وجوه مسرحية

من فوانيس المسرح الجزائري المصمّمة السينوغرافية ليليان الهاشمي (3 فيفري 1942- 9 جوان 2002)


المسرح نيوز  ـ الجزائر|  وجوه مسرحية

ـ

بقلم: رابح هوادف كامل الشيرازي

ـ

وُلدت الفنانة ليليان الهاشمي في الثالث فيفري 1942 بمدينة زيوريخ السويسرية، ونشأت في ألمانيا الديمقراطية، قبل أن تختار الجزائر وطنًا لا بديل عنه، حينما ارتبطت مع زوجها المخرج نور الدين الهاشمي.
اقتحمت عالم السينوغرافيا المعقّد والجميل، وفكّكت أسرار وطلاسم فن، لطالما كرّس السيطرة الذكورية في كواليس المسرح الجزائري، فاستحقت أن يسجّل اسمها في ريبرتوار المسرح الوطني، كأول سينوغرافية زاحمت الرجال في مجالهم.
ويروي دارسون أنّ شقيق ليليان الهاشمي كان صديقا لعدد كبير من الطلبة والمبدعين الجزائريين في ألمانيا مطلع ستينات القرن الماضي، فكانت تلك العلاقات الإنسانية أول نافذة أطلت منها “ليليان” على الجزائر التي أحبتها حباً عميقاً بكل جوارحها.
وقال نور الدين الهاشمي أرمل ليليان، إنّ الأخيرة اختارت الجزائر في أول فرصة أتيحت لها لاستكمال دراستها خارج ألمانيا، فحطت رحالها بمسرح محي الدين بشتارزي عام 1963 كاشفة عن فنانة شغوفة بعالم السينوغرافيا والتصميم، وهناك بدأت علاقتهما التي توجت لاحقا بزواج ناجح أثمر ابنتين، ولكنها أثمرت أيضا أعمالا فنية قيمة، أغنت رصيد المسرح الجزائري سينوغرافيا في عروض غزيرة.
وتركت ليليان أول بصمة لها في المسرح الجزائري عام 1964 في مسرحية “المرأة المتمردة” عن نص لـ “وليام شكسبير” وإخراج “علال المحب”، و”دائرة الطباشير القوقازية” لـ”برتولد بريشت” (1969).
واستمرت ليليان في تطريز المشهد السينوغرافي الجزائري على امتداد ثلاثة عقود، فكانت بصمتها حاضرة في “بيجماليون” لـ”برنارد شو”، وفي مسرح قسنطينة عام 1971 مع مسرحية “مسحوق الذكاء” لـ”كاتب ياسين” (1971) وغيرها.
وفي وهران، حلّقت ليليان مع عرض “حوت ياكل حوت” عام 1975، وفي عروض أخرى، ناهيك عن أعمال عديدة لصالح المسرح الوطني والتلفزة الوطنية والمركز الوطني للإنتاج والتوزيع السينمائي آخرها فيلم “مجنون ليلى” عام 1988.
وأظهرت “الشقراء” قدرة على التنويع في إبداعها، وقوة في التصميم جعلتها تفتك مكانة متفردة وسط سينوغرافيي المسرح الجزائري، ومثلما كانت تشتغل في صمت بليغ معبّر.
وقالت صونيا: “ليليان كانت فنانة تلتحف الحنان والرأفة ..تجمعني معها ذكريات كثيرة خاصة في مسرحية “الطمع يفسد الطبع” لما صممت لي فستان كريستالي أبهرتني به، “ليليان” فنانة ذكية يصعب أن تتكرر لأنها أيقونة”.
ورحلت ليليان في صمت مساء التاسع جوان 2002، مخلّفة وراءها رصيدًا فنيًا لا يستهان به.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock