حصريا.. مسرحية “مره واحد صالح” (العفريته ) للكاتب أكرم مصطفى

المسرح نيوز ـ القاهرة ـ نصوص مسرحية

ـ

مسرحية

مره واحد صالح

(العفريته )

 

 

تأليف         

أكرم مصطفى

 

المشهد الأول

حجرة صالح وهى حجره ضيقة المساحه بها سرير صغير ومكتبه مليئه بالكتب الى تظهر خارجه من ارفف المكتبه ودولاب صغير فى احد الاركان صالح نائما على فراشه مغطى تماما والإضاءه خافته يتقلب تحت الغطاء ونسمع صوت امه من الخارج

( تنادى ) صالح …. يا صالح …. إنت يازفت … يا نيله يا هباب …. انا عارفه انك صاحى ومطنش ……ودينى وما أعبد لو ما قمتش فتحت الشباك وخرجت من التربه اللى انت قافلها على نفسك دى لآجى آكل مصارينك …. يا بنى حرام عليك بقالك تلات تيام نايم ( تفتح بهيه الباب وتدخل لتضئ النور فى الحجره لتظهر تفاصيل اثاثها وبهيه سيده فى الخمسينات جميله ترتدى ملابس منزليه ) ص بهيه /

 

 

 

 

يا بنى حرام عليك  ريحتك طلعت بقالك عشر تيام مغسلتش وشك كده هتقمل ( تقترب من السرير وتحاول كشف الغطاء عن صالح الذى يمسك بالغطاء ويقاومها )

ماهو انا مش هسيبك وهتقوم يعنى هتقوم ( تنزع عن صالح الغطاء ليظهر شاب فى منتصف الثلاثينات يرتدى ملابس منزليه )

بهيه /
ايه يا بهيه عاوزه ايه منى بس ؟ صالح /
عاوزاك تمشى من وشى عاوزاك تروح فى اى حته بعيد عن الأربع حيطان دول بهيه     /
مش عاوز اخرج والنبى سيبينى  انام صالح   /
الهى لو حطيت جنبك على السرير ماتقوم منه تانى بهيه     /
( يقفز على السرير ) يبقى احسن ( يغطى وجهه ) صالح   /
يا ولا قوم متوجعش قلبى انا اللى فى مكفينى انت ايه اللى بيك ؟ قافل على نفسك ليه ؟ بهيه     /
مفياش حاجه يا ستى بس مش عاوز اروح فى حته ولا عاوز اشوف حد صالح   /
طب انزل هاتلى كيس مكرونه وكيلو طماطم ولا اقولك هاتلى برطمان صلصه بلاش طماطم بهيه     /
لا مش هنزل روحى انتى صالح   /
يا مصيبتى السوده يا بنى انا عاوزاك تمشى رجلك بدل ما تتكسح من قلة المشى اقولك خد عشرين جنيه اهيه اقعد على القهوه مع صحابك او انزل وسط البلد.. أقولك روح للواطيين اللى كنت بتعرفهم زمان وكانوا بيشربوك مخدرات بهيه     /
مش هنزل ريحى دماغك منى بقى صالح   /
يا بنى طب فهمنى  فى حد انت خايف تقابله تحت  .. يعنى حد مداينك … طب حد ماسك عليك زله بهيه     /
لأ محدش ماسك عليا حاجه انا مش طايق نفسى وخلاص يا بهيه صالح   /
كانك عندك دم وبتحس بهيه     /
لا انا مابحسش انا بلاستيك لا لا مش بلاستبك انا هوا مش موجود أصلا صالح   /
لا يا ضنايا متقولش على نفسك كده  انت موجود وريحتك المعفنه ماليه الأوضه اهيه …. ألا انت مبتهوبش ناحية الميه ليه يا صالح يعنى ايه علاقة انك حزين على عمرك كده بإنك مابتستحماش بهيه     /
حاضر هستحمى صالح  /
دلوقتى يالله عشان هغسل  ولا اقولك الهدوم اللى هتقلعها هولع فيها اسهل يالله خلصنى إقلع وخش على الحمام بهيه     /
يا امه حاضر مالك متصربعه على ايه …على مهلك عليا الدنيا مش هتتطير …. الدنيا عندى واقفه لا بتروح ولا بتيجى دلوقتى زى بعد ساعه زى بعد اسبوع صالح   /
لأ.. الدنيا بتجرى بره عنك … إنت اللى متكعبل لاجل حظى المنيل بهيه     /
مش بكيفى يا أم صالح كل اللى مفروض أعمله عملته علام وإتعلمت وأتخرجت بتقدير جيد جدا صالح   /
من آداب إجتماع بلا خيبه … هى دى كليات .. إجتماع الندامه وقلة القيمه بهيه     /
كليتى دى واحده من أهم الكليات النظريه فى تاريخ المناهج الدراسيه العليا فى مصر صالح   /
إتوكس منتا متلقح جنبى بقالك سنين وسنين اهو …. الا ما فى شغلانه وسترت فيها شهرين على بعض بالإجتماع بتاعك ده بهيه     /
هو الشغل اللى أشتغلته قبل كده كان يناسب اللى درسته واللى ضيعت سنين طويله عشان أتعلمه صالح   /
زيك زى اخواتك ماهو حواليك اهو عمر ابن الحاجه اهو خريج هندسه وسايق تاكس وخالد ابن عمك صبحى خارج من علوم وكان هيبقى معيد واتقلش ماهو فتح كشك وظبط حاله ولا استنى البت داليا صاحبة اختك سوسو مش كانت فى كلية الألسن ماهى بتسرح خدامات وعملتهم على قلبها قد كده بهيه     /
صح انا اللى خايب صالح   /
خايب على نفسك بقى متقرفنيش اخرج من الأوضه كمان عشان همسحها وانفض الفرش إختك سوسو لسه هتفطر اهيه قولها تعمل حسابك راخره لسه صاحيه بهيه    /
مش جت الصبح عاوزاها تصحى امتى ؟ صالح   /
يالله اخرجلها على ما اظبطلك الأوضه بهيه    /
لا لا لا مش عاوز اشوفها والنبى يا بهيه انا هخرج من الأوضه لما تنزل صالح   /
بقالك اسبوع ما بصيتش فى وشها … هى روخره من ضمن اللى مش عاوز تشوفهم طب ليه دى اختك هى اللى بتصرف ….. بهيه     /
( يكمل جملتها ) بتصرف على البيت وعليا بقالها خمس سنين من ساعة ابويا ما مات ومن غيرها نشحت و نجوع عارف يا ماما عارف صالح   /
ولما انت عارف مش عاوز تشوفها ليه ؟ تكونش فجأه بقيت راجل ؟ بهيه    /
…. يا رب يحصلك كل الحاجات الكويسه اللى فى الدنيا سيبينى براحتى… يا رب يا بهيه تروحى تحجى …. يا رب تجوزى بنتك سوسو وتخلصى من جرستها و كلام الناس عليها سيبينى بقى ( تدخل سوسو وهى فتاه فى منتصف العشرينات تظهر اصغر من صالح ) صالح  /
يسيبوا عليك طور اعمى يعدمك العافيه جرسة ايه يا ولا اللى أنا فيها يا واطى يا عاطل ياللى ما بتستحماش سوسو  /
( تجمع بهيه فرش السرير وقطع ملابس من الحجره ) دافع عن نفسك بقى يا حلو أهى جتلك اللى هتخرجك من الأوضه ومن الشقه كلها

 ( تخرج بهيه وتبقى سوسو متحفزه لصالح )

بهيه    /
أنا مكنتش أقصدك انتى يا سوسو انا كنت بتكلم عن … عن صاحبتك داليا لا مش انا امك اللى كانت بتتكلم عنها على انها يعنى بتشغل بنات يعنى صالح   /
مالها داليا بت جدعه وعملت مصلحه دايره وزى الفل بتصرف منها على بيتين فيهم اربع رجاله شحطه زى حضرتك بس انا عارفه انك كنت بتتكلم عنى انا … سمعتك يا صالح … انا عارفه انك مش مبسوط من شغلى فى المحل سوسو   /
الكباريه … اسمه الكباريه يا سميره صالح   /
المحل الكباريه الماخور الإسم ما يفرقش سوسو  /
امال إيه اللى يفرق ؟ صالح   /
المرتب يا أخى العزيز انا دلوقتى بعد اربع سنين فى المحل قصدى الكباريه بقيت ماسكه الصاله كل البنات الريكلام كل الجرسونات خلاص بقيت انا اللى بوزع المهام سوسو  /
طب مش تقوليلى كده .. تصدقى فرحتلك جدا صالح   /
ما تتنئورش عليا عشان ما اسخنش عليك وابعتر كرامتك اكتر ما هى متبعتره .. مزعلك قوى ان الناس بتقول انى شغاله فـ كباريه سوسو  /
لأ يا سميره انا مزعلنى شغلك فيه مش اللى الناس بتقوله عليكى اخرتها كباريه يا أستاذه يا خريجة الحقوق صالح   /
انا دلوقتى بقفل تلاته ونص فى الشهر يا معلم ولا انت نايم على ودنك ….. امك بعد ما ابوك مات باعت دهبها وفكرت تطلب اعانات من الجمعيات الخيريه  ولا نسيت .. لكن دلوقتى خلاص بقينا ناكل لحمه وفراخ عادى زى البنى ادمين وبيتنا مستور سوسو  /
قولى البيت مليان اكل … قولى البيت بقى فيه فلوس بس متقوليش مستور … صالح   /
صالح انا محافظه على نفسى ومحدش بيعرف يلمسنى اه فى المحل بلبس قصير وعريان بس بشرفى انا بفضل واقفه على رجلى عشر ساعات ما بستريحش نصهم برقص ده غير الحشيش اللى بشمه … يعنى بشقى بالفلوس اللى بخدها وفى النهايه يا وحش لو انت نزلت شغلانه جبت منها نص اللى انا بجيبه وسترت فيها تلات شهور على بعض هتحجب واقعد فى البيت قشطه …. يالله يا حيلتها بقى عشان تفطر معايا سوسو  /
مش هقدر مليش نفس ممكن تسيبينى لوحدى شويه … انا مش مضايق منك ولا من اللى قولتيه صالح   /
انشالله تتفلق حتى ولا يهمنى واللى بياكل على ضرسه ( تتجه للباب ) ولو قليت أدبك تانى وسمعتك هضربك بالشبشب على بقك ( تخرج ) سوسو  /
(يبدو صالح حزينا يغلق نور حجرته ويتجه لسريره يجلس عليه متكورا يسمع بسبسات فينتبه ويدور فى المكان بحثا عن مصدر الصوت الذى يأتى مجسما)
بس بسبسبسبسبسببس بس بس ص تاتلى/
مين ؟ الصوت ده إيه ؟ مين ؟ ( يدور فى المكان خائفا ) الصوت جاى من الحيطه ولا من بره ؟ مين ؟ صالح    /
ششششش متخافش ص تاتلى/
لا اخاف انتى مين ؟ صالح    /
أنا واحده ص تاتلى/
واحده إزاى يعنى ؟ واحده إيه ؟   واحده فين ؟ صالح    /
كل دى اسئله عاوزنى اجاوبك عليها مره واحده مش نتعرف على بعض الأول ص تاتلى/
(لنفسه) انا لسعت صالح    /
أنا هبانلك دلوقتى امسك نفسك ومتتخضش ص تاتلى/
اتفضلى بانى انا تمام (لنفسه وكأنه فهم ما يحدث) انا لسه نايم ولا أيه ؟ صالح    /
لا انت صاحى وسامعنى وانا بقالى سنين مستنيه اللحظه اللى هتشوفنى فيها وتسمعنى (تتغير إضاءة المكان وتحديدا الحائط الخلفى للحجره تتغير ملامحه لتخرج منه ذراع وساق بهدوء ليصرخ صالح مفزوعا) ص تاتلى/
إلحقينى يا بهيه صالح   /
 

Black

 

 

 

 

 

 

المشهد الثانى

(صالح يتلفت مرتعبا وأمه بهيه بجانبه تتمتم بآيات قرأنيه وهو ينتفض ويبدو عليه الخوف الشديد)
بهيه : أهمد بقى .. خلاص أنت كان بيتهيألك ومفيش حاجه أهو فى الأوضه لا صوت ولا بسبسه ولا دراعات فى الحيطه (مازال صالح يتلفت)
صالح : والله العظيم يا بهيه اللى حكيتهولك حصل .. سمعتها وراحت قايلالى بص على الحيطه ولاقيت ايدين …
بهيه : (تقاطعه)عوض عليا عوض الصابرين يا رب .. بص يا حبيبى انا مش فاضيالك .. عندى غسيل وطبيخ وأنت قعدتك فى الاوضه لوحدك جننتك .. وأنا حذرتك .. فأنت أيه
صالح : أيه ؟
بهيه : تتنيل على عينك وعين اللى جابتك وتقوم تغور فى أى مصيبه تاخدك بعيد عن الاوضه دى
صالح : يعنى أنا اللى سمعته وشوفته ده أونطه مش كده؟ كان بيتهيألى يا بهيه صح؟
بهيه : طول ما أنت فى العلبه المقفوله دى هتشوف أيدين ورجلين وصراصير وعفاريت وكل القرف اللى يطلع على دماغك ودماغ اللى خلفوك .. البت اختك نزلت أحمرلك بطاطس بقى مع طبق الفول عشان تفطر ؟
صالح : (وما زال قلقا من الحجره وما فيها) ماشى .. ماشى يا بهيه (تتجه بهيه لباب الحجره)
بهيه : تنزل تجيب طعميه سخنه ؟
صالح : (معلقا عينيه على الجدار ولا يرد)
بهيه : يا ولا .. (تصرخ بصوت عالى) يا صالح (يرتعد صالح من صوتها وكأنه يراها لأول مره) يارب .. بقى هو الواد اللى طلعت بيه من الدنيا تبقى دى أخرته .. طب أعمل بيه ايه أقف على باب جامع أشحت بيه
صالح : ما ترحمينى بقى يا بهيه .. روحى أعملى البتنجان اللى قولتى عليه
بهيه : بتنجان ؟! ألهى يخللوك فى برميل مصدى يا بعيد (تخرج وتغلق الباب خلفها – يتلفت صالح فى الحجره ويطمئن أن لا وجود لأحد فيها فيجلس على السرير ممسكا راسه وكأنه يعانى من صداع)
صالح : (لنفسه) أنا تعبان قوى .. أخرتها أشوف الحيطه بتطلع دراعات .. ياللا خسارتك والله يا صالح (يبتسم بسخريه) فى وقت من الأوقات كنت فاكر نفسى أقدر أهد الدنيا وفى الأخر رسيت على أوضه بقالى فيها خمسه وتلاتين سنه وصداع ما بيسيبش دماغى
ص.تاتلى: سلامتك (ينتفض صالح ويتجه لباب الحجره يحاول فتحه لكنه يجده مغلقا ويصرخ)
صالح : يا بهيه أفتحيلى الباب يا بهيه الصوت رجع تانى
ص.تاتلى: مش هتخرج من هنا ألا لما أنا أقرر أنك تخرج
صالح : (لا ينتبه ويدق الباب فى رعب) يا بهيه ألحقينى يا بهيه (تتغير الأضاءه ويتحرك الجدار فى خلفية الحجره لتظهر به تفاصيل جسد فتاه وكأنها تحاول الخروج منه لتخرج فجأه فتاه جميله بملابس أسطوريه وبجانبها فتاتان تبدوان وكأنهما خادمتاها) يا نهار أسود دول تلاته ألحقينى يا بهيه ما طلعتش واحده دول تلاته
تاتلى: أزيك
صالح : (يحاول أن يدارى وجهه بعيدا عن تاتلى وتابعتيها ويضرب وجهه بيديه محاولا أن يفيق محدثا لنفسه) فوق .. فوق .. فوق
تاتلى: أنت فايق وشايفنى وسامعنى
صالح : أنتى أيه ؟ أنتى مين ؟ وعايزه منى أيه ؟
سيميلا : (مشيرة لتاتلى) الأميره تاتلى بنت الملك تيسان ملك ملوك الجن الطيار
صالح : أه .. ايوه .. اهلا وسهلا … سمعت عنها .. ممكن تفتحولى الباب بقى عشان أجيبلكوا حاجه تشربوها طيب
تاتلى: أنا عارفه انك خايف ومش مصدق
صالح : أنا مش خايف .. أنا مرعوب .. وعايز اصحى بس مش عارف أصحى أزاى
تاتلى: النور فى المكان ده دايما مش كويس (تصفق لتيميلا بيديها ليتحول المكان الى أضاءه مبهره)
تيميلا : الضوء دلوقتى مناسب مولاتى ؟ (تومىء تاتلى برأسها وتشير بيدها لتابعتيها فتقفزا داخل الجدار وتختفيان – يجرى صالح ورائهما ليضع يده على الجدار ليجده مصمتا)
صالح : (مذهولا – يضحك) تخريف .. دول دخلوا الحيطه
تاتلى: (تقترب منه) لأ دول خرجوا من الباب ده منتظرين بره
صالح : منتظرين بره الحيطه ؟
تاتلى: دى بالنسبالك أنت حيطه
صالح : أمال بالنسبه لحضرتك أيه ؟
تاتلى: مش مهم .. أنا جيت .. جيتلك (صالح متجهما لا يرد – تدور تاتلى فى المكان )انا بحب المكان ده من ساعة ما جيته أول مره من خمسه وعشرين سنه
صالح : (ينفجر ضاحكا) خمسه وعشرين سنه ؟ أنتى جيتيلى هنا من خمسه وعشرين سنه؟

 

 

تاتلى: بالظبط .. بالظبط من خمسه وعشرين سنه وتلت شهور واتناشر يوم .. ساعة ما والدك جابلك الكوره الحمرا الكبيره .. الله يرحمه .. انت فرحت بيها قوى وكان فى هنا مرايه وقفت قدامها وقعدت تصرخ وتضحك تصرخ وتضحك .. ساعتها كنت أنا طايره فوق .. كنت مسافره نزلتلك عجبتنى قوى وساعتها قررت أنى أزورك كتير .. وزعلت قوى من أختك سميره .. سوسو لما كسرت المرايه من تمن سنين وأربع شهور وخمس أيام .. فاكر ؟ لما كنتوا بتهزروا سوا وحدفت عليك الطبق وانت رجعت ورا فالطبق جه فى المرايه كسرها .. كنت أنا واقفه جنبك ساعتها .. هزارها تقيل سميره
صالح : أه قوى .. بس أنا عاوز اسألك سؤال
تاتلى: اسأل
صالح : هو أنا هصحى أمتى ؟
تاتلى: (فى لوم) أنت مش نايم يا صالح .. أنا حقيقه .. أنا مش عارفه أتكلم معاك وأنت خايف كده أنا عارفه أيه اللى هيبسطك .. تسمع مزيكا (تصفق تاتلى بيدها لنسمع صوت كمنجا فيبتسم صالح)
صالح : حلوه (تاتلى تصفق ثانيه ليزيد صوت عزف على العود– تصفق تاتلى مره اخيره لتدخل الأيقاعات على الموسيقى وتظهر وصيفتاها ويدورا حولها فيغيرا ملابسها لتصبح ببدلة ذات طابع شرقى)
تاتلى : وهرقصلك كمان .. أنا عارفه أنك بتحب الرقص (تبدأ تاتلى ووصيفتاها فى الرقص لصالح وتنتهى الرقصه وصالح سعيدا يصفق فتنحنى الوصيفتان وتختفيان)
صالح : أنتى بترقصى حلو قوى .. والمزيكا كمان كانت حلوه قوى
(تدخل بهيه تحمل صينيه عليها الأفطار وبمجرد دخولها تعود أضاءة المكان لسابق ما كانت عليه – يثبت الجميع وصالح يقلب نظره ما بين بهيه وتاتلى فى أنتظار رد فعل بهيه على وجود تاتلى)
بهيه : أيه يا منيل بتبحلقلى كده ليه؟
تاتلى : (ينظر لتاتلى التى تضحك وتقترب من الصينيه فى يد بهيه تتذوق ما عليها) الفول ناقصه زيت
صالح : هيا مش شايفاكى ؟ (تهز تاتلى رأسها نفيا) (لبهيه) الفول ناقصه زيت ؟
بهيه : الزيت خلص ما أنت عارف .. هنزل أجيب التموين بعد ساعه .. أخر نقطتين فى الأزازه حطيتهملك وما تتأمرش عليا وحياة أبوك أنا مش ناقصه .. عاوزه غرقان فى الزيت أنزل هاتلى التموين وتعالى أو تطفح وأنت ساكت
تاتلى : (تدور حول بهيه بسرعه) أنا بحب الست دى قوى من ساعة ما عرفتها وأنا بموت فيها .. بتحبك قوى على فكره رغم طولة لسانها

(صالح يتابع تاتلى وبهيه تنظر له متفحصه)

بهيه : ولا يا صالح أنت تايه كده ليه ؟ أنت سامعنى ؟
صالح : اه اه سامعك
بهيه : هتغمس ولا أعملك سندويتشات
صالح : هاكل .. هاكل
بهيه : أنت أنطرشت .. بقولك أعملك سندويتشات؟
صالح : (تائها معلقا نظره بتاتلى التى تدور فى المكان تلعب فى مرح وكأنها طفله) أعملى
بهيه : طب أقعد قدامى عشان عايزه أقولك حاجه (يجلس صالح أمام بهيه وبينهما الطعام وتبدأ فى عمل سندويتش له وهى تحدثه بينما صالح يتابع تاتلى ) صالح أنت بتفكر فى الـ … انا يعنى كنت عاوزه أقولك أن انا … أنا واختك يعنى .. كنا بنفكر ان انت بقى عندك خمسه وتلاتين سنه اهو ولازم يعنى .. أنت عارف البت بثينه .. كانت اختك بتكلمها وقالتلها يعنى
صالح : بهيه أبوس أيدك انا اللى فيا مكفينى .. عاوزه أيه ؟
بهيه : عاوزه أجوزك (تتغير الأضاءه فجأه باللون الأحمر الذى يغمر المكان وتصفق تاتلى لتظهر تيميلا وسيميلا ومجموعه من الجنيات وبهيه تمسك صدرها) صالح ألحقنى يا صالح أنا دايخه ومش قادره اتنفس .. أنا حاسه أن الدنيا بتلف بيا
صالح : أيه فى ايه ؟ حصل ايه ؟ ملكوش دعوى بيها .. ابعدوا عنها
 

Black

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الثالث
(صالة شقة صالح وهى شقه عاديه بها ترابيزة سفره قديمه وأربع كراسى وأنتريه أسيوطى قديم تجلس بهيه وسميره)
بهيه : معرفش أيه اللى حصلى .. قاعده بعمل للواد اخوكى سندويتش قام صدرى طابق عليا والدنيا لفت وشوفت كل الألوان
سميره : يا أمه الضغط .. الدكتور قالك حياتك مربوطه بالحبايه .. وأنتى بتقعدى بالتلت أيام مطنشه ودى اخرتها ضغطك على ودماغك كانت هتفرقع وكنتى هتروحى فيها .. صحيح كلمتى الواد صالح ؟
بهيه : على أيه ؟
سميره : على الجوازة يا بهيه
بهيه : أتنيلى بنيله لسه بقوله عايزين نجوزك وحصلى اللى حصل .. البت بثينه دى باينها نحس
سميره : لا يا أمه ركزى كده .. نحس أيه .. هو فى عرايس اليومين دول تيجى بشقتها وعفشها واجهزتها ده غير الفلوس اللى فى البنك اللى وارثاهم عن أبوها
بهيه : قلبى مش مطاوعنى يا سوسو .. دى اكبر من اخوكى بتلت سنين عندها تمانيه وتلاتين سنه .. الواد اللى حيلتى لما أنوى اجوزه أجوزه لواحده عانس
سميره : جرى أيه يا بهيه .. الكلمه دى مبقاش ليها معنى اليومين دول .. نص بنات البلد كسروا الخمسه وتلاتين ولسه قاعدين من غير جواز .. طب انتى لو مش موافقه على بثينه تفتكرى هتعرفى تجوزيه وهو صايع متلقح من غير شغل كده؟ أنا بفكر فى أيه بثينه عندها محل مقفول فى نفس البيت اللى هيا قاعده فيه.. ماهو ملكهم .. لو عرفنا نشبطهم فى بعض ونلمهم ونفتح المحل أى حاجه .. بقال .. خردوات .. ان شالله سندويتشات كبده وسجق حتى .. وصالح حياته تمشى بدل ما هو قاعد كده جنبنا زى البيت الوقف .. وبعدين يا أمه أنتى  مقعدتيش مع بثينه .. دى بت زى العسل
بهيه : والنبى كلامك عجبنى .. بس يعنى بثينه فى كلام عليها يعنى .. أتخطبت كذا مره وخالتها محاسن أتمسكت أداب مرتين .. مش خالصه يعنى
سميره : لأ لأ لأ محاسن أتمسكت مره اداب ومره كمبياله واحنا هنتجوز البت مش خالتها ومتجيبيش السيره دى قدام صالح .. هو دماغه مهسهسه ومش مظبوط خلقه .. ها اكلمها تيجى تشرب معانا الشاى ونتسامر شويتين ونقعدها مع صالح؟ ماشى ؟
بهيه : ماشى كلميها

 

 

سميره : (تخرج محمولها وتتصل) أيوه يا بثينه .. أنتى فين يا بت ؟ قريبه يعنى ؟ كويس .. أنا لسه مع امى وجايبين فى سيرتك وعاوزينك تيجى تشربى معانا كوباية شاى .. أه دلوقتى يلا على طول مستنياكى .. باى باى
صالح : (يخرج صالح من باب حجرته من يسار المسرح) عامله ايه دلوقتى يا أمه ؟ كويسه؟
بهيه : توك ما أفتكرت ده أنا مت وصحيت تلت أربع مرات
صالح : (ينظر خلفه ويشير الى داخل حجرته إشارات تعنى أنه يريد أن تظل تاتلى بالداخل) هو أيه اللى حصل ؟ يعنى حسيتى بأيه ؟
سميره : أنت هتعمل فيها دكتور .. ضغطها على شويتين وخدت الحبايه وبقت كويسه .. تعالى أقعد جنبى (يعود صالح لباب حجرته ليغلقه)
صالح : أستنى شويه (لتاتلى داخل الحجره)
بهيه : تستنى أيه ؟ الشاى على النار.. تعالى أقعد معانا  شويه (يظهر ان الباب هناك من يحاول فتحه وصالح يمنع ذلك)
صالح : بتطمن على امى وجاى
سميره : أمك كويسه أتطمن (تظهر تاتلى من الناحيه الاخرى وما زال صالح ممسكا بالباب)
بهيه : أنت ماسك الباب ليه خايف عليه لا يهرب (يدرك صالح ان تاتلى فى المكان فيترك باب الحجره ويتجه لأمه ويشير لتاتلى ان تبتعد عن بهيه – تنهض سميره لتدخل الى باب المطبخ)
سميره : هصب الشاى .. دقيقه واحده (تختفى سميره بالداخل)
صالح : (لبهيه) سلامتك الف سلامه عليكى يا ست الكل
بهيه : جرى أيه يا ولا ما أنا زى الفل أهو دوخت شويه وخلاص قطع الضغط وسنينه .. كنا بنقول أيه بقى ؟
صالح : مكناش بنقول أى حاجه
تاتلى : سيبها تتكلم .. متخافش أنا هديت ومش هأذيها .. سيبها
بهيه : شوف يا صالح الحكايه وما فيها أن انا يا أبنى أمك اللى عارفاك وخابزاك والبت اختك اللى جوه دى كمان فاهمه وتعرف الكفت .. فأنا وهى لما فكرنا يعنى فى انك
صالح : أيه اللف والدوران ده يا بهيه .. ما أنتى قولتى جوه عاوزه تجوزينى وأنا ماليش فى الجواز .. خلاص الموضوع بسيط
بهيه : (تدق بهيه على صدرها) يا نهار أسود مالكش فى الجواز؟
صالح : لأ متفهمنيش غلط .. أنا قصدى يعنى أنى هتجوز ازاى وبأيه .. ده أنتى بتذلينى ليل ونهار عشان سميره بتصرف عليا .. كلامى معناه ان واحد فى ظروفى مينفعش يتجوز (تدخل سميره تحمل صينيه شاى عليها ثلاث كوبايات)

 

سميره : الا أذا اللى هتتجوزها هتظبطلك الظروف دى .. يعنى تبقى مقرشه عندها كام الف فى البنك .. عندها محل ممكن تفتحه أى مصلحه .. عندها شقه .. كده يعنى
تاتلى : (تقترب من سميره التى ترفع كوب شاى لتشربه) قصدها على بثينه العانس اللى سيرتها على كل لسان وكانت حامل الشهر اللى فات وسقطت وأختك عارفه (تضرب تاتلى كوب الشاى فى يد سميره فيسقط على ملابسها فتصرخ من سخونته)
بهيه : مش تصحى لنفسك يا سميره بدل ما الشاى كان هيسلخك
سميره : ربنا ستر .. (تمسح بقايا الشاى من على ملابسها) ها قولت ايه يا صالح ؟
صالح : دى كانت حامل الشهر اللى فات وسقطت وانتى عارفه (يبدو الذهول على سميره وبهيه)
بهيه : (لسميره) يا نهار أبوكى اسود .. عايزة تأكلى اخوكى المهلبيه ؟ (ترفع بهيه الشبشب وتطارد سميره التى تحاول الابتعاد عنها وتجرى فى أرجاء الصاله) بتضحكى عليا وعلى شيبتى .. بتضحكى على امك يا سميره .. عاوزه تجوزى اخوكى لواحده ماشيه فى الغلط ؟ يا ميلة بختك فى عيالك يا بهيه (تعرقل تاتلى سميره لتسقط على الأرض لتمسك بها بهيه وتضربها لتصرخ سميره ألما)
سميره : والله العظيم دى كانت متجوزه بس عرفى .. والواد اللى كانت متجوزاه طفش بره مصر ووقعت فى عرضى .. دى بت طيبه وبنت حلال مصفى حرام عليكى يا بهيه تظنى فيا الظن الوحش ده .. انا برده اعمل فى اخويا كده (ترتمى بهيه على أقرب كرسى لها)
بهيه : أعمل ايه بس يا ربى .. اللى طلعت بيهم من الدنيا .. عيله لوعه وعيل رايحه منه
تاتلى : صالح سيبهم بقى وتعالى عشان عاوزه اقولك حاجه مهمه
صالح : أستنى بس عشان أمى تعبانه ومش هينفع أسيبها كده
تاتلى : لأ سيبها دى بتمثل
سميره : طب انا اعمل ايه دلوقتى ؟
بهيه : فى أيه يا معدوله ؟
سميره : فى بثينه اللى جايه دى
بهيه : ( تعتدل وقد نسيت التعب ) كلميها قوليلها مش عايزين النهارده (نسمع جرس الباب يرن وترتبك سميره)
تاتلى : (لصالح) دى واقفه على الباب
سميره : والنبى يا أمه لو هيا متضايقيهاش .. تشرب كوبايه الشاى وتمشى وخلاص (تتحرك سميره الى الباب لتفتحه بينما يتجه صالح الى حجرته)
صالح : انا فى أوضتى بقى
بهيه : هو أنت لحقت تخرج منها عشان ترجعلها .. إتمسمر مكانك احسنلك عشان تستقبل مجايب أختك

(تدخل سميره وخلفها بثينه وهى سيده شارفت الأربعين جميله جدا ترتدى ملابس تظهر انوثتها)

سميره : اتفضلى يا بثينه اهلا وسهلا (تدخل بثينه وهى تنظر للأرض ويبدو عليها الخجل)
بثينه : (تسلم على بهيه) أزيك يا خالتى
بهيه : أهلا .. طب ما أنتى حلوه أهو .. امال ايه اللى كان عمل فيكى كده ؟
بثينه : نعم ؟ عمل فيا ايه ؟
سميره : (تبحث عما تقول) المكياج .. امى قصدها المكياج أنك حاطه مكياج يعنى وانتى مش محتاجاه .. سلمى على صالح اخويا
بثينه : (تسلم على صالح) مساء الخير .. أزيك (تمد يدها)
تاتلى : ماتسلمش (يمد صالح يده ثم يتراجع) لو سلمت مش هيحصلك كويس ولا هيحصلها
بثينه : (تتقدم منه) انت مش عاوز تسلم عليا
صالح : عاوز بس مش قادر
سميره : (تمد يدها تسحب بثينه) تعالى تعالى
بهيه : (لبثينه) صحتك عامله ايه دلوقتى ؟
بثينه : كويسه الحمد لله .. ربنا يخليكى يا خالتى
بهيه : أصلى عرفت أنك من شهر كنتى تعبانه يعنى
سميره : البرد .. اصل كنت بقول لماما انك عندك برد وصدرك بيوجعك .. وحمدا لله على السلامه بقى وكده (تشير لبهيه ان تغير الموضوع)
تاتلى : (تسحب صالح من يده تتجه به ناحية حجرته وهو يقاومها)
صالح : استنى بس مش هينفع
تاتلى : لأ هينفع .. أدخل (يسحب صالح يده ويعود ليجلس بجانب امه بهيه)
بثينه : والله يا صالح سميره ما بتبطلش كلام عنك .. هيا بتحبك قوى ومن كتر كلامها عليك أنا كمان حبيتك قوى .. قصدى كنت عاوزه أقعد معاك يعنى
صالح : الله يخليكى
تاتلى : (يبدو عليها الغضب وتصفق بيديها لتظهر سيميلا وتيميلا لينحنوا أمامها)
تيميلا وسيميلا:  

أمرك (تشير تاتلى الى بثينه فيقف صالح بينهما وبين بثينه)

صالح : لأ مش هينفع .. دى برضه ضيفتنا (لتاتلى) قوليلهم يمشوا .. يستنوها بره وأول ماتنزل يولعوا فيها
تاتلى : ماشى (للخادمتين) أستنوها بره (يهمس صالح لتاتلى وبثينه تراقب)
بثينه : (تميل على سميره) هو اخوكى بيكلم مين ؟
سميره : بيكلمك يا هبله مش تركزى معاه
بثينه : بس ده باصص الناحيه التانيه
سميره : مكسوف من أمه بيلاغيكى من بعيد لبعيد كده
بهيه : صحيح وارثه ألافات فى البنك يا بثينه ولا هتش وجر رجل
بثينه : لأ هتش أيه يا خالتى ده انا ابويا كان سايبلى فى البنك سبعين ألف غير البيت .. هما دلوقتى وصلوا خمسين
بهيه : أه عرفت أن فى حد لهف شويه وطار
سميره : اللى شاركتيه .. ما أنا قولت لأمى أنك شاركتى حد والمشروع باظ
بثينه : أسكتى يا خالتى الله يسامحه بقى نصب عليا
بهيه : معلش .. ماهو الحجر الداير لابد عن لطه برضه .. واهلك سايبنك كده ليه ؟
سميره : أمى قصدها يعنى سايبنك تشاركى الناس ويتضحك عليكى مش واقفين جنبك ليه .. صح يا بهيه؟
بهيه : صح يا معدوله
تاتلى : أنا عاوزه أعرف أيه اللى مقعدك هنا .. هو انا مش عاجباك؟
صالح : أنتى .. أنتى قمر
بثينه : بجد ؟
تاتلى : طب يلا هفرجك على حاجه تعجبك جوه
صالح : ما تروحى وانا أجى وراكى على طول
بثينه : (هامسه لسميره) الحقى أخوكى بيقولى أنزلى وانا جاى وراكى .. ده فاكك قوى مع ان شكله يقول أنه قفل
سميره : (تنظر لصالح وهى تدرك انه لا يقصد بثينه) اه فاكك .. هو فك على الأخر
بهيه : انتوا بتدودوا على ايه ؟ ما قولتيليش يا عين امك هتشربى شاى ولا مش كييفه
بثينه : (تتحرك الى جوار صالح) لأ شاى أيه بقى ده أنا يا دوبك أنزل أصل طلعلى معاد  .. مره تانيه بقى يا خالتى أقعد معاكى ونبقى براحتنا
بهيه : ابقى قابلينى (تتدارك ما قالته) قصدى هنا يعنى أقابلك هنا برضه .. مع السلامه يا أختى مع السلامه (بثينه تسلم على بهيه وتقترب من صالح)
بثينه : أنا مبسوطه انى شوفتك النهارده قوى يا صالح (تهمس له) نتقابل على الناصيه قدام بتاع اللبن مستنياك (تخرج بثينه ومعها سميره ترافقها) هستناه على الناصيه .. يارب يحصل يا سميره (تخرج بثينه وبمجرد خروجها نسمع صوت سقوطها على السلم وصرخاتها)
بهيه : والنبى مزه خسارتها فى المشى البطال (تسحب تاتلى صالح من يده تجاه حجرته)
تاتلى : تعالى بقى
صالح : (وهو متجه لحجرته خلف تاتلى التى تضع يده على كتفها) انا هدخل اوضتى يا بهيه أريح شويه (تستوقفه بهيه)
بهيه : هو انت فارد أيدك قدامك ليه كده .. هو انت ايدك فيها حاجه؟
صالح : (مرتبكا) لأ ده انا ايديا منمله وكنت رافعها فوق شويه عشان تفك .. انا هدخل اوضتى بقى وبلاش حد يدخلى أصلى هنام .. ماشى يا بهيه (تدخل سميره تضرب كفا بكف)
سميره : البت اول ما حطت رجلها على السلم أتهبدت كأن عفريت نكتها فى الأرض وكعورها على السلم ده رجليها أتجزعت مش قادره تدوس عليها وانا وصلتها لحد تحت
صالح : (لتاتلى) والله حرام عليكى
سميره : حرام عليا أنى وصلتها
بهيه : لأ قصده عليا انا أنى اتنأورت عليها (مره اخرى تدفع تاتلى صالح تجاه حجرته)
تاتلى : سيبك منهم بقى بقالى ساعه مش عارفه أقعد معاك لوحدنا ..
بهيه : شوفت يا ولا يا صالح والله اللى أسمها بثينه دى لو ماكانش حصلها اللى حصلها كانت بقت عروسه لقطه (يتحرك باتجاه حجرته وهو يهمس لتاتلى وهو يضحك ليدخل حجرته ويغلق الباب) الله الواد ولا كأنى بكلمه
سميره : انتى لسه واخده بالك .. ده بقاله أسبوع بيكلم الهوا (تخرج سميره وتبقى بهيه وحيده)
بهيه : معقوله؟ الواد اللى حيلتى .. يا ندامتى يا صالح

 

 

 

Black

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الرابع

(حجره صالح – صالح يجلس على سريره ويبدو حزينا تتحرك تاتلى بسرعه بين أركان الغرفه وتحاول ان تلاعبه لكنه لا يستجيب)
تاتلى : مالك ؟ زعلان ليه ؟
صالح : أمى .. أمى يا تاتلى
تاتلى : أه امك زعلانه عشان انت بتكلم نفسك ومبتخرجش من اوضتك ومبتاكلش كويس .. صالح أنت لازم تعرف انك قريب قوى هتسيب هنا
صالح : أيه ؟ هعزل؟
تاتلى : لا هتيجى معايا المملكه .. وهحققلك كل اللى انت عاوزه .. بس تسمع كلامى
صالح : أنا عاوز اسألك سؤال
تاتلى : أسأل
صالح : أنتى طلعتيلى أنا ليه ؟ وبتعملى ده كله عشانى ليه ؟
تاتلى : عشان أنت جميل وانا بحبك
صالح : بتحبى فيا ايه ؟ انا فاشل ومحققتش أى حاجه فى حياتى
تاتلى : (منفعله) لأ متقولش على نفسك كده .. أنا شوفتك وانت ناجح فى مواقف كتير .. فاكر وأنت فى رابعه كليه لما نزلت تدريب فى المدرسه الأعدادى من تلاتاشر سنه وست شهور وأتنين وعشرين يوم .. لما قابلت ميدو
صالح : (بفرحه) ميدو ؟! ياه .. الولد المعاق ؟
تاتلى : اللى كان عنده شلل الأطفال يا صالح .. اللى انت وقفت جنبه وساعدته ينجح فى أمتحاناته بعد ما كان كاره المدرسه وكاره الدنيا كلها بسبب أعاقته
صالح : وده نجاح ؟!
تاتلى : تعرف ان ميدو أتخرج من كليه التجاره وشغال محاسب فى بنك كبير قوى ؟
صالح : ايوه عارف .. هو كلمنى من تلت سنين وقاللى انه أتعين
تاتلى : ده بفضلك يا صالح  .. وعبير زميلتك فى الكليه اللى لحقتها قبل ما تنتحر .. أنا فاكره كويس .. كنت معاك لما رحتلها البيت وأقنعت والدتها أنها تتجوز اللى بتحبه .. كنت عظيم يا صالح وانت قدام عمها واخوها وبتقنعهم بأن الحب ممكن يصنع المعجزات .. وصدقوك .. عبير كل يوم تجيب سيرتك مع جوزها وبنتها مروه .. انت يا صالح موهوب وذكى .. مين اللى فاشل أنت ؟ مش مصدقاك .. أنت تقديرك جيد جدا .. الطبيعى ان اللى زيك يكون أستاذ فى الجامعه .. ناشط حقوقى .. انت بتحس بالبنى أدمين وبتقدر تحل مشاكلهم

 

 

صالح : بس باب النجار مخلع .. معرفتش أحل مشكلتى أنا .. والنتيجه أيه ؟ عاطل واختى الصغيره بتصرف عليا .. المصيبه اللى انا واقع فيها أنى مبعملش حاجه .. الزمن وقف تحت رجلى .. هنا فى بلدنا الوقت مالهوش تمن .. نص حياتى راحت يا تاتلى .. راحت .. عدت قدامى ومفيش فى ايدى حاجه غير انى أتحسر عليها ..
تاتلى : عشان كده انا جيتلك .. عشان نلحق نص حياتك التانى .. وجودى معاك يا صالح هيخليك تقف فى وش الوقت .. تعديه .. تبقى أسرع منه
صالح : هقدر ؟
تاتلى : وانا معاك هتقدر أنت لما تقف قدام والدى ملك الجن الطيار هتعرف أنت قد أيه مهم
صالح : هقف قدامه ليه ؟
تاتلى : عشان الإمتحان
صالح : أمتحان أيه ؟
تاتلى : الإمتحان اللى لو نجحت فيه هتقدر تعيش معانا وتبقى واحد مننا وتسيب هنا .. مش انت عايز تسيب هنا؟
صالح : طبعا عايز اسيب هنا بس هروح معاكى لأبوكى ازاى ؟
تاتلى : أنا طلبت الأذن ومستنيه الموافقه وأول ما يحصل هاخدك ونطير عشان نقف قدام أبويا جلالة الملك تيسان (يخرج من الجدار الخلفى شاب ضخم طويل بملابس مميزه)
طاسو : مين البنى أدم ده اللى يقابل ملك ملوك الجن الطيار ؟ أنتى أتجننتى يا تاتلى ؟
صالح : (خائفا يتراجع خلف تاتلى)
تاتلى : طاسو أيه اللى جابك هنا ؟
صالح : طاسو مين ؟ مين طاسو ده؟
تاتلى : الأمير طاسو .. أخويا ولى عهد مملكة الجن الطيار أعظم امراء الجن (يقترب طاسو من صالح يدور حوله) أحذر أنك تأذيه
طاسو : أنا أأذى ده ؟!
تاتلى : حمدا لله على السلامه .. أنت رجعت أمتى ؟
صالح : رجع منين .. رجع منين .. هو كان فين ؟
طاسو : أول ما رجعت عرفت انك طالبه الأذن من جلالة الملك لمقابلة الكائن ده
تاتلى : كويس انك جيت يا طاسو (تقترب من طاسو) انا بحب صالح وعاوزة أتجوزه
صالح : تتجوزى مين ؟ (لطاسو) لأ حضرتك مش هيحصل دى بتقول أى كلام .. أنت تعرف بثينه؟ فى بثينه
طاسو : دى تبقى فضيحه .. وسيرتنا هتبقى على كل لسان فى كل ممالك الجن .. أنا طاسو أبن تيسان أعظم ملوك الجن أختى تتجوز أنسى .. ليه ؟
تاتلى : عشان بحبه
صالح : (لطاسو وهو يشير لتاتلى) حب من طرف واحد
طاسو : وكمان جبان؟! أنتى مش شايفاه بيترعش أزاى وهو واقف قدامى .. ده لو وقف قدام ابوكى ممكن يموت من الرعب (يدور طاسو حول صالح وهو يتفحصه) صالح عبد العظيم المصرى .. نكره .. أبوه كان زيه نكره برضه .. أهم حد فى عيلته كان جده التالت .. أبراهيم كان حاجب فى قصر عند أمير البلد دى .. أعظم حد فى عيلته كان خدام يا تاتلى
تاتلى : وانا مالى ومال عيلته .. أنا هتجوزه هو
طاسو : مش هيحصل
تاتلى : انا تاتلى بنت تيسان أعظم ملوك الجن محدش يقدر يمنعنى عن اى حاجه انا عايزاها
طاسو : لما تورطى نفسك الورطه دى يبقى لازم امنعك
صالح : صلوا على النبى يا جدعان أنتوا أخوات برضه
طاسو : انا بالسلطه المخوله الى من أبوكى الملك تيسان قررت أن انتى مقبوض عليكى
تاتلى : متقدرش (يصدر طاسو صوتا بفمه ليخرج من الجدار جند بملابس شبه عسكريه يدورون حول تاتلى وصالح فتصفق تاتلى بيدها لتظهر فتيات بنفس عدد الجنود وتحدث شبه معركه فى إستعراض يبدو صالح فيه مرعوبا لا يعرف ماذا يفعل لينتهى الأمر بتاتلى وقد قبض عليها هى والفتيات وصالح يصرخ)
صالح : يا جدعان مينفعش .. طب ده أنتوا أخوات .. يا تاتلى طب هما واخدينك على فين  ؟ ردى عليا (يعود طاسو ليواجه صالح)
طاسو : متفتكرش ان حبها ليك هيحميك للأبد قريب قوى الأذن هيصدر .. بقتلك (يختفى طاسو ويعود الهدوء للمكان ويبدو على صالح الرعب– تدخل بهيه الحجره)
بهيه : أيه الدب والهيصه اللى كانت فى الأوضه دى أنت كنت بتنط الحبل فى الأوضه يا ولا؟
صالح : ألحقينى يا بهيه .. قبضوا عليها مسكوها
بهيه : أه عرفت .. ما المشى البطال اخرته الندامه وقلة القيمه .. يلا فى داهيه
صالح : بس ده اخوها ممكن يقتلها
بهيه : أخو مين يا منيل دى عيلتها مفيهاش راجل .. بيقولوا أتمسكت فى خناقه بس انا عرفت أن الموضوع على شقه من أياهم كانت بتروحها
صالح : أنتى بتتكلمى عن مين ؟
بهيه : عن بثينه هو فى غيرها
صالح : يا أمه بثينه مين انا بتكلم عن تاتلى
بهيه : تاتلك ؟ أنت بتقول أيه يا ولا ؟
صالح : يا امه تاتلى دى حبيبتى .. أميره الجن الطيار اللى طلعتلى.. وأخوها الأمير طاسو جالى هنا دلوقتى هو والحرس بتوعه قبضوا عليها ومشيوا
بهيه : نهارك اسود ومنيل .. أنت شربت أيه يا موكوس ؟
صالح : يا امه مشربتش حاجه أفهمينى بقى .. دلوقتى انا مش عارف أعمل أيه
بهيه : فى أيه يا عين امك ؟
صالح : بصى هيا اول ما ظهرتلى ظهرتلى من الحيطه دى هيا والبنتين اللى معاها .. لكن انا مش هينفع اخش الحيطه الأ لما يجيى الأذن .. والأذن كان هيجى من أبوها الملك وأخوها الامير كان مسافر ولما رجع وعرف اللى بينا جالى على هنا .. وقعد يدور حواليا .. تصورى يا بهيه ده طلع عارف حكاية جدى أبراهيم اللى كان شغال فى القصر وابويا كان بيحكيلنا عنه وقعد يشتم فيا وقالى انت نكره .. لكن هيا وقفت بينى وبينه وقالتله انه بتحبنى (يخفت صوت صالح مع خفوت الاضاءه للإظلام بينما بهيه تقف مصدومه وقد ادركت ما أصاب صالح)

 

Black

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الخامس
(صالة شقة صالح يجلس صالح بجانب بهيه)
صالح : طب أنا عاوز اخش أوضتى
بهيه : يا أبنى أهمد بقى مش أنت بتقول أنهم عفاريت ؟ يعنى يقدروا يطلعولك فى أى حته هنا زى أوضتك
صالح : طب أنتى عايزانى هنا ليه ؟
بهيه : عشان هو اللى قال كده
صالح : هو مين اللى قال ؟
بهيه : الشيخ أبو نبيل
صالح : والشيخ أبو نبيل ده بقى قال أنى ما اخشش أوضتى خالص يعنى ؟
بهيه : لأ قال متخشش أوضتك لحد ما يشوفك
صالح : (يقف صالح منفعلا) وانا هشوفه أمتى ؟
بهيه : (تقف بهيه لتواجه صالح وتهدده) ودينى وما أعبد يا صالح لو ما قعدت مكانك لأكون ضرباك على دماغك مسقطه نافوخك .. أنا مش هسيبك تدخل الأوضه الهباب دى إلا اما أفهم أيه اللى صابك .. أقعد (يجلس صالح فى خضوع– تخرج سميره من حجرتها وقد أستعدت للنزول بملابس العمل الجيبه القصيره والبلوزه العاريه)
صالح : ألحقينى يا سميره امك مانعانى أخش أوضتى
سميره : جرى أيه يا بهيه ما تسيبيه يعمل اللى هو عاوزه .. عنه ما خرج
بهيه : خروج أيه .. سخميه بسخام .. أخوكى الشملول طلعتله عفريته واخوها والجيش بتاعهم كله وكانوا بيتنططوا طول الليل أمبارح فى الأوضه
سميره : (تضحك) لا والله .. (لصالح) وأسمها أيه ؟
صالح : (ببساطه) تاتلى .. أميرة مملكة الجن الطيار
سميره : أنعم وأكرم ..
بهيه : أنتى بتتنأورى عليه ولا على خيبتى ؟
سميره : تلاقيه بيقول أى كلام عشان يخوفك فتسيبيه فى حاله
صالح : (منفعلا) أنا مبقولش أى كلام (نسمع رنات جرس الباب – تخرج بهيه لتفتح وتقترب سميره من صالح تضع يدها على رأسه فيبعدها) انتى بتعملى أيه؟
سميره : بشوفك يمكن سخن وبتخرف (يدفعها صالح بعيدا عنه)
صالح : أبعدى عنى يا سميره انا مش ناقصك

 

 

سميره : أنت بتزقنى .. الهى أيدك تتقطع (تدخل بهيه وخلفها الشيخ ابو نبيل الذى يظهر مرتديا جلباب أبيض وعباءه خضراء وعمه مزركشه وعلى صدره احجبه وسبح بمقاسات مختلفه)
أبو نبيل : سلام سلام سلام سلام .. أنت صالح ؟ أهلا يا أهلا (ينتبه لوجود سميره) الله امال الحلوه مين ؟
بهيه : اخته الصغيره سميره
سميره : يادى النيله أنتوا فتحتوا الباب ده ؟ يا خيبتك يا صالح .. معلش بقى مش هقدر أتفرج عشان عندى شغل
أبو نبيل : أستنى عندك (تثبت سميره) طب ما مهم قوى انك تقعدى عشان أكشف عليكى مش يمكن عندك لبس أو مس او حاجه من الحاجات الوحشه دى يا قمر يا جميل انت (سميره تقترب منه وتشير له بأن يعطيها أذنه)
سميره : انا الكلام ده مياكلش معايا بنكله فكك منى بدل ما أقلع الجزمه وأنسلها على دماغك
أبو نبيل : بالسلامه يا بنتى انتى زى الفل
سميره : (وهى تخرج من الباب) يا خساره يا صالح
أبو نبيل : (يدور حول صالح عده مرات) تمام .. صالح متخافش .. انا عرفت كل حاجه وفهمت كل حاجه .. أمك قالتلى فى التليفون إنهم خدوها ؟ (صالح ينتبه) رد عليا
صالح : أه خدوها امبارح بالليل
أبو نبيل : وانت شفت اللى خدوها ولا هيا مشيت أختفت بس يعنى من غير ما تعرف عنها حاجه (يزيد انتباه صالح)
صالح : أخوها الامير هو اللى جه بنفسه ومعاه مجموعه كبيره كده وكتفوها ومشيوا
أبو نبيل : ها كمل
صالح : أنا كنت خلاص هاخد الأذن بس واضح ان أخوها مش موافق
أبو نبيل : أه .. تمام .. يا أم صالح .. سيبينا دلوقتى .. أعمليلنا حاجه سخنه نشربها ومتجيش الا أما أندهلك
بهيه : حاضر يا أبو نبيل بس قولى هو فى أيه .. طمنى الهى يطمن قلبك
أبو نبيل : (تعود لتقترب منه) مش وقته .. النهارده الجلسه هتعمل خمسمية جنيه والمره اللى جايه نكون خلصنا وهاخد الألف على بعضها .. أمين؟
بهيه : امين يا اخويا اللى تؤمر بيه بس الواد يفوق لنفسه ويرجع
أبو نبيل : روحى دلوقتى روحى يا أم صالح (تغيب بهيه ويقترب أبو نبيل من صالح يضع يده على رأسه يتمتم فتتغير إضاءه المكان) يا عظيم يا عظيم يا مالك الملك أفتح علينا أبواب الخير والفضل وأبواب العز والرحمه .. يا خدام المكان نطلب منكم الأمان .. بسم الله العظيم بسم الله الكريم توكلوا وباركوا أشتاتا أشتاتا توكلوا وبينوا  .. توكلوا وبينوا .. توكلوا وبينوا … ها يا صالح قولى شايف أيه
صالح : مش شايف حاجه
أبو نبيل : ركز يا صالح وانت تشوف (يتحدث لمجهول) وروهاله (لصالح) ها شوفت أيه ؟ شوفتها؟
صالح : أه أهى (يضىء أحد اركان المسرح لنجد تاتلى داخل قفص شكله أنيق وهى جالسه حزينه) تاتلى .. تاتلى سامعانى ؟ (لأبو نبيل) دى مش سامعانى ..
أبو نبيل : هيا فين؟
صالح : محبوسه فى قفص
أبو نبيل : فى حد معاها ؟ فى حد بيحرس القفص؟
صالح : لأ .. هيا بس .. تقدر تخرجهالى ؟ ارجوك خرجها
أبو نبيل : (يرفع أبو نبيل يده من على يد صالح فتختفى تاتلى وتعود الإضاءه كما كانت) طبعا مقدرش دى محبوسه بأمر علوى .. أهلها زعلانين منك ومش عايزينها تعرفك .. هو أنت بتشوفها من قد ايه ؟ هه؟ قالتلك عايزه منك ايه ؟ طب انت وهى بينكوا علاقه .. علاقه علاقه يعنى ؟ رد عليا .. طلبت منها حاجه ونفذتها؟ طب هيا من عشيرة مين ؟ قالتلك؟
صالح : أنت تقدر تساعدها ولا لأ ؟
أبو نبيل : قصدك يعنى أفك سجنها ؟ هو ممكن بس ده يكلف كتير
صالح : اللى انت عايزه .. كل اللى انت عايزه .. تعرف انا وهى لما نتجوز هخليها تنفذلك كل اللى انت عاوزه
أبو نبيل : هو انتوا هتتجوزوا ؟
صالح : أه طبعا .. وصدقنى كل اللى انت عاوزه هعملهولك .. هخليها تجيبلك دهب تجيبلك الماظ تجيبلك قصور عبيد خدم .. كل اللى أنت عاوزه .. بس فكها
أبو نبيل : طيب بس توعدنى لو قدرت تتجوزها هيبقالى عندك عشر طلبات
صالح : أوعدك
أبو نبيل : مش أنت هى اللى توعدنى أنها تنفذهم
صالح : طيب هخليها توعدك .. يلا خرجها بقى (يعود أبو نبيل بوضع يده فوق راس صالح ويتمتم بصوت أعلى ويبدو على صالح انه قد بدا يتالم مما يقوله أبو نبيل على راسه)
أبو نبيل : سبحان من أنشق من نوره السماوات والأرض وأنارت به الشمس وأضاء به القمر وخضع كل شىء بقدرته أحضروا فى حضرتى وأجيبوا دعوتى وأقضوا حاجتى

 

(مره اخرى تعود تاتلى للظهور فى قفصها وتبدو هى الأخرى متوتره وتدور فى القفص)

صالح : (فجأه ينفتح باب القفص وتتردد تاتلى فى الخروج للحظه ثم تخرج من القفص ويعود الاظلام لهذا الجانب من المسرح ويرفع أبو نبيل يده من على رأس صالح– ويعود المكان مره اخرى لإضاءته العاديه)

(فرحا) خرجت يا أبو نبيل أنا شوفتها .. باب القفص أتفتح وخرجت .. هتيجى دلوقتى صح؟ هتجينى دلوقتى

أبو نبيل : متنساش وعدك ليا .. عشر طلبات يا صالح (تظهر تاتلى وتندفع بين ذراعى صالح)
تاتلى : انا خرجت بعد ما طاسو اخويا حبسنى وحتى ابويا مرضيش يخلينى اقابله .. بس أنا مش هسكت يا صالح
صالح : حمدا لله على سلامتك وحشتينى
أبو نبيل : قولها على العشر طلبات يا صالح
صالح : ابو نبيل هو اللى خرجك من السجن وانا وعدته ان أنتى تحققيله طلباته
تاتلى : سيبك منه ده حمار
صالح : تعالى نخش عندى الأوضه
تاتلى : اه عشان اجهزك .. احنا دلوقتى هنطير
صالح : هنهرب؟
تاتلى : لأ .. هتروح تقابل أبويا .. غصب عن عين طاسو لازم تقابله
صالح : ياللا (يندفع صالح خلف تاتلى الى حجرته يدخلها ويغلق الباب – لتخرج بهيه ويبدو انها كانت تتصنت على ما يحدث)
بهيه : يا راجل انت أتجننت ؟ بقى أنا جايباك عشان تساعده يرجع تانى سليم من غير عفاريت تقوم تفك سجنها وترجعهاله ؟
أبو نبيل : يا ست بهيه أبنك اتفتحتله طاقة القدر أبنك معشوق من اميره جنيه بنت ملك عظيم وخلاص بيتحضر للمقابله ولو نال الرضا يبقى من الموعودين واللى هيحصله ماشافوش انسى من سنين وسنين
بهيه : وانا دلوقتى أعمل ايه ؟ اتصرف ازاى يعنى ؟
أبو نبيل : ولا تعملى حاجه .. اولا ايدك على فلوس الجلسه الخمسمية اهيف (تخرج بهيه من جيبها المبلغ وتعطيه لأبو نبيل فيعده)
بهيه : طب وثانيا؟
أبو نبيل : أدعيله ربنا يوفقه ويثبته قدام ملك ملوك الجن الطيار .. لو فات والملك رضى عنه هتشوفى هنا مشافتوش أنسيه .. أوعى تفتحى باب الأوضه عليه لحد ما يخرج منها برجليه .. سامعانى يا بهيه؟ سلام سلام سلام (يبتعد ابو نبيل خارجا من المكان وتظل بهيه واقفه وحيده)
بهيه : أيه الكلام ده ؟ وانا المفروض أصدقه ولا ما اصدقهوش ؟ معقوله دى أبنى يتجوز جنيه؟ طب ودى اعمل عليها حماه ازاى ؟ لا هعرف أشتمها ولا أزغدها .. ولو خلفت هتخلف أيه عفاريت ؟ ودول هعمل معاهم أيه ؟ لا هعرف أرفع الشبشب وأضرب واحد فيهم ولا هعرف أشتم واحد فيهم واقوله يا أبن الجزمه وأجى أمسك واحد فيهم يقوم بسم الله الرحمن الرحيم يختفى .. ولو أتخانقت معاها البيت يولع يعنى .. لأ لأ لأ كده مينفعش بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم ينيلك بنيله يا صالح يا ابن بطنى .. ولو الناس سألتنى أقولهم ايه ؟ ابنى أتجوز عفريته .. وده بقى اعمله فرح فى الشارع ولا فى مركز شباب العفاريت ؟
 

 

Black

 

نهاية الفصل الأول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثانى
المشهد الأول

مملكة الجن

المكان عباره عن بهو متسع فى قصر الملك تيسان الذى يجلس على عرشه مع زوجته الملكه تيهانا وحولهم عدد كبير من أفراد المملكه فى إستعراض ضخم يمجد عظمة الملك تيسان ومملكته وينتهى الأستعراض بدخول تاتلى ومعها صالح فيثبت الجميع للحظه ثم يدورون حول صالح لأنه مخلوق عجيب عنهم

تاتلى : التحيه والتبجيل ليك يا والدى
تيسان : سيبونا لوحدنا (يخلو المسرح تماما ليبقى صالح وتاتلى أمام الملك والملكه) هو ده ؟
تاتلى : هو يا مولاى .. صالح أبن بهيه
تيهانا : الله .. حلو يا تاتلى .. بس ضعيف وخايف (تقترب من صالح) متخافش
صالح : (لتاتلى) مين دى ؟
تاتلى : دى أمى الملكه تيهانا
صالح : مساء الخير يا طنط
تيسان : أنت يا بنى ادم عندك من السنين بس خمسه وتلاتين .. جاهل .. ومحدود القدرات .. لكن بنتى الأميره تاتلى أصرت انك تقابلنى .. هى بتقول أنك مهم وأنا عاوز أسمعك
صالح : (لتاتلى) أقوله أيه ؟ اقوله أيه ؟
تاتلى : أتكلم .. متخافش
صالح : مساء الخير يا باشا (تضحك الملكه بصوت عالى)
تيهانا : انت فى حضرة ملك ملوك الجن الطيار اللى مقابلته بتحتاج سنين و سنين لو حد من الجن كان عاوز يقابله .. وأنت بتكلمه تقوله مولاى العظيم .. يلا .. قول
صالح : مولاى العظيم أنا .. أنا صالح
تيسان : صالح ده أسمك
تاتلى : وصفته كمان يا مولاى .. صالح بنى ادم طيب .. متعلم .. ذكى .. عمره ما اذى حد ولا ضايق حد .. روحه مش شريره .. أنا قعدت جنبه خمسه وعشرين سنه .. تصور يا مولاى أنه لما كان بيشوف نمله فى أوضته كان يرفض يموتها .. صدقنى أنا مقابلتش فى حياتى كائن أرقى أو انبل منه
تيسان : انتى بتبالغى يا تاتلى .. انتى كل عمرك ستميه وتلاتين سنه لسه بدرى علشان تقدرى تحكمى حكم زى ده
تاتلى : لكن قلبى حكم وحبه
تيهانا : رغم انك خرجتى عن قوانين الجن يا تاتلى .. بس أنا معجبه قوى بحبك للكائن الضعيف ده (للملك) مولاى تيسان بنتنا أهم أميره فى عالم الجن أكيد شافت فيه اللى خلاها تحبه
تيسان : ما أعتقدش .. انا مش شايف فيه أى تميز .. انا عرفت أنه من سلسال بشرى عادى لا فى يوم كان ليه جد ملك ولا وزير ولا حتى رئيس حى
صالح : سيادتك .. انا ليا أبن عم أبويا عميد شرطه (يضحك الملك والملكه)
تاتلى : مولاى لازم تديله العذر لأنه مرتبك وخايف .. هو فى حضرتك لأول مره وزى ما أنت قولت هو من نسل عادى .. لا عمره قابل ملوك ولا سلاطين
تيسان : أديكى قولتى أهو عادى .. أيه بقى اللى خلاكى تحبيه ؟ أيه أهميته ؟
تاتلى : سنين وسنين وانا جنبه بتفرج عليه .. لاقيتنى بحبه .. بحب كلامه .. بحب ضعفه وقلة حيلته .. بحب صبره على أن الناس مش فاهماه .. انا مصدقه قوى يا مولاى ان صالح لو خد فرصه فى مملكتنا هنا ممكن يبقى أعظم بنى أدم على وش الأرض
صالح : أنا ؟
تاتلى : أيوه أنت يا صالح
تيسان : ولو بقى أعظم بنى أدم على وش الأرض  ما هو هيفضل بنى أدم
تاتلى : انا حبيته لأنه بنى أدم
تيسان : مش مسموح .. ممنوع علينا أحنا معشر الجن نقرب منهم أو نساعدهم .. واللى بيعمل كده يعيش عمره ملعون
تيهانا : أحنا سمعنا كلامك وقابلناه .. انا كنت بظن أنى هقابل بشرى مختلف فيه حاجه تميزه لكن للأسف يا تاتلى طلع زى كل البشر
تاتلى : أرجوكى يا امى أسمعيه
تيهانا : يا أنسى ..
تاتلى : (صالح مرتبكا ينظر حوله يتفحص المكان تلكزه تاتلى) رد الملكه بتكلمك
صالح :  أفندم .. نعم .. نعم
تيهانا : هسألك سؤال فكر فيه كويس وجاوبنى .. أيه أهم حاجه عملتها فى حياتك ؟ أيه اللى ممكن تقولهولى يخلينى اأقدرك ؟ أيه الفعل العظيم اللى بقدراتك المحدوده قدرت تعمله ؟ فاهم سؤالى ؟ (يهز صالح رأسه موافقا) جاوبنى
صالح : أنا .. أنا مره كنت فى الشارع وقابلت (يتراجع) لأ لأ لأ دى مش مهمه (صمت)
تاتلى : قول أتكلم يا صالح
صالح : حاضر حاضر بفتكر .. أفتكر بس .. أسف مش لاقى حاجه .. بس ممكن أقول لحضرتك أنى عمرى ما كدبت .. عمرى ما خنت حد وكمان عمرى ما حسدت حد .. طول حياتى اللى فاتت كنت راضى بحاول أغير الواقع الصعب اللى انا عايشه بقدراتى المحدودة القليله .. كنت محافظ طول الوقت على قيم انسانيه وأخلاقيه أنا مصدقها .. مش عارف ده ممكن يكون جواب لسؤالك ولا لأ
تيهانا : ويا ترى اللى انت قولته ده ليه قيمه عندكوا انتوا البشر ؟
صالح : لا خالص .. بس أملى ان قيمته ألاقيها عندكوا (ينادى الملك تيسان بصوت عالى)
تيسان : نهروز .. (يظهر نهروز على المسرح فجأه وهو عجوز قصير القامه ينحنى أمام الملك)
نهروز : أمر ملك الملوك
تيسان : الانسى ده .. معشوق بنتى الأميره تاتلى لازم تقابله (يدور نهروز حول صالح عدة مرات ويبدو على صالح الأرتباك)
تاتلى : متخافش .. متخافش
صالح : هو هيعمل ايه ؟ هيعمل فيا حاجه ؟
نهروز : روح طيبه .. ذكى .. حزين .. ممرور
صالح : نعم ؟ يعنى أيه ؟
نهروز : ممرور يعنى حاسس بمراره .. مظلوم فى عيشتك .. يستاهل يكون اهم بين بنى جنسه
طاسو : يا كبير العلماء قولنا رأيك فى الأنسى الحقير ده
تاتلى : ما أسمحلكش
صالح : براحته براحته
نهروز : أنسى زى أى أنسى
تاتلى : معقوله يا كبير العلماء يكون ده رأيك ؟
نهروز : مولاتى الأميره انا مستحيل اكدب أو أجامل
تاتلى : انا مطلبتش كده .. أنا عايزاك بس تعرفه كويس عشان تعرف تحكم عليه
تيسان : خلاص
تاتلى : بعد أذن مولاى يعنى أيه خلاص ؟
تيسان : يعنى اللعبه خلصت .. البشرى ده بعد اللى شافه وعرفه عننا لازم حياته تنتهى
تاتلى : لأ مستحيل .. أنت يا مولاى اديتنى الأذن أنه يجيى المملكه عشان تقتله ؟
تيهانا : لأ مش بالظبط .. لو كنا شوفنا أهميته أو علمه او حتى قوته البدنيه كان ممكن نفكر نخليه هنا فى المملكه حتى ولو عبد ليكى .. لكن مفيش أاى حاجه تخلينا نعمل كده
صالح : أنا ممكن أتكلم ؟
تيسان : أتكلم
صالح : مولاى أنا صالح عبد العظيم المصرى خريج كليه الأداب قسم أجتماع .. بنى ادم فقير وبيقولوا عليا فاشل .. لكن أنا مش كده انا لسه ما فشلتش .. اه لسه مخدتش فرصتى فى أى حاجه .. أصل انا من بلد انا واللى زيى فيها لسه معشناش .. أرجوك يا مولاى العظيم ماتحكمش عليا باللى أنا معملتوش .. تاتلى قالتلى أنك ملك عادل والعدل بيلزمك بأنك تدينى الفرصه اللى ما أخدتهاش .. انا واللى زيى ما أخترناش أى حاجه .. ما هو الفشل أختيار .. وصدقنى أنا ما أختارتش
تيسان : فى عمركوا أنتوا البشر .. اللى فى سنك خلاص المفروض تكون حياته أستقرت وعرف طريقه ومستقبله لكن أنت بقالك سنين مقفول عليك فى اوضه ضلمه ضيقه .. فرصه أيه اللى عايزنى اديهالك ؟
تيهانا : مولاى تيسان أسمحلى .. (لصالح) يعنى أنت يا صالح قصدك أن أنت لسه لم تختبر لحد دلوقتى
صالح : بالظبط بالظبط يا هانم
تيهانا : طيب .. نديله مهله يحضر مشروع .. أبتكار .. أختراع .. فكره  .. ويجيى يطرحها علينا ومنها نحكم عليه
تاتلى : أشكرك يا مولاتى بحبك  يا مولاتى يا أعظم أم فى الدنيا
تيهانا : بعد اذن مولاى تيسان طبعا
تيسان : ( صمت ) معنديش مانع .. مع أنى واثق من فشله .. بس زى ما هو قال لازم نحكم عليه بعدل .. روح قدامك مية سنه
تاتلى : يا والدى مية سنه يكون مات .. ده بنى أدم
تيسان : أه أه صحيح .. طب أعمل أيه ؟ أدليه مهله قد ايه ؟
تيهانا : هو اللى يقول .. هو اللى يحكم على نفسه (لصالح) يكفيك وقت قد ايه يا صالح ؟
صالح : أسبوع
تاتلى : لأ قليل خد وقت أطول
صالح : لأ هو أسبوع
تيسان : خلاص بعد اسبوع هاتيه يقابلنى يا تاتلى .. وهيكون منتظره أبو العلماء نهروز عشان يحكم على اللى هو هيعمله .. مبسوطه يا تاتلى ؟
تاتلى : أشكرك مولاى العظيم
صالح : والله أنا ما عارف أقولك أيه يا حاج .. قصدى يا مولاى العظيم (ينحنى الأمير طاسو أمام والده)
طاسو : مولاى العظيم تيسان أنا معترض الأنسى ده أقل بكتير من الفرصه اللى أنت أديتهاله
تيسان : أختك الأميره متمسكه بحبها ليه وأنا قررت أديله فرصه
طاسو : عشان يعمل أيه ؟ ده جاهل وضعيف
تاتلى : ما أسمحلكش
صالح : (خائفا منه) انا اسمحلك
تيسان : أنا كمان رأيى فيه كده .. لكن العدل بيقول انه ياخد فرصته
تيهانا : الغريبه يا طاسو أنه قرر ياخد مهله أسبوع بس
طاسو : كما هى طبيعة البشر .. الغرور والإندفاع
تيهانا : مش هنخسر كتير المهله قليله
طاسو : مولاى العظيم بطلب منك أنك توعدنى أنه لما يفشل أنا اللى هقضى على حياته (يهز الملك رأسه موافقا)
تيسان : لو فشل ليك حق قتله
تاتلى : ولو نجح
تيسان : هينول مجد ما شافهوش أنسى قبل منه
طاسو : مش هينجح وهقضى على حياته بأيديا (يقترب طاسو من صالح ليتواجها)
 

إظلام

 

نهايه المشهد الأول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الثانى

حجرة صالح وهو منهمك يكتب وحوله عدد كبير من الكتب المفتوحه – ينظر بين الحين والأخر فى أحدها ويعود للكتابه مره اخرى – تظهر تاتلى تحاول أن تعاكس صالح فهى تدور حوله تخطف منه القلم فيخرج غيره
تاتلى : وبعدين بقى ؟ أنت بقالك أربع أيام لا بتاكل ولا بتشرب ولا حتى بتكلمنى .. أستريح شويه حرام عليك صحتك
صالح : (وهو ما زال منشغلا بما بين يديه) تاتلى سيبينى لو سمحتى فاضل تلت أيام على مقابلة ابوكى والمشروع خلص يا دوب نصه
تاتلى : طب أقعد معايا شويه
صالح : لأ
تاتلى : طب هرقصلك رقصه هتعجبك قوى
صالح : برضه لأ .. ممكن تسيبينى دلوقتى يا تاتلى ؟ أقولك روحى مملكتكوا وتعاليلى بكره .. لأ بعد بكره
تاتلى :  كده ؟
صالح : أه كده
تاتلى : (غاضبه) المشروع ده أنت عامله عشانى ولا نسيت
صالح : لأ المشروع ده علشانى أنا
تاتلى : براحتك
صالح : أنصرفى بقى (تختفى تاتلى داخل الجدار ويعود صالح لما كان يفعله – تظهر سوسو عند الباب تحمل كوبا من العصير)
سوسو : صالح .. صالح (صالح لا يرد وكأنه فى عالم اخر) أنت أتسخطت ورجعت تذاكر تانى يا صالح ؟ أمك قالتلى أنك بقالك تلت أيام ما دوقتش لقمه وما خرجتش من الأوضه فعملتلك عصير برتقان (يمد صالح يده ويشرب كوب العصير دفعة واحده ويضع الكوب خاليا مره أخرى على الصينيه فى يد سوسو دون ان ينظر لها) هو أنت بتعمل أيه يا صالح ؟(صالح لا يرد تقترب منه سوسو وتحاول أن تقرأ ما بين يديه فيدارى منها ما يكتب)
صالح : انتى عايزة ايه ؟
سوسو : بتطمن عليك .. بصراحه كده امك رمت طوبتك .. بتقول أنها كان عندها ابن وراح منها فى الحلاوه
صالح : لسه ما راحش .. هيروح
سوسو : هتروح ؟ هتروح فين يا منيل؟
صالح : أقولك بس ما تتريقيش عليا ؟
سوسو : هتتريق بس قول
صالح : مش قايل ..
سوسو : خلاص خلاص مش هتتريق
صالح : انا بعد تلت ايام هقدم المشروع ده للملك تيسان وكبير العلماء نهروز
سوسو : ملك ايه اللى هتضرب فيه مهموز ده ؟
صالح : (شارحا) الملك تيسان ملك ملوك الجن الطيار وكبير علماؤه نهروز .. يا جاهله
سوسو : شوف يا صالح .. أنت اخويا وحبيبى اه .. صعبان عليا أه .. وعايزه أساعدك أه .. لكن الهطرشه والكلام الفارغ بتاعك ده ممكن تقعد امك قدامك وتحكيلها حكايه الملك بهزان بتاعك ده وحبيبتك الجنيه اللى طلعتلك من تحت الأرض وتصدقك لكن انا لأ
صالح : أولا اسمه الملك تيسان ثانيا تاتلى لما طلعتلى طلعت من الحيطه مش من تحت الأرض ثالثا وده الأهم أخوكى العبد لله الفقير اللى واقف قدامك ده بعد ما مشروعى يتوافق عليه حياتى هتتغير ميه وتمانين درجه وأكيد اكيد حياتك أنتى كمان بما أنك اختى رغم طولة لسانك وقلة أدبك عليا طول الوقت لكن انا مسامحك
سوسو : لا والله كتر خيرك .. لنفرض بقى يا أستاذ صالح يا أخويا أن أنا هبله وسلمتك دماغى وسيبتك تبرطع فيها زى ما أنت عايز ممكن يعنى ممكن .. تفهمنى الهلوسه اللى أنت فيها دى علاقتها أيه بالحقيقه ؟
صالح : يا بت أفهمى أنا لما روحت مع تاتلى وقابلت الملك والملكه من أربع أيام
سوسو : أستنى أستنى أستنى واحده واحده .. هيا خدتك ورحت لابوها الملك وأمها الملكه .. انا فاهمه صح كده ؟
صالح : أيوه
سوسو : طيب .. الناس دى ساكنه فين ؟ روحتلهم فين يعنى ؟ وركبت أيه وانت رايح ؟
صالح : هتفضلى طول عمرك تفكيرك محدود انا بكلمك عن كائن خارق
سوسو : دى اللى هيا الحته بتاعتك اللى أسمها جاتلى
صالح : تاتلى
سوسو : تمام .. مقولتليش برضه أنت رحت للناس دى أزاى ؟
صالح : (ببساطه) مش ناس دول جن ورحتلهم طاير طبعا
سوسو : حلاوتك يا أخويا يا أبن امى وأبويا .. وطرت بقى أزاى ؟
صالح : (يفرد ذراعيه فى الهواء فى وضع الطيران) كدهه
سوسو : ولا كفايه هزار بقى ونتكلم بجد شويه (تمد يدها بكارت صغير تعطيه لصالح) أمسك
صالح : ايه ده ؟
سوسو : ده رقم مطعم كبير صاحبه كان سهران امبارح فى المحل عندى وكلمته عليك ووعدنى انه هيشغلك .. عنده شغلانتين يا كاشير على ماكنه يا اما تقدم طلبات للزباين بس انا قولتله .. (يبتسم صالح ويمزق الكارت ويعود لما كان يكتب) يا نهارك اسود ومنيل بنيله قطعت النمره يا صالح ؟
صالح : اه .. واطلعى بره يا سوسو وأقفلى الباب عشان اخلص اللى فى أيدى لأن مقابلتى اللى حياتى كلها واقفه عليها فاضل عليها (ينظر فى ساعته) خمسه وسبعين ساعه وعشرين دقيقه
سوسو : وبعدين بقى أنت بتتكلم بجد ؟ يعنى انت كل ده مبتهزرش ومصدق اللى أنت بتقوله؟ (ينظر لها صالح بأستخفاف ويعود ليمسك قلمه ويواصل كتابته لتبدو الصدمه للحظه على سوسو التى تفتح الباب وتخرج – بعد لحظه يقف صالح ممسكا بأخر ورقه كان يكتبها ويقف معتدلا ويمثل أنه امام الملك تيسان ويبدأ فى قراءه ما كتبه – ينحنى صالح)
صالح : مولاى العظيم ملك ملوك الجن الطيار تيسان .. مشروعى ده .. لأ لأ بلاش كلمه مشروعى .. مولاى العظيم تيسان الفكره بتاعتى .. لأ لأ برضه لأ اللى انا عامله أهم من أنه يبقى فكره .. أقوله ايه أقوله أيه .. أيوه .. الورق ده يا مولاى فيه اهم موضوع ممكن تكون سمعت عنه طول حياتك .. (تدخل بهيه مندفعه الى الحجره ولا ينتبه صالح لوجودها ويكمل حديثه)الموضوع ده بقى عباره عن برنامج زمنى من خلاله نقدر نطور كل القوى البشريه .. لأ بشريه أيه .. عفوا يا مولاى القوى الجنيه اللى فى مملكتك وده عن طريق .. (تصرخ بهيه من خلفه ليصاب بالفزع)
بهيه : يا خيبتى يا خيبتى يا مصيبتى يا مصيبتى .. ولا خلاص راحت منك ومش لاقيها تانى ؟  ايه اللى انت قولته لأختك ده يا منيل ؟ رد عليا
صالح : عايزه ايه يا بهيه ؟ مش تكحى ولا تقولى احم .. انا قلبى كان هيقف
بهيه : شوف بقى شغل الجنان ده مبقاش ياكل معايا انا بقالى تلت ايام لا هوبت ناحية الأوضه ولا قربت منك .. لاقيتك ماسك ورق وبتكتب قلت ربنا نفخ فى صورتك وبتعمل حاجه مهمه .. تقوم البت سوسو تقولى أنك بتعمل حكايه عشان تقدمها لبسم الله الرحمن الرحيم أبو الـ .. اللهم أحفظنا البت العفريته اللى انت ماشى معاها ؟
صالح : طب وده يزعلكوا فى أيه ؟
بهيه : هو انت قابلته صحيح يا صالح زى ما البت اختك ما بتقول ؟
صالح : اه قابلته طبعا وهيستنانى بعد تلت ايام
بهيه : وشكله ايه يا صالح ؟
صالح : أقولك أيه ولا ايه يا بهيه .. عرش وحرس وكل حاجه دهب فى دهب ولا مراته مولاتى الملكه حماة المستقبل .. الملكه تيهانا قمر يا امه قمر
بهيه : بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
صالح : بس انا عايزك تدعيلى يا بهيه من دلوقتى لحد ما اقابلهم .. لو وافق عن الحكايه اللى انا عاملهاله دى ورضى عنى وجوزنى تاتلى تبقى طاقه القدر اتفتحتلى يا بهيه
بهيه : العجيبه يا ولا لما بسمعك وانت بتتكلم كده كأن اللى بتقوله ده حقيقى وهيحصل بجد
صالح : طبعا حقيقى .. هانت كلها كام يوم .. كام يوم ايه كام ساعه وهثبتلك يا بهيه انك مخلفه ولد ولد .. بصى أنا هخش أغسل وشى بشوية ميه عشان أفوق كده وارجع اكمل اللى انا كنت بعمله .. أوعى تقربى من الورق ده يا بهيه أوعى (يخرج صالح من الحجره لتدخل سوسو بعده مباشرة)
سوسو : شوفتى يا بهيه ؟ شوفتى ابنك بقى فى ايه
بهيه : والله يا سوسو ما عارفه اقول ايه .. حاسه فى كلامه انه جد يكونشى بصحيح يا سوسو الواد حبته جنيه ؟ ما هو زى القمر برضه ويتحب
سوسو : أوعى تسلمى دماغك للعبط ده يا بهيه أبنك عيان .. وأنا خلاص أتأكدت
بهيه : أتأكدتى من أيه يا بت ؟
سوسو : (بحزن) صالح … هيروح منك يا بهيه لو ملحقناهوش
بهيه : تفى من بقك .. قطع لسانك وأياكى اسمعك بتقولى الكلام ده تانى على اخوكى (يدخل صالح وهو يجفف وجهه)
صالح : خليها تقول اللى هى عايزاه يا بهيه .. مش مهم حد يصدقنى دلوقتى غير مولاى الملك
بهيه : هو أسمه ايه يا صالح بسم الله الرحمن الرحيم مولاك ده ؟
صالح : أسمه تيسان يا بهيه ملك ملوك الجن الطيار
بهيه : لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم .. وانت ما خوفتش يا صالح وانت واقف قدامه ؟ (تثبت سوسو تنظر لصالح وبهيه ويبدو عليها الحزن وهى تنسحب خارجه فى هدوء)
صالح : يالهوى يا بهيه .. ده انا كنت مرعوب .. عارفه كانت روحى بتتسحب منى كده واول ما فتحت عينيا بعد ما طرت بقى لاقيتنى قدامه هو ومولاتى الملكه تيهانا … وحرس يا بهيه وعفاريت بتتنطط حواليا وهلمه ولولا حبيبتى تاتلى كانوا ولعوا فيا .. اه
بهيه : بعد الشر عنك يا أخويا أسم الله عليك وعلى اللى حواليك
صالح : أصل اخوها الأمير مش طايقنى .. مش طايقنى يا بهيه .. ومصمم انه يقتلنى لو منجحتش فى المشروع اللى هقدمه لنهروز ومولاى الملك اللى هو أبوه .. تصورى يا بهيه أبوه كان عاوز يدينى ميه سنه مهله .. ليه ؟ أصلهم مبيعيشوش زينا دول أعمارهم كبيره قوى .. (وهو يضحك) تخيلى أن تاتلى عندها ستميه وشويه سنه وبيقولوا عليها صغيره (تخفت الأضاءه وصالح يحكى لبهيه كل تفاصيل مقابلته)
بلاك

 

 

 

 

المشهد الثالث

 

حجره صالح الذى يظهر جالسا على الأرض وحوله عدد من الكتب والمراجع وهو منشغل تماما بكتابة ملحوظات والقراءه من الكتب وتظر حوله تاتلى باديا عليها الضيق الشديد فهى لا تستقر فى مكان وتدور حوله غاضبه
تاتلى : أوف .. انا زهقت (صالح لا يرد) صالح انا زهقت .. سامعنى .. قوم اقعد معايا شويه
صالح : لأ
تاتلى : انت بقالك يومين ما نمتش وما شيلتش عينك من الورق اللى فى أيدك ولا خرجت من الأوضه ولا كلت اى حاجه وبعدين ؟
صالح : (ينظر صالح فى ساعته) فاضل اتناشر ساعه واتنين وخمسين دقيقه .. بس أتطمنى أنا خلاص ببيض النتايج
تاتلى : أقولك .. تعالى هوديك أستراليا .. مش أنت قولتلى عاوز تشوف الغابات هناك ؟ هنقعد ساعه وأغديك سمك مشوى فى جزيرة كريسماس اللى فى المحيط الهادى .. هيعجبك قوى ونرجع على طول
صالح : لأ يا تاتلى لأ .. انا مش هتحرك من هنا قبل ما اخلص مشروعى .. يا حبيبتى اللى انا بعمله ده عشانا انا وانتى
تاتلى : (بضيق) عارفه
صالح : (منفعلا) طالما عارفه اهمدى بقى وسيبينى أركز (صوت طرقات على الباب) يا بهيه قولتلك مش عاوز اكل سيبينى بقى (تظهر سوسو)
سوسو : ده انا يا صالح مش بهيه
صالح : معلش يا سوسو انا مشغول جدا أطلعى بره وأقفلى الباب
سوسو : انا معايا ضيف عاوز يشوفك يا صالح
صالح : ضيف ؟! ضيف ايه دلوقتى انا مش فاضى لحد مش عايز اشوف حد
سوسو : أتفضل يا دكتور (يدخل الدكتور من الباب وهو رجل فى منتصف الأربعينات انيق)
تاتلى : معقوله اللى أختك بتعمله ده .. جايبالك دكتور مجانين
صالح : (ينظر للطبيب مصدوما) دكتور مجانين ؟! (يتقدم منه الطبيب ويمد يده ليصافحه)
الطبيب : دكتور نادر عماد .. انا دكتور أمراض نفسيه مش دكتور مجانين يا صالح
تاتلى : اختك دى قليلة الأدب ولازم تتعاقب (تهم تاتلى بالأقتراب من سوسو ويعترضها صالح)
صالح : أستنى يا حبيبتى بلاش تهور دى أختى برضه (تنظر سوسو للدكتور الذى يهز رأسه علامه على الفهم)
الدكتور : (لسوسو) بعد أذنك انا ممكن اشرب شاى انا والأستاذ صالح
صالح : شاى أيه ؟ على ما الشاى يتعمل ويتصب ويبرد وتشربه هيكون عدى نص ساعه وانا مش فاضيلك .. أقولك تعالى بكره .. بس بالليل عشان عندى مشوار مهم الصبح
الدكتور : انا مش هاخد من وقتك كتير (لسوسو) الشاى لو سمحتى
صالح : بسرعه (تخرج سوسو مسرعة من الحجره و – وتدور تاتلى حول الطبيب وهى تتفحصه بعنايه بينما يدور فى الحجره)
تاتلى : ده زبون عندها فى المحل .. أختك دى واطيه واللى انت شايفه قدامك محترم قوى ده لما بيضرب سيجارة الحشيش ويشرب أزازة البيره بيتحزم ويرقص (يضحك صالح بشده)
نادر : بتضحك على أيه يا صالح ؟
صالح : أسف .. أصلى تصورتك وانت متحزم ويترقص (يبتسم نادر)
نادر : وايه اللى خلاك تتصورنى بالشكل ده ؟
صالح : مش مهم … طبعا انت جيت عشان سوسو قالتلك أن انا اتجننت وبحب عفريته وطيرتنى فى الهوا
نادر : هيا فعلا قالتلى ده كله بس ده مش معناه انك اتجننت خالص
تاتلى : انت هتتكلم معاه ؟ أديك بتضيع وقت أهو .. امال مكنتش عاوز تقعد معايا ليه ؟
صالح : خلاص بقى الراجل جه وفى اوضتى ..  هيشرب الشاى ويمشى
نادر : صالح انت بتكلم مين ؟ حبيبتك الجنيه مش كده
صالح : اه .. اللى انت مش مصدق انها موجوده
نادر : صالح انت ليه بتصادر على رأيى .. انا عرفت انك متعلم ومثقف .. سيبنى أحكم عليك من غير ما تتسرع وتفرض عليا وجهة نظرك .. مش ده منطقى اكتر
صالح : صح عندك حق .. (تغمزه تاتلى) عنده حق .. اقنعنى
نادر : انا ممكن أتعرف على صاحبتك يا صالح ؟
تاتلى : يتعرف على مين ده حيوان
صالح : عيب بقى .. ده ضيفنا ما ينفعش نشتمه (لنادر) بتقولك أهلا وسهلا
تاتلى : انا مش طايقه الراجل ده .. انا همشى
صالح : خليكى موجوده ومالكيش دعوه بيه
تاتلى : لا لأ هرجعلك بعدين
صالح : طب هتيجى أمتى ؟
تاتلى : لما الكائن ده ميبقاش موجود هنا
صالح : طب متتأخريش عشان أقرالك المشروع قبل المقابله (تهز تاتلى رأسها موافقه وتقبل صالح وتتجه للجدار وتختفى به)
نادر : قولها انى سعيد جدا بوجودها .. وانى هتكلم معاها
صالح : مش هينفع أصلها مشيت
نادر : ليه مشيت ؟
صالح : بصراحه ماكانتش طايقاك
نادر : (يضحك) مفهوم طبعا ..
صالح : أتفضل أسأل وخلصنى
نادر : صالح انا مش جاى هنا عشان أستجوبك
صالح : وأكيد مش جاى تشرب الشاى وتمشى .. أحنا مش اصحاب
نادر : بأختصار يا صالح أختك سميره قلقانه جدا عليك ولجأتلى عشان أقعد معاك وأتطمن على حالتك النفسيه والعقليه .. أيه رايك فى صراحتى ؟
صالح : ما انا عارف من اول ما أنت دخلت أنت جاى ليه .. تاتلى قالتلى
نادر : وأنت رديت عليها وقلت دكتور مجانين .. صح ؟ فى الحقيقه لما سمعتك بتقول دكتور مجانين دى أدركت قد ايه انت شاب ذكى
صالح : اه .. انت عايز تقول أنى بذكائى عرفت انك دكتور مجانين وان مفيش حد قاللى حاجه
نادر : دى وجهة نظر .. وممكن أقبل أى وجهة نظر تانيه لو أقتنعت بيها .. كلمنى عن حبيبتك يا صالح .. يعنى أتعرفت بيها أزاى ؟ قابلتها فين ؟ شكل علاقتك بيها
صالح : وانا ايه اللى يخلينى أحكيلك ده كله ؟
نادر : عايزين نتفق على حاجه .. انا هنا عشان أفيدك .. اساعدك يعنى
صالح : ده لو أنا محتاج مساعده
نادر : انا عرفت أنك عندك خمسه وتلاتين سنه ومتخرج من سنين طويله وانك بقالك اكتر من تلت سنين ما اشتغلتش وأن الأنسه سميره هيا اللى بتصرف على البيت ..
صالح : (يقاطعه) وعليا … وهل ده معناه بقى انى مريض نفسيا او عقليا ومحتاج مساعدة حضرتك ؟ تلات تربع شباب البلد اهاليهم بتصرف عليهم .. على كده بقى احنا عايشين فى مصحه عقليه كبيره
نادر : لاحظ انك لتانى مره بتصادر على رأيى .. انا مقولتش كده .. انت اللى قولت .. فلو سمحت جاوبنى على الأسئله اللى سألتهالك
صالح : (بنفاذ صبر) انا عرفت تاتلى هنا فى أوضتى .. هيا قالتلى انها بتحبنى من زمان واتفقت مع ابوها ملك الجن الطيار انه هيختبرنى بكره عشان يشوفنى أستحق اتجوزها ولا لأ
نادر : قابلت الملك ده فين ؟ وايه نوع الاختبار اللى هيحطك فيه ؟
صالح : رحتله
نادر : رحتله فين ؟
صالح : معرفش طبعا .. تاتلى خدتنى وطرنا لاقيتنى قدامه
نادر : تمام .. وايه نوع الأختبار ؟
صالح : انا واقع فى مشكله .. أخو تاتلى الأمير طاسو مش موافق خالص على الحكايه بتاعتى انا وهيا وابوها الملك شايفنى تافه .. فأنا طلبت فرصه عشان أعرض فيها مشروع يبين .. يعنى أقدر بيه (لا يجد ما يقول)أعمل حاجه يعنى يعرفوا منها أهميتى
نادر : هايل .. طب كلمنى عن المشروع اللى انت بتعمله ده
صالح : لأ صعب ..
نادر : صعب أن انا أفهمه ؟
صالح : دى واحده .. التانيه بقى انى معنديش وقت .. لسه مبيضتش النتايج وده هياخدله ساعتين تلاته (يصرخ فجأه) الشاى يا سميره .. خلصينا بقى (تدخل بهيه وخلفها أبو نبيل)
بهيه : (لصالح وقد لاحظت وجود الدكتور نادر) مين ده يا مدهول ؟
صالح : (لأبو نبيل) انا رحت يا أبو نبيل .. رحت قابلت الملك .. عندى معاد معاه بكره الصبح .. عايزك بقى تقولى أعمل أيه بالظبط لحسن انا مرعوب
ابو نبيل: الله أكبر الله أكبر .. (لبهيه) كده يا ست بهيه يعنى لو كنتش جيت مكنتش عرفت الأخبار الحلوه دى ؟
بهيه : والله يا أبو نبيل طول الوقت بيهطرش لا عارفه أصدقه ولا فاهماله حاجه .. (مشيرة لنادر) مين البأف ده؟ (تدخل سميره تحمل صينيه الشاى)
سميره : ده الدكتور نادر يا بهيه اللى قولتلك عليه (وتغمز لها)
بهيه : يعنى نفذتى اللى فى دماغك يا سميره ؟
سميره : اه .. انا قولتلك متدخليش الراجل الخرفان ده هنا تانى
بهيه : انا مجبتوش يا عين أمك هو اللى جه زى القضا
صالح : بس بقى يا سميره .. يا أمه أبوس أيدك .. كل واحده فيكوا تاخد الجثه اللى جايباها وسيبونى أخلص اللى ورايا (يتجه صالح لكتبه على الارض ليجلس بينها)
نادر : (لبهيه وسميره) هو قبل موضوع الجنيه ده كان بيقولكوا انه بيشوف حاجات او بيسمع اصوات ؟
سميره : خالص يا دكتور
أبو نبيل: شوفوا بقى أنا بحذركوا من الراجل ده
نادر : مين حضرتك ؟
سميره : ده راجل دجال نصاب
بهيه : لا يا بنتى لأ .. ده شيخ بتاع ربنا مينفعش نقول عليه كده .. (تهمس لها) أخرسى يا بت لا يسخطك
نادر : اه فهمت .. (لأبو نبيل) هو انت بتتعامل مع صالح من قد أيه ؟
أبو نبيل: مش هرد لأنك مغضوب عليك
سميره : يا دكتور ده ما شافش صالح الا مره واحده ولهف خمسمية جنيه واقنع أمى أن سى صالح أتفتحتله طاقة القدر
أبو نبيل: بأذن المولى أخوكى على وش سعد وهنا ماشافوش قبله أنسى على وجه الأرض
بهيه : يارب يا أبو نبيل .. يسمع من بقك ربنا .. وأبقى أتنصفت فى الواد اللى حيلتى
نادر : انت راجل كداب وبتضحك على الناس عشان تبتذهم
أبو نبيل: أحترم نفسك بدل ما أولع فيك وانت واقف
سميره : ياراجل يا مغفل يا واطى .. ده دكتور محترم
بهيه : لأ ما هو اللى شتمه الأول .. كده عيب ده قد ابوه برضه (تتداخل أصوات الأربعه مع أحتدام النقاش وتخفت الأضاءه إلا على صالح المنفصل تماما عما يحدث حوله)
نادر : قد ابويا ايه ده مشعوذ .. ده المفروض يتسجن .. الراجل ده واللى زيه ضيعوا مستقبل جيل كامل بالنصب والخرافه
أبو نبيل: عالم الجن مذكور فى القراءن يا ملحد .. كافر
بهيه : صح عنده حق قرآن ربنا قال كده .. بس انا مش فاكره الأيه
سميره : حرام عليكى يا بهيه بقى .. الواد اللى حيلتنا هيروح وانا جبت الدكتور نادر عشان يلحقه
ابو نبيل: يلحقه ؟ ده هيوديه فى ستين داهيه هيديله أدويه تنيمه شهور وأيام بعديها مش هيتكلم ولا هيعيط ولا هيضحك .. هيقتل بيها روحه وهيضيع عليه أهم حاجه ممكن تحصل فى حياته
نادر : انت جاهل لدرجة القبح .. يا راجل يا ضلالى شاب زى ده معندوش امل فى أى حاجه مسك فى وهم ومحتاج أيد تتمدله وترجعه للحياه تانى بدل ما نساعده انه يحاول تانى ويخلق لنفسه عالم حقيقى يعيش فيه تزقه للخرافه والهلوسه عشان تبتذه وتمص دمه هو وامه واخته
بهيه : اه والله ده لهف خمسمية جنيه وجاى النهارده وعاوز خمسميه تانين .. بس يا أخويا الحق لله انا دماغى بتودينى انه صادق .. ده راجل بتاع ربنا يكدب أزاى يعنى
سميره : يا بهيه اللى زى ده شغلته ينصب على الناس بأسم الدين
أبو نبيل: أخرسى قطع لسانك .. أنا ممكن أأذيكى بس مش هعمل كده عشان عارف انك جاهله ومتعلميش غير اللى شايفاه بعنيكى .. يا كفره
سميره : (لبهيه) ده لو يملك يعمل حاجه كان نفع نفسه بدل ما هو داير فى البيوت يتسنكح على الناس كده
نادر : صالح محتاج علاج يا ست بهيه وانا بحذركم من الراجل ده واللى ممكن يعمله فيه
صالح : (يصرخ صالح) أسكتواااااااااااااااااااا
(يثبت الجميع ويظلم المكان وتبقى بقعة الضوء فقط على صالح)

 

إظلام
المشهد الرابع

 

فى صالة شقه صالح – يجلس نادر وبهيه وسميره ممسكه بأبو نبيل من جلبابه وتضربه بالشبشب
سوسو : عارف لو شوفت وشك هنا تانى هعمل فيك أيه ؟
أبو نبيل: نزلى الشبشب أحسنلك أنا بحذرك
سوسو : لا متحذرنيش .. هتسخطنى ؟ أسخطنى والنبى لتسخطنى
بهيه : أعتقى الراجل بقى يا بت كفايه فضايح
سوسو : يقول حقى برقبتى
أبو نبيل: أيها الشياطين التى تسكن هذا المكان بحق الملكوت ..
سوسو : (تقاطعه) انت هتبيعهم عليا ؟ أخرس خالص أنا مش هيسيبك ألا أما تقول أنا نصاب (وتبدأ فى ضربه بالشبشب بقسوه)
أبو نبيل: أه .. لأ بلاش كده ميصحش
بهيه : (وهى تخلص ابو نبيل من يد سوسو) أطلع بره بقى أخفى من قدامها الساعه دى
سوسو : بره يا واطى
أبو نبيل: طيب يا سميره ا بنت بهيه انا هربطك على نجم فى السما يمنعك من النوم والشرب والأكل
سوسو : وانا هربطك على باب البيت بلبوص يا جزمه .. أمشى (يخرج ابو نبيل مندفعا للخارج) (لنادر) أنا أسفه يا دكتور نادر .. الأشكال اللى زى دى لازم تتعامل كده
بهيه : لا حول الله يا ربى .. أنا مبقتش عارفه حاجه ولا فاهمه حاجه .. يعنى الراجل ده نصاب؟ أمال اللى قاله عن الواد صالح ده أيه ؟ كدب ؟ يعنى مفيش جنيه ولا حاجه ؟ ما ترسينى يا أبنى
نادر : يا أمى بنتك سميره أول ما جتلى العياده وشرحتلى حالة صالح وظروفه انا قررت أنى أجى أساعده
بهيه: (لسميره) وده كشفه فى البيت كام يا بت ؟
سوسو : مرضيش ياخد فلوس يا أمه
نادر : لازم تعرفوا ان حالة صالح رغم صعوبتها ألا أنها قابله للعلاج
بهيه : علاج ؟! يعنى الواد عيان زى مانتى قولتى يا بت يا سوسو
سوسو : انتى لسه واخده بالك .. (لنادر) كمل يا دكتور
نادر : انا مش هطول عليكوا فى شرح كتير ومصطلحات متفهموهاش .. حالة صالح ببساطة كده نقدر نشبهها بالهروب من حياته اللى هو عايش فيها
 

بهيه :

 

يعنى هيهرب مع العفريته اهو .. امال بتقولولى ليه ان الواد بيتهايأله ؟ انتوا عاوزين تجننونى؟

سوسو : يوه يا بهيه أسمعى بقى
نادر : صالح حاله متكرره انا بشوفها كتير وعارفها كويس .. الأحباط والهزيمه فى حياته وعدم قدرته على تحقيق نفسه وضغوط كتير شبه كده خليته يدور على عالم وهمى خيالى يحقق نفسه فيه .. يلاقى اللى يحبها وتحبه وتصدق قدراته .. صالح شاب مسكين محتاج مساعده .. انا هساعده وانتوا كمان لازم تساعدوه .. بالذات انتى يا ست بهيه .. اولا لازم يعرف انه محتاج علاج .. ثانيا لازم يجيلى المصحه
سميره : (تبدو بهيه ساهمه حزينه) ومدة قعدته فى المصحه والعلاج وكده يتكلفوا كام يا دكتور؟
نادر : مبلغ مش قليل .. بس متقلقيش أدفعوا اللى تقدروا عليه وانا هتكفل بالباقى .. اهم حاجه صالح يرجع زى الأول .. حرام شاب ذكى ومتعلم .. شدوا حيلكوا وانا منتظركم فى أى وقت بس كلمينى قبلها يا أنسه سميره .. بعد أذنكم (يخرج نادر)
سميره : أتفضل أتفضل .. مع الف سلامه (تغيب سميره مع خروج نادر وتتجه بهيه لباب حجرة صالح تقتحه لتدخل لتجده مازال على الأرض منهمكا فى كتابة نتائج بحثه ولم يلحظ دخولها لبعض الوقت وينتبه لها)
صالح : انا خلصت يا بهيه .. خلصت (ينظر لساعته) كده باقى أقل من نص ساعه .. أقل من ساعه يا بهيه .. انا مرعوب قلقان .. بس متطمن .. انا هخش أخد دش وأحلق دقنى .. لأ هقرالك المشروع الأول .. لأ مش هنلحق هقرالك النتايج بس .. ولا أقولك استنى قوليلى ألبس أيه .. أنتى رأيك ألبس أيه يابهيه ؟ (بهيه تبكى بكا مكتوما ثم تظهر تاتلى لتواجه بهيه) أنتى أتأخرتى ليه ؟
تاتلى : هى بهيه بتعيط ليه ؟
صالح : مش مهم تلاقيها خايفه عليا .. مش مصدقه .. مش فاهمه .. أى حاجه ميهمنيش .. بصى بقى البحث قصدى المشروع عمل تلتميه سته واربعين صفحه .. النتايج خمستاشر صفحه .. انتى رأيك أبدأ بالنتايج ولا أقرا المشروع كله على بعضه ؟
تاتلى : بهيه حزينه يا صالح زعلانه عليك
صالح : عارف عارف .. كل ده هيتغير لما أتنقل وأروح المملكه عندكوا .. هاخدها معايا هيا وسميره .. لأ سميره لأ بهيه بس
تاتلى : بهيه حزينه يا صالح .. زعلانه عليك
صالح : بهيه بقالها سنين وسنين زعلانه عليا مبتعمليش حاجه مش عارفه تساعدنى .. وأنا طول عمرى نفسى أعملها اللى هيا عاوزاه .. عايز أنجح عشانها بس كنت عاجز .. لكن دلوقتى خلاص كله هيتحل هحقق كل اللى انا عاوزه واللى هيا عايزاه
تاتلى : بهيه حزينه يا صالح .. زعلانه عليك
بهيه : (تصرخ منفجره) كفايه بقى (تختفى تاتلى حين تصرخ بهيه) حرام عليك فوق .. أنت موهوم .. أنت عيان .. مفيش عفريته بتطلعلك ولا حاجه .. أسمعنى كويس يا صالح أنت لازم تخف لازم تعقل
صالح : لأ يا بهيه لأ تاتلتى موجوده .. هى كانت هنا .. هيا راحت فين؟
بهيه : بس بقى .. الدكتور قال ان دى كلها أوهامك اللى انت عملتها فى اوضتك الصغيره اللى مبتخرجش منها
صالح : لأ يا بهيه لأ انا رحت المملكه وقابلت الملك تيسان وخلاص ناقصلى نص ساعه .. نص ساعه بس .. وانتى كنتى مصدقانى وأبو نبيل قالك .. مش هو قالك ؟
بهيه : صالح انت لازم تروح المصحه وتتعالج هتقعد هناك كام يوم وتاخد ادويه وترجعلى كويس زى  ما كنت
صالح : (وقد بدأ الأرتباك والأنفعال يغلب عليه) أرجع؟! أرجع أيه ؟ أرجع صفر .. فاشل .. مبعملش حاجه .. لأ لأ يا بهيه أنا مش مجنون .. أنا مش مجنون..
بهيه : يا أبنى فوق
صالح : انا تاتلى بتحبنى وابوها قالى .. وامها الملكه تيهانا قالتلى لو نجحت هبقى أهم بنى أدم على وش الأرض
بهيه : كفايه بقى
صالح : وكبير العلماء نهروز هو مستنينى دلوقتى ..
بهيه : يا أبنى حرام عليك نفسك
صالح : انتى بالذات يا بهيه لازم تصدقينى .. أنا لما أروح مملكه الجن هعملك كل اللى انتى عاوزاه .. هجيبلك فلوس وخدامين وهجيبلك بيت كبير .. قصر يا بهيه مش بيت وكله بلكونات ..
بهيه : بس يا صالح
صالح : .. وهنجيب عربيات وهجيبلك دهب ولبس وهوديكى تحجى .. هعمل كل اللى انا عايزه
بهيه : بس يا صالح
صالح : الناس يا بهيه هتحسدك ويقولولك يا بختك بأبنك (تصفعه بهيه على وجهه ويسود الصمت لحظه وتنهار بهيه باكيه وتضم صالح بين ذراعيها)
بهيه : حقك عليا .. ماكانش بأيدى .. صالح انت اللى ليا .. أنت اللى جاى مينفعش أسيبك تروح فى وهم وجنان .. انت أهم حاجه فى دنيتى .. انت اللى المفروض تضمنلى بكره لأنه بتاعك .. فوق يا صالح فوق عشان خاطرى فوق عشان نفسك .. اللى انت عاوز تحققه حققه فى الحقيقه .. أتعب شويه .. أشتغل .. أقع وقوم مره وأتنين لكن متسيبش نفسك تضيع ببلاش .. رد عليا متفضلش ساكت كده .. يا صالح
صالح : عايزانى أرد أقول أيه ؟
بهيه : قول انك خلاص رجعت لعقلك ونويت تدخل الدنيا اللى انت واقف تتفرج عليها من بره بقالك سنين .. يا أبنى انا ماليش غيرك طمنى .. قولى انك موافق تتعالج
صالح : (يتردد وينظر حوله) حاضر يا بهيه
بهيه : حاضر ايه ؟
صالح : حاضر يعنى فهمت
بهيه : بجد يا ابنى ؟
صالح : اه بجد
بهيه : ربنا يخليك ليا ويخليلك عقلك يا صالح يا أبن بطنى .. انا مش عايزاك تقلق .. أنا هجيبلك فلوس من تحت الأرض عشان أعالجك أنشالله أبيع هدومى (يجلس صالح على أقرب كرسى له) يعنى أنت خلاص موافق تروح المصحه ؟
صالح : هروح
بهيه : وبأذن الله تاخد العلاج وتبقى أحسن الناس وتخرج وتشتغل وتتجوز .. صح يا صالح؟
صالح : صح يا بهيه
بهيه : طب يلا .. يلا دلوقتى قوم ألبس هنروح للدكتور دلوقتى
صالح : لأ أنا تعبان .. بكره .. بكره هعمل اللى انتى عايزاه كله .. بس دلوقتى سيبينى أرتاح … سيبينى يا بهيه
بهيه : طيب يا حبيبى (تهم بهيه بالخروج ثم تعود لصالح) صالح انت كويس ؟
صالح : اه .. انا كويس .. متقلقيش (تخرج بهيه من الحجره ويبقى صالح للحظه صامتا وينهض ليتاكد ان بهيه بعيده عن باب الحجره ويتجه للحائط الخلفى ويهمس مناديا) تاتلى .. تاتلى .. بهيه مشيت تعالى بقى .. تاتلى أنتى فين ؟ معاد مولاى الملك ابوكى فاضل عليه عشر دقايق .. مش هينفع نتأخر عليه.. تاتلى ردى عليا .. انتى موجوده مش كده؟ انتى سامعانى .. انتى زعلتى من كلام بهيه؟ لأ ميهمكيش هيا مش عارفه .. أنا متأكد انك هنا حواليا .. انتى مش وهم .. أنتى أكيد مش وهم .. انتى روحتى فين .. الدكتور بيخرف .. انا خلصت المشروع ولازم أقابل الملك .. انا من حقى أخد فرصتى .. تاتلى متسيبينيش ردى عليا … ردى عليا انا مش مجنون (يتصاعد بكاء صالح مع صرخاته) تاتلى أوعى تسيبينى انا مش هقدر أعيش من غيرك .. أنتى وهم؟ فى الأخر طلعتى وهم ؟ انا موافق .. لو انتى جنان جوه دماغى انا موافق بس متسيبينيش .. أطلعى من الحيطه اطلعى من راسى أطلعى من اى حته بس تعالى .. تاتلى انا خلصت المشروع .. عملت حاجه مهمه قوى .. أهم مشروع عمله بنى أدم على وش الأرض .. انا مش مجنون .. أنا لازم اقابل الملك تيسان ملك ملوك الجن الطيار .. تاتلى انا حبيبك متتخليش عنى .. تاتلى .. تاتلى (تخفت الإضاءه الى ان يظلم المكان وتبقى صرخات صالح تملأ المكان)
النهايه

القاهره 11 يوليو 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock