وجوه مسرحية

مسرح عالمي: “مفتش الحكومة”.. برأي المتفرج الهندي العادي!


ترجمة/ عادل العامل

ـ

كانت مسرحية اليوم الثاني من مهرجان المسرح الهندوسي المقام في حيدرآباد في الشهر الماضي هي ” مفتش الحكومة “، التي عُرضت على مسرح رافيندرا باراتي يوم 22/8 .
[ وتُعرف المسرحية أيضاً بعنوان ” المفتش العام “، وهي للكاتب الروسي الأوكراني المبدع نيقولاي غوغول ( 1809 ــ 1852 ). و قد هاجم فيها بسخرية لاذعة النظام البيروقراطي الفاسد في عهد نيقولا الأول. و ملخص موضوعها أن المسؤولين والموظفين الفاسدين في واحد من الأقاليم استقبلوا رجلاً مهندماً منتفخ الأوداج حسبوه المفتش العام، و راحوا يقدمون له الرشا و يقيمون الولائم ليغض النظر عن فسادهم الوظيفي. و بعد أن مضى، أقاموا احتفالاً للتعبير عن سعادتهم بقدرتهم على ” اللعب ” عليه، وهنا يصل المفتش العام الحقيقي فيصيبهم الرعب. ] وقد استثارت المسرحية استجابة مدهشة من جمهور الحاضرين. والتمست مجلة THE HINDU من عدد من المواطنين الذبن شاهدوا المسرحية تزويدها بعرض موجز لها. وقد فاز أحدهم، ويدعى أكاش أياغاري، بـ ” وجبة ثنائية ” من أحد الفنادق المعروفة!
يقول أياغاري :
لقد لاحظ شكسبير أن ” كل العالم مسرح “. وحصيلتي أنا من مشاهدتي لمسرحية ” مفتش الحكومة ” هي أن كل المسرح مسرحية، وهذه المسرحية بالتأكيد تعبّر عن ذلك.
إن ما كان ينبغي أن يكون مسرحية هزلية بسيطة تركز على فساد زمن صغير مشتمل على أفراد سيئين في مكان غير محدد، يتحول ليكون كوميديا على ديناميكيات التفاعل بين الشخصية، والممثل، والجمهور.
وقد أخذ ذلك مني وقتاً قليلاً لأفهم أن جدراناً قد تحطمت في هذا الأداء أكثر من الجدار الرابع المعهود. فقد بعثر الممثلون روتينياً الجدران الثلاثة الأولى ( إن أمكن تسميتها هكذا ) حين بدأ التمييز بين الشخصيات على المسرح والممثلين في الكواليس بالاختلاط.
فعلى سبيل المثال، نجد الشاعر وهو يقوم أيضاً بدور شرطي، في جزء رائع من سوء الحسابات، يُقدم مرةً على إلقاء أبيات من شعره، لكن كساعي بريد! فيدمج العمدة ( وهو شهرة هذا الممثل اللامع )، في تفاجئه بالمفتش الخطأ عدم حبه / حسده للممثل الذي يقوم بدور المفتش في مشهد كان أعجوبة في توقيته. وينتهي هذا به لأن يتفاعل فعلياً مع الجمهور الساخر بطريقة مقنعة جداً، برافو!
وأنا لا أعرف إن كان تهذيب Tehzeeb المسرح توقيتاً، لكن التوقيت الهزلي في هذه المسرحية كان محدداً، إلى درجة كبيرة بحيث لم يكن مسموحاً أن تفشل النكات في تأثيرها المضحك على الجمهور، مهما كان معيارها. أضف إلى هذا العنصر البدني بما اتّسم به من مرحٍ صاخب يجتذب الأنظار. و كان جميع الممثلين رائعين في تمثيلهم شخصيات المسرحية.
و أخيراً، فإني بقيت أمسح دموع الابتهاج من عينَيَّ و أتمنى لو كانت لدي عينان إضافيتان لكنتُ قد استطعتُ تتبّع كل شيء و كل واحد على المسرح في الوقت نفسه. فكم من الصعب ولا بد أن يكون ذلك ملائماً لكل لحظة في مسرحية من 100 دقيقة! شيء خيالي.
 عن/ THE HINDU

ـــــــــــــــــ

المدى


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock