ننشر نص “لعبة تفوت” للكاتب: مجدي مرعي
المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص مسرحية
ـ
الكاتب: مجدي مرعي
مصر
لعبة تفوت
الشخصيات
الراعى العجوز : وقع الاختيار عليه ليكون شيخا للقبيلة ثم يقوم بدور الملك .
حمدون : أحد رجالات القبيلة ـ ثم يقوم بدور الوزير
زياد : أحد رجالات القبيلة ـ ثم يقوم بدور كبير الحراس
صالح : ابن زياد وهو طالب جامعى يدرس الحقوق ـ وهو خطيب هند ـ يقوم
بدور قاضى القضاة .
هند : ابنة حمدون الوزير ـ خطيبة صالح ـ وتقوم بدور بدر البدور .
الزوجة : زوجة الراعى العجوز ـ وتقوم بدور الملكة
سالم : ابن الراعى العجوز ـ ويقوم بدور أمير
سالمان : الأخ التوأم لسالم ـ ويقوم بدور أمير
أفراد من رجال القبيلة : وهم ضيوف على الراعى العجوز ويقومون بدور الحراس والمناديين
وأفراد من الشعب
الفصل الأول
( تظهر الزوجة إلى الخيمة مشغولة بإعداد الطعام ويجلس الراعى العجوز إلى الأمام شارداً ) | |
الزوجة | يا سالم .. يا سالمان .. ساعدانى يا ولدىَ .. مزيداً من الحطب .. الضيوف على وشك الوصول .. يا فرحتى .. يا هناءتى .. كم أشعر بأنى أحلق فى الفضاء . |
حمدون | ( خارجاً من خيمته ) لك حق .. فغداً يصبح شيخنا شيخاً للقبيلة . |
الزوجة | بل أصبح شيخاً للقبيلة ( بإفتخار ) وأنا زوجة شيخ القبيلة . |
حمدون | لا بأس .. ( يتجه للراعى العجوز ) مالى أراك شارداً ؟ |
الراعى | كنت أتمنى أن تصبح الفرحة فرحتين . |
حمدون | الفرحة الأولى .. تنصيبك شيخ للقبيلة والثانية ؟ |
الزوجة | ( بتحسر ) الثانية |
الراعى | ( بحزم ) شيخ للقبيلة أيضاً . ( الراعى وحمدون ينظر كلاً منهما للآخر فينفجران فى الضحك ) |
الزوجة | ( لحمدون وبغيظ مكتوم ) لم َلم تأتِ هند لتساعدنى ؟ |
حمدون | أجل .. أجل ( يذهب بالقرب من خيمته منادياً ) يا هند .. يا هند |
( تنصرف الزوجة حيث تستكمل إعداد الطعام ) | |
حمدون | ( للشيخ ومستدركاً ما به ) يحز فى نفسى أن هنداً لم تكن لواحدٍ من أبنائك .. سالم أو سالمان .. ولكنى أعطيت لزيادٍ كلمة . |
هند | ( تتقدم مارة بالشيخ ) مساء الخير يا عمى . |
الشيخ | مساء الخير يا بنيتى . |
حمدون | هلمى يا بنيتى لتساعدى خالتك . |
الزوجة | أسرعى يا هند لتساعدينى ( تتجه هند لزوجة الراعى ) |
الشيخ | ( لحمدون ) صالح بن زياد ولد صالح وأنا لا أكن لك سوى الحب .. فانت خير أخ .. وخير صديق . ( الشيخ وحمدون يتعانقان ) |
سالم وسالمان | ( يتقدمان بفرحة صبيانية وهما يحملان الحطب ) الضيوف قادمون ( يتقدمان نحو أمهما لإنزال الحطب ) |
( هند تعبر بحركات استياء من سالم وسالمان .. يدخل صالح وأبوه زياد وبعض من رجالات القبيلة ويتصافحون مع الحضور ) | |
الشيخ | مرحباً بك يا زياد .. مرحباً بك يا صالح يا بن زياد |
زياد | لقد أصر ولدى صالح أن يقطع دراسته فى الجامعة ويأتى ليشاركنا أفراحنا |
( هند تلمح صالح فتقف مأخوذة ً ) | |
الشيخ | بارك الله فيك يا ولدى |
هند | ( بعتاب ) حسبت إنك تشوقت لهند .. فجئت إليها |
صالح | بل احترق شوقاً إليك |
هند | ( لصالح ) اتركك لما أتيت إليه |
صالح | بل أتحين آية فرصة و آية مبرر لأقطع دراستى وآت إلى هنا كى أراك |
هند | ألم تكن هند مبرراً كافياً للقدوم إليها |
صالح | هند ( هند تكاد تنصرف عنه ) |
صالح | ( يتقدم نحو هند ) طيفك يسرى فى خاطرى .. يلازمنى .. ولا يفارقنى .. حتى ولو فارقنى ظلى .. وفارقتنى الحياة |
هند | هكذا كلامك المعسول ( تنصرف لمكان بعيد ) |
صالح | إلى أين ؟ |
هند | الأنظار بدأت تتجه نحونا |
حمدون | شيخنا لا يستحق أن يصبح شيخاً للقبيلة فحسب .. بل ملكاً علينا |
صالح | ملكاً علينا يا لها من فكرة رائعة ! |
زياد | أية فكرة ؟ |
صالح | أن يصبح شيخنا العجوز ملكاً علينا |
زياد | أتهذى يا صالح ؟! أتهذى يا ولدى ؟! |
صالح | أن يتقمص شيخنا العجوز .. دور الملك ونحن نجاريه فى ذلك ( للشيخ ) ما رأيك ؟ |
زياد | ( مقاطعا ) ولدى صالح يمارس التمثيل فى الجامعة .. وكلما يأتى إلينا يجعلنا نسهر فى تقمص وارتجال |
أحد الضيوف1 | فكرة رائعة |
أحد الضيوف2 | هذا ما سيضفى على فرحتنا هذه .. حلاوة وجمالاً |
زياد | ( ينتحى جانباً مع صالح ) ولدى .. دعهم يقضون ليلتهم كيفما يشاءون ( يصمت الجميع ) |
الشيخ | ما رأيكم |
الجميع | موافقون .. موافقون |
سالم | وأنا أصبح إمبرا … إمبرا |
سالمان | طور … إمبراطور |
الزوجة | ( باستهزاء ) كما تقول بالضبط ( سالم يتقدم سالمان الذى يحمل صينية بها أكواب وإبريق شاى ) |
حمدون | شيخنا كم قص علينا قصصاً عن الملوك تقاة وطغاة |
( سالم يصب الشاى ويقدمه للضيوف الذين افترشوا الأرض على حصير ..) | |
سالم | الضيوف يتوافدون يا والدى |
صالح | بل قل الشعب |
حمدون | والآن مع الفصل الأول ( للشيخ ) تفضل يا جلالة الملك ( سالمان يعود لأمه حاملاً الصينية والأكواب والشيخ يدخل الخيمة – والجميع فى ترقب وكأنه يحادث شخصاً آخر ) |
الشيخ | كيف يحدث ذلك ؟ مملكتى هذه التى ورثتها عن آبائى وأجدادى لا تعرف قط سوى الطاعة وامتثال الأوامر أما الخائن والمتمرد فجزاؤه هذا .. ( يخرج ) |
( يمسك بعصاه .. وكأنها سيف وكأنه يبارى شخصاً أمامه وقد ارتدى فوق رأسه بعض الأشياء وكأنها تاج فوق رأسه ) | |
سالم | أسرع يا سالمان .. لتشاهد تلك المعركة |
سالمان | ( يأتى مسرعاً ) معركة ! |
الشيخ | فلتتبارى معى أيها الوغد ( يتعارك فى معركة وهمية ) |
سالم | ( أثناء المعركة يشجع والده المبارز ) هيا يا أبى اضربه .. اطعنه .. احذر .. تمهل .. لتعطه ضربة قاتلة |
الشيخ | ( وهو ينفض يديه ) هذا جزاء الخائن |
( كأنه وضع عصاته – سيفه – فى قلب خصمه ) فلتهنأ بتلك الضربة | |
سالم | فلتسلم يدك .. يا والدى .. يا جلالة الملك |
سالمان | ( لنفسه ) ملك على من ؟ لا يوجد فى هذا المكان سوانا نحن وقطيع الأغنام وبعض الإبل وكلاب تحرسها |
زياد | ( باستنكار ) ربما صار ملكاً على قطيع الاغنام |
الشيخ | ( يعدل من ثيابه ويضع عصاته وسيفه فى خصره ) أنا ملك عليكم جميعاً .. رضيتم أم أبيتم ؟ |
الجميع | رضينا ( يتجه الشيخ ليجلس على مقعدٍ عبارة عن جذع شجرة مقطوع فى وضع أفقى ) |
الشيخ | ماذا عن أحوال المملكة يا وزير ؟ ( لا أحد يرد ) |
الزوجة | ( تترك ما كانت تفعله ويستحوذ التقمص على إنتباهها – تتجه نحو حمدون ) نظراته موجهة إليك – يقصدك أنت – أنت الوزير |
حمدون | أنا صرت وزيراً ! |
الشيخ | لم لا ترد يا وزير ؟ ( فى هذه الأثناء ينصرف صالح إلى هند ) |
حمدون | ( بتلعثم ) نعم … نعم يا مولاى … بخير |
الشيخ | ( يتجه نحو زياد ) و أنت ياكبير الحراس … لم لا تلق بتلك الجثة العفنة خارج القصر … ( اثنان من الضيوف يقفان بجانبى كرسى العرش – جذع الشجرة – و يمسك كلا منهما بجريدة من النخل كأنهما حراس ) |
زياد | أمر مولاى ( يأمر كبير الحراس أثنين من الحراس بحمل الجثة الوهمية ) |
سالم | انتظرا ( يتجه للجثة الوهمية و يخاطبها ) أنصحك ألا تقدم على الخيانة مرة أخرى |
الزوجة | ( لنفسها ) زوجى صار ملكا … و حمدون أبو هند صار وزيرا … و زياد أبو صالح صار كبير الحراس و أنا بالطبع … لابد أن أكون ملكة فزوجة الملك ملكة … أنا ملكة (تضحك بهستيريا) |
صالح | ( لهند ) نحن هنا |
هند | أين أنت ؟ |
صالح | أنا هنا ( يقترب منها ) |
هند | أين أنت من التمثيل ؟ |
صالح | أنا قاضى القضاة |
هند | قاضى القضاة |
صالح | أنسيت … إننى أدرس فى كلية الحقوق … ( مغيرا من طريقته ) و فى السنة النهائية …ليلى |
هند | قيس ( يشترك سالم مع سالمان فى ملاحظة الحوار الدائر بين هند و صالح ) |
سالم و سالمان | ( يغنيان ) قيس ابن عمى عندنا … يا مرحبا … يا مرحبا |
الملك | كفا عن تلك الثرثرة |
الملك | ( للملكة ) و أنت – يا سيدة القصر الأولى |
الملكة | ( لنفسها ) و الأخيرة … فأنا المرأة الوحيدة فى هذا المكان |
هند | المرأة الوحيدة ! يبدو إننى صرت فى زمرة الرجال |
صالح | ( كأنه مصدق ) رجل ( هند تلكمه ) |
الملكة | هل تفقدت اليوم المؤسسات و الجمعيات الأهلية و غير الأهلية |
الملكة | نعم … نعم يا مولاى ( و هى تتجه للموقد ) و لقد افتتحت العديد من المشروعات الوهمية
و غير الوهمية |
الملك | عظيم … عظيم |
الملكة | و أنحنت لى جميع الرؤوس بالأعجاب |
الملك | رؤوس ! ( بتعجب ) |
كبير الحراس | رؤوس الأغنام … أقصد الرجال و النساء من رعيتك يا مولاى |
صالح | أرجو أن تصوغ العبارات على نحو جيد يا كبير الحراس |
كبير الحراس | صالح أنسيت أنك تكلم والدك زياد ؟ |
صالح | لم أنس بعد يا والدى لكنها لعبة … فدعنا نتقن أصول اللعبة |
كبير الحراس | صالح |
صالح | أنا قاضى القضاة |
الملكة | ( تقدم للملك شرابا ) شرابك الملكى يا مولاى |
الملك | حسنا ( يتناول الشراب ) ما أشهى شرابك يا مليكتى ( و هو يتلذذ فى تناول الشراب ) هذا ما يحملنى على الاستمتاع برؤية رقصة من الرقصات .. فتدفعنى إلى إتخاذ قرار من أخطر القرارات |
الوزير | أمرك يا مولاى |
الملكة | ( بدهشة ) رقصات … قرارات |
سالمان | و ربما تكون حلقات … زفاف |
سالم | فيزف الملك على أبنة ملك النعمان أو عبلة بنت مالك |
الملكة | زوجة أخرى … يا مصيبتى فى زوجى ( تمسك الملك من ياقته ) ليتنى كنت أعددت لك منقوع الحصى و الزلط … كى تشربه هات ( تأخذ من يده الكوب و تجرى مهرولة للخارج و تبدأ الموسيقى و يدخل الجميع فى الرقص ) |
الملك | ( بعد انتهاء الرقص ) لم أر … بعد قصرا بدون جاريات أى قانون يقبل رقصة بدون جاريات يرقصن ؟ |
قاضى القضاة | ( باستهزاء ) القانون لا يقبل ذلك يا مولاى |
الملك | كيف أحمل بعد ذلك على اتخاذ قرار سليم ؟( يجلس الملك و كأنه يفكر فى امر هام – و هند تهم بالانصراف ) |
صالح | لماذا تنصرفين ؟ |
هند | لقد توزعت أدوار المسرحية … و لم يبق لى دور |
صالح | و هل يمكننا إغفال دور الشمس أو حتى القمر |
هند | صالح |
صالح | قد تكون المشاهدة أجدى من المشاركة … هند أنت حقيقة لا يسدل عنها الستار |
هند | المشاركة تجعلنا نصنع قرارنا |
صالح | هذا إذا كنا فى زمن تصنع فيه القرارات |
هند | ماذا تقول ؟ |
صالح | القرارات صارت سابقة التجهيز … معدة و مهيأة لكل زمان و مكان |
هند | تقصد لا جدوى من المشاركة |
صالح | نعم |
هند | و أنا لا تستهوينى متعة المشاهدة |
صالح | أنها لعبة … و لعبة …. |
هند | ( تقاطعه ) مهما كانت سأدخل اللعبة ( تجلس هند و تتابع باهتمام ) |
الملك | ( مقررا ) لابد من إتخاذ القرار الذى سوف تهتز له أركان المملكة : يا كبير الحراس |
كبير الحراس | أمر مولاى |
الملك | أستدعى الملكة على التو |
كبير الحراس | أمر مولاى ( يتجه لأذن الوزير ) الملكة راحت تعد الأغنام و الأبل ( ينصرف ) |
هند | لن أتنازل عن دور البطولة |
صالح | ( رافضا ) هند ( و قد تخاصما ) |
الملك | لابد أن أعمل على تثبيت دعائم الحكم و أركان المملكة ( تدخل الملكة و كبير الحراس و تجلس الملكة حيث تضرب على كفيها و خديها ) |
الوزير | فيم أذن الأمر الخطير يا مولاى |
الملك | من يحمل العهد من بعدى ؟ |
الملكة | ( بحزن ) الخروف |
الملك | ( بفزع ) الخروف |
الملكة | ( بحزن ) الخروف الأكبر تاه … يا حسرتى عليه … يا لوعتى عليه |
الوزير | أنت تكلمين الملك |
الملك | فيم تختارى يا مليكتى |
الملكة | الذئب أم الثعلب … أم كلاهما أنقض على الخروف |
الملك | أنا أعمل من أجل أن تكون الأيام المقبلة |
الملكة | كئيبة حياتى بدونك أيها الخروف |
الملك | فى عهدى … و من بعدى سيعرف الشعب |
الملكة | الجوع و الفقر و الحرمان … أما يكفيك كل هذا أيها الخروف ؟ |
الملك | ( مهددا ) إما أن تصغى لى و إما أن أرحل إلى … |
الملكة | الجحيم … إلى الجحيم أيها الذئب الغادر |
الوزير | مولاتى |
الملك | فيما تختارى أيتها الملكة ؟ |
الملكة | تخيرنى فى عبلة أم بنت نعمان ؟ |
الملك | ( بحزم و غضب شديد ) أخبرك فى أمر الولاية من بعدى |
كبير الحراس | الأمير سالم أم الأمير سالمان |
سالم | ( لأخيه ) مرحبا بك يا سمو الأمير |
الملكة | ( و هى تحتضن ولديها ) الإثنان معا … يا مولاى |
الوزير | ( بغيظ ) الاختيار واحد من اثنين … فلا يصح الإثنان معا |
كبير الحراس | ثم إن السفينة تحتاج إلى ربان واحد و أكثر من ذلك تغرق |
الملك | أصبت فى قولك هذا |
هند | ( تتقدم نحو الملك بدلال ) الملكة يا مولاى تمتلكها عاطفة الأمومة ( تتقدم بإعجاب مصطنع نحو سالم و سالمان ) و لا تستطيع أن تفضل ابن لها على الآخر |
صالح | ( و هو يتابع هندا ) و هل ستجيدين أصول اللعبة يا هند ؟ |
الملكة | طيب الله فاك … يا بدر البدور |
الملك | بدر البدور ! |
بدر البدور | ( بدلال ) بنت وزيرك المخلص … يا مولاى |
الملك | بل شمس الشموس ( للوزير ) ألم أقل لك أنك خير أخ و خير صديق |
الملكة | ( و هى تنبهه ) و أنا خير زوجة |
الملك | ( بتلعثم ) نعم … نعم أنت خير زوجة |
سالم | ( بفرح شديد … و كأنه قد استهوته اللعبة … يتقدم نحو هند ) أنا الأحق بالولاية |
سالمان | بل أنا |
سالم | أنا الأحق |
سالمان | قلت أنا … أنا الأحق بالولاية |
هند | ( تضحك بأنوثة بالغة ) كلاكما أحق بالولاية |
قاضى القضاة | ( بحزن ) حقا ولى العهد أفضل من قاضى القضاة … يا هند |
صالح | ما أصعب على الإنسان أن يكتشف أنه كان يملك سرابا و أنه كان أيضا سرابا و كل ما يملكه من السراب صار سرابا ( يضحك بسخرية بالغة ) |
الملك | إما أنت تحل هذه المسألة و إلا أصابت المملكة اللعنة و حل عليها الانقسام و التفكك |
الوزير | ( و هو يكاد يبكى متصنعا ) أطال الله فى عمرك يا مولاى … لما التعجل فى اتخاذ هذا القرار ؟ |
الملك | ألم تفهم بعد ؟ |
كبير الحراس | الأميران تؤمان و هما على قدر متساو من الكفاءة و المقدرة على قيادة شعب من … |
الوزير | ( مقاطعا ) من الأغنام |
قاضى القضاة | ( و بحدة بالغة ) إنى أنذرك أيها الوزير |
الملك | ( لولديه ) من فيكما يتنازل لأخيه ( لا أحد يرد ) المسألة صارت معقدة ( الملكة – الزوجة ما زالت مشغولة من حين لآخر بإعداد الطعام ) |
بدر البدور | فعلا يا مولاى المسألة صارت معقدة … فالأمير سالمان يمتاز بالحكمة و العقل .. أما الأمير سالم فهو ذو قوة و شجاعة و احترام آه لو تجمعت هذه الصفات فى رجل واحد ما تركته أبدا |
الملك | ( يشير لنفسه ) تجمعت يا بنيتى |
الملكة | بدأت أجراس الخطر ( مقلدة موسيقى توحى بالخطر ) |
سالمان | إذا كان الأمير سالم قوى فأنا الأقوى |
بدر البدور | و إذا كان وحش ؟ |
سالمان | فأنا الأوحش |
الملك | ( لسالم و سالمان ) من فيكما يتنازل لأخيه ( لا أحد يرد ) حاول معهما يا وزير |
الملكة | ( لنفسها ) لم يطرأ فى بالى أبدا مسألة الاختيار هذه |
الوزير | يا أمير سالم … يا أمير سالم … المسألة لا تحتاج لتعقيد اسمع يا أمير ( يهمس إليه ) لا تتنازل .
و سأمكنك من العرش ( يجهر بصوته ) فالمسألة بسيطة جدا |
الملك | بسيطة جدا !
|
كبير الحراس | ( يرتاب فى الوزير ) |
الوزير | و أنت يا أمير سالمان … هل ستكون ولاية العهد مدعاة للفرقة بينكما و أنتما من صلب واحد |
الملك | ( باستحسان ) قل لهما يا وزير |
الوزير | لم لا يحب الإنسان لغيره ما يحب لنفسه ( يقترب من سالم ) |
سالم | ( هامسا ) أتزوج من بدر البدور و تبقى كما أنت وزير البلاد |
الوزير | ( صائحا ) ما أضيعك يا إنسان … تقتضى العمر فى صراعات و ترهات ( هامسا ) أوافق ( جاهرا بصوته ) فلما التنازع يا بنى الإنسان ؟ |
قاضى القضاة | ( بتهكم ) الوزير صار واعظا ! |
الملك | ( لسالم و سالمان ) من يتولى العرش من بعدى ؟ |
سالم | أنا |
سالمان | بل أنا |
الملكة | ( فجأة ) عرفت الحل ( الجميع ينظرون إليها بإهتمام ) نقسم عليهما أيام الأسبوع بالتساوى
( لنفسها ) لكن الأسبوع سبعة أيام ما العمل أذن ؟ |
بدر البدور | بسيطة ( تتجه نحو سالم ) سالم يتولى الحكم ثلاثة أيام ( و الأمير سالمان ) يتولى الحكم ثلاثة أيام آخرين |
الملكة | و اليوم السابع |
بدر البدور | أجازة … أجازة يا مولاتى ( الجميع يضحكون ) |
الملكة | ( بعنف ) بدر البدور إن الأمر لجد و خطير |
بدر البدور | ( تتجه نحو الملك ) إذن يستصدر مولاى الملك قرارا بأن يجعل أيام الأسبوع ثمانية أيام |
سالم | حسنا و أسمى هذا اليوم يوم …….. |
سالمان | بل هو يومى أنا … أنا الذى اسميه |
سالم | بل أنا |
سالمان | بل يومى أنا |
الملك | كفا عن هذا الهراء |
قاضى القضاة | فلتقل كلمتك يا مولاى |
الملك | ليس بمقدورى أن أختار .. كيف أميز أبنا لى على الآخر . ما الحل يا وزير ؟ |
كبير الحراس | لما أنت تبخل فى إسداء الرأى يا وزير ؟ |
الوزير | ( يتوعده ) بل أتمهل حتى يكون رأى صائبا |
قاضى القضاة | أنت تسعى يا مولاى … إلى أتفاق ودى يخرج من خلالهما و لا يؤدى بالتالى إلى صراع بينهما – اتفاق يحفظ عرشك يا مولاى |
الوزير | و أرى أنه من الصعب أن يحدث هذا الاتفاق يا مولاى |
كبير الحراس | ( و بخبث ) و هذا معناه أن يتولى العهد شخص ثالث |
الملكة | شخص ثالث غير سالم أو سالمان كيف ؟ كيف ؟ |
الملك | ( بعنف ) لن يحدث هذا أبدا |
الملكة | ( لأذن الملك ) ما رأيك فى أن ننجب شخصا ثالثا ؟ |
الملك | لن يحدث هذا أبدا |
كبير الحراس | عفوا يا مولاى … بفرض أن هناك شخص ثالث .. فمن هو يا وزير ؟ |
الوزير | أنا لا أعرفه بالطبع |
الملكة | لا تعرفه |
قاضى القضاة | قل يا وزير … إن لم يكن الأميران … فمن له الحق فى الولاية ؟ |
الوزير | حق … آية حق … أنا لا أعرف هذا الشخص الذى تتحدثون عنه |
كبير الحراس | و لكنى أعرفه جيدا |
الملكة | تعرفه ! |
الملك | أنه الوزير |
الملكة | ( بدهشة ) الوزير ! |
الوزير | لا … لا أنا لا أفكر فى هذا الأمر |
كبير الحراس | الوزير يا مولاى … أفعاله مريبة و كلماته تنبىء بالشر |
الوزير | هذه اتهامات صريحة |
الملك | ( للوزير ) أتطمع أن تصبح وليا للعهد يا وزير ؟ |
قاضى القضاة | ( مقاطعا ) و لما لا … فالسيىء أفضل من الأسوأ |
الملك | يبدو أنك تجاوزت حدودك |
الوزير | أنا لا أطمع فى ذلك يا مولاى |
الملك | ( للوزير ) أنسيت أنك يوما تيسا بين قطيع الأغنام و رقيتك حتى صرت وزيرا ؟ |
الوزير | لم أنس يا مولاى |
الملك | و لما أشتد عودك صرت تنطح |
الوزير | أنا ما زلت تيسا ( يقلد صوت التيس ) و ما على التيس لوم و عتاب |
الملك | لن يتولى العهد سوى الأمير سالم أو الأمير سالمان |
الملكة | هون عليك يا مولاى |
قاضى القضاة | أطمئن يا مولاى … الوزير لا يطمع إلا أن يكون وزيرا فهو لا يتخطى حدود الرجل الثانى |
بدر البدور | ( تضحك بشدة ) الرجل الثانى ( سالم و سالمان يقتربان من بدر البدور و يحاولان أن يتحدثا معها فيزيح كل منهما الآخر ) |
قاضى القضاة | ( لسالم و سالمان ) أميران و سيصبح واحد منكما وليا للعهد و كلاكما لا يقدر أن يحمى نفسه من ديك أعور |
الملك | أقبضوا عليه … اسجنوه ( يمسك به حارسان ) |
قاضى القضاة | السجن راحة الشرفاء ( لبدر البدور ) ظنت أنى أسبح ضد التيار … و لكنى تأكدت تماما أن التيار هو الذى يسبح ضدى |
بدر البدور | الاتجاهان المختلفان يتقابلان حتما فى نقطة ما ثم …… |
قاضى القضاة | يفترقان |
الملك | ( ثائرا ) لست بحاجة إلى قاضى القضاة … بل لست بحاجة إلى القانون |
قاضى القضاة | أى قانون يا مولاى ؟ القانون الذى جعلك شيخا للقبيلة دون النظر إلى المواصفات المطلوبة |
بدر البدور | ( لقاضى القضاة ) أنت تخرج عن النص |
قاضى القضاة | أم هو القانون الذى يجعل ولاية العهد لهذين ( مشيرا لسالم و سالمان ) أم هو قانون الحياة ؟ |
الملك | ( ثائرا و بشدة ) خذوه … و أعرضوا جميع المحاكم للبيع ( الحارسان يدفعان قاضى القضاة للخارج ) |
بدر البدور | ( بدلال نحو الملك ) مولاى |
الملك | نعم يا بدر الشموس . أقصد يا شمس البد………… |
الملكة | بل قل يا برش البدور أو شرش الشموس |
بدر البدور | ( مقاطعة ) بدر البدور . أنسيت يا مولاى ؟ هذا وزيرك المخلص يا مولاى … والدى … أما تعرف أن كبير الحراس يمقته و يكرهه |
كبير الحراس | أنا أعرفه جيدا … كما اعرف أيضا لما يدفع بك … نحو الأميرين ؟ |
بدر البدور | أرأيت يا مولاى … كيف يكرهنى أيضا ؟ سأنصرف و لن تروا وجهى مرة أخرى
( تهم بالانصراف ) |
الملك | ( يمسك بيديها ) إلى أين ؟ أتريدين أن يحل علينا الظلام فى وضح النهار |
الملكة | وضح النهار … ليلك أسود من الظلام |
بدر البدور | ( بدلال ) مولاى ( مشيرة لكبير الحراس ) دع هذا ينصرف |
الملك | ( لكبير الحراس ) أنصرف يا هذا ….و لقن قاضى القضاة درسا فى الأخلاق |
سالمان | ( و بغيرة شديدة من أبيه ) فلتسمح لى يا مولاى بزواجى من بدر البدور |
الملكة | لا بأس فحموها أفضل من ( زوجوها ) يا قرة عين ( أبوها ) |
سالم | بل سأتزوجها أنا …….. |
سالمان | بل أنا |
سالم | بل أنا ( يتعارك الاثنان ) |
الوزير | لا تتعاركا – سأجعلها نصفين نصف لك و النصف الآخر لك |
سالم | ماذا تقول يا وزير ؟ |
الوزير | ( لسالم ) نصفين لك – و نصف له ( يهمس لسالم ) هذا كلام مجرد كلام |
سالمان | ماذا تقول يا وزير ؟ |
الوزير | نصفين لك … و نصف له |
الملك | و أنا أذن خارج القسمة |
بدر البدور | لا يا مولاى – أنت القسمة و الجمع و الضرب ( تضحك بشدة ) |
الملكة | عدنا |
بدر البدور | ( بخبث نحو الوزير ) لن أتنازل عن دور البطولة |
الملك | أبحث عن الحل يا وزير – أما الأمير سالم أو الأمير سالمان |
الوزير | أمر مولاى |
الملكة | ( للوزير ) الأمير سالم أو الأمير سالمان ( تتجه نحو الوزير ) شخص ثالث لا … ( تتجه نحو الوزير ) سامع |
الوزير | أمر مولاتى ( ينصرف الملك و بصحبته الملكة ) |
الوزير | ( لسالم و سالمان ) لن تتزوج بدر البدور إلى وليا للعهد ( يخرجان ) |
الوزير | سيقضى كلا منهما على الآخر و أصبح أنا الملك |
هند | و أنا |
الوزير | أميرة |
هند | سأصبح الملكة … إما بزواجى من ولى العهد أو الملك نفسه |
الوزير | و أنا |
هند | أنت … أنت لا تصلح إلا أن تكون وزيرا … وزيرا يفعل كل شىء بعيدا عن الانظار – يخفى وجهه القبيح تحت عباءة الملك |
الوزير | بدر البدور |
هند | سأصبح الملكة … و سأجعل الملك ألعوبة بين أصابعى و سألعب نفس اللعبة التى تلعبها أنت …تلميذتك المخلصة يا وزير |
الوزير | معنى هذا … أن أتخلى عن منصب الوزير |
بدر البدور | ( مقاطعة ) الرجل الثانى … المستفيد فى جميع الأحوال |
الوزير | حسنا يا بدر البدور |
بدر البدور | كم كنت جميلا فى دور الواعظ ؟ ما رأيك فى أن أعينك فى منصب الواعظ الأكبر ؟ |
الوزير | ( باستكانة ) كما ترين يا مولاتى يا بدر البدور ( الملك يدخل و بصحبته الملكة و كبير الحراس ) |
الملك | هل توصلت إلى حل يا وزير |
الوزير | نعم … نعم يا مولاى ( يهمس لبدر البدور ) أنتظرى المفاجأة ( للملك ) ما رأيك يا مولاى فى أن تأخذ رأى الشعب |
الجميع | الشعب !!! |
الوزير | ( يعض على أسنانه ) الشعب يا مولاتى …. أما تعرفيه |
الملك | فكرة صائبة …. أنزل إلى الشعب و خذ برأيه و على الأميرين أن يتماثلا … لرأى الشعب
إما الأمير سالم أو الأمير سالمان
|
بدر البدور | مولاى
|
الفصل الثاني
( يظهر مناديان كلا منهما يدخل من اتجاه يحمل كلاهما آلة إيقاع ) |
|
منادى 1 | يا أهل المملكة … مولانا العظيم … ملك البلاد … قرر ما هو آت ( يكرر تلك العبارة و يبدأ أهل المملكة فى الدخول إلى المسرح ) |
منادى 2 | مولانا الملك الذى جعل الجيوب ملآنة و البطون شبعانة و الأيادى شغالة … قرر ملك البلاد ما هو آت |
منادى 1 | قرر جلالته أن يشيع مبدأ الديمو … الديمو ( يحاول قراءة المقطع الأخير .. .. .. لكن يبدو إنه مطموس ) |
فرد 1 | ما معنى الديمو .. هذا ؟ |
فرد 2 | لابد أنه اختراع جديد |
فرد 3 | أو نوع جديد من الآكلات |
فرد 4 | ربما يكون الديمو بالبامية أو الديمو بالملوخيه ( يجرى المنادى 1 إلى المنادى 2 ليقرأ صحيفته ) |
منادى 1 | أرنى صحيفتك …….. ( يقرأ ……….. ) قرر جلالته أن يشيع مبدأ الديمو …… الديمو
( واحد من الأفراد يعدل له الورقة ) الديموتورية |
فرد 5 | ( بحذلقة ) الديموتورية نوع من الألعاب السحرية |
فرد 6 | لا الديموتورية من الفنون الفلكولورية |
صوت منادى | مولانا الملك قرر أن يشيع مبدأ الديموقراطية |
الجميع | ( بدهشة ) الديموقراطية |
الصوت | و يكون أول ملك لا يتصف بالديكتاتورية |
الجميع | ( بدهشة ) ديكتاتورية ! ( يتظاهرون ) ديموقراطية بديكتاتورية … ديكتاتورية بديموقراطية |
منادى 3 | ( داخلا ) مولانا العظيم … أطال الله فى عمره قرر أن يستشيركم فيمن يتولى العهد من بعده |
فرد 1 | ما شأننا فى ذلك ؟ |
فرد 2 | منذ متى كان لنا حق الاختيار ؟ |
فرد 3 | ألم يقل لكم أن الملك قرر أن يشيع مبدأ الديموقراطية |
الجميع | ( باستهجان ) الديموقراطية |
منادى 2 | و عليكم أن تختاروا إما الأمير سالم أو الأمير سالمان |
فرد 3 | فلتعش الديموقراطية |
الجميع | تعيش … تعيش ( يضحكون … حالة هرج و مرح و تختلط الأصوات) |
منادى 1 | و عليه قرر أن يطرح فى الأسواق سبعين مليون بطاقة سوداء لإبداء الرغبات … بادروا بشراء البطاقات قبل النفاذ |
فرد 4 | ( بدهشة ) بطاقات … رغبات … شراء … نفاذ |
منادى 2 | حرروا البطاقات باسم الأحياء … و الأموات و الجيل الذى هو آت … و أكتبوا أسماءكم على البطاقات |
فرد 5 | ( بدهشة ) أحياء … أموات … جيل آت |
منادى 3 | أكتبوا الرغبات بمداد أحمر و ضعوا البطاقات فى أظرف بيضاء و الحاضر يخبر الغائب
و الانتخاب إجبارى إما الأمير سالم أو الأمير سالمان يا أهل البلاد … مولانا ملك البلاد |
منادى 2 | قرر ما هو آت ( يخرج ) |
منادى 1 | أن تختاروا ولى عهد البلاد ( يخرج ) |
منادى 3 | إما الأمير سالم أو الأمير سالمان ( يخرج ) |
فرد 1 | لا للأمير سالم و لا للأمير سالمان |
فرد 2 | نختار من ينفع البلاد |
فرد 3 | إذا لم يكن الأمير سالم أو الأمير سالمان … فوزير البلاد هو ولى العهد الرسمى … للبلاد |
فرد 2 | الوزير وضع أمواله فى خدمة البلاد |
فرد 1 | الوزير ولى عهد البلاد |
فرد 4 | الوزير على غير عهده راح يصلح فى البلاد |
فرد 3 | إذا كان لنا حرية الاختيار فنختار ما نشاء |
فرد 1 | و نضع الوزير فى قائمة الاختيار ما دام يصلح فى البلاد ( تظهر مجموعة أخرى من الشعب ) |
فرد 5 | و الاختيار إما للأمير سالم أو الأمير سالمان |
فرد 6 | و إذا اخترنا الأمير سالم فنخشى الأمير سالمان |
فرد 7 | و إذا اخترنا الأمير سالمان فنخشى الأمير سالم ( المجموعة الأولى ) |
فرد 3 | لا الأمير سالم .. و لا الأمير سالمان يصلح لحكم البلاد |
فرد 1 | الوزير …. الوزير |
فرد 5 | ( من المجموعة الثانية ) يا سادة الاختيار إجبارى |
فرد 3 | ( من المجموعة الأولى ) و كيف يسمى اختيار ؟ |
فرد 6 | نترك الملك يختار ……. |
فرد 7 | الملك يطلب منا أن نختار المر أو العلقم |
فرد 1 | ماذا نكتب فى البطاقات ؟ |
فرد 2 | نكتب : نختار الحسن منهما يا مولاى |
الجميع | ( يرددون ) نختار الحسن يا مولاى |
فرد 7 | و عليه يقوم الملك باختيار الأسماء ( الجميع يردد ) ماء …… ماء |
فرد 6 | إما الأمير سالم أو الأمير سالمان ( الجميع يردد ) ماء ….. ماء ( يظهر كبير الحراس و خلفه مجموعة حراس يحمل أحدهم بطاقات و بيده الأخرى مجموعة أقلام و الآخر يحمل قارورة بها مداد و آخر يحمل أظرف ) |
كبير الحراس | كل الشعب أشترى بطاقات …. و لم يبق إلا أنتم يا حراس |
الحارس | أمرك يا كبير الحراس |
كبير الحراس | وزع عليهم البطاقات …و خذ منهم الرسوم و الغرامات ( يقوم الحارس بتوزيع البطاقات
و الأقلام و حراس آخرون يأخذون كل ما معهم بالقوة ) |
حارس | وزعنا عليهم البطاقات |
كبير الحراس | فلتجر إذن الانتخابات ( يقفون فى طابور واحد … و حارس يحمل قارورة مداد و إلى الجهة الأخرى حارس يحمل أظرف ) |
فرد 1 | ( يغمس القلم فى المداد و ينتحى بعيدا عن الحراس ) الحسن يا مولاى ( يكتب فى كل البطاقات ) الحسن يا مولاى ( يأخذ ظرفا و يضع ما به من بطاقات يضعها فى صندوق بالقرب من كبير الحراس ) |
فرد 2 | ( يغمس القلم فى المداد و ينتحى بعيدا و يسدد بسرعة فى كل البطاقات ) الحسن يا مولاى |
الحارس | لا تنس أن تكتب اسماء أصحاب البطاقات |
فرد 2 | ( يمسك بكل بطاقة على الترتيب ) هذه باسمى … و هذه باسم والدى الذى مات …و هذه باسم أولادى …. و هذه باسم شخص لا أعرفه …. و هذه باسم جدتى الكبرى … نفرتيتى |
كبير الحراس | نفرتيتى ! استكمل باقى البطاقات ( بحركات سريعة جدا ينطلقون لوضع أقلامهم فى المداد و يكتبون
و يقذفون بالبطاقات فى الصندوق و عليها الأظرف ثم ينصرفون ) |
كبير الحراس | افرز الأصوات |
الحارس | ( بطريقة سريعة يمسك بكل بطاقة ) الحسن يا مولاى … الحسن يا مولاى … الحسن يا مولاى
|
حارس آخر | الشعب لم يختر الأمير سالم أو سالمان |
كبير الحراس | أعرف ذلك و سأجرى التحقيق فى الحال أطرحوا بطاقات جديدة فى الأسواق و أعيدوا الانتخابات ( ينصرفون ) |
( نفس المنظر السابق – إلا أن المقعد صار فى وضع رأسى – سالم و سالمان و حمدون و زياد خارج خيامهم – على المسرح ) | |
الملك | ( من الداخل ثم إلى خارج خيمته ) أين الجوارى … كيف أكون ملكا دون خدم أو حشم .. ضاعت هيبتى بين الملوك |
الملكة | ( وراءه ) إلى أين يا رجل |
الملك | الملوك لا يسألون ( يجد الوزير و كبير الحراس أمامه ) فيم قرر الشعب يا وزير |
الوزير | الشعب قرر الحسن يا مولاى |
الملك | ماذا تقول ؟ |
الوزير | الشعب ترك الأمر مفوض لك بأن تختار الحسن من بين ولديك |
سالم | أنا الحسن |
سالمان | بل أنا |
كبير الحراس | و بحاستنا الأمنية يا مولاى – أدركنا إنه لربما أن يكون الشعب قد عزم تولية الحكم لشخص من بينه يدعى الحسن |
الملك | و ماذا فعلت ؟ |
كبير الحراس | قبضنا على كل شخص يسمى الحسن بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى أبنها الحسن |
الملك | عظيم …. عظيم … و ماذا بعد ؟ |
الوزير | أخذنا برأى الشعب مرة أخرى |
كبير الحراس | و قام الشعب باختيار العادل |
الملك | ثم بعد ؟ |
كبير الحراس | قبضنا على كل شخص يسمى العادل بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى أبنها العادل |
الملك | عظيم …. عظيم ثم بعد ؟ |
الوزير | أخذنا برأى الشعب مرة أخرى |
الملكة | ( بإستهزاء ) و قام الشعب باختيار الأمين ( تخرج ) |
سالم | أنا الأمين |
سالمان | بل أنا |
الملك | ثم بعد ؟ |
سالم | ( بإستهزاء ) قبضنا على كل شخص يسمى الأمين |
سالمان | ( يستكمل بإستهزاء أيضا ) بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى ابنها الأمين |
الملك | ( بغضب شديد ) ثم بعد ؟ |
الوزير | أخذنا برأى الشعب مرة أخرى … و لكن هذه المرة ….. ( يصمت ) |
الملك | ماذا ؟ |
الوزير | لم نجد الشعب |
الملك | كيف ؟ |
كبير الحراس | صار الشعب كله فى غياهب السجون يا مولاى |
الملكة | ( و هى عائدة ) حبست الشعب ! إنى أنذرك يا مولاى من غضبة الشعب |
الوزير | الشعب اختار يا مولاى …. اختار الحسن – الأمين – العادل – المنصف |
الملك | ( يقاطعه بشدة ) هذا لا يعنينى بشئ ..من اختاره الشعب يا وزير الأمير سالم أم الأمير سالمان ؟ |
الوزير | ( لا يرد ) |
الملك | أتونى بشرذمة من هذا الشعب |
كبير الحراس | أمر مولاى ( يعطر أشارته للحراس ) |
الملك | ( بثورة ) الحسن – العادل – سالم – الأمين – المنصف – سالمان – الشعب ( أثناء ذلك يدخل لفيف من الشعب مكبلاً يحيط به جريد من النخل مربوط على شكل مضلع – الجميع يضع على ظهره فرو ماعز أو ما يوحى بشكل الإبل ) |
الملك | لم لا تختارون يا شعب ؟ |
فرد 1 | مجالات الاختيار غير صحيحة |
فرد 2 | سالم |
الجميع | أسوأ |
فرد 3 | سالمان |
الجميع | أسوأ |
فرد | بالضبط كمن يجبروه … يضرب على وجهه أم يضرب على مؤخرة رأسه |
الجميع | ( يضحكون ) |
كبير الحراس | هذا الصوت ليس غريبا |
فرد | أنا ….. قاضى القضاة |
الملك | قاضى القضاة |
قاضى القضاة | قد يكون ملفى احترق تماما و لكنى أيها السادة غير قابل للاحتراق … غير قابل للنفى … غير قابل للاحكام الغيابية … غير قابل إلا لشىء واحد … هو أن أعيش مع الناس لا مع الحجارة |
الوزير | ( لكبير الحراس ) لماذا أتيتم بهذا الرجل ؟ |
قاضى القضاة | كى أزيح الغطاء عن وجهك …سله يا مولاى … أين تسربت الأموال |
الوزير | نحن بصدد الاختيار الأمير سالم – أم الأمير سالمان |
هند | ( تدخل ) الوزير لم يترك هذا الأمر أيضا … الوزير راح يرمى ببعض الفئات و يرفع شعار الإصلاح |
كبير الحراس | فيمتنع الناس عن الاختيار – و يكون هو ولى عهد البلاد |
هند | ( لقاضى القضاة ) قاضى القضاة |
قاضى القضاة | ( لا يعيرها اهتماما ) |
الملك | أقبضوا على الوزير … و دعوه فى سجن أبدى ( يمسك به الحراس ) |
الوزير | لا تصدق يا مولاى – هذه مجرد إفتراءات – أكاذيب |
الملك | ( لبدر البدور ) و الآن جاء دورك فى الاختيار |
فرد 1 | ملك أم كتابة |
كبير الحراس | ملك أم ملك |
الجميع | ( حادى – بادى – كرنب – زبادى – سيدى العسكر يلم و يخطف … يخطف أيه يخطف لقمة … يلم و يضرب يضرب ايه … يضرب دبة و الدبة وقعت فى البير و صاحبها واحد خنزير و ف أيده كرباج وطويل و فى رجله جزمه بمسمار ما فتش عليكو الديب الديب السحلاوى فات … فات و ف ديله سبع لفات ) |
الملك | ( غاضبا ) الأمير سالم … أم سالمان يا شعب |
الشعب | حادى – بادى – كرنب – ز بادى – شالوا حطو كلو عا لادى شالو ألدو حطو شاهين
و الشعب قال منتوش نافعين |
كبير الحراس | دعك منهم يا مولاى |
بدر البدور | ( تقف فى حيرة … ما بين قاضى القضاة و سالم و سالمان ) |
الملك | ( لبدر البدور ) فيمن تختاريه وليا للعهد ؟ ( بدر البدور – عيناها عالقة بقاضى القضاة ) |
الملكة | ( بإنهيار ) دعك من هذا يا مولاى ؟ |
بدر البدور | ( تتحرك نحو الملك بدلال ) واحدة فقط |
الملك | بل كل الشعب |
الملكة | بدر البدور لا يهمها أن يكون سالم أو سالمان وليا للعهد المهم أن تكون لاحدهما … و ربما تكون لك |
الملك | لى ….. ! |
كبير الحراس | ( للوزير ) أليس هذا صحيحا يا وزير ؟ |
بدر البدور | ( تحتد ) مولاتى الملكة |
الملكة | أما قلبك يا أميرة معلق فى إتجاه آخر ( مشيرة لقاضى القضاة ) |
الوزير | لقد حذرتها مرارا و تكرارا من سوء هذا السلوك يا مولاتى |
بدر البدور | ( بتعجب ) حذرتنى ! |
الملكة | لما تسكت يا قاضى القضاة ؟ |
قاضى القضاة | أنا لا أبالى بعواطف مزيفة – وأنا أكره من يتسلق أكتاف الآخرين |
سالم | هذه ادعاءات و أكاذيب ( يتقدم نحو بدر البدور ) بدر البدور … العفة و الجمال و الخلق الرفيع |
بدر البدور | الأمير سالم |
بدر البدور | ( تتجه للملك ) لقد اخترت يا مولاى الأمير سالم وليا لعهد البلاد |
سالمان | ( يتقدم ليهجم على سالم ) بل أنا ولى عهد البلاد |
الملكة | ( تمسك بسالمان ) دعك منها يا ولدى …. اختيارها لا يقدم و لا يؤخر فى الأمر شىء |
سالم | ( لبدر البدور ) و اخترتك أنت شريكه لحياتى ( للوزير ) أعتقد أن الأمور … تسير كما تريد يا وزير ( يخرج سالم و بدر البدور ) |
سالمان | ( يثور ) أنا الأمير سالمان – ولى عهد البلاد |
كبير الحراس | ( للملك ) أتوافق على اختيار بدر البدور ؟ |
الملكة |
( بتودد و خوف ) دعك من مسألة الإختيار – الأمور ليست فى صالحك يا مولاى – الشعب كله صار قنبلة موقوته افتح لهم أبواب السجون – دعهم يخرجون |
( فى هذه الأثناء تقاوم شرذمة الشعب الموجودة على المسرح القيود محاولين تكسير القفص الجريدى ) | |
كبير الحراس | الشعب لم يختر يا مولاى |
قاضى القضاة | الشعب يحتاج للأمان – لكى يعطى رأيه بحرية و اطمئنان |
كبير الحراس | الشعب اختار أن لا يختار …. و عليك يا مولاى أن تختار |
أحد الحراس | ( داخلا ) الشعب يزأر يا مولاى – الشعب يحطم جدران السجون |
الملك | لم يعد لى اختيار … ( لكبير الحراس ) دعهم يخرجون |
كبير الحراس | أمرك يا مولاى ( كبير الحراس يعطى الأشارة للحراس بالإفراج عن شرذمة الشعب … و يتبقى قاضى القضاة ) |
الملك | مشورتك هذه أضاعت منى مملكتى يا وزير – ليحدد الشعب و يقرر …. أما أنا فلم يعد لى سلطان عليه |
الملكة | ( و قد أصيبت بالدهشة ) ماذا تقول ألم تعد ملكا ؟ ألم أعد ملكة … انصبح مهمشين …. يتكالبون علينا فى إظهار كل مستور لا تتنازل عن العرش يا مولاى ( و قد أصيبت بجنون ) لم اصبح ملكة ( تصرخ و تبكى ) ماذا أفعل بعد ذلك ؟ أرعى الماعز و الأغنام و أمشط شعر الخرفان و أعد الرضع للجمل الأجرب هل يرقد ديكى الأعور ؟ سأبحث عن خروفى الأكبر
( تهم بالخروج ) |
سالمان | إلى أين يا أمى ؟ |
الملكة | ( تستعيد شخصية الملكة ) أتفقد أحوال القصر يا ابنى ؟ ( يسمع من الخارج أصوات الشعب تنادى ) |
أصوات | الوزير …………. الوزير
الوزير ………. خير من يمثل البلاد الوزير ……… هو التعمير و الإصلاح الوزير …….. هو التقوى و الفلاح |
الملك | ( و هو ثائرا ) الشعب الذى تعطيه الأمان …. ينفك منه اللجام |
قاضى القضاة | لا يا مولاى ….. الوزير جعلك تقدم للشعب طبق من ذهب فيه ما لذ و طاب …. الوزير جعلك تجبر الشعب على الاختيار |
الملك | الشعب لم يختر بعد |
قاضى القضاة | لأنه مكبل …. مكمم الأفواه |
الملك | و بعد |
قاضى القضاة | و الطبق جميل يا مولاى … رائحته تغرى و تثير …فراح الشعب يحطم قيده … يطلق صوته فيهز عنان السماء |
الملك | و اختار الوزير …….. أى شعب هذا ؟ |
قاضى القضاة | هو شعبى و شعبك ….. الوزير قدم له بعض الفتات مما سلبه من أقوات هذا الشعب …. فاعتبره الشعب طوقا للنجاة |
الوزير | سأعيدك للسجن مرة أخرى ؟ |
الملك | لقد دس الثعبان سمه فى الجسد ( تتعالى الأصوات مرة أخرى ) |
الوزير | يا كبير الحراس |
كبير الحراس | أمر مولاى |
الوزير | أخلع العباءة عن هذا الرجل …. و أعد لى حفلا لتتويجى ملكا على البلاد |
الملكة | ( و هى تدخل فى حالة فرح جنونى ) يا سالم …. يا سالمان |
سالمان | ماذا بك يا أمى ؟ |
الملكة | الخروف الأكبر عاد ( تنظر فتجد الوزير قد أعتلى …. العرش ) |
الوزير | كفى أيتها المرأة عن هذا الهراء |
الملك | تعالى … يا أم سالم |
الملكة | ( بجنون ) أنا الملكة … شجرة الدر ( و كأنها تخاطب أشخاصا وهميين )
بأمرى أنا شجرة الدر …اهجموا على المغول – المغول قادمون .. المغول قادمون ( تخرج ) ( الوزير و كبير الحراس …. يضحكون بشدة …. بينما تتجهم بقية الوجوه ) |
سالم | ( داخلا و خلفه بدر البدور )
كيف يحدث ذلك … مملكتى هذه التى ورثتها عن آبائى و أجدادى … لا تعرف قط سوى الطاعة و امتثال الأوامر أما الخائن و المتمرد فجزاؤه هذا ( يشير لعصا كأنه سيف ) أقبضوا على الأمير سالمان …… أقبضوا على الوزير أقبضوا على قاضى القضاة ….. اقبضوا على الملك |
( ستــــــــار ) |