مقالات ودراسات

العربي بن زيدان يكتب عن فرقة “ورشة الخشبة الذهبية” لمدينة سيدي بلعباس الجزائرية و مسرحية “نهاية عرض”


المسرح نيوز ـ الجزائر | العربي بن زيدان

ـ

 

أنهت فرقة ورشة الخشبة الذهبية للمسرح لمدينة سيدي بلعباس جولة لفنية في عدد من الدول الأوروبية على غرار مالطا و إسبانيا و بلجيكا و فرنسا من خلال مشاركتها في مجموعة من المهرجانات الدولية حيث تألقت الخشبة الذهبية بحصدها جوائز قيمة عن مسرحية “نهاية عرض” نص و إخراج الفنان غانم بوعجاج إلياس”. تألقت الفرقة الجزائرية ورشة الخشبة الذهبية للمسرح لمدينة سيدي بلعباس خلالها مشاركتها ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح بدولة مالطا .

 

والتي من خلالها حصدها خمسة جوائز قيمة بينها جائزة أحسن عرض متكامل مناصفة مع فرقة يابانية فضلا عن جوائز أحسن نص،أحسن إخراج،و أحسن دور رجالي و جائزة أحسن ممثلة واعدة ،كما حازت على إعجاب المتتبعين خاصة النقاد و الإعلاميين سيما و أن المنافسة ضمت فرق مسرحية من بلدان تشتهر بتقاليد مسرحية عريقة على غرار ألمانيا و إيطاليا،و اليابان، و كوسوفو، و كرواتيا، و إسبانيا، و فرنسا فضلا عن فرق من مالطا البلد المنظم بمجموع 10 فرق تنافست على جوائز المهرجان حيث حصد المسرح الجزائري أهم جوائز المهرجان عن مسرحية “نهاية عرض” نص و إخراج الفنان غانم بوعجاج إلياس.

 

يتناول العرض خلال ساعة من الزمن الركحي صراع في شكله التراجيدي بين تقني خشبة (تقمص الشخصية الممثل بلعباسي عبد الغاني)،و ممثل مسرحي مخضرم ،(أدى دور الشخصية الممثلة فريدة بن حمودة) أين تبرز ثنائية النجومية و السقوط في ثنايا صراع داخلي بين شخصيتين ،ترفض الأولى (الفنان) فكرة السقوط بعد سنوات من النجومية و التألق فوق المسارح و ما بلغته من شهرة في أوساط الجماهير و المعجبين من خلال تقمص أدوار رئيسية في أبرز الأعمال المسرحية من الريبرتوار العالمي لكبار المؤلفين على غرار وليام شكسبير،سامويل بكيت ،و الإيطالي كارلو قوتزي،إلى جانب المخرج الجزائري ،عبد القادر علولة.

 

و إنطلاقا من هذه الفكرة ،إختار المخرج غانم بوعجاج إلياس ،ولوج شخوص المسرحية فصول صراع درامي ،ضمن لعبة مسرحية ،تتجسد عبر تفاصيلها أمال و أحلام تقني خشبة أفنى حياته في إضاءة مشاهد تمثلية لممثلين تسلقوا سلم النجومية ،بينما ظل هو يعاني في ظلمة وغربة الكواليس بعيدا عن أضواء الشهرة ،و في لحظة إنفصاله عن واقع مرير لازمه إحساس بالإهانة و الخيبة ،يقررتقني الخشبة أن يعيد تقمص تلك الشخصيات التي تابع نبضها و تفاعل مع حركاتها ،عله ينعم بنشوة مفقودة أو يعانق طيف إحساس إختزاله في غمرة انفعالات المتفرجين ،يعيد أداء أدوار من روائع شكسبير في مسرحية هاملت لكن سرعان ما يخونه تركيزه لينسحب من لعبة الغدر و الخيانة التي شكلت لحظات مجد و تفوق تراجيدي لغيره من الممثلين .

 

و يجرب المرة تلوى الأخرى ،أدوارا و أدوارا من مسرحية “نهاية اللعبة” إلى مسرحية الأجواد للكاتب المسرحي عبد القادر علولة و منها إلى “كوميديا دي لارتي” و في كل المرات يصطدم بالخيبة و الفشل لأن ذكرى الممثلين لا تزال تحوم فوق الخشبة ،تتداخل و تتبعثر في ذهنه الصور ،يتعلثم و يسقط تحت تأثير أشباح الشخصيات المتراقصة أمامه في قدسية رافضة لأي شكل من أشكال الإنتفاضة و التحول .لقد قدمت مسرحية “نهاية عرض” بطرحها الفلسفي عمق معاناة الفرد في إدراك جوهر الأشياء ظاهرها و باطنها،من خلال اللهث وراء الممكن و المفقود ،المحدود و اللامحدود و هي تيمات تركت الجمهور الأروبي يتفاعل مع مضمونها بالرغم من إستعمال الفرقة للنص المنطقوق باللغة العربية و العامية الجزائرية حيث جاءت مشاركتها في المهرجان الدولي للغات و ثقافات العالم المقام بمدينة “بزنسون” الفرنسية بمشاركة عديد الدول على غرار سويسرا ،صربيا ،تشيك ،فرنسا ،مصر والمغرب ،

 

وقد تألقت الفرقة الجزائرية الخشبة الذهبية للمسرح لسيدي بلعباس بمسرحية ” نهاية عرض ” وقد تمت مناقشة العرض من طرف جمهور و مشاركين وعلى هامش الملتقى قدمت الخشبة الذهبية الممثلة في كل من ( مهياوي عبدالقادر و سيدهم رابح و حلوش سفيان و بلعباسي عبد الغني و بوعجاج غالم إلياس ) ورشات تكوينية في إعداد الممثل وقدمت أيضا عرض الحكواتي لأطفال المدارس الذين استمتعوا بسماع الحكاية الجزائرية باللهجة المحلية إلى جانب مداخلة حول المسرح الشعبي في الجزائر ومسرح الحلقة نموذجا


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock