مقالات ودراسات

الناقد مهدي هندو الوزني يكتب: الرمز وتمظهراته في نص مسرحية “المئذنة”  للكاتب علي لفته سعيد


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

بقلم الناقد: مهدي هندو الوزني
يعتبر الرمز العنصر الفني الذي تمتاز به النصوص الأدبية لما يحتوي من دلالات تساعد المتلقي في قراءة النص الأدبي قراءة مفتوحة تحايثها عملية ديلاكتيكية تأويلية بفعل هذه الجدلية القائمة بين المتلقي / القارىء والنص ، وبما أن المسرحية هي نص أدبي فهي تقرأ بواسطة الرمز الذي يتشكل في الحوار الدرامي كاشفا” ثيمات النص عبر شخصيات يجمعها صراع في زمان ومكان معين .
ولأن الرمز يتوافر على دلالات بعيدة عن الواقع ، فهو يحمل عدة أبعاد فكرية وفلسفية وجمالية ، لذا سعى كتاب المسرح إلى تضمين نصوصهم الرمز في محاولة لإشراك المتلقي / القارىء في إستكشاف المعاني المتخفية ومن ثم الوصول إلى المتعة الجمالية .
وفي نص مسرحية ( المئذنة ) الذي هو النص المسرحي الأول للقاص والروائي ( علي لفته سعيد ) وجدت أن الكاتب حاول تفعيل الرمز في هذا النص بدء” من العتبات المجاورة وهي العنوان والإهداء ومرورا” بشخصيات المسرحية ، والفضاء الزمكاني وانتهاء” بالحوار .
العنوان : هو العتبة الموازية للنص بعتباره منظومة فكرية مختزلة لفضاء النص الداخلي ، وهو المفتاح الذي يساعد المتلقي في دخول عوالم النص مستكشفا” مايستتر في ثناياه ، وعنوان النص المسرحي هو ( المئذنة ) والمئذنة كما نعرفها ، هي مبنى أو برج مرتفع طويل يكون ملحقا” بالمسجد والغرض منه إيصال صوت الآذان إلى الناس ودعوتهم للصلاة ،
لم يختر الكاتب ( علي لفته سعيد ) عنوان مسرحيته ( المئذنة ) بناء” على وظيفتها السسيولوجية المعروفة وإنما وجد لها وظيفة أخرى وهي وظيفة رمزية فالمئذنة هنا ليست البناء وإنما الرمز وربما كان المقصود صفاء النفس والطمأنينة أو هو الدعاء وكشف الكرب أو رمزا” لشموخ الإنسان باعتبار أن المئذنة عالية البناء ، أو ربما قام الكاتب بانزياح سياسي بترميزها سلطة دينية أو ربما أراد لها أن تكون رمزا” للخلاص ، خاصة وأن المئذنة كانت قديما” مزودة بقناديل مما يجعلها منارات تهدي المسافرين .
الإهداء : وفي عتبة الإهداء دون الكاتب ( علي لفته سعيد ) إهداءه إلى أخيه ، ( إلى أخي الدكتور عبد السلام يوم تقاسمنا الإنتظار وحلمنا أن نخرج بكامل قيافتنا مع سرب من الفراشات …) يمكن أن نتلمس دلالات الرمز في الكلمات ( أخي / نتقاسم / الإنتظار / الحلم ) أن تكون البلدان العربية متآخية وهي تنتظر حلم الخلاص من واقعها المتردي ، أوربما رمز الكاتب أن تتآخى المذاهب والأديان ضد الطائفية التي بدءت بزرع أشواكها في دروب البشر ، وبذلك يكون الكاتب قد أوجد وظيفة رمزية لعتبة الإهداء إضافة إلى وظيفتها الدلالية .
وعند الدخول إلى فضاء أي نص مسرحي يلحظ المتلقي/ القارىء الشخصيات التي إبتدعتها مخيلة الكاتب ، يقول ( ديرني خشبة في كتابه أشهر المذاهب المسرحية )مؤكدا” على أهمية الشخصية ( تعد الشخصية أهم مافي المسرحية كلها،لأنها تعد المصدر الذي تنبع منه جميع الأفعال ، وعلى تصرفاتها تقوم العقدة ) إذن الشخصية هي أساس عناصر البناء الدرامي وهي الحاضنة لفكرة ومضمون المسرحية وأداة إيصال هذه الموتيفات إلى المتلقي المشاهد للعرض والقارىء للنص ،
الشخصيات : أبدعت مخيلة الكاتب ( علي لفته سعيد ) ثلاثة شخصيات وهم الشاب والفتاة والأب الذين تقاسموا بياض الورق في النص ، فالشاب الذي تجاوز الخامسة والثلاثين من العمر هو البؤرة المركزية للأحداث الدرامية في النص والمحور الرئيسي ، ومن حوله الفتاة التي تجاوزت الثلاثين من العمر ، والأب الذي يظهر في النص على شكل طيف أو روح ، ولو أحلنا هذه الشخصيات إلى العرف البنيوي لكان الشاب هو ( الفاعل actant ) وكل من الفتاة والأب ( المساعدين adjuvant ) له في صراعه مع ذاته ورفضه الخروج من عزلته ورفضه ترك المئذنة وسط تداعيات وخراب الحالة المعاشة
الشاب / لاأحد يصدقني .. يصدق تنبؤاتي وأنتِ أمام هذا الخراب .. الخراب في كل شيء حتى
          بتنا لانعرف من أين يأتي الخراب .
يكشف لنا النص أن شخصية الشاب قلقة ومتأزمة وفي صراع داخلي وهي تسكن في حجرة ربما تكون محاذية للمئذنة ، لايوجد فيها إلا منضدة عليها بعض الكتب والأوراق ومصباح وقلم وصندوق خشبي يشبه النعش الذي رمز إليه الكاتب بالموت ولكن هنا الموت الفكري وليس الجسدي ، والذي ترجمته شخصية الشاب الى رمزا” دالا” على العديد من الشخصيات الواقعية التي تعيش هذا الموت الفكري بسبب الخراب والدمار ، يقول ( محمد مسكين في كتابه مفهوم الكتابة المسرحية ص56 ) ( الإنسان عموما” يشخص دوره بطريقة فردية في الحياة ، إنه رمز لذاته ، لهذا فهو رمز مغلق ، إن الشخصية المسرحية على عكس هذا ، هي أكثر من ذات ) إذن شخصية الشاب كانت رمزا” مفتوحا” لذوات إنسانية عديدة في الحياة تصارع الظلم والقهر الفكري ، أما الفتاة التي تحاول أن تُخرج الشاب من عزلته وانتظاره وهي المساعد الأول في بنية النص الدرامي ، أراد منها الكاتب أن تكون رمزا” للحرية الفكرية التي تحتاج إلى أقلام ثورية لتصنع الحياة الحرة
الفتاة / تعال معي .. علينا أن نستمر في الحياة .. تعال لقد توقف المطر أريد أن نرقص في
       الحدائق وسأصرخ بأعلى صوتي هناك إنني أحبك .. الم تقل أن الحب يصنع الحياة
ربما أراد الكاتب ان تكون الفتاة رمزا” للتغيير
الفتاة / لم أعد أطيق مكانا” فيه نعشا” .. ألا تكفي النعوش هناك ؟
أما عن المساعد الثاني للشخصية الفاعلة وهو الأب أو روح الأب التي ظهرت للشاب وهو الإبن لتحاول معه في تغيير مسار حياته وإخراجه من عزلته التي يسكنها وتسكنه ، حيث ظهرت بعد أن قرأ الشاب أبيات من الشعر العامي أو كما يسمى الشعر الشعبي
الشاب / علً العسر عام بعام منحال
          وبقه جسمي اعلى طول الوكت منحال
يلاهي انت التبدل الحال من حال
لوهي موت لوبفراج اليه
وهنا استفاد الكاتب من رمزية التراث مجسدا” في ابيات من الشعر العامي في تصوير الحالة المعاشة ومالها من تأثير على الذات الإنسانية ، والعديد من كتاب النصوص الأدبية والمسرحية يضمنون نصوصهم بأشكال عدة من الرموز التاريخية والأدبية والإسطورية والتراثية لما لها من تأثيرفي ذائقة المتلقي وجمالية التلقي سواء كانت لهم أم لغيرهم ، لم يحضر الأب أوروحه بالشكل المتعارف عليه وإنما أتت مرمزة كأن تكون الضمير الذي يستنهض همم الشاب في محاولة الخروج من عزلته وقوقعته ومجابهة الظلم والطغيان أو أن تكون الخلاص المنتظر خاصة وهي الروح المتسامية المبعوثة من السماء والظاهرة من أعماق المئذنة التي هي وعاء الدعاء وصوت الإيمان أو كأن تكون الإيمان نفسه الذي ينعش النفس ويساعدها على الإنفلات من الهموم والكوابيس التي تنخر برأس الإنسان .
الشاب / كيف أخرج من راسي هذا الورم المنفوخ بالآلام والرؤى والتنبؤات .. وهذه الأشباح
         تحاصرني دوما” بوساوسها اللعينة ………..
لذلك نلحظ أن روح الأب تدخل في جدال مع الشاب / الإبن في محاولة إقناعه في
الأب / إقرأ لي نشيدا” عن البطولة ..
أو محاولة حمله على الكتابة التي يعتبرها السلاح الأخر للتغيير
الأب / حين كتَبْتَ أول حرف شجعتك .. أتذكر .. إذن أكتب .. عليك أن تكتب لاأن تتوقف ….
        أكتب عن المعنى عن خوفك المهم أن تستمر بالكتابة ..
وكما هو معروف أن الشخصيات تتحرك في فضاء مكاني وأخر زماني ، أي أن الفضاء الزمكاني يؤطر حركة الشخصيات والأحداث التي تدور لذلك يعتبر الفضاء الزمكاني من العناصر المهمة في البناء الدرامي يقول ( محمد جلال اعراب في كتابه خطاب التأسيس في مسرح النقد ص43 ) ( لايمكن أن تتصور حدثا” دراميا” معزولا” عن الزمان والمكان ، وإلا تحول إلى كلام عابر لايترك أدنى وقع على تنظيمات العملية المسرحية ، ويجعل المتلقي بعيدا” عن معطيات العرض المسرحي ومساره ومنعرجاته وعاجزا” عن فك كوداته وشفراته ) وأرى أن هذا التفسير يشمل النص أيضا” وليس العرض فقط ، لذا فإن الفضاء الزمكاني ليس مجرد إطار وإنما هو رمز له دلالاته التي تنتجها مخيلة الكاتب ومن ثم مخيلة المتلقي / القارىء في إعادة تكوين الواقع إلى تصورات أخرى عن طريق تجريده وإشغال الرمزية للوصول إلى معنى بديل للمعنى الواقعي أي أن يكون هناك معنى واقعي وأخر رمزي ويكون بذلك الفضاء الزمكاني مفتوحا” للقراءة التأويلية .
الفضاء المكاني : في وصفه للمكان الذي تدور فيه أحداث المسرحية وهو مايصطلح عليه بالنص الثانوي أو نص الإرشادات يقول الكاتب ( علي لفته سعيد ) ( فضاء مفتوح ، من جهة اليسار ثمة كرسي ومنضدة عليها أوراق مبعثرة ومصباح قراءة خلف المنضدة ، وعلى الجدار ساعة جدارية تتوقف عقاربها عند الساعة الثانية والنصف وبجانبها تقويم ممزق يظهر عليه رقم الشهر هو الرابع فيما يظهر العام 2003 وعلى يمين المنضدة نافذة كبيرة مسدلة بستارة بيضاء طويلة .. على الأرض وفي المسافة المحيطة بالمنضدة كتب مبعثرة ورفوف فارغة في جهة اليمين من المسرح صندوق خشبي يشبه النعش .. في وسط المسرح ثمة سلم يفضي إلى منارة )
ولو تمعنا في هذا السرد الواصف للفضاء المكاني في النص ، لوجدنا بأنه ينتمي للفضاء المغلق في وظيفته الدلالية لأن الصورة التي يكونها المتلقي / القارىء في ذهنه هي عبارة عن مكان يشبه الحجرة يجلس فيها الشاب وهي مغلقة وحتى النافذة التي ربما تكون منفذا” على الخارج هي مغطاة بستارة طويلة ورمزية الفضاء المكاني هنا أن الشخصية / الشاب تمثل الإنسان المحاصر في زنزانة فكرية مظلمة يتقاسمها مع القلق والخوف والوساوس والكوابيس التي لايفهمها ولايستطيع التغلب عليها رغم وجود فتحات من الضوء والأمل تمثلها رمزية النافذة والكتب والورق والقلم والمصباح والسلم ، إلا أن الفضاء المكاني يبقى في بنيته المغلقة كونه الفضاء المكاني الوحيد في النص ، وبذلك عكس بدلالته المغلقة نفسية الشخصية / الشاب من أنها قلقة وخائفة
الشاب / توقفت الأشياء في داخلي لامعنى لأن نفهم فقط .. رغم أننا لم نفهم كل الأشياء .. وها
         أنا خائف وأنتظر هنا …..
ومن الصعوبة بمكان إدراك الزمن إدراكا” حسيا” في المسرح لأنه يقع بين عنصرين هما النص والعرض ، إلا أن الزمن في النص الدرامي يتوافق مع الزمن في النص الأدبي كالرواية مثلا” فكلاهما يقومان على حدث متخيل ، وبما أن كاتب النص ( علي لفته سعيد ) هو أصلا” كاتب للقصة والرواية ، قد إستفادة من التقنيات الزمنية للنص الأدبي في كتابته للنص المسرحي من مثل زمن الكتابة وزمن الحدث الدرامي ورمزيتهما .
الفضاء الزمني : لقد دون الكاتب ( علي لفته سعيد ) في نص الإرشادات المسرحية  ، العام 2003 وهذا العام هو عام سقوط الديكتاتورية وعام التغيير ، ربما يكون إشارة إلى أن الكاتب قد كتب هذا النص في نفس العام وهنا نتلمس رمزية هذا الرقم أو هذا العام في استشراف المستقبل وماذا ستكون الحالة المعاشة بعده إذن هو ليس مجرد عام أتى في مخيلة الكاتب يأثث به الفضاء الزمني للنص وإنما رمزا” يستشرف المابعد من خلال أسئلة تلح في رأس الشاب الذي يمثل الإنسان في الواقع .
الشاب / بقيت وحيدا” .. أسير في الطرقات أفتش بين ثناياها عن أسئلة لاتكون إجاباتها مبتورة .
أما عن زمن الحدث الدرامي أيضا” دون الكاتب في نص الإرشادات المسرحية ( وعلى الجدار ساعة جدارية توقفت عقاربها عند الساعة الثانية والنصف ) وهذا يعني بلغة الرمز أن الزمن توقف عن السير في حياة الإنسان وحياة الشخصية المسرحية الشاب ، لقد إستفادة الكاتب في توظيفه للسرد الإشرافي في تحديد فضاء زمني عن طريق شفرات تدخل ضمنا” في نسيج الحدث الدرامي وتأتي عن طريق حال لسان الشخصيات في النص المسرحي والتي تشكل هي بحد ذاتها رمزا” كروح الأب في النص
الأب / تعلق بأمل له وجهة الشمس لاتبتعد كثيرا” فهذه الأرض أرضك أكتب واحتضن قلمك
        لأنه وحده الباقي ليقول شهادته للجميع .
وهذا هو التطلع إلى المستقبل الذي رسخه الأب في رمزية عالية في مخيلة الشاب / الإبن الذي فعلا” إحتضن قلمه بعد أن ركض نحو الساعة ووقف أمامها ليجد أن عقاربها تحركت وهذا مؤشر على رمزية الزمن الذي كان متوقفا” وبدء يتحرك أي أن مسار الفضاء الزمني في النص أخذ شكل السكون والحركة من خلال رمزيته ، التي تقول بتحول أفكار الشاب / الإبن من العزلة إلى الإنعتاق ،
يلعب الحوار دورا” مهما” في النصوص المسرحية فهو يحدد الشخصيات والمكان وكذلك الفعل ، وتكون بنية الحوار في النصوص المسرحية على مستويين الأول حوار داخلي والثاني حوار خارجي ، ونقصد بالحوار الداخلي هو الحوار الذي يشتغل على الذات ومخاطبتها ويكون في صيغة ( الأنا والأنا ) بمعنى حديث النفس للذات ، وتكون المخاطبة في عدة أنواع منها المسموع وغير المسموع والملفوظ ، وهذا يحيلنا إلى التعبير عن مايدور في اللاوعي من الأفكار التي تحملها الشخصية الدرامية ، لم يكن الرمز فاعلا” في الحوار الداخلي للشخصية الرئيسية في نص المئذنة ، ربما لقلة هذا الحوار .
الحوار الخارجي : هو الحوار الذي يشتغل بنظام ( الدور turn_taking )أي أن الشخصية تحدث الشخصية الأخرى وتتبادل الشخصيتان الحديث ويكون في صيغة ( الأنا والأنت ) ومن ثم ( الأنت والأنا ) في ثنائية المتحدث / المستمع ، لقد استخدم الكاتب ( علي لفته سعيد ) الحوار الخارجي أكثر منه في الحوار الداخلي وجتهد في بناء علاقات جديدة بين الدال والمدلول في تسخيره الرمزية الجمالية بين ماهو واقعي وماهو رمزي ، في القراءة والتأويل ، فنلحظ أنه إستخدم الصور الرمزية الجزئية في توظيف فني جمالي للمفردات البعيدة المعنى لماهي عليه في الواقع .
الفتاة / العواصف ، لقد إنتهت وأصبح كل شيء متاح الأن ، لك الحرية أن تكتب بما تشاء
       أفكارك ..
الشاب / من قال أن العواصف إنتهت .. إنها مازالت تلفنا خرجت أشياء من رحمها .. أخذت
         تتحرك بلعنة أكبر وأخاف على المئذنة من أن يستغلها أحد .. أخاف .. أخاف .. أخاف ..
        لقد خرج ألف مقيد لأفكارنا والجميع .. سيؤذن في هذه المئذنة مادامت اللعبة الجديدة أن
        نكون جميعا” حامدين لما حدث
نلحظ في هذا الحوار أن الكاتب إستخدم صورا” رمزية جزئية وإن الكاتب بنى حواره على عنصر لغوي مهم في النص الدرامي وهو البنية الفعلية المتكونة من الفعل والفاعل والمفعول به حيث كان الفعل هو إستغلال المئذنة لبث الخطابات المتعددة من قبل الفاعل الذي خرج من رحم العواصف ليقيد أفكار الناس وهم المفعول به ، وبذلك يكون الكاتب قد أوجد لغة جديدة قوامها الرمز عن طريق تحويل المفردات اللغوية إلى مفردات إيحائية رمزية ، لقد إستطاع الكاتب أن يتجاوز المعنى المحدود للمفردة وترحيلها إلى معنى أخر رمزي في محاولة المزج بين الواقع والمتخيل والذي يتجاوز الدلالات الإشارية للمفردة
الفتاة / كنت أتصور أنك تتألم من الجروح
الشاب / هذه الجروح لم تعد تؤلمني .. إنها تذكرني وأذكرها .. أداعب بعض الشضايا النائمة
         في اللحم .. كأنها حلمات تعطيني حليب الصبر هذه الجروح وسيلتي للإنتظار أروضها
         وتروضني وأزرع في كل حركة منها حبا” جديدا” ……
نلحظ أن مفردة الجروح هي المركز في هذا الحوار ، والجروح تعني للإنسان العذابات الجسدية والنفسية إلا أن الكاتب ومن خلال بنية الحوار جعل من هذه المفردة رمزا” جميلا” للإنتظار / الصبر / الحب .. وهذا مخالف للإشارة الدلالية الواقعية لهذه المفردة فكان توظيفها في رمز يعبر عن الأمل / الحلم / الخلاص
أخيرا” أرى أن الكاتب ( علي لفته سعيد ) تمكن من توظيف الرمز في نصه المسرحي ( المئذنة ) بشكل جميل ليضيف إلى المتلقي / القارىء إلى جانب متعة القراءة متعة جمالية

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock