مقالات ودراسات

المخرج السعودي سامي الزهراني يكتب عن تجربته في “يوشك أن ينفجر”: المونودراما المسرح الصعب!


المسرح نيوز ـ السعودية| سامي الزهراني
ـ
المونودراما مسرحية الشخص الواحد الذي اختلف المسرحيين كثيراً في تعريف هذا النوع من انواع الدراما، رغم اني اذهب دوماً الى ان المونودراما هي الصوت الواحد، الممثل الواحد وسوف يظل الخلاف مابين المسرحيين مابقيت الحياة وهذه ميزة المسرح الذي يتقبل كل الأفكار والاطروحات، المونودراما وتناولها صعب جداً فهي تحتاج الى كاتب متمرس يحاول من خلال حوار لشخصية واحدة ان يناقش قضية مجتمعية أو إنسانية وهنا تكمن الحبكة الكتابية التي يفشل فيها اغلب الكتاب المسرحيين
لان المؤلف يعتمد في بناءه للنص المسرحي عادة على مجموعة من الشخصيات تتحاور فيما بينها ليصل من خلالها الى الفكرة الرئيسه سريعاً اما في النص المونودراما كل الاعتماد على شخصية وحيدة يحدث في داخلها تشظي وتتداخل من خلال مجموعة من المونولوجات وهنا مكمن الصعوبة التي تؤدي باغلب المؤلفين المسرحيين الى الوقوع في السرد الطويل لأيصال الفكرة .
نصوص المونودراما تحتاج الى مخرج متمكن جداً للخروج بالنص المونودرامي من السردية التي تسبب الملل والرتابه للمتفرج الى الفرجة والمتعة خصوصاً وانه يتعامل مع ممثل واحد يحاول من خلاله وضع رؤى إخراجية وحلول باستخدام هذا الممثل الوحيد كجسد ظاهر للمتفرج وبمساعدة الاكسسوارات والديكور والاضاءة وخلق سينوغرافيا مناسبة للعمل. الممثل حجر الزاوية في الفعل المسرحي خصوصاً العمل المونودرامي لان الممثل في العمل المونودرامي يحتاج الى استحضار كافة أدواته في التمثيل لانه يحتاج ان يفعلها داخل العمل أكثر لعدم وجود عناصر تمثيل اخرى غيرها ويحتاج ان يكون حاضراً ذهنياً وجسدياً وعليه ان يعي تماماً انه هو الوحيد على الخشبة لذا اعتقد ان العمل المونودرامي يحتاج الى ممثل يمتلك خبرة كبيرة ليتفادي الهنات المفاجئة في العمل ويسيطر عليها.
تجربتي في المونودراما وحيدة ولكنها ثرية كانت على مستوى التمثيل في مسرحية ( يوشك ان ينفجر ) تأليف الاستاذ فهد الحارثي وإخراج الاستاذ عبدالعزيز عسيري وتعتبر من اكثر المسرحيات في فرقة مسرح الطائف التي تم عرضها في العديد من المدن العربية ومحلياً أيضاً، في يوشك ان ينفجر كنت اشعر عند نهاية العرض المسرحي بفقدان جزء كبير من الطاقة الذهنية والجسدية مع وجود متعة ذاتية في ممارسة هذا الفن النادر الصعب لشعوري الداخلي بالاكتفاء الذاتي من التمثيل، عمل المونودراما ممتع اذا أخذ طاقم العمل بعين الاعتبار شعور المتلقي لان المتعة يجب ان تنتقل له ويشعر هو بها أيضاً من خلال الاتقان في العمل ومن جميع الأطراف بالمقام الاول الثالوث المسرحي المهم في العرض المسرحي الممثل، المخرج، النص ثم تأتي باقي عناصر العرض المسرحي. سامي الزهراني – السعودية


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock