الدورة 14 من مهرجان طنجة للفنون المشهدية – عبر الحدود المسرح وقضايا الهجرة من 23 إلى 26 نوفبر 2018

المسرح نيوز ـ المغرب| عزيز ريان

ـ

استنادا إلى التوصيات التي خلصت إليها الندوة الفكرية للدورة السابقة بوجوب تعميق النقاش في موضوع الهجرة من زوايا متشعبة ومداخل متعددة، سيتجسد موضوع مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية في دورته الرابعة عشر في: “عبر الحدود: المسرح وقضايا الهجرة”. لقد هاجر الجيل الأول من المسرحيين العرب إلى الغرب حاملا مسرحه، وهو الأمر الذي مكن من تحقيق تداخل ثقافي بين أساليب فرجوية تنتمي إلى الوطن الأم وبلد المهجر، إذ تفاعلت الخصوصية الثقافية مع الثقافات الفنية الأخرى. وبذلك أسس هذا الجيل شراكة إبداعية بين الثقافات وبلور علاقة الذات بالآخر من خلال الجسد المسرحي.

وهنا لم تعد الهوية رهينة موروث ثقافي جامد وثابت، بل حصيلة سيرورة وانبناء دون فقدان السمات المميزة للثقافة الخاصة.
ومع تعاقب الأجيال في المنافي ظهر جيل جديد من الفنانين من خلفيات ما بعد الهجرة في مجال المسرح وفنون الأداء الذي ينتج فنا عابرا للحدود ويعيش في فضاء “بيني”: منطقة اتصال يصبح التبعثر فيها تجمعًا. فمسارح أبناء وأحفاد المهاجرين هي انعكاس لهويات هاربة تروم تأزيم مفاهيم من قبيل: الوطن الأم، اللغة الأم، الثقافة الأم…

إذ يقوم فنّانو المهجر بإعادة كتابة جدلية “نحن” و “هم”. وقد أصبح هؤلاء الفنانون (أمثال سيدي العربي الشرقاوي، كريم تروسي، إيميلي جاسر، يونس عتبان…) ليس فقط أكثر تأثيرا في البنى الثقافية لدول المهجر كفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمايا وأمريكا، بل أيضا أكثر حضورا في مهرجانات وملتقيات المدن الكبرى مثل: باريس، وبروكسل، وأمستردام، وبرلين ما بعد الجدار…


يسعى المهرجان والمؤتمر، إذن، إلى استكشاف خطابات جديدة تتناول بالدرس والتحليل موضوع “عبر الحدود: المسرح وقضايا الهجرة”.. في ظل جماع التحولات التي مست مفهوم المهجر ودلالات المنفى (سواء كان اضطراريا أو اختياريا).

 

وفي هذاالسياق، تتناسل أسئلة عديدة بخصوص راهن المسرح والهجرة، من قبيل:

كيف تحافظ الهجرة على قيمتها بوصفها أفقا للإبداع؟ وما القيمة المضافة التي يجتهد مغتربينا بما فيهم مغاربة العالم من الفنانين، لإضفائها على المسرح وفنون الأداء المعاصرة؟ وما أوجه المقارنة بين إبداعات الجيل الأول من المهاجرين ومنجز الأجيال اللاحقة؟. ويتميز مسرح ما بعد الهجرة بتنوع المنجز وتعدد الفاعلين فيه، إذ يمكن تصنيف مسرحيي المهجر إلى صنفين: من غادر البلاد في سياقات مختلفة بعدما درس في الوطن وناضل داخله ليجد نفسه في النهاية موزعا بين المنافي، ومن ولد وترعرع في الضفة الشمالية (وهذا الصنف تحديدا من الجيل الثالث والرابع هو موضوع الدورةالحالية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock