مقالات ودراسات

الناقد الجزائري علاوة وهبي يترجم الجزء الثالث من كتاب “ملاحظات وملاحظات مضادة” للكاتب العبثي اوجين يونسكو”


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

ترجمة: علاوة وهبي ـ الجزائر

 

جزء ثالث

 في هذه الملاحظات والملاحظات المضادة يتحدث الكاتب يوجين يونسكو في مسرحه عن مفهومه للمسرح واشياء اخري وهي عبارة عن ردوده علي اسئلة الصحفيين لذلك قد نجد فيها الكثي من التكرار والتشابه وهو نفسه يقر بذلك في مقدمة الملاحظات فقط لان اسئلة الصحفيين قد تتشابه وان كانت متباعدة وبالتالي تتشابه اجابات يونسكو عليه. 

(كيف اتصدي للنص)

 

أكرر انه هناك.فترات اختار فيها ان انحاز.الا اذا كان يخيل اليّ انني اختار، وانني انحاز احاول هنا بكل بساطة ان اقدم واعرض ما هو اكثر عمقا في نفسي اقدم واعرض او بالاحري استسلم الي اغراء او معارضة اغراءات الاخرين.

فبي رغبة مثل كل الاخرين او مثل الاغلبية ان اعترض علي ما يقترح علي او ما يؤكدونه لي. اري ان في تاكيدات الاخرين وجود سلبيات او اخطاء بأي حق يمكنني التفكيربان شيئ ما خطأ او انه ليس كذلك.اذن اختار او اؤكد او ارفض بالنسبة لأشياء الحياة الصغيرة أؤكد بانني لا احب اللون الأسود وأنني أفضل اللون الأزرق .

يمكننا ايجاد الأسباب التي من أجلها أفضل اللون الأزرق او لماذا افضل هذا عن ذاك وسوف يكون عمل طويل ..طويل. اجد كذلك انه في الكتب التي يحدث أن أقرأها او الاجابات التي اجيبها انها لا تتوافق مع الأسئلة. وان المشاكلتبدو قدحلت خطا. ان كل الاعتقادات مؤقتة .ليس فقط انها تبدو لي مؤقتة انما لدي احتمال بذلك وانهاوليست سوي مجرد اقتراحات في كيفية الرؤية. رؤية الفكر. ويمكن ان تعوض بأراء أخري من جهةالفكر. اننا نفسر الامور حسب قدرتنا.

 

(الشخصيات)

 

أحيانا يكون بعضها هزلي لانه ساخر شخصيات ساخرة ولكنها لا تعرف الجميع علي الأقل هزلي مضحك(..) وهم ان كانوا سخريين فلأنهم لا انسانيين مفرغين من المضمون النفسي لانه ليست لديهم دراما داخلية في حين ساخرون لانهم هزليون في طريقة انسانيتهم والعكس(..) ان الأكثر صعوبة هو ان لا تعطف علي نفسك ولا علي شخصياتك. رغم انك تحبهم. يجب ان تراهم بشيئومن الوضوح والصحو .وليس بخبث ولكن بتهكم. عندما يؤخذ الكاتب بشخصياته تكون الشخصيات سيئة.

(عن جاك)

اسميت كوميدياتي( نصوص مضادة) دراما هزلية.ودراماتي ب. (بسودو درام)او ب .(فارس تراجيدي).  ذلك لانه يبدو لي ان الهزلي تراجيدي وان تراجيديا الانسان مغايرة للعقل النقدي الحديث. لا احد يمكنه ان يكون مستعد لعمل كل شيئ بجدية لا شيى يعمل ببساطة. لقد حاولت في مسرحية ضحية الواجب ان اغرق الهزلي في التراجيدي وفي مسرحية الكراسي حاولت اغراق التراجيدي في الهزلي او ان شئنا مواجهة التراجيدي للهزلي حتي يجتمعا في تركيبة مسرحية جديدة ولكنها ليست تركيبة حقيقية ذلك لان هذين العنصرين لا يذوب احدهما في الاخر بل يتواجدان معا ويدفع احدهما الاخر باستمرار ويكونا في خلفية احدهما للأخر. ينتقد احدهما الاخر وينفي احدهما الاخر.

 

وبهذا التناقض يمكنهما ان يشكلا توازنا حيويا وتصاعدي انهما علي ما اعتقد مسرحياتي.فضحايا الواجب والمستاجر الجديد اكثر من استجاب لهذه الرغبة. كذلك يمكننا ان نجعل النثري يعارض الشعري واليومي الشاذ وهو ما حاولت عملهةفي جاك او الاذعان والتي عنونتها كذلك(…….. ) كوميديا طبيعية لأنها تنطلق من نبرة طبيعية. وحاولت تجاوز الطبيعي.

 

(هزلي .تراجيدي)

 

تراجيدي . هزلي .نثري .شعري واقعي .خيالي يومي. غير مألوف ربما هي الاسس المتناقضة(لا يوجد مسرح ان لم يكن هناك تعاكس .ما يشكل اسس بناء مسرحي ممكن وبهذه الطريقة ربما يمكن لغير الطبيعي ان يبدو في قساوته طبيعي والمبالغ في طبيعيته يبدو غير طبيعي.) انه لمن الصعب بل من المعقد ان يقول الكاتب ما يفكر فيه في مسرحياته وما يفكره في داخليته في كل مرة يدلي فيها بحديث لمجري الحديث ومجرياته وقد نشرت. اتأسف لانني ذهبت بعيدا او لانني قلت عكس ما مان يجب قوله. المهم المسرحيتان موجودتان وكل منهما كوميديا هزلية.. إحداهما وهي جاك او الاذعان كتبتها سنة1949 مباشرة بعد مسرحيتي الاولي المغنية الصلعاء التي عرضت سنة1936 في مسرح النوكتامبيل. اعتقد ان هذه المغنية الصلعاء هي اولي المسرحيات التي سميت بالطليعة الجديدة لما بعد الحرب العالمية ومثل المغنية الصلعاء فان جاك من نوع الغنائيات او الكاريكاتوريات .مسرح البولفار. تتفسخ ويصبح مجنونا.

 

في المغنية الصلعاء تتحدث الشخصيات لغة حوار يتكون من الكليشيهات الاكثر يومية والاكثر استهلاكا وبتفاهة الي حد تصبح غير عادية او معتادة اعتقد انني لو لم اقرأ تمارين الاسلوب لرايموند كينو لم اكن لاجراعلي عرض النغنية الصلعاء ولا اي نص اخر علي اي فرقة مسرحية.

 

(دراما العائلة)

 

جاك هي دراما عائلية او محاكاة ساخرة لدراما عائلية .هكذا يمكن ان نعدها مسرحية اخلاقية حوارالشخصيات وكذا وضعياتهم نبيل ومميز فقط هذا الحوار يتفكك ويتشتت. لانني اردتها ان تكون كوميديا(طبيعية)وان تعرض لتحررني بشكل ما. (……) وبما ان الاداء والاخراج لدي روبير ويستك فيهما من الذكاء والدقة الشيئ الكثير فان الاهداف لا تركز سوي علي النص ومحاكاة دراما عائلية. في الارشادات الركحية المقدمة للمثلين في جاك او الاذعان اردت ان يكون اداءهم(شاقا ونتعب)حتي يصلوا بالمتفرج الي الانزعاج انزعاج يتوافق والضحك علي الشخصيات.

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock