الناقد الجزائري الكبير علاوة وهبي يكتب: الغروتيسك في نصوص الفحل

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

علاوة وهبي

ناقد جزائري

 

سعدت للغاياة وانا اقرأ واكتشف عالم هذا الكاتب المسرحي الشاب .رغم انني لم اقرأ له الااربعة من نصوصه. ولم اكن اعرف عنه اي شيئ ولا عن نشاطاته العديدة والمتنوعة في المسرح ومجالاته يمتب النص المسرحي بوعي ومعرفة بسراديبه ومختلف منحنياته وتعرجاته..له الكثير منها .وله الي جانب الكتابة اهتمام بالاخراج والتكوين .كاتب مهووس مسكون بالمسرح .هكذا يصفهوبعض الذين تحدثوا عنه وعن عالمه المسرحي.

 

حاز العديد من الجوائز عن نصوصه وعروضه في بلده.هو جار بلده يجاور بلدي وكان يمكن ان اقول له كل يوم صباح الخير فهو علي مرمي حجر مني ورغم ذلك لم اكتشفه إلا الآن .وذلك ما حز في نفسي..كاتب اري انه سوف يكون له شان .وشان كبير في الحركة المسرحية وكتابة النص المسرحي ليس في بلده فقط ولكن في البلاد العربية ولما لا خارج حدود البلاد العربية .فهو من اصحاب اللغات وبها يكتب وبالاساس منها العربية والامازيغية. وعنه يقول شيخ الاحتفاليين:

اكتشف في هذا المبدع بصره وبصيرته الصادقة وفراسته القوية. واكتشف جراته وشجاعته الادبية. فهو مستعد لان يقولكل شيئ وان ينطق كل شيى وان يمسرح كل شيى). هذا الكاتب هو كريم الفحل الشرقاوي .احد الاسماء التي اختارت الاشتغال علي الغروتيسك في الكتابة وعلي الفنتازيا. .

فنصوصه تحفل بالاشياء المالوفة في اللامألوف من القضايا وتقول المعقول من بطن اللامعقول .هي اشبه بالاحلام وتقترب منوالسريالية اسلوبا ورؤية كما .يعرفها منظرها بريتون( هي الفوق واقعية وتهدف الي التعبير عن العقل الباطن بصورة يعوزها النظام والمنطق وهي الية تلقائية نفسية من خلالها يمكن التعبير عن واقع اشتغال الفكر اما شفويا اوكتابيا) وبهذا المفهوم تلتقي مع العبث او اللامعقول.

 

مما يلتقي الغروتيسك اسلوبا مع اللامعقول ولكن بايقاع مغاير له خصوصيته ونلمس ذلك مثلافي اعمال الكاتب صمويل بيكيت وعند فرنادو ارابال بمعني الاعتماد في هذا النوع من المسرح علي اللغة اولا ثم المزج بين الماساوي والهزلي ونجد هذا النوع من المزج عند الفحل في مجمل اعماله تقريبا ولكن بشكل خاص في اهل المخابى وكلك فيالنص الاخر ( وفي رواية اخري ) وكذلك في ( حشرة القلاس) التي تتحدث عن الحرب التي تاكل جيوشها كما تأكل حشرة القلاس ذكرها بعد الاخصاب وهنا كان الفحل من الذكاء بلجوءها الي استخدام هذه الحشرة لقول ذلك بدل ان يقوله بشكل مباشر..كذلك من غرائب الفحل في نصوصه عدم استخدام المعروف في النصوص المسرحية عند الاغلبية من الكتاب مثل الفصول او المشاهد او اللوحات وهي الاستخدامات المعتمدة من لدن الاغلبية .

 

بل نجده ينحت تسميات اخري مثل الطبخات في نص اهل المخابى وتسمية الغارات كما في نص حشرة القلاس وتسمية الفضائح كما في نص وفي رواية اخري والخ. وبالنسبة للغروتيسكية وكذا الفنتازيا التين يشتغل الفحل وفقهما فان الغروتيسكية تعتمد المبالغة في الشيى او التضخيم وهو اسلوب معروف منذ البدايات الاولي للمسرح وكان جلي بشكل ملفت عند ارسطوفانيس في كوميدياته ولكنه عرف انتشارا اكثر منذ القرن السابع عشر في المسرح الكوميديواما الفنتازيا فهي حسبوبعض تعريفاتهاتهتم بتناول الواقع الحياتي برؤية غير مالوفة وهو ما برع الفحل في استخدامه استخدام جيدا في اغلب نصوصه التي قراناها له ولكن قد نلمس ذلك اكثر في اهل المخابئ .التي تبدو شخوصها وكأنها خارجة من رحم الخرافة غير المعقولة من اساطير الجن وعالم الخروقات اللا معقولة كذلك .

 

إن هذا المزج بين هذه الأساليب التي تبظو متنافرة لاول وهلة ولمنها تلتقي جميها في نهاية الكتابة المجنونة .نعم المجنونة هي التي اعطت لكتابات كريم الفحل الشرقاوي تميزا عن اقرانه من كتاب النصوص المسرحية ليس في المغرب ولكن الرقع العربية التي ينتمي اليها وهي التي سوف تجعل منه كاتبا متفردا مستقبلا. كم انا سعيد باكتشاف كتابات هذا المسرحي .وكم اسعد بملاحقة نصوصه مستقبادلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock