“التوهة” نص مسرحي للشاعر والكاتب : أشرف عتريس

المسرح نيوز ـ القاهرة |نصوص مسرحية

 

ـ

مسرحية

التوهــــــه

تأليف

اشرف عتريس

 

 

 

الإهداء..

———–

 

لأن الدم لونك

يا بو قلب جامد

لسه قادرين .. عالغنا …

 

 

المؤلف

 

الشخصيات :

  • حسن

شاعر القرية … مغنواتى

  • نعيمة

الحلم … تنتظر

  • سليم

يكره ثورية حسن بالرغم من صداقته له – ويحب نعيمة هو الآخر

  • سعدية

فتاة لعوب .. لا تهتم ولا تنتظر … تشهد ضد نعيمة

  • الأب ( أبو نعيمة )

سلبى – مغلوب على أمره – لا يملك القرار

  • أم نعيمة

متسلطة – طامعة

  • العمدة المتصابى

زير نساء – لا يبالى

  • شيخ الغفر

تابع للعمدة – أداة من أدوات السلطة

  • أم حسن

قوة.. لا تعرف اليأس

تدفع حسن للصراع دون خوف – متماسكة حتى النهاية

  • المجموعة

تمثل أفراد فرقة حسن المغنواتى وكذلك يمثل الناس .. ( أهل البلد )

 

 

( فى خليفة المسرح ” آلة هارب ” عملاقة تتدلى منها أوتار غليظة تحيط بالكورس تربطهم .. ويمارسون العزف بشكل لا واعى فى محاولة تكوين القادم .. دقات رتيبة تتزايد شيئاً فشيئاً )
المجموعة: –       من كهف سنين الصبر الساكن جوه سكوت

–       من عب الفقر الناسج ع الأبدان توب دراويش

–       من رقعة فى هدمه

–       من قلب الخوف والليل .. العتمة

–       من حسن بيطلع .. يسكت يخضع

–       يرجع ينطق يسمع .. كل آهاتك

–       من همس بيعلا ف قلب الحارة ف قلب الحى

–       نفتح باب الكهف السرى .. تلقونا هناااااااااااك

–       ضحكة ودمعة …. ستاره وشيش

–       من طلق الحبلى .. الدم مخاض وجنابها بتدعى الطفل يكون

–       بنغنيلك .. غنوه بهمس … أنا وأنت بنحلم

–       تقول الحقيقة .. تحكى الحكاوى اللى باتت فى عصرك

–       جوه المدينة تدوب آهاتك .. وتصبح غناوى

( يظهر حسن : مترنحا )
حسن : ورغم أنى باعشق فن التلاحم جوه البيوت

بتهرب منى حروف اللقا … تعانى السكوت بين الشفايف كنتى الوحيدة … تدوب المعانى فى حلق الخفوت

المجموعة: –       تشهد عيوننا انشطار القصيدة

–       تبان البداية

حسن : كتاب الشوق يتقلب فى حضن الليل
المجموعة:
ج
يتعلق ف صدر نهار يبوس وشه
حسن : قميص متعبى عضم ونفس .. عشانك كنت غنوه وروح
المجموعة: –       لو كان عنادك موت

–       نبقى اللحد

–       ومرايا عتيقة بتظهر فيها جنون الحلم

حسن : فوق كتافى احتاج بالشديد للغناوى

تلتقينى .. فارش حصيرتى على البلاط واكتب عياط فى السر ..

للناااااااااس

 

تتغير درجات الإضاءة – يدخل حسن بين المجموعة ليكونوا تشكيلاً ينبئ عن تضامن الجميع ويغنون حباً فى الغنوه وأملاً فى البعيد فتبدو الصورة شديدة التعبيرية بينما ينزوى سليم رافضاً لما يحدث فىحقد شديد

 

 

 

( يردد حسن المغنواتى أخر كلمات الأغنية بسعادة … فى حين لا تبدو السعادة على صديقه سليم الذى لا يؤمن بكل ما يؤمن به حسن )
حسن: الناس الناس الناس .. الناس

طول عمرى شغلتى الناس .. أغنى ليهم أحلم معاهم .. صدقنى يا سليم الناس فى بلدنا طيبين قوى شايلين زعاق مكتوم جواهم .. أنا بس اللى بعرف أغنية .. طول عمرى معبى فى حجرى غناوى وتلقانى فى مسايا وصباحى بعيش حواديت

أصل الناس حواديت .. قوم تلاقيهم شالونى على كتافهم وغنوا معايا تلقاش نبى ونزل عليهم من فوق بكتاب وما صدقوا آمنوا بيه

سليم: أنت صاحبى مش نبى ولا رسول .. بلاش دماغك الناشفة دى خليك فى أكل عيشنا وسايس أمورك شوية .. البلد صغير.. وأى حاجة فيها بتوصل بسرعة وبعدين الحيطان لها ودان
حسن: مقدرش أشوف واسكت .. أتخنق .. ساعتها ماسمعش غير زعاق البوم فى ودانى ده كفاية الضحكة الى فى عنيهم بتبل ريقى .. رغم أنى بشوف الأرض مليانه عقارب بتعض فينا

يتلوف على قلبى اتخض .. لو غاب عن بكره نهار

سليم: مش عارف أنت عامل فيها شجيع ليه ؟ بأمارة أيه ده كله .. متأخذنيش يعنى .. دانت حته مغنواتى على قد حاله

أى نعم صاحب الفرقة الى بنأكل منها عيش كلنا وأنا واحد منهم .. بس برضه مغنواتى .. لا غنى ولا عزوه

حسن: الحكاية مش حب فى الغنا وحلاوة صوت وبس .. لا دى ليها أصل جوايا غصب عنى ..( متسائلاً ) هو أنت ماجربتش تخش الدنيا من باب الناس؟؟
سليم: أنا عارف فين الناس اللى بتقول عليهم دول ؟

دى فيه ناس عايزة قطم رقابهم .. وناس وش فقر بتموت فيه وناس بعيد عنك حشرية تتدخل ف اللى ملهاش فيه وناس غبية وخداهم الجلالة وعاملين …..

حسن: ( مقاطعاً ) بس يا سليم متكملش

مش هما دول الناس اللى بغنيلهم .. الناس الى بحبهم وبيحبونى وبغنيلهم من قلبى لقيت فيهم نعيمه

سليم: تانى وبعدين بقى .. يا عم إحنا بنقول يا حيطة دارينا هتجيب سيرة نعيمة تانى ؟

ده حضره العمدة بتاع بلدهم قادر وأيده طايله ويمكن يلفقلنا تهمه تودينا فى داهية .. ولا أقل حاجة يقطع عيشنا من الناحية كلتها .. منعملش ولا فرح

حسن: ( برفض ) الأرزاق على الله يا أخى وبعدين أحنا مجربناش العيشة المرتاحة علشان نخاف عليها ما طول عمرنا كده .. الشقا والغلب خلاص أتعودنا عليه بقى صاحبنا
( تدخل أم حسن تبدو على ملامحها القوة والصلابة والإصرار بشكل غريب يستمع حسن لكلام الأم فى اهتمام شديد بينما سليم يرفض داخلياً كل ما تقوله )
أم حسن: الحقيقة يا بنى …

أن الزمن ساعات بيكون شادد علينا بكل عزمه وإحنا ضلوعنا كسر محملاش لوحديها .. وكأننا بنعيش فى عركة بقالنا سنين

( ينزوى سليم لا يستطيع أن يتحمل كلمات الأم )
  الضحك غايب والقلق محطوط مطرحة .. أوعى عيون الخوف تحاوطك ميهمكش ريح الشتا دى القسوة بتشد عودنا وياما دقت على الراس طبول ما تهزناش ولا مسكت فينا الرعشة

شوف :

سندك ورفاقك هما صوتك وغناك اللى هايقصروا المشاوير أوعى تنسى عنادى دانا بعت عشانك عمرى اللى فات وهاشترى بيك عمرى اللى جاى

شوف :

أنا والمرحوم أبوك علمناك متخافش وتحبس عياطك وتغنى للناس بقلب جامد ليله ما كان بيموت قاللى

حسن مش ليكى يا صابرة .. متحزنيش الواد طريقة صعيب وواعر من يوميها وأنا واخده الكلام ده عهد على نفسى أنت مش ليا قبلك للناس يا ولدى

حسن: (مندهشا) طب وانتي .؟
أم حسن: أهلك يا بني غلابه .. شايلينك جوه قلوبهم بينسوا بيك التعب والأيام السوده اللى عايشينها ما تفرطش فى ده كله وتشيلني فوق كتافك وتزعق  ملكش صالح بيا مانا عايشه برضه معاهم ومش غريبة عليهم كمل غناك .. اتحمل صعبك  .. ابتدى المشوار وغني .

مانتاش  محتاج حد يطبطب عليك ولا يعلمك كيف تغني للناس .

  (يبدو حسن متأثرا بكلام الأم . مؤمنا به .. تخرج الأم)

(ويبقي حسن شاردا يحلم بنعيمه .. فى نفس الوقت على المستوى الآخر يحلم سليم بنعيمه التى يحبها فى صمت

ويخفي داخله حقدا كبيرا لحسن)

حسن: حالما

نعيمه بغني ليكي .. وتغني ليا

رغم شيش المشربيه .. يا عاشقة لكن متداريه .

سليم: (يفكر فى  نعيمه أيضا)

عقد الخيط فى ايديا بيرمح منى عليكي

قبل ما ينوي الباب الواسع فى التضييق .

 حسن: الغنا حواديت . والغنا فى عنيكي ده حلم وبيت
 سليم: أنا باعلن كفرى بكل غناهم .

مصلوبه فى حلقي أهه تحت لساني .. نعميه ” فى  نداء داخلي “

حسن: يا ضحك البنات .. يا حلم البنات

يا زرقة البحر البعيد

يافرحة الواد اللي جايب مهرها

سليم: ” فى اسي ” لوح القزاز مشروخ !!
حسن: عشانك الشمس ريحه ونسيم .. واخدين  فى لون الشروق
سليم: يفحت بيرك عصبن عني .. واشق الحيطه نصين .
حسن: عشانك الضحك بيقرب .. ويجرب يزق العياط من تحت باط الحزن القديم ونتى ليكي تحوشه فى عيني الشمال
سليم: عيون العالم كله تبحلق فيكي وتسمع صمتي
حسن:
ج
حرفك بينقش ف الضل خط خضرواى .. ياللي عشانك بغني مرتين ليكي وللناس .
سليم: تحبل فيا الرغبه تخاوى الشك
حسن: الناس

الناس اللى بتعشق فيا الصوت

بتقاسم فيا حلاوة الروح . شباك مفتوح على كل الناس .

  (يتوحد الحلم لدى حسن وسليم يصرخان)
سليم: …………………..
حسن: نعيمااااااااااااااااااااااااه

 

 

 

 

اظلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فى منزل نعيمه …

تلتقي سعديه معها فى حوار ثنائي عن حسن وأشياء أخرى يتكشف لنا من الحوار ملامح كل منهما

نعيمه: بشتاقله يا سعيديه فى عز الوجع . وعز الزحمه لسه مجربتش أخش الدنيا المفتوحة ع الأخر .. إلا معاه
سعديه: عنديه وملا دماغك حسن بكلام فارغ ملوش لزمه وعشقتي يا نعيمه
نعيمه: (شارده) حسن يا بن الحب ال عايش لسه بين الناس يا بن ا لعالم كله .

ياللي غنوتك فرعت من ضلوعيفى دمي .. بعدك على عيني

سعديه: تقوليش حسن بتاعك ده هايمثل فى السيما ولا هايغني فى الراديو

دا بتاع موالد وافراح يعني ارزقي على قد حاله

نعيمه: أنا دنيتي حسن

لقمه وجلابيه وفرشه وغطا.. وطير بيسرح فى عيون الناس اللى بتحبه وجايب معاه وعد غايب ليا وليهم ..

سعديه: أنا لو حبيت اتجوز اخد ابن عمده . ابن باشا يقدر يصرف عليا ويعيشني عيشه مرتاحه عيشه ملوكي واعمل اميره بجد مش زيك .
  (نعيمه تستمر فى حلمها)
نعيمه: قالوا عليه من  ساعة ما طلع بيزعق على الخطوه ويجرى بالمشوار وصوتنا فى ودانه ” تدندن ”

يا غريب راجع امتى .. ده الحلم لسه بعيد

دى الغنوه فينا ولسه .. هتقرب المواعيد

سعديه: كفياني يا ختي فقر .. نفس اقب على وش الدنيا واروح البندر ولا حتى مصر

.. بصي لروحك فى المرايه واخلعي توبك وغيريه .. ولا عاجبك تمشي سكه طويله وحدك وانتى راضيه بالحلال

نعيمه: حسن حيحطني فى عينه ويغني عشاني
سعديه: كل البنات اللى قدينا خلعوا الشال وحطوا أحمر واخضر واصفر زى بتوع البندر بالظبط وأنا مش أقل منهم .
نعيمه:
ج
”  شارده ” غناك يسكن فى قلبي يعشمني
سعديه: بلا خيبه أنا كل ما أغمض عيني واحب احلم كده زيك اللاقي حبل طويل .. ودخانه بتخنقني واهل البلد حوليا ف عينهم الموت بيتمخطر رااايح جاى واقوم مفزوعة  بطلت احلم .. وبقيت احط المخده فوق دماغي مش فى حضني بلا خيبه ..
نعيمه: دا بختى ونصيبي واحشني ياللي حلفانك وعد

الليل حنضل والنهار ف لك بيخليني احس بطعم الغربه وسط الأهل

سعديه: صدقيني يا نعيمه .. لون خدودك موردين وضفاير شعرك طويله بتتمزجح والعنين عليكي بتبص من خرم الباب تبان الكعاب

يا بختك .. ” لنفسها ” يدى الحلق . سيبك بقي من حسن بلا حلال بلا حرام بلا جواز ده باين عليه مجنون داير فى البلاد يغني زى الشحاتين

نعميه: ” شارده ” وعشقت فيك الصدق يا حسن

كحل  عيني بغنواتك .

  (تدخل أم نعيمه تقطع استرسالها بصيغة آمره

تبدو ملامحها متسلطة عنيفه)

أم نعيمه: عيارك فلت وبقيتي تتكلمي عن العشق يا فاجر ياللي عايزه تجيبيلنا العار .. اخرس يا بت واكتمي صوتك معوزاش اسمع نفسك واصل “بتقرير” كتب كتابك الخميس الجاي .
نعيمه: .. حسن ..
أم نعميه: حميده ابن العمدة طلب يدك للجواز وأنا وافقت .. وانتى مبقتيش صغار .. اللى قدك اتجوزت من زمان وساحبه فى ايدها تلاته والرابع على كتفها يعني جه عليكي الدور .
نعيمه: أن كان على الجواز يمي ..هاجوز حسن .
أم نعميه: حميده . ابوه العمده كاتبله عشرين فدان داير غير وابور الطحين بتاعهم والدوار اللى عندهم والخدم والحشم والغفر والبلد كلتها بأهلها اللى احنا منهم .
نعيمه: هناااااك .. مقدرش اعيط مرتين
أم نعيمه: .. لازم تفرحي طول عمرك بالجوازه دى . دى جوازه مرتاحه أمك متحلمش بيها طول عمرى عايشه مع ابوكي اقل من حقي .
  (يدخل الأب منكسر .. ذليل . نعميه تحاول الاستنجاد

بأبيها الذى لا يملك صوتا ضد تسلط الأم)

نعيمه: خصيمك النبي يابا . تنطق وتقول لأ وتمنع عني عيون طمعانه فيا .. بتبحلق وتتملا .. واحس وكأنها منطوره على عتب الدار فى جنب الحيط .. فى عين فرن الخبيز وتمنع عني الضي .

بكره اللى جاى وطيفه قريب

الأب: سامحيني يا … ست الصبايا

هنا مقدرش اعيط مرتين ..

حضرة العمدة وشيخ المنصر بتاعه كلامهم بيخش قلبي بخوف زى برد الليل اللى يشرب من التلج ويصب فى قلبي وعضمي يبقي ازاى يا بنتي احوط عليكي .

نعيمه: لسه ف قلبي مطرح متملاش بالسواد

وصورتك يابا جوايا منطفتش ..

الأب : كلب الباشا ابو ناب ازرق زى عفريت الحيط ووحش الغابة بتاع الحواديت الى كانوا بيحكوها زمان .

كانت حقيقه ولسه باقيه مكانتش حواديت بتضيع حقي وحقك

نعيمه: يابا حسن لسه قادر على الغنا .. استلف منه صوته بس حسك عينك تغيب عنى .. عشمانه فيك متصدنيش .
الأب : العمي بيحوش الضي
نعميه: يابا .. موالي يجرح كل قلب شاف وجيعه .. والريق مملح م العطش اللي  شقق  شفايفي المقروشين
الأب : العمي شاشه سوده .. والسور عالي عليا
نعيمه: ابويه خليك فى صفي .. احسن بيك معايا
الأب : غصب عني . مقدرش
نعيمه: حس بحزن الخلق جوايا لسه الخيل هايقدر ع الرحيل
الأب : مقدرش
  (تقطع أم نعيمه الحوار وتتجه نحو الأب

تمسك به فى حزم وشدة ، تخاطبه)

أم نعيمه: طول عمرك مديون وواكلين حقك وحقنا معاك .. بلاش الكلام الخايب ده اللى ملوش لزمه .. وقلها موافق وخلاص .
  (تتجه نعيمه مرة أخرى نحو الأب)
نعيمه: يابا : كفايه عمرك اللى راح وسنينك اللى كانت كلها جوه خندق حابس روحك وحدك فيه مش قادره انزلك ولا قادر تطلعلي.. كلاب السكك تعوى فى الليل وكل وقت لحد مارجلي حفيت من الجرى قدامها ياتحوش عني يا تسيبني . واللى يحصل يحصل
الأب: طب والفلكه والعصايا والحبس والفضيحة والعار والجوع والشقا .. دى الأرض اللى حيلتنا هياخدوها منى لو مدفعتش الرهنية اللى عليا .. فوافقت .. كبت كتابك الخميس الجاى ..
  (يخرج الأب منكسرا . ذليلا ،  يغمغم ببعض الكلمات

غير المفهومة وتخرج أم نعيمه وهى تزغرد.. )

نعيمه: ” مخاطبة الجمهور ”

ابويا عجوز ومتعرى وصوته فيا اتحشرج مفيش غير حسن هاروحله هو اللى قادر على الغنا فى حضنه ريحة بكرة ومكتوب على جبينه لسه عاشق وراسم سوسنه والنقش فرعوني جيالك يا حسن يا قلب الشعر والشاعر

  (تخرج مسرعة)

 


 

  (تتغير درجة الإضاءة .. ملامح وجه سعديه تبدو جامده . تنزوى .. وهى تحاول الاستعانة بالشياطين .. وتفصح عن حقدها ضد نعيمه فى حين يظهر إبراهيم فى الجانب الأخر بنفس روح الحقد . ضد حسن)
سعديه: يا عيون الموت .. حاوطيها  غطيها يا نعيمه يا قادرة يا فاجرة يا بنت الناس .. عزمت عليكي بفعل الأذى ..  سبع خطوات .. سبع عقدات ما تفيدش معاهم تحويطه ولا حجاب ولا حتى كلام الشيخ الطيب
سليم: (حوله مجموعة اشباح لا يراهم)

الناس كلتها تحبه . وهوه بيحب الناس ونعيمه

العفاريت: الفعل لدياب .. والصيت لأبوزيد
سليم: هو يعرف يغني لولا احنا .. الفرقة كلها بتعزق وراه وانا البريمو بتاعهم .. بس هو برضه صاحب الفرقة .
العفاريت: ياباني ف غير ملكك يا مربي ف غير ابنك
سعديه: ”  تشعل البخور  ”

يابن سابع أرض .  ياللي لونك لون الدم .. وليك مصارين لفاليف متخلهاش تعرف الفرق بين الليل والنهار .. الميه والنار

حتى الشتا والصيف . خد بتارى منها ، قادرة لسه بتغني ، قادرة ترفض قادره تهرب فاجرة وعشقت حسن راحلته ..

سليم: ” مرة اخرى حول الأشباح ”

يعني هنفضل طول عمرى ما ينوبني غير الفتافيت حسن هو اللى فى الصورة وأنا بره البرواز ، وأخره المتمه تحبو نعيمه ويفضلي أنا الأسي

العفاريت: اغزل ليهم الشبك ، واستني ساعة الغلط  تبقي صياد .
سعديه: (فى صراخ شديد)

يا بن سابع أرض

ياللي متحزم بالحنش الحي

ياللي متعصب بديل العقارب خد منها طعم الخجل ، واعطيها نصيبي م العار .

  (تتداخل الأصوات . سعدية وسليم)
سعديه: كيد النسا بيولع مناقد
سليم: اصبر على صاحبك السو
سعديه: كيد النسا .. بيولع مناقد ويغرق بواخر ويخرب طاحون
سليم: ليا البت وهو يستاهل الدبح
سعديه: كيد الناس  بينشف الريف
سليم: الدبح

 

 

 

 

 

 

 

إظلام

 

 

  (فى منزل حسن ..

يلتقي حسن ونعيمه  فى حوار هادئ بينهما حول مشكلة هروبها ثم يتطرق الحديث إلى مشكلة الغناء و الشعر والناس)

حسن: معندكيش فكرة يا نعيمه أنا قد ايه فرحان بيكي الدنيا مش سايعاني
نعيمه: صحيح يا حسن ؟
حسن: أنا من زمان كان نفسي فى اليوم ده . تبقي هنا فى بيتي جمبي . مش بعيده عنى لأني بحب فيكي الناس .. الناس فى قلبي .

فاهماني … !!!

نعيمه: علشان كده جتلك .. بقولك الحقني ، امى قلبها حجر وطمعانه فى القدادين علشان كده عايزه تغصب عليا فى الجوازه دى فهربت وقلت مفيش حد غيرك .
حسن: هربتي !!
نعيمه: ايوه . امال اسيبهم يشتروا ويبيعوا فيا . ابويا رهنية الأرض قاطمة وسطه وامى صوتها عالي .

والعمدة وابنه وشيخ الغفر ومرته .. كل ده ومش عاوزني اهرب واجيلك؟

حسن: طب وأهل البلد ؟
نعيمه: مكسورين
حسن: هيقولوا عليكي ايه ؟
نعيمه: حببتك ورايداك
حسن: هيقبلوني ازاااااااى ؟
نعيمه: كريم . ضيفتني فى بيتك وحافظت عليا . انت شاعر وهمك الناس عارفينك مغنواتي قلبك جامد .. بيهم .
حسن: صعب يا بنت الناس .
نعيمه: هتتخلي عني ؟
حسن: برقبتي .. لكن بالأصول
نعيمه: خلاص اكتب عليا قبل ما ييجوا
حسن: هارحلهم أنا
نعيمه: هايرفضوا . وينصبولك الفخ .. هتبقي رايح وداخل من الباب لكن مش هتعرف تخرج
حسن: انتى بتقولي ايه ؟
نعيمه: هى دى الحقيقة

هو ده اللي أنا شايفاه طول عمرى فى عنيهم

حسن: وأبوكي ؟
نعيمه: العمدة طول مره راكب فوق نفسنا واللى زاد كمان رهنية الأرض وجوازى لابنه اللى هيورث العمودية من بعديه .
حسن: طيب وسعديه ؟
نعيمه: …. ” صمت “
حسن: ما بترديش ليه ؟
نعيمه: ….. ” صمت “
حسن: على العموم . أنا هاعمل اللى عليا والباقي على الله
  (تدخل المجموعة وتحيط حسن ثم نعيمه فى جدل يتكشف منه حالة الرفض عند المجموعة واحساسهم بعقم الغناء والفعل . )
صوت1: واخرتها ياسي حسن ؟
صوت2: الرزق شح والبطن بتزن على الفاضي
حسن: الحلم يا جماعة .. الغنوة
 صوت1: هى عاد فيها صبر ولا غنوه
صوت2: الصبر حلم العواجز
صوت3: الصبر حلم العوانس
حسن: هو احنا فى دكى الساعة لما نكون فى محنه وبنغني
صوت1: يني هانفضل كده موطيين طول عمرنا وراسنا تحت سيف الحاجة والفقر والسلف والدين والجوع والشقي والـ ………
صوت2: مين اللى خلا الغنوه موال .. واهة حزن جوانا ؟
نعيمه: قصدك مين اللي يقدر يحس بينا ؟

مين اللى هيقدر يغني غير الناس الطيبين

صوت1: السكة سكة شوك
صوت2:
ج
السكة سكة صعب والمشوار بخيل
صوت3: ليام معدتش تجود .. بخيلة هيه روخره
صوت1: فى ناس تقدر تدارى وهما لابسين ما بين البينين
صوت2: بيشوفوا الرمادى بس
صوت3: ويسوقوا علينا الشرف
صوت1: فى ناس كرهتنا
حسن: يبقي احنا معرفناش نحب صح
صوت1: البحر غويط
حسن: متخافش . لسه قادرين ع الغنا
صوت2: الكدب حويط
حسن: هنغني والحدق يفهم
صوت1: انت عمرك ما زهقت ؟
حسن: من ايه ؟
صوت1: من كل حاجه
حسن: احنا معندناش كل حاجة عشان نزهق
صوت2: معندناش ولا معملناش
حسن: الأولى عديها
نعيمه: والتانية قادرين عليها
صوت1: الكراسي ملخبطة والدايرة مش كاملة
نعيمه: لسه بدرى
صوت1: مخنوق
حسن: خد منى صوتي
صوت1: شوية هوا .. نفسي مكروش
نعيمه: بس لسه فى قلوب بتعافر فى بكرة
صوت1: الحقيقة مرة زى اكل العيش الحاف
حسن: الحقيقة عفيه .. جرالك ايه يابو المشاوير
صوت1: الناس نكرتني
نعيمه:
ج
فيه ناس كتير قابلينك .. والجمع ياما
حسن: بنحب فينا الناس والقلب حرير زى الشمس .. متكفرش بالغنا والموال
صوت2: الشمس – غروب
صوت3: جواها فراق براها موت
نعيمه: الشمس صوت بينادى علينا
صوت1: الشمس غنوه زمانها اتنسي
صوت2: بتميل على الأرض ميل – الشمس بتغرق
صوت1: والبحر خل غريب … ” يبكي “
حسن: العياط بيعيب الرجال
صوت1: الدموع بتريحني
حسن: ملعونة …

ملعونة يا طيرة فى عين الشوف ، ياتسيبي بياض الضي

يا ترديلي ناسي بغناهم . هنا مقدرش اغني وحدى على طول

نعيمه: مطرح يا طير ما تحط .. مطرح ياليل مطروح ، وديني معاك لأخر الدنيا نجرب ونشوف الناس .
صوت2: كل الناس ؟
نعيمه: الناس اللى بتعرف تغني ، وانت كمان غني
صوت1: لوحدى مقدرش
حسن: هانغني معاك
الكل: هنغني . هنغني . هنغني


 

  (فى منزل العمدة)

(يجلس العمدة على اريكه خشبيه وقد اتكأعلى جانبه الأيمن فى هدوء شديد .. تدخل أم نعيمه صارخه ومعها سعديه)

أم نعيمه: الحقني يا عمده البت بتى هربت .. راحت للمخفي اللى اسمه حسن المغنواتي
العمدة: هربت !! وعوزاني أعملك ايه يعني ؟
سعديه: انت الخير  والبركة يا حضرة العمدة ملناش كبير غيرك .. نعميه قادرة وراسها ناشفة محدش يقدر عليها غيرك انت
العمدة: طب وأبوها ؟
أم نعميه: ده ملوش لزمه .. ايدك والأرض
العمدة: بلاش ابوها .. طب والمغنواتي ؟
أم نعميه: ملناش صالح بيه ، اعمل اللى عاوز تعمله معاه إن شالله حتى تعلقه فى الفلكة وتربطه فى ديل عجل وتلف بيه الناحية كلتها

نبقي ارتاحنا من الواد اللي لف عقل البت ومرمغ راسنا فى الوحل

سعديه: العار ع الاتنين يامو نعيمه . والعمدة فاهم كلامي كويس سلو بلدنا بيقول ايه عاد فى الحالة دى يا جناب العمدة ؟
العمدة:
:
قصدك اية يا سعديه ؟
سعديه: اللى وصلك يا عمده . وانت سيد العارفين بالشرف والعرض ، أصل حسن المجنون داير فى البلد من ناحية لناحية وعامل عاشق واخرتها خطف نعيمه .
العمدة: ” مخاطبا أم نعميه ”

موافقة على الكلام ده يا أم نعيمه ؟

أم نعيمه: رجعلي بنتي
سعديه خلاص يبقي ملعوب صغير وترجع الميه لمجريها ، على رأى المثل يا دار ما دخلك شر والشر بره وبعيد عن أهل البلد كلتهم .. إلا حسن
العمدة: ….. ونعميه ؟ !
سعديه: انت من مقام ابوها .. من حقك تملص ودانها
العمدة: ابوها لأ . لكن هى زى بنتي صحيح (غامزاً لسعديه)
أم نعيمه: هو حميده عرف الحكاية دى !! فى عرضك يا حضرة العمدة مش عاوزه فضايح كفاية اللى حصل أصل حميده طبعه حامي ويمكن يرفض الجواز من البنت وحالها يقف .
العمدة: (مكررا لنفسه)

فضايح . الواد طبعه حامي اكيد هايرفض الجواز من البت معقول برضه .. واللى انكسر يتصلح .. أنا سداد (لأم نعيمه وسعديه معا)

على خيرة الله بكرة من الصبح نروح هنطب عليهم أحنا ناس نخاف على شرفنا على بناتنا أما الغريب يبقاله  صرفه تانيه .. ونشوفله غاره بعيد عننا عشان نعلمه الأدب بتاع الرقص والمغنا والمشكعه وقلة الحيا

أم نعيمه: يعني هنجيب البت معانا ؟
العمدة: طبعا يامو نعيمه
سعديه: جناب العمدة هايتصرف
العمدة: بس انتى توافقي على كل حاجة أقول عليها يام نعيمه ملكيش دعوه بأى حاجة تانى والتساهيل على الله
أم نعيمه: ماشي يا حضرة العمدة .. ما انت فى سن ابوها برضه
العمدة: تانى بس متقوليش زى ابوها . نعيمه مش لسه صغار وانا مش كبير قوى ولا حاجة ” يغمز لسعديه “
سعديه: قصدها كبير مقام ، كبير البلد كلتها باللي فيها مش كبير فى السن
أم نعيمه: ربنا يخليك لينا يا عمدة
العمدة: اطمني يام نعيمه وكل حاجة هاتمشي مظبوط زى ما قلنا واتفقنا ربنا يعمل اللى فيه الخير .
سعديه: (فى خبث) كل خير أن شاء الله يا عمدة
  (فى منزل حسن ..

تجلس نعيمه بجور أم حسن)

أم حسن: متزعليش يا بنتي من حسن .. أنا بحلف بحق الشعر اللى بيقوله حسن ولدى شايلك جوه عنيه وخايف عليكي زى ما هو صعبان عليه من الناس يعني فى الأصل حب مش خوف

وجودك معانا فى المطرح يزيدنا ويكترنا لكن فيه يا بنتي عفاريت بتتشعبط وبتطل من خرم الباب زى قاطع الطريق اللى بيخطف الونس من الحته من الناحية كلتها يا نعيمه .

نعيمه: يعني يرضيكي يا خاله اللى بيحصل ده كله من حسن ؟
حسن: (يدخل مهللا وقد سمع صوت نعيمه)

اماى .. قلبي الجرئ العفي

ونعيمه عيني اللى بشوف بيها الخضار والوش ضحاك لسه عند وعدى (يمسك بيدها)

هاروحلهم واطلب يدك بالأصول يا نعيمه واديكي قاعده فى الحفظ والصون مع امى لحد ما اجي

  (يهم بالخروج)

(طرق شديد على الباب ، احدهم ينادي ثم يدخل)

شيخ الغفر: ياسي حسن يا مغنواتي
حسن: مين ؟
شيخ الغفر: حضرة العمدة بتاعنا وأم نعيمه وصاحبتها سعديه وانا ….
حسن: يعني ضيوف اهلا وسهلا
  (يدخل العمدة وكذلك سعديه وأم نعميه ، م حسن تتحفز للمواجهة فى حين تقف كل من سعديه وأم نعيمه بجوار العمدة

دون لقاء مع نعيمه)

  ” اللقاء فاتر بعض الشئ . حسن يحاول الترحاب بضيوفه “


 

حسن: شرفتونا يا جماعة

ازيك يا سعديه .  قاعدة بعيد عن صاحبتك ليه ؟ نعيمه مش واحشاكي؟

اهلا يا حضرة العمدة شرفت المطرح أنا كنت لسه هاروحلكم البلد دلوقت وفرتوا عليا المشوار .

سعدية: ( فى استهزاء ) خير ؟!
حسن: خير إن شاء الله ” مخاطباً أم نعيمة ”

شوفى يام نعيمة التبى عربى والعربى يعنى صريح وبصريح العبارة كده أنا طالب يد نعيمه !! هو أبوها مجاش معاكو ليه ؟

” صمت ” ……….

العمدة: الكلام معايا أنا يا حسن
حسن: طب وماله … بس الأصول بتقول …..
العمدة: ” مقاطعاً ”

ملكش دعوة بالأصول أنت مالك ومال الأصول والكلام ده ؟

حسن: قصدك أيه يا عمدة ؟
العمدة: قصدى الأصول للى يعرفها ويقدرها لكن العيب لما يجى من أهل العيب ميبقاش عيب أصل أنت واخد على كده
حسن: أنت فى دارى يا عمده وأنا مغلطتش
العمدة: نعيمه تبات فى دارك سبع ليالى ويبقى مش غلط ؟
حسن: نعيمه عندى فى الحفظ والصون ومحدش داس لها على طرف اسألها أهى قدامك كانت بتنام مع أمى والنهاردة أنا طالب يدها

قلتى أيه يا أم نعيمه ؟ ( ينظر الى أم نعيمه )

أم نعيمه: مهر البت مش عندك يا حسن وجيبك مخروم ومتفضى فى حجر الملاطيش بتوعك لكن حميده ابن جناب العمده
العمدة: احنا اتفقنا على ايه يا أم نعيمه !! ” تصمت “
سعدية: اسكتى يا خاله .. العمدة عنده ق هو اللى هاينهى الكلام مع المغنواتى وهايجبلك بنتك
العمدة: لينا حق عندك يا مغنواتى
حسن: برقبتى .. أربعة وعشرين قيراط ده واجب .. وأنتوا فى دارى نجيب غدا ولا شاى ؟
العمدة: الحق مش أكل ولا شاى الضيافة يا مغنواتى
شيخ الغفر: لا والله فنجرى ياخى .. أنت لاقى تاكل يا شحات يابن الشحاتين أنت والملاطيش بتوعك
حسن: وادى تانى غلط يا كبير ( موجها حديثه للعمدة )

مرة أنت ومرة شيخ الغفر بتاعك اللى أنت ساحبه وراك بسلسله فى أيدك

العمدة: كلمة أبرك من عشرة الجواز من نعيمه مفيش يا حسن .. يا شيخ الغفر نادى أهل البلد والملاطيش بتوع المغنواتى يجوا هنا نعمل قعدة حق عرب يعنى وناخد حقنا منه
حسن: ( مندهشاً ) حقنا ؟ حق مين يا عمده ؟
العمدة: حق نعيمه وأمها وابوها وحق ابنى حميده عريسها وحق دراعى شيخ الغفر اللى أنت غلطت فى حقه قدامى وحقى أنا كمان … وده أكبر حق أنا محدش غلط فيا .. ميستجريش ولا يقدر لكن أنت عملت شجيع وعاشق .. ومغتواتى ..

ورحمه أبويا لاخليك تمشى تكلم روحك .. كله بالأصول

حسب سلو بلدنا …

µµµµµµ
إظــــــــــلال

Black Out

 

 

( وكأنها المحكمة )

سليم وشيخ الغفر يمسكان بحسن ” المتهم الأول ” فى الجانب الأيمن ..

سعدية وأم نعيمة تمسكان أيضا بنعيمه ” المتهم الثانية ” فى الجانب الأيسر ..

تجلس المجموعة ” الشهود ” فى مقدمة المسرح وظهورهم للجمهور فى مواجهة العمدة الذى يمثل ” القاضى أو شيخ العرب ”

يمثل الأدعاء ” سليم ضد حسن ، سعديه ضد نعيمه ”

أم حسن الوحيده التى تقف فى ثبات وشموخ خلف الجميع ” المستوى الثالث “

µµµµµµ
سليم: حبيت نعيمه ….. ؟
حسن: هى تهمه ولا جريمه ولا حرمه من الحرمات
سليم: غنيت للناس ؟
حسن: علشان تقدر تشوف الشمس نقدر من تانى نعشق غنوتنا أصل صوت الشاعر كان يبنكش فى دماغى على طول .. يسلخ صوتى .. ويرفض موتى .. ويغنيلى فى عز الوجع فى عز الزحمه فيحن عشانهم حضور فهمت يا سليم
سليم: يعنى ضحكت عليهم وعشمتهم وعملت نفسك زعيم ؟
حسن: استلفت صوتهم اصل لقيت الغنوة جاهزة على الغنا وأنا لسه قادر اشقلب حروف الهمس وأعرى وش الخوف وش الجوع غنيت بقلب جامد قلب الشعر والشاعر
سليم : أنت قلت عريت وش الخوف وش الجوع وش الشقا متعرفش أنك خلعت وش الحيا .. وش العيب يا مغنواتى ؟
حسن: لما تتوه النظرة على السكة وتهزنى أهة جوع وأشوف العطش شقق حلوق الغلابة ما بين عايط لاب وعيل .. لما البنات تدارى من الخجل والكشوف لدمعه فى عين الرجال بشهقة وتنهيده يبقا مش عيب الغنا

مش عيب أغنى للناس وأحب نعيمه فى .. الناس اللى بتاخد منى غناوى حلاوة روح قبل ما تموت يبقى مش عيب .. يا صاحبى

سليم: كلامك معناه ..

الغنا للناس مش عيب .. الغنا للناس واجب مش كده ؟

يبقى أصل الغنا عندك عقده !!

يعنى لا عزوه ولا أهل ولا غنى ولا حسب ولا نسب ولا أب ولا عم ولا خال وأمك كبيرة وخرفانه ست عجوز وعاوزه الكفن !!

حسن: ( متشنجاً )

وحق النخل الواصل لسابع سما .. وحق الشعر اللى بقوله وبغنيه عشان الناس .. كل الناس

وأمى ونعيمه والطيبين

وحق البحر اللى قادر يوصل لحد المدى .. الغنا عندى بداية القصيدة أولها الناس .. آخرها أنا يعنى العزوه والأهل والغنى والحسب والنسب والأب والعم والخال .. مش اسامى .. مش حيطان جامده اتسند عليها مش عصايا اتعكز ليها واعملها دراع خشب وافترى ..الاصل لحم ودم والاهل احساس

ام بتحوط على صوتى .. تدفيه بس مش بتمنعه فيا .. مش محتاجه كل ده .. اصلها مش عاوزه الكفن زى ما قلت

الدندنه .. ونس

الزحمه .. ونس اصل امى بتكره الخوف والتخويف والتهتهه امى بتكره الخرس

أم حسن: ولدى .. يا بنى عمرى اللى مارحش هدر

ولدى .. ياللى قدرت ترضع منى طهر وعند

لسه صوت ابوك فى ودانك طريقك صعيب وواعر .. احبس عياطك بس لازم تغنى للناس بقلب جامد وفيت بالوعد يا حسن

صعب عليا يا ولدى أشوف مين يخون العيش والملح يبقى شاكى وصاحب سؤال واللى يصونه يتعلق فى الحبال ويبقى متهم قطيعه تاخد اللى يخون زى الزمن

 

( يبدأ التحقيق الثانى مع نعيمه بعد أن انتهى التحقيق مع حسن حيث يظل

واقفا مكانه أثناء محاكمة نعيمه )

سعديه: طول عمرك رأسك ناشفه .. قادره .. حسن ملا دماغك بكلام حلو حبتيه عشقتيه .. ورفضتى الجواز من أى واحد غيره .. حصل ولا أنا كدابه .. ؟
نعيمه: كان بيغنيلى بصوت الناس .. بصوت ابويا اللى مش قادر يدوس ع الغياب .. لما غابت صورته عن عينى دورت لقيتها مزهزهه وحاضره عند حسن .. جرئ .. عفى .. شاعر بيحب الناس .. صوته من دماغه .. فارس وراكب حصان بكره .. قمت عشقته ومقدرتش أشوف حد بداله
سعديه: أمك ماقدرتش عليكى ولا ابوكى .. ولا أنا خطفك حسن .. وخدك عنده رهينه زى الأرض اللى هياخدوها من ابوكى لو اتجوزتى المغنواتى .. يا عاشقة !!
نعيمه:
ج
هو سوق بيع ولا شروه ولا مزاد ولا رهان وعشرين فدان طمع ولا رهينه أرض يا حسن … ” فى نداء ”

رحت له ما خطفنيش .. كان حاططنى جوه عنيه .. كنت أمانه عنده مش رهينه أصل الحاجة الغالية عند الواحد يبحافظ عليها .. زى العمدة كده ما حاطط السلاح بتاعه جوه الخزنه الحديد ” تشير إليه ” وحسن خلانى سلاحه وحطنى فى قلبه وعنيه والطيبه ترقينى بالحواديث وتغسل روحى ” تشير إلى أم حسن “

سعديه: أهل البلد بيقولوا عليكى بقيتى فاجر .. عشان عشقتى حسن .. بالنسبة لى أنا عمرى ما حبيت أصل الرجالة ميتحبوش دول بس يضحك عليهم زى العيال .. بالمحايلة والنهنهة وشودية دلع و … و ….
نعميه : شوفى .. وقت الفجر هو نفس وقت طلوع الشمس تبقى الشمس فاجر علشان طلعت من عباية الليل
سعديه: وأنا ااااااا
نعيمه : انتى بتحبى الليل والليل ستار على اللى زيك أنا وحسن والطيبين بنحب النهار فهمانى !!!
العمده : بلاش شغل الحريم ده

خلينا فى السبع ليالى اللى قعدتيهم هنا يا نعيمه يصح برضه يا شيخ الغفر .. مش مده ولا ايه يا سليم ؟ مظبوط يا سعديه ولا لأ ؟!!

شيخ الغفر: ( بسذاجة ) البنت حلوه صحيح ومتغندره والشيطان شاطر يا حضرة جناب البيه العمده
سليم: والشيطان الشاطر حسن المغنواتى
سعديه : ” بدلع ” مغنواتى وعاشقه .. والليل مواويل
نعيمه : اخرسى .. جاتك قطع لسانك
أم نعميه :
ج
عاوزه اطمن على بنتى يا عمده ؟ من حقى يا ناس
نعيمه : وأنا من حقى ازعق واقول لأ
العمدة : قصدك ايه يا أم نعيمه ؟ ايه اللى فى دماغك بالظبط ؟!!
سعديه : انا اللى اكشف عليها
العمدة : خديها يا سعديه .. امها اللى عايزه تطمن
شيخ الخفر: ” بسذاجة ” واحنا كمان عايزين نعرف
µµµµµµ
( تتوتر الحالة مع دقات عنفيه .. تزداد أكثر مع رفض نعيمه ومحاولات

سعديه للكشف عليها فى حركات تعبيريه موحيه .. بعد فتره . تصرخ نعيمه

صرخات استغاثه تعكس حالة من الاغتصاب وهتك العرض بيد سعديه

وليس مجرد الكشف فقط .. فى هذه اللحظة

*  ينهار حسن صارخا فى وجوه الجميع محدثا نعيمه

*  أم نعيمه تركع أمام العمدة فى انتظار النتيجة

*  أم حسن يتداخل صوتها مع حسن لتشجيع نعيمه وتدور حول المكان

*  يظل حسن واقفا مكانه بين شيخ الغفر وسليم لا يستطيع الفرار منهما )


 

حسن : صدااااااااااااااااااع

حلقات بتلف وتملا الأوضة

يحضرنى الشيخ الطيب .. يلبسنى الشعر قصيده ويفتخ باب

أقوم نافض غطايا لفوق – تلزق بسقف الأوضه تنهيده

وترجع ليا حبل وطوق

أم حسن : ( لنعيمه )

اتعافى ..

ما تفرطيش ..

تتوحد فيا اهاتك .. بدمعاتك

وحق مين طقطق بياض شعرى وتحت الطرحه بواقى الشيبه

لتبان الغنوه .. برغم الشيش

حسن : كلمينى يا مستحيه .. ادى يدى .. انا فارسك الهلالى بالتحدى .. ماتفرطيش .. لسايا بافرد فرشتى جوه دار المخروسين بالكلام

الغنوه ما بتعرفش تخون يا نعيمه

حتى توب العشق تحتك بيداريكى من عنيهم

أم حسن : رج القزازه ما يخضش .. اوعى تخافى قلبى معاكى يا بنتى

والخط بيفصل بينى وبينك .. الزحمه والغنا ونس هيدفدف عليكى جوه بيتك الكبير .. بين الناس

………………. ” صمت ” ………………..
سعديه : القله فاضيه والطبق مكسور يا عمده
سليم : يعنى لوح القزاز مشروخ يا مغنواتى
شيخ الغفر: عقد السنيورة انفرط حبات يامو حسن
العمدة : ” بشماته ” يادى الفضيحة
حسن : محصلش .. محصلش .. محصلش
شيخ الغفر: يعنى سعديه هاتكدب الحكاية باينه زى الشمي اهه
سليم : سبع ليالى تهد المصطبه واللى بناها يا جماعه
المجموعة : ( تقف لأول مره منذ بدء الجلسة )

·        من عيون السو يحضر

·        فلكلور النصب والحكم الرخيص

·        والنيون .. أبيض بيلمع فى العيون

·        مش عيونك

………………. ” صمت ” ………………..

” يتجمد الموقف للحظة حتى النطق بالحكم “

شيخ الغفر: والحل يا حضرة العمدة .. هنعمل ايه فى المصيبه دى ؟
العمده : يرحل حسن .. يسيب البلد والناحية كلتها..ويتوه فى ارض الله
أم حسن : منه لله اللى افترى وخاب فى كلمته وشهد عليكو بالزور .. هيشوف يوم اسود زى لون قلبه اللى اتسلى م الغل وبانت فعلته فى حقك يا نعيمه .. فى حقك يا حسن يابن عمرى يا غالى
سعديه : ( بشماته ) طب ونعيمه يا جناب العمده …. ؟
العمده : الواد ابنى مش ممكن يتجوز نعيمه .. ده لازم ياخد بنت بنوت صاغ سليم يعنى … لكن أنا

مش مهم عندى الحاجات الصغيرة دى بتاعة الشباب أنا راجل مجرب الجواز قبل كده .. كله حلو بالصلا ع النبى يا شيخ الغفر خد الواد ده بره ”  مشيراً إلى حسن “

( شيخ الغفر يمسك بحسن يحاول اخراجه بالقوه مع أخر كلماته

ووصيته لنعيمه وأمه معاً )

حسن : يا نعيمه ..

افتكرينى .. بقد الشوق الدايم فيا

انا باعشق صوتك

لما تحين فى غيابى عليكى سنين الجوع .. وابلع ريقى تغريبه

كأنى شهيد .. والمنفى بعيد .. بعيد

بس قولو : أنا مش ندمان عشان نشف راسى

أماى .. قولى عنى وفضفضى

حللى صوتك واشهدى

دى الحقيقة اللى ف عنيكى

بس اوعى تغمضى ..

يا صابره .. يامو الوليد .. خليكى فاكره مين أنا

لسانى عاشق دندنه خليكى فاكره مين أنا !!!!

( يخرج وخلفه الجميع دون نعيمه )
نعيمه : ( تخفض درجه الإضاءة – مع المنولوج الأخير لها )

غصب عنى قالوا :

حبر الدواية اندلق .. معدش غير حبه ورق ..مكتوب عليهم شخابيط ورراحت كرامتى وأسود وشى

غضب عنى قالوا :

يرحل ويسيب البلد كلتها

غصب عنى قالوا :

حميده لازم ياخد بنت بنوت .. لكن العمده عاوزنى

المره دى تار حسن فى رقبتى وحرمت على أى واحد غيرك يا حسن

حرمانيه مالكى وشافعى وكل مله .. يحرم عليا الغصب والقوه

غنوه حسن ليا وليكو .. يا خلق هووووووووووه

بحلف بحق الشعر بحق الغنا لكل الناس بحلف بحق الشعر اللى بيقوله

والشعر اللى غناه وحفظته .. أصل الغنوه مبتعرفش تخون

الغنوة مبتعرفش تموت ..

الغنوة لون الدم ..

والدم ..

معنى ولون

( إظـــلام )

تمت بحمد الله

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock