مقالات ودراسات

الناقد محمد الروبي يكتب: المركز القومي للمسرح.. هل سيستعيد دوره؟ أظن!


المسرح نيوز ـ القاهرة| محمد الروبي
ـ
 يبدو أن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، يستعد الآن للقيام بدوره المفقود منذ سنوات. نعم، فقد حضرت مؤخرا اجتماعا لمجلس إدارة المركز، وهناك استمعت لرئيسه الجديد الفنان ياسر صادق، وللحق فوجئت. أنا أعرف ياسر صادق منذ سنوات كثيرة أو كما يقولون (عِشرة عمر)، لكن للحق حين سمعت بخبر توليه رئاسة المركز، توجست خيفة. فياسر الذي أعرفه فنان (ممثل) له من الأدوار المسرحية ما يجعلنا نطمئن إلى العرض المشارك به، فنذهب لنستمتع بأدائه وإن لم يكن العرض في مجمله جيدا.
أما أن يكون مسئولا عن رئاسة مركز هدفه الأساسي التوثيق والحفاظ على تاريخ الفنون المصرية الأهم (مسرح وموسيقى وفنون شعبية)، فذلك عمل يحتاج إلى قدرات خاصة لم أكن أعرف أن ياسر يمتلكها. لذلك حين سمعت الخبر توجست. لكن كعادتي دوما قلت (فلنعطه فرصة) وبعدها نحكم إن كان توجسنا مصيبا أم أنه سيفاجئنا بجديد لم نكن نعرفه عنه. في الاجتماع استمعت لياسر، وإذا بي أكتشف شخصا جديدا، متابعا، محددا للدور الذي سيقوم به، والأهم مدركا لطبيعة المكان الذي تولى إدارته. فما عرضه ياسر علينا من مشروعات، كان يجيب بها على تساؤلاتنا القديمة المتجددة. وها هو مثلا يستعد لإقامة مؤتمر للمسرح بالتعاون مع لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، كنا قد بح صوتنا للإشارة إلى أهميته. وها هو يستعد لإقامة احتفالية فنية أفريقية كبرى مستخدما فيها النيل كمكان يليق بالهدف من الاحتفالية، مؤكدا على وحدة دول حوض النيل، ممهدا الأرض للسياسيين أن يستعيدوا معا معنى الشريان الحيوي الذي يربطهم ومن ثم تنقطع أسباب استغلال الأعداء للفرقة بين البلدان الشقيقة.
فالفن دوما هو البداية وهو الحضن. كذلك فاجأنا ياسر صادق بالتفكير في ضرورة إعادة أسلوب عمل المركز بما يتوافق واسمه، فهو ليس مركزا للمسرح فقط ولكنه للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، لذلك يستعد المركز الآن للاستفادة من كوادره الموسيقية في عمل فرقة تحافظ على التراث الموسيقي وتعرضه حيا على الجمهور بعد دراسة ونشر معلومات عن الأغاني والألحان التي يقدمونها. أما الأهم من وجهة نظري فهو الإعداد لعودة الموقع الإلكتروني الذي صرخنا كثيرا نتساءل عن أسباب توقفه، مع إنشاء قناة على الـ(يو تيوب) تعرض أنشطة المركز الفنية.
كذلك الإسراع في إصدار مجلة فصلية لا تقف عند المسرح فقط ولكن تتناول بالدراسات والأبحاث الفنون الثلاثة وهو ما يتوافق مع الاسم الذي اختاره لها (ألوان الفنون). مشاريع ياسر صادق التي عرضها علينا وناقشناها معه كمجلس إدارة، تجعلني أستبشر خيرا باختياره رئيسا لهذا المكان الحساس، فقط يبقى أن نتعاون معه – متابعين ومسئولين – من أجل أن تخرج هذه المشروعات إلى النور، وأثق أن ذلك سيحدث. فشكرا للسيدة الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم على هذا الاختيار، وشكرا للفنان ياسر صادق على ذلك الجانب الذي لم أكن أعرفه فيه.
ــــــــــــ
مسرحنا


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock