحة خارجية استطيع بناء قطار ، واستطيع أن أضع مقاعد المتفرجين داخل القطار ، ولو أتيحت لى فرصة تقديم العرض داخل قطار حقيقي يتحرك بالمشاهدين لفعلتها ، والفكرة فى ذهنى منذ اللحظة الأولى بأن يكون الجمهور داخل القطار لأننى لا أحب أن أعمل بالشكل التقليدي الذى أصبح متوقعا من الجميع مهما كان نوع الجماليات التى يستخدمها المخرج، وخروجى من إطار قاعات العرض أعطاني الفرصة للإبداع فقد بنيت القطار بطول ٢٣ متر فى عرض ٣ متر ، فأنا أتحرك فى تلك المساحة ولم يعد لدى راكب واحد مثلما كتب صلاح عبد الصبور وإنما لدى ٦١ مسافر من نماذج مختلفة يستطيع محصل التذاكر التعامل معهم.
* كيف تم اختيارك لأبطال العرض؟
** كنت متشائما فى البداية من فكرة ظاهرية الإنتاج الموجودة فى البيت الفنى للمسرح ، وعندما قدمت هذه الفكرة لأول مرة كان يقال لى احلم بما تشاء وعندما أضع الميزانية يقال لى الميزانية كبيرة ويطالبونني بتخفيضها مرات ومرات فتضيع الفكرة التى أريد تنفيذها فى ظل ذلك ، فبدأت اللجوء لفنانين أجورها غير عالية أو أبناء البيت الفنى ، وتنقلت بالعرض بين عدة فرق وأصابني الإحباط حتى وصل العرض إلى الهناجر، وقدمت للأستاذ محمد دسوقى ميزانية قليلة فقال لى ، وكيف ستستطيع تنفيذ أفكارك بهذا الرقم الضئيل ، وطلب منى أن أضع خطة الديكور والموسيقى التى أريدها وأحضر النجوم الذين احلم بالعمل معهم فرفعت الميزانية للضعف ، فوافق عليها وأعطاني كل ما احلم به وساعدنى كثيرا فى التواصل مع الدكتور علاء قوقة فقد كنت احلم به فى هذا الدور ، واتفقت مع الفنان صفوت الغندور والفنان مصطفى حمزة والموسيقيين الذين أريدهم، وأحب أن اشكره واشكر الفنان خالد جلال الذي ذلل لى عقبات كثيرة ودعمنى كثيرا بخبرته وأفكاره حتى خروج العرض للنور ، وتحدث مع الأستاذ إسماعيل مختار لمساعدتي فى التجهيزات الفنية ووجدت دعم من الجميع ومن الصحافة أيضا حتى قبل خروج العرض للنور، وعند دخول الصيف سأغير فى شكل الديكور ليصبح القطار مكشوفا من أعلى فقد اضطررت لتغطيته بسبب فصل الشتاء.
* من هو جمهورك المستهدف في هذا العرض؟
** جمهوري ورهاني كان على الشباب ولذلك فقد عملت على التواصل مع اغلب شباب الجامعات من خلال قيامى بنفسى وبمساعدة مساعدى الإخراج بتوزيع بوسترات العرض على الجامعات وعمل صفحة للعرض على موقع “الفيس بوك” ، وجميع المسئولين بمسرح الهناجر لم يألو جهدا فى التسويق للعرض ، وتم وضع بوسترات فى كل مكان بالأوبرا وفى سينما الهناجر ومركز الإبداع وحتى في مكتب الأستاذ خالد جلال الذي يتعامل مع العرض وكأنه “أبو العريس” والحمد لله أن العرض حقق اقبالا جماهيريا فاق توقعاتى.
* هل تضع فى ذهنك خطة جولات للعرض بالمحافظات؟
** نعم ، فقد صممت القطار ليسهل فكه وتركيبه بسهوله ، وهو بمثابة مسرح متنقل وفى ذهنى خطة بالفعل لعمل جولات بمحافظات مصر بعد الاطمئنان على صدى العرض بالقاهرة.
* مسرح الشارع كان محور إحدى الورش التى تم تقديمها فى المهرجان التجريبى ، فهل أنت من أنصار ذلك النوع من المسرح؟
** الحقيقة أنني لم اعد أتابع المهرجان بعد أن أضافوا كلمة المعاصر إلى التجريبى ، فالذي تعودت عليه منذ التسعينات عندما كنت أحضر مع أخى الأكبر أحمد وهو مخرج مسرحي، لم يعد موجودا حاليا حيث أفاجأ حاليا بوجود عرض ليس لها علاقة بالتجريبى تحت مسمى المعاصر وعروض عادية شاركت فى المهرجان القومى تشترك أيضا فى المهرجان وما علاقة عرض تقدمه الجامعة هو “قواعد العشق الأربعون” بالمهرجان التجريبى ، ولذلك فأنا مقاطع تماما للمهرجان ، فأنا أرى أنه أصبح الآن المهرجان المعاصر الدولي ، فأنا أريد أن أذهب لمشاهدة عرض لمخرج يجرب فكرة جديدة ، فالتجريب هو تقديم أفكار مبتكرة يتم إتباعها فيما بعد ، ثم إلى متى سيظل مسمى المعاصر مناسبا وهل بعد عدة سنوات سيظل المعاصر أيضا ام سيتغير لمسمى جديد .
* هناك من رأى أن التجريب كمسمى لم يعد مناسبا للوقت الحالى؟
**هناك مسمى “الحداثة وما بعد الحداثة” وهناك مصطلحات أخرى ، ولكن الإتيان بعروض لا هى معاصرة ولا هى تجريبية أمر مرفوض ، حتى كلمة المعاصر مضى عليها سنوات طويلة وظهرت مصطلحات أخرى ومذاهب وتيارات وكل ذلك أتى من باطن التجريب ، لذا فليس هناك ما يسمى أن التجريب لم يعد مناسب ، فأنا أجرب تجربة ، وهذا دور المهرجان ، ولا أدعى أن ما أقدمه في عرضى هو تجريب وإنما عرض معاصر ، وهناك مخرجون سبقوني قدموا مسارح مساراتها مختلفة ومنظور الجمهور اختلف من خلالهم .

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock