مسرحية zone “نص لمسرح الشارع” تأليف عمار سيف
المسرح نيوز ـ القاهرة|نصوص
ـ
مسرحية
zone
( نص لمسرح الشارع )
تأليف عمار سيف
الناصرية – كانون الأول – 13 – 2019
ثورة اكتوبر
ammarsaefsh@gmail.com
الممثلون
شاب ١
شاب ٢
شاب ٣
شاب ٤
المصور
الطفل
المنظر :
( شارع التظاهرات يتحرك فيه الجمهور بتلقائية ، تبدأ المسرحية بنهوض الشباب وهم يحملون بأيديهم “سبيكارات” محمولة باليد وكل شاب لا يعرف الاخر يبدأون باستخدام السبيكرات على شكل هتافات ونشرات إخبارية )
شاب 1 : عاجل .. عاجل .. عاجل .. صرح الناطق الأمني باسم الحكومة بأن الشهداء الذين تم نقلهم الى المستشفى .. ماتوا بالزون . غرد مثل غراب
شاب 2 : أصيب أكثر من مائتين وخمسين شخصاً من القوات الأمنية وذلك نتيجة أحد المتظاهرين طكهم بعين .. غرد مثل غراب
شاب 3 : وردنا الان .. قوات مكافحة الشغب لم ترمِ أية قنابل مسيلة للدموع وإنما كانت تشعل البخور لتعطير ساحة التظاهر .. ها شلون الغراب من يغرد ؟
شاب 4 : دخول قوات كبيرة من الجيش الارجنتيني بقيادة القائد خوزيه لغرض فض التظاهرات ، الغراب خوش يغرد تره
شاب 1 : المتظاهرون يحملون قنابل يدوية ويرمونها على قوات الشغب في حين قوات الشغب تستقبل المتظاهرين بالورود الحمراء .. ويكلك الغراب ما يعرف يغرد
( بعد أن يتجمع الجمهور بسبب هذه التصريحات نسمع موسيقى هادئة لتكن آلة عود أو كمان بعد سيادة الموسيقى على المكان يتحرك شاب الى وسط مكان العرض أو المسرح . )
شاب 1 : ( يجر خطاه ، يرتدي ملابس رثة وعلى فمه كمامة وفوق رأسه خوذة يتحرك صوب ساحة التمثيل وسط المسرح وهو حزين جدا )
شاب ٢ : ( ينهض أيضا وهو يجر خطاه ، وهيأته كأنه موظفاً صحياً ، وأيضا كمامة على فمه و يرتدي خوذة على رأسه )
شاب ٣ : ( ينهض من الجهة الاخرى يرتدي زياً مدرسياً وعلى ظهره حقيبة مدرسية وملامح وجه حزينة )
شاب ٤ : ( يرتدي بدلة رسمية والحزن يملأ تفاصيل وجهه يتجه أيضا الى وسط المسرح )
( يجتمعون جميعا .. وسط المسرح ويكونون حلقة دائرية ويبدأون بالدوران حول بعضهم البعض وهم يمارسون حركات كروباتيه بهدوء ، في هذه الأثناء يخرج شاب بيده كاميرا ويرتدي نظارات طبية ويبدأ بتصويرهم وهم لا يبالون به ، ويبدأون بالهمهمة بهتافات تصاعدية حتى تصبح واضحة للجمهور )
شاب 1 : ثورة
شاب 2 : حرية
شاب 3 : سلمية
شاب 4 : رايد حقي
( تبدو هذه الهمهمات ليست مفهومة بعض الشيء على أنغام موسيقى حزينة وتبدأ بالتسارع تدريجيا ، يتصاعد صوت الموسيقى مع سماع أصوات رصاص كثيف ومتفرق ، يتحركون باتجاه أصوات الرصاص بحركات كروباتيه وهم يهتفون )
شاب 1 : ( يخرج من الحلقة الدائرية ويتحرك بطريقة سريعة باتجاه صوت الرصاص هاتفا ) لحد يخاف ، ما يخوفكم الزون .. ثورتنه سلمية .
شاب 2 : ( أيضا يخرج من الدائرة ويذهب باتجاه أصوات الرصاص هاتفا ) لا ترجع ، تقدموا .. ثورتنه سلمية .
شاب 3 : ( ينتفض مسرعا ويذهب أيضا باتجاه أصوات الرصاص هاتفا ) أبطال اخوتي أبطال .. بسلميتنه ننتصر
شاب 4 : ( يتحرك كالأخرين باتجاه صوت الرصاص هاتفا ) ولكم هذا يومكم .. والوطن يحرسكم .. لأنكم سلميون
( نسمع أصوات متداخلة من الممثلين الاربعة وهم يتحركون في جميع إتجاهات المسرح )
شاب ١ : ثورة .. ثورة .. ثورة
شاب ٢ : سلمية .. سلمية .. سلمية
شاب ٣ : حرية .. حرية .. حرية
شاب ٤ : أريد وطن .. أريد حقي .. نازل آخذ حقي
شاب 3 : فليسقط الزون .. يسقط الزون
( تشتد الموسيقى وأصوات الرصاص والشباب الاربعة يمارسون حركاتهم بكل اتجاهات المسرح أو المكان )
المصور : ( يستمر بالتصوير أيضا بسرعة ويُسمع صوت سحب الشتر واضح للجمهور )
شاب ٤ : ( يسقط على الأرض ، ويقف مسرعا ، ويعود لحركاته وأفعاله ، يشتد فعل الشباب الاربعة و صوت الرصاص والموسيقى )
شاب ١ : ( يسقط على الأرض محتضرا كأنه تلقى رصاصة في صدره ، تستمر الموسيقى وأصوات الرصاص ونسمع صوت رنة موبايل ، الشاب يحاول ينهض متردداً ) أمي تتصل بيه ( لا يستطع الوقوف يسقط على الارض قائلا ) لا تبجين يمه اريدج ، تهلهلين .. وكلي لبوي لا يزعل عليه لان بعد ما اكدر أساعده ، والصوج موصوجي ، صوج الجروح اللي تلكيته بصدري من قمع السلطة الوحشي ، وبعد يمه كليله لبوي ـ انا مستحي منه هواي ، لأني جنت ادخن جكاير ما كايله ( يبتسم ) لا يشتمج ويشتم روحه ، تره انتوا خوش ربيتوني تربيه .. واستشهادي اكبر دليل .
( يموت ، نسمع صوت صرخات وعويل الأم )
المصور : ( يلتقط صورة لشاب 1 وعيناه تدمع )
( يختفي صوت عويل الام وتبقى الموسيقى وصوت الرصاص مستمرا وبعد مدة قصيرة من الصراع يسقط شاب 3 )
شاب 3 : اه .. ( يبتسم ) هواي تمنيت الإستشهاد , وتمنين أشوف صورتي معلكه وي شهداء أكتوبر ( بانتشاء ) .. الله .. راح يتحقق حلمي .. لان ما أكدر أبتعد عن أصدقائي الراحو وتركوني ، ولكم جايكم وعندي أخبار هواي عن ثورتنه السلمية , ولكم شكد حاولوا يغيرون مسارها بس ما يكدرون ودمكم , وراح تبقى سلمية وغلاتكم ( يزداد الألم عليه ) آه .. أنا راحل بس أريد أكول حجاية للوطن ، أنا متت ما تعينت بيك لخاطر ترابك يا وطن دير بالك على إخوتنا الباقين ، وخلي عينك عليهم .. يا وطن تره تعييني طلع هناك جوه التراب ( يصرخ ) طلع تعييني تحت التراب ( يموت )
المصور : ( بحزن .. يلتقط صورة له ، وأيضا تدمع عيناه ويمسح دموعة من خلف نظارته الطبية ، يستمر الصراع مع صخب الموسيقى ، يسقط شاب ٢ )
شاب ٢ : ( يصرخ ) الله … ملك الموت وأخيرا إجاني ، هواي جنت أشوفه يأخذ شباب يم الجسر ، بالشارع الرئيسي .. هناك بذاك المكان ، وأنا أسعفهم ويرحون وهم مبتسمين ، ها خويه تأخرت عليك من إنضربت واستشهدت ما لحكت أشوفك ، وحسوني من إنضرب الغاز بعينه بقيت بعينك الثانية تباوع عليه لأن عفتك ، وتمنيت عزرائيل .. ملك الموت يأخذ روحي بمكان اللي رحلوا ، لو يا خذني وياهم , وهسه هو لبى طلبي وإجاني ، هو يمكن إستعجل شويه ، لأني ردت أسعف آخر متظاهر، وبعده يا خذني لأن الشباب علموني هواي أشياء منها الموت من أجل الوطن حياة ( يصرخ ) أخوتي جايكم وجاي لأبو التكتك ( يدندن ) أبو التكتك علم .. أبو التكتك علم ( يصرخ بألم وغضب ) بره بره يا سراق .. بره بره يا طغاة ( يموت )
المصور : ( يقترب المصور منه يلتقط له صورة ويقبله وينظر للشاب ٤ )
( يهدأ صخب الموسيقى وصوت الرصاص ، ونسمع موسيقى هادئة )
شاب 4 : ( يتأمل المكان وينظر للشهداء ويقترب منهم ويعانقهم واحدا تلو الآخر ثم ينهض ويقف في وسط المسرح ويبدأ بخلع ملابسه فيظهر أنه يرتدي تشيرت مكتوب عليه ” نازل آخذ حقي” ويبدأ بحركات أشبه برقصة صوفية مصحوبة بتأوهات كأنها صرخات تستمر هذه الأفعال حتى نسمع صوت طلقات رصاص والموسيقى تتصاعد ، يبدأ شاب ٤ بأداء الفعل السابق كأنه في حرب حاملا معه راية الوطن ، حتى يسقط على الارض ينظر لنفسه يجد إطلاقة صدره بالضبط بقلبه ، يخلع التشيرت فيخرج لنا مكان الطلقة التي تحتها وشم أسم حبيبته يبتسم قائلا ) ها حبيبتي حتى بالموت وأنت وياي وتحميني ، دوم جنتِ تساعديني في كل إحتياجاتي ، وجنتِ دوم تمسحين دموعي من أحس بالحرمان ، وجنتِ تحولين دموعي إلى فرح ، وجنتِ دوم تواسيني من أغضب على حكام الباكو أعمارنا ، إحنه نجوع وولدهم متنعمين بخيراتنا ، جنتِ تكليلي ما يبقى الوضع على حاله ولازم يجي يوم ويتغير كلشي جنتِ ما تفاركيني حتى ملابسي تختاريه إلي ، جنتِ تخافين عليَّ وتحميني حتى من روحي ( يبتسم ) بس اليوم أنا حميتج .. القناص راد يغتالج بس أنا فديتج .. بروحي وخليت الرصاص يجي بصدري جوه إسمك , ( يتوجع ) آه كلبي ، أنا رايح حبيبتي بس أوصيج لا تتوقفين من أن تهتفي , نازل آخذ حقي ( يصرخ ) سلميه ، سلميه ( يموت )
( تهدأ الموسيقى وتصبح جنائزية يخرج طفل صغير بعمر ٨ سنوات من وسط الجمهور ويقترب من الشاب ٤ يقبله ويأخذ راية الوطن منه ويرفعها وهو يردد )
الطفل : ثوره .. ثوره
( يقترب منه المصور ويلتقط له صورة وهو شامخ ثم يمسكه بيده ويرفعان يديهما وهما يحملان الراية بيد الطفل والكاميرة بيد المصور نسمع صوت النشيد الوطني ، أو أي أغنية تمجد بالوطن أو ثورة أكتوبر حسب رؤية المخرج )
الطفل والمصور : ( يرددان ) موطني .. موطني
( إنتهت المسرحية )
13 / كانون الاول / ٢٠١٩
ملاحظة : ممكن استخدام موسيقى عمر خيرت ليلة القبض على فاطمة