وجوه مسرحية

الإعلامي عربي أبو سنة يكتب: من رموز من الفنون الشعبية (أبو البنائين).. الفنان القدير عبد الغفار عوده


المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية

ـ

كتب: عربي أبو سنة

ولد الفنان القدير عبدالغفار عودة بمحافظة الدقهلية فى ٢ يولية عام ١٩٤٠. حصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٦٤ قسم التمثيل والإخراج، وحصل على الشهادة العلمية والعملية فى الإخراج المسرحى من جمهورية المجر عام ١٩٧٢.
عمل أستاذا منتدبا فى كل من: أكاديمية الفنون،المعهد العالى للفنون المسرحية بدولة الكويت، كلية الاداب جامعة الاسكندرية قسم المسرح، مركز إعداد الرواد فى دوراته العامة والتخصصية.وكان عضوا بالمجلس الأعلى للثقافة وبالمجلس الأعلى للمسرح ووكان عضوًا بمجلس نقابة المهن التمثيلية علي مدي سبعة عشر‏ عاماً.
كانت بداية مسيرته الفنية من خلال المسرح وتحديداً في فترة الستينيات حيث قام بإخراج أول مسرحياته بعنوان (ورق ورق)، توالت بعدها أعماله في المسرح والتي من أبرزها (ست الملك السبنسة)، شغل منصب نقيب الممثلين دورتين متتاليتين‏، أسس المسرح المتجول وعُين مديرًا له‏، كما أنشأ قاعة مسرح الغرفة بالإسكندرية والإسماعيل
وشارك كممثل أيضاً في العديد من الأعمال منذ أواخر السبعينيات عمل بالمسرح العسكرى حيث شارك في العديد من الأعمال ما بين المسرح والتلفزيون واﻹذاعة من أبرزها (القضاء في اﻹسلام، إمام الدعاة، الأبطال)، .تميز فى أداءه التمثيلى بصوته المميز الجهورى وإتقانه التام للغة العربية.
حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الإخراج عام ١٩٨١ عن إخراج مسرحية “ست الملك” التى قدمها المسرح القومى من تأليف د.سمير سرحان وبطولة سميحة أيوب ونور الشريف. حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى عام ١٩٨٢.
أسس المسرح المتجول وعين مديرا له ثم وكيل أول لوزارة الثقافة‏,‏ ورأس قطاع الفنون الشعبية‏,‏ عام 1991‏ وكان العصر الذهبى للقطاع الفنون الشعبية وقدم اكبر واضخم العروض المسرحية واكبر المخرجين وكبار الممثلين و خلال رئاسته قطاع الفنون الشعبية انشاء سيرك ومسرح جمصة وسيرك العريش وسيرك ومسرح 15 مايو حلوان ومسرح الغد.
كما انشاء عدد فرق فى قطاع الفنون الشعبية منها فرقة الغد لشباب الممثلين التى كانت تقدم عروض عالمية وفرقة تحت 18 التى كانت تقدم عروض للاطفال وفرقة الالات الشعبية وغيرها من الفرق وفتح باب التعين لعدد كبير من الفنانين والادارين .وكان عبدالغفار عودة ‏مخلصا لعمله ولفنانه . وفى نهاية عام 1996
تقدم باستقالته من قطاع الفنون الشعبية بسبب خلاف مع فاروق حسني وزير الثقافة حينئذ لعدم تنفيذ قرار له بإقالة احد مديرى الفرق بالقطاع ورغم حملة التشويه التى تبنتها بعض الجرائد بتعليمات موجهه من احد الوزاراء حينذاك
كان واقفا كالجبال .
لم يركع لأحد
وفى احد الايام
سقط عبد الغفار عودة
سقط اسطورة وزارة الثقافة .. سقط مغشياً عليه في نفس يوم ختام مهرجان الإذاعة والتليفزيون
وبدأت القصة أو بالأحرى المأساة، وفي أيامه الأخيرة كان طريح الفراش ينتظر من يمد له يد العون لينقذه من مرض الفشل الكلوي، لأنه لم يكن يملك نفقات علاجه، مما اضطره للانتظار شهوراً لجمع المبلغ المطلوب ونقل حينئذ إلى مستشفي العجوزة‏ الحكومي, فاتضح أنه يعاني من فشل كلوي قديم وأجريت له الإسعافات اللازمة والغسيل الكلوي كل يومين‏,‏ ثم اتضح أن حالته لاتتحسن‏,‏ بل تزداد سوءا‏,.
وقرر الأطباء ضرورة زرع كلي له وباقصي سرعة، وقرر حينئذ فاروق حسني وزير الثقافة المصري صرف مبلغ ثلاثين ألف جنيه مصري‏ (أكثر قليلاً من 5 آلاف دولار) قائلاً انه أقصي مايستطيع أن يدفعه من صندوق التنمية الثقافية وبقي مبلغ أربعين ألف جنيه لأن الجراحة تتكلف‏ 70‏ ألف جنيه وربما أكثر.
‏ اتصلت أسرة الفنان بوزير الصحة المصري الدكتور محمد تاج الدين حينئذ فوافق علي صرف المبلغ ثم اتضح أن ذلك يقتضي إجراءات غريبة للغاية منها ضرورة موافقة نقابة الأطباء علي الصرف‏ وذهب سكرتير عام نقابة الممثلين لنقابة الأطباء للحصول على الموافقة‏ فأعطاه سكرتير النقابة قائمة أوراق مطلوب استيفاؤها لكي يعطيه الموافقة وبد كأنها عملية تعجيزية كونها تتضمن أوراقاً لايمكن استيفاؤها إلا بعد عدة شهور، منها إجراء كشف طبي علي كل من يمت للفنان بقرابة للتأكد من أنهم لايستطيعون التبرع له بالكلي.
ثم إقرار من المتبرع‏ بأنه موافق على (‏ إهداء‏)‏ الكلي دون مقابل‏، ثم توقيع الكشف الطبي الشامل على هذا المتبرع، ثم استيفاء أوراق عن حالة المريض الاجتماعية وحالته الصحية وحالته المالية في كل البنوك‏ المصرية، وغير ذلك من الإجراءات الروتينية التعسفية، ويبدو أن عودة اختار الطريق الأسهل، فتركنا إلى جوار ربه.
ورحل عبد الغفار عوده فى 23 فبراير عام 2003 بعد صراع مع المرض فى مستشفى القصر العينى الفرنساوى عن عمر يناهز 63 عاما إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.
رحل ابو البنائين الذى اعطى ولم ياخذ رحل اسطورة وزارة الثقافة الذى حزن عليه الوسط الفنى كله . رجل عبد الغفار عودة الذى كان مخلصا لعمله وفنه رحل الفنان لانه لا يملك حق علاجه.
رحل عبدالغفار عودة
رحمه الله عليه
رحل ابو البنائين
رحل أسطورة وزارة الثقافة
رحل الإنسان النبيل والفنان الجميل . رحل من كان سبب فى فتح بيوت الكثرين عندما فتح باب التعين فى الفنون الشعبية منذ أن تولى رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية
رحل ولم يرحمه المرض ولم يرحمه البشر
فرحمه الله.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock