الهجرسى والدنجاوى والشريف يناقشون عرض “سيرة بنى زوال” بندوات مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الرابعة

الهجرسي: سيرة من خيال المؤلف وربما يكون لها ظل فى التراث لا أعرفه!

المسرح نيوز ـ القاهرة| متابعة: كمال سلطان

ـ

 

أقامت إدارة مهرجان نقابة المهن التمثيلية ندوة تطبيقية عقب انتهاء عرض “سيرة بنى زوال” بمسرح النهار، أدارها  الفنان جلال الهجرسى، وتحدث خلالها د. سحر الدنجاوى أستاذ الدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية، والناقد المسرحى أحمد الشريف.

 

استهل الفنان جلال الهجرسى الندوة بتعريف معنى السيرة حيث قال: السيرة هى حالة قصصية مروية تحتمل بعض التشخيص أو لا تحتمل لكن الوسيلة المعتادة لعرضها هى “الحكى”، فى عرضنا الليلة سيرة من خيال المؤلف وربما يكون لها ظل فى التراث لا أعلمه، وتتناول نجع بإحدى محافظات الصعيد النائية به حالة من الفقر والجهل والمرض وبها مجموعة من الانتهازيين الذين يشيروا إلى أنهم هم السبب فى هذا الجدب والجهل الذى يحياه أهل هذا النجح فى بيئة جبلية تفتقر أشجارها للأوراق، وألوانها قاتمة وحالة موت وبوار دائم فى الرجال والنساء.

 

هذه القوى الانتهازية هى التى تتحكم فى أهل النجع ويهمها استمرار حالة الخوف والفقر والجهل التى يعيشها النجع، ونحن فى النهاية أمام عرض مسرحى ينتظر منه المتفرج حالة متعة مسرحية، وقدم لنا العرض سيرة من خلال راوى مع مشاهد تمثيلية توغل فى حكى الراوى، فليس لدينا مفهوم دراما تقليدى أو حداثى، هذه الأحداث أفرزت عددا من الشخصيات فى حالات أدائية متميزة، وكان شكل الملابس متميز جدا وأعجبنى استخدام الرمز فى شخصية “شمس” من خلال ارتدائها للون الأبيض فى البداية كرمز للنقاء والطهارة، ثم اللون الأخضر دليل على الخصوبة والنماء، وبشكل عام لم يكن لدى كمتفرج التشويق الكافى داخل العرض، فنحن فى حالة فقر وحزن دائم طوال العرض.

 

وقالت د. سحر الدنجاوى: سعيدة جدا بمنحى فرصة التواجد فى هذا المهرجان ومتابعة عروضه المتميزة، ولكنى أكرر التأكيد على أن الندوة ليست مهمتها أن تقول هذا جيد وهذا سيئ فهذا عمل لجنة التحكيم ونحن فقط نفكك بعض المفردات الخاصة بالعرض فى محاولة تسهيلها على المتلقى وتوضيح بعض المصطلحات، وهذا من أجل تكوين ذائقة نقدية لدى الجميع.

وأضافت: سوف أتحدث فى البداية عن النص لأننا شهدنا توليفة ما بين السيرة والاسطورة وأحياناً الفانتازيا، فهى تجميعة جمعها لنا المؤلف ووظفها المخرج بشكل مكثف بعيداً عن المط والتطويل وهذا التكثيف جاء فى صالح العرض.

وعرضت د. سحر للفوارق الشكلية بين السيرة والأسطورة والملحمة، وأكدت على أن العرض قد صنع تماساً بين الأشكال الثلاثة، ثم تحدثت عن الإخراج فقالت أشكر المخرج خالد العيسوى لأنه قدم العرض بصورة عصرية رغم أنه موغل فى الشكل الجنوبى، وهذا العرض سبق تقديمه أكثر من مرة وشهدت فيديوهات لبعض هذه العروض، وأنا سعيدة بالتجربة التى شهدتها اليوم مع وجود بعض التحفظات أولها الشكل الشعبى عندما نقدمه على المسرح يكون بحاجة لمتطلبات هامة منها الرقص والموسيقى والغناء، وكنت أتمنى تقديم الموسيقى بشكل حى بالآلات الشعبية المعروفة لدينا،

فقد كانت ستفرق كثيراً، فكلما قربنا الحس الشعبى للجمهور كانت المسألة ستكون أفضل، وأتوجه بالشكر لجميع الفنانين بالعرض وأشكر الفرقة الاستعراضية الرائعة التى لولاهم لكان العرض ناقصا لأهم عنصر كما أشكر الماكييرة ومهندس الديكور الذى صمم المقام على شكل وحش وله شارب صعيدى بما يعنى أنه واحد منا، ونجح الفنان القدير خالد الذهبى فى دور برجاس الذى لم يكن شحصية واحدة وانما عدة شخصيات حملت العديد من الخلفيات السياسية وأشكره كثيرا على أدائه الرائع، وأحب أن ألفت نظره فقط لوجود فارق بين مريض الشلل الرباعى والمجذوب.

وقال الناقد أحمد الشريف: ان عدنا للتاريخ مع الفتوحات الاسلامية سنجد أن الصعيد تكون من النازحين من الجزيرة العربية فى ذلك الوقت وهو ما أعطاهم قدراً مضاعفاً من الفصاحة عن أهل الشمال، لذا فإن ملاحظتى الأساسية فى هذا العرض كانت على الطريقة التى يتحدث بها الأبطال وعلى النطق اللغوى، فالمؤلف أدرك ما أدرك وفاته بعض الأشياء الأخرى وهو ما يواجه أى مؤلف، والعرض شمل العديد من الرموز المعقدة بدءاً من عنوان النص، مرورا بالشخصيات والديكور، وعلى جميع المستويات، فالأحداث تدور حول شخص هو فى الأساس مجذوب نكتشف خداعه ثم يصبح ولى ذو كرامات، وله مريدين من أهل القرية، ولدينا راوى للأحداث يشارك أحيانا فى الحدث، لدينا أيضا شخص لديه عهدة يحاول المحافظة عليها ولكن هل استطاع ذلك، أم لا .. ضم العرض مجموعة من الرموز بحاجة للتبسيط، على الجانب الآخر كان هناك مشكلة فى المكوّن الصوتى، فعندما استمعت إلى أغنية العرض الافتتاحية وجدتها معبرة جدا عن الحدث وتصورت أننى سأكمل العرض بنفس القوة، لكننى اكتشفت أن الصوت فجأة اختلف جدا اما بسبب تصميم المسرح أو لعدم مراعاة مهندس الصوت أو لسبب ما أعلم تماما أنه ليس بسبب الممثلين، وعموما هذه أزمة مشتركة بين كل العروض، وعلى مستوى المكوّن الصوتى واجهتنى أزمة كرجل صعيدى وهى أن اللكنة التى تحدث بها أبطال العرض لم تكن موحدة، إضافة إلى أن هناك سمات للشخصية الصعيدية لا يمكن أن يتخطاها أى أداء وان كان مع أعظم أساتذة التمثيل، وقد كنت أشعر فى كثير من الأحيان أننى أمام لوحة كاريكاتيرية بسبب الخامة التى تم استخدامها فى الديكور، فهى لم تدخل إلى قلبى قتامة “الهشيم”، بعكس الاضاءة التى جاءت معبرة جدا وكانت فى أماكنها تماماً، وعلى المستوى العام سعدت جدا بالموسيقى والألحان خاصة فى أغنية البداية وأشكر الملحن محمد ناجى على ذلك.

واختتم الشريف قائلاً: هذا العرض إيهامى ولا يمت للفرجة الشعبية بصلة، تم تقديمه بالشكل الذى يليق به.

سيرة بنى زوال تأليف محمد على، أشعار أحمد سالم، ديكور على سمانى، ألحان محمد ناجى، غناء محمد سعيد، سما سعد، استعراضات د. أحمد الدله، مكياج لمياء محمود، إضاءة عز حلمى، مخرج مساعد محمد أبو يوسف، مخرج منفذ عمرو على بطولة خالد الذهبي، يوسف عبيد، هانى عبد الحى، عادل خلف، عمرو على، بسمة مصطفى، إيمان الشوكي إخراج خالد العيسوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock