الناقدة آمال بكير تكتب من ألمانيا عن.. “المفتش” والحرية المفقودة

تكتبها من آلمانيا: آمــــــال بكيــر

ـ

هذا العرض شاهدته لك فى ألمانيا ولكنه يحكى عن مشاكل بعض دول أوروبا مع الاتحاد الأوروبى.، هناك فقر يضطر بعض الافراد الى انتقاد كل شىء وليس الفقر وحده.. ينتقد عدم وجود حرية بالرغم من أنها مكفولة للجميع ولكنهم يريدون الحرية بمعنى أن يكون كل منهم لديه ما يكفيه وأكثر وربما أيضا اكثر ما يكفيه ويعلق كل المشاكل على الاتحاد الأوروبى.
بعض الأسر لديها مشاكل حقيقية ولكن هناك أسرا تعيش فى رغد من العيش.. كيف هذا وعدم خضوع الجميع لما تمليه عليه الحياة سواء من المادة أو تسهيل أمور اخرى لا تستقيم إلا بوجود المال الكافى.

هنا بعض المباشرة فى الشكوي من قلة المال وأيضا بعض المشاهد تقدم الاحتياج الشديد للمال ولكن بصورة غير مباشرة وأكثر نفاذا الي داخل المتلقى. المهم ان اسم المسرحية «المفتش» ولكن لا تجد أى علاقة بالمفتش داخل العمل.. هو مجرد فرد له مكانة ولكن برغم هذه المكانة هو دائما ما يشكو.

وأحيانا يزداد الغضب فنجد كما كانت ثورة داخلية ألهبت ذاته ليبدو فى منظر غريب.

علاقات الناس ببعضها البعض ليست علاقات سوية بل بها بعض المشاكل وأيضا الخلافات ولكن لا ترى لهذه الخلافات أى اسباب.

فى سرعة شديدة نجد المشهد قد تحول من غرفة لمواطن فقير الى غرفة لمواطن ثرى، وبالطبع هذا فى ثوان بفضل المسرح الدائرى الذى يقدم عليه معظم المشاهد فلا ترى من يدخل أمام المتفرجين حاملا مقعدا أو مكتبا او خلافه.

واضح أن هذه الدائرة لها اهمية كبيرة بالنسبة للمتفرج وأيضا بالنسبة للمخرج الذى يستطيع أن يقدم عرضا من خلال مشاهد عديدة لا تكلفه وقتا اضافيا لمساعديه

كى يرتبوا المشهد الثاني والثالث وهكذا.

الحكايات بسيطة من خلال المتحدثين.. ولكنها تقدم الإنسان الذى يطالب بأشياء ولا يجدها، قد يفجر شجارا مع جاره أو مع زوجته لينتهى الشجار الى مشهد آخر برؤية مختلفة وأيضا ممثلين مختلفين.

إنها تقريبا الحياة التى نعيشها من خلال البشر.. ما يسعده وما يشقيه من خلال حوارات واضحة.. إنها ثورة خاصة عندما تلقى بصورة هادئة. الملابس هى الملابس العادية التى يرتديها المواطن العادى فى أى مكان.. لكن مثلا هناك من يفضل الكاب فوق رأسه باستمرار وهناك من تهتم بزينتها وملابسها الى اقصى درجة والى جانبها فتاة أخرى منكوشة الشعر.. ترتدى ملابس عادية اقل من العادية.. ونرى أحد أزرار البلوزة ناقصا وهى تحاول طول الوقت أن تغلق بيدها مكان الزرار الغائب.

كأنما نشاهد الحياة بكل ما فيها من حوارات واحاديث بعضها يخص المال وبعضها يخص بعضا من النميمة عن جار ربما حصل على ما لا يستحقه فنجد نظرات الغيرة فى أعين البعض.

موسيقى مؤثرة وبسيطة مع كل مشهد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأهرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock