المسرحي القدير د. عمرو دوارة: يعلن الإنذار الأخير لوزارة الثقافة بشأن.. “موسوعة المسرح المصري المصورة”.

المسرح نيوز ـ القاهرة

حاوره: المسرحي والإعلامي | حسن سعد

ـ

نعيد نشر نص الحوار الذي أقامه المسرحي والاعلامي حسن سعد بجريدة الجمهورية في صفحة المسرح التي يشرف عليها ويعدها مع المسرحي القدير د. عمرو دوارة الذي فتح النار على عدة موضوعات مسرحية هامة.. وإلى نص الحوار:

خلال الفعاليات المسرحية الأخيرة تردد اسم والمسرحي القدير د.عمرو دوارة كثيرا سواء من خلال أنشطة وفعاليات “المركز القومي للمسرح” أو من خلال مشاركاته الثرية بجميع المهرجانات المسرحية المحلية والدولية، وهو بلاشك رمز من رموز الإبداع والتميز بالمسرح المصري والعربي، فمساهماته المسرحية والتي تزيد عن مدة أربعين عاما في مجال الإخراج والنقد والتأريخ المسرحي تشهد له بالدأب والجدية والقدرة على المشاركة الفعلية والإضافة والابتكار وأيضا على القيادة وتنشيط الحركة المسرحية، خاصة مع تميزه بحرصه الكبير على تحقيق فكرة تواصل الأجيال وتبادل الخبرات من خلال ممارسته للتدريس الجامعي وإشرافه على الورش الفنية والدوارات التدريبية وأيضا مساهماته بالتحكيم بلجان المهرجانات المسرحية المختلفة سواء للمشاهدة أو التحكيم، ونظرا لاهتمامه الكبير بمسارح “هيئة قصور الثقافة” على كل من المستويين النظري والعملي كان هذا الحوار.

• بداية هل يمكن أن نعرف القراء بأهم أنشطتك بمسرح هيئة قصور الثقافة؟

– تابعت عروض مسارح الأقاليم مع الأسرة منذ الصغر، وتابعت جولات والدي (شيخ النقاد المسرحيين/ فؤاد دوارة) بجميع الأقاليم مع رفيقي دربه حسن عبد السلام ويعقوب الشاروني لتقييم بعض الفرق وتكوين بعض الفرق الجديدة، ثم كان لي شرف تناول عروضها بالنقد والتقييم سواء من خلال المقالات النقدية أو المشاركة بإدارة بعض مهرجاناتها أو بعضوية لجان المشاهدة والتحكيم، ومن خلال فرقها قمت بإخراج عدد كبير من العروض التي أعتز بها جدا ومن بينها: مخاطرة جان دارك، حكم قراقوش (القاهرة)، التوب والتاج، الحالمة والحواجز، ممنوع الانتظار، بيت المصراوي (الفرقة المركزية)، صياد اللولي (الإسماعيلية)، البحر والناس (القليوبية)، المحروسة 2015 (الأسكندرية)، سليمان الحلبي، النيل والفرات (الجيزة القومية). وذلك بخلاف إخراجي لبعض الاحتفالات القومية للمحافظات ومن بينها محافظتي السويس والأقصر. كذلك أعتز جدا بكتابي “مسرح الأقاليم” الذي صدر ضمن سلسلة كتابات خاصة.

• ما هو تقييمك حاليا للأنشطة والعروض المسرحية بهيئة “قصور الثقافة” ؟

– بصراحة شديدة ينطبق عليها الوصف الشهير “ضجيج بلا طحن”، ولنبدأ بتقييم “الكم” الذي يتشدق به بعض المسئولين الذي يصرحون بأنهم يقومون سنويا بإنتاج عدد كبير من العروض، وهذا غير حقيقي حيث أن عدد العروض بصفة عامة يتقلص سنويا بدلا من أن يتزايد، وفي أحسن الأحوال – حتى لو عملت جميع الفرق – فإن إنتاج عرض وحيد في العام لكل من الفرقة القومية أو فرق القصور أو بيوت ثقافة لا يحقق الأهداف المنشودة، ذلك إذا كنا ندرك بالفعل قيمة المسرح للمجتمع وإمكانياته اللامحدود في المشاركة بمعارك التنمية الاجتماعية، والارتقاء بمستوى الوعي الثقافي والجمالي لدى جموع الشعب بمختلف فئاته ومستوياته الثقافية والاجتماعية. وإدراكنا لأهمية هذا المسرح الذي يعد بلا جدال خط الدفاع الأول عن المسرح المصري يدعونا إلى تقييم الكيف، وأقول بصراحة وموضوعية أن 25% فقط من العروض المنتجة قد تتواءم وتتناسب مع الأهداف القومية أم النسبة الأكبر (75%) فإنها تنتج لمجرد تحقيق بعض المكاسب المادية للمشاركين في انتاجها أو لإثبات مهاراتهم الفنية للحصول على الجوائز بالمهرجانات السنوية!! ، وللأسف حتى عروض النوادي التي بدأت قوية وتنافس عروض الفرق القومية برغم ضآلة ميزانياتها (والتي لا تتعدى في أفضل الأحوال خمسة ألاف جنيه) تحولت هي الأخرى إلى مجرد وسيلة لإعتماد المخرجين وتجميع أي عدد من العروض من جهات أنتاجية أخرى بهدف تنظيم المهرجانات فقط !!

• كيف ترى إمكانية التغلب على مشاكل المسرح بهيئة قصور الثقافة ؟

– أولا ضرورة إعاد بناء مسرح “السامر”، وكذلك “المسرح العائم” بالجيزة، وكل منهما يعد الرئة الوحيدة التي تسمح لجميع فناني الأقاليم بالتنفس في العاصمة وسط الزخم الإعلامي، وكذلك إعادة افتتاح جميع المسارح بالأقاليم، وثانيا إعادة تقنين منظومة الانتاج، وكسر سيطرة واحتكار بعض الأشخاص بالفرق القومية وفرق القصور على الأنشطة بهدف الاستئثار بالمكاسب المادية، وتطوير أساليب الانتاج بحيث تضمن الاختيار الجيد والمناسب للنصوص التي تتواءم مع طبيعة كل فرقة وجمهورها. وبالطبع كل ذلك لن يتحقق إلا إذا أحسن اختيار القيادات من الكفاءات المخلصة وأصحاب الخبرات الحقيقة، وعدم الاستجابة لرغبات وشروط أصحاب المصالح والصوت العالي.

• ما هي أهمية المهرجانات السنوية من وجهة نظرك ؟

-المفترض أن تكون المهرجانات وسيلة وليست غاية، فهي تتويج لنشاط سنوي يمكننا من خلالها رصد مدى التطور الفني والتقني ومدى استجابة الجمهور، وأيضا عقد المقارنات الفنية والأدبية بين عروض الفرق المختلفة، ولكن ما يحدث حاليا للأسف أن أصبح تنظيم المهرجانات هدفا في حد ذاته، فيتم انتاج العروض في عجالة شديدة لمجرد اللحاق بموعد المهرجان الذي سبق تحديده، وذلك بمجرد صرف الميزانيات التي تتأخر سنويا إجراءات صرفها!!، حيث يجب أن يعبر المهرجان ولو ظاهريا عن حجم النشاط، أما عدد ليالي العرض المحددة طبقا للميزانية فغالبا مايتم للأسف تسويتها ورقيا فقط بعد انتهاء المهرجان، أو في أفضل الظروف يتم تقديمها بلا دعاية للمقاعد الخالية!!

• ما هي طموحاتك لمسارح “الهيئة العامة لقصور الثقافة” ؟

– أن تعود مسارح “الثقافة الجماهيرية”، بمعنى أن تقدم عروضها طوال العام للجماهير في أماكن تجمعاتهم الحقيقية (بالمدارس والجامعات والمصانع والساحات الشعبية)، أن تقدم عروضا تتناول مشاكل ومعاناة المواطن المصري وتعبر عن طموحاته وآماله، أن يتم الالتزام بتنظيم جولات فنية بجميع الأقاليم لكل فرقة، وبذلك فقط يمكننا إضاءة جميع المسارح المغلقة بعواصم المحافظات طوال العام، وأن نحقق شعار ديمقراطية الثقافة ووصول الدعم لمستحقيه. وجدير بالذكر أن هذه الفرق قد شهدت تطورا وإزدهارا كبير في عصر قيادة القدير/ سعد الدين وهبة والإشراف المسرحي لحمدي غيث، حسن عبد السلام، محمد سالم، رؤوف الأسيوطي، ومن بعدهم يسري الجندي وأبو العلا السلاموني ومصطفى معاذ وآخرين.

• قدمت مبادرة مسرحية طموحة تحت عنوان “خمسين فرقة وألف ليلة عرض” .. ماذا تم من خطوات فعلية تجاهها ؟

– المبادرة لا تهدف فقط لتقديم “ألف ليلة مسرحية” ولكن الأهم المحاور الخمسة التي تعمل من خلالها الفرق الخمسين، بواقع عشر فرق لكل محور وهي: مقاومة التطرف والإرهاب، محاربة الفتنة الطائفية، محو الأمية ومواجهة الجهل، محاربة الإدمان بكافة صوره وأشكاله، تأكيد مشاعر الإنتماء للوطن وخاصة بجيل الشباب. وبالفعل تم عرض الخطة التفصيلية والاتفاق مبدئيا مع كل من الأستاذين/ د.سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ود. أمل جمال سليمان رئيس الإدارة المركزية بوزارة الشباب والرياضة للبرامج الثقافية والتطوعية، وقد أبدى كل منهما حماسه للمبادرة، ولم يتبق سوى التنسيق بين الجهتين واتخاذ الخطوات الفعلية، وإعلان البداية خاصة بعدما نجح مجلس إدارة “الجمعية المصرية لهواة المسرح” في إعداد قوائم بالنصوص المقترحة والتنسيق بين عدد كبير من الفرق.

• كيف ترى خطوات إصلاح حياتنا المسرحية لتحقق الدور المنشود للمسرح؟

– أرى أن البداية الحقيقة للإصلاح هي إعادة تشكيل “اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، أن هذه اللجنة لو تم تشكيلها فعليا من كبار المسرحيين أصحاب الخبرات الحقيقية وقامت بدورها الحقيقي لاستطاعت أن تقود بالفعل حركة الإصلاح الثقافي والفني، ولكن للأسف فإن وضعها الحالي يؤكد سياسات الشللية وتبادل المصالح والاستئثار بالمهام القيادية لتحقيق مكاسب خاصة، خاصة وأنه قد تم تشكيلها في غفلة من الزمن، وتسرب إليها عدد من صغار المسرحيين بدعوى إتاحة الفرصة للشباب، ووكان الهدف الحقيقي هو ضمان ولائهم.

• ما هو الجديد عن “موسوعة المسرح المصري المصورة” التي طال انتظارنا إلى صدورها؟

– قمت بتسليم “الهيئة المصرية العامة للكتاب” جميع الأجزاء الخمسة عشر طبقا للتعاقد خلال عام 2012 (منذ أربعة سنوات)، وبالفعل صرفت جزء كبير من مستحقاتي، كما تم تجهيزها للطباعة كاملة في أوائل عام 2013، وكان د.أحمد مجاهد (رئيس الهيئة السابق) يرى ضرورة طباعة وتوزيع جميع الأجزاء الخمسة عشر (مجموع صفحاتها ألف وخمسمائة صفحة) معا، وبالفعل كان بصدد طباعتها ولكن تغير القيادات تسبب في تأجيل المشروع ؟؟ وأتيح لي فرضة أن عرضت الأمر على وزير الثقافة الحالي الكاتب الصحفي/ حلمي نمنم، وأعتقد أن دوري قد انتهى عند ذلك، لأنني لا أرفض وبشدة الوقوف أمام أبواب المسئولين، ولكنني أعلن هنا الانذار الأخير لوزارة الثقافة بأن بعد خمسة سنوات سيسقط حقها في التعاقد ويحق لي إعادة التعاقد مع أي جهة تقدر هذا المنجز القومي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock