إصدارات

حصريا.. ننشر مقدمة مترجم كتاب”شعرية الجسد_تعليم الابداع المسرحي” الذي صدر مؤخرا للفنان والباحث العراقي د. محمد سيف


المسرح نيوز ـ بغداد| محمد سامي
ـ
صدر اليوم .. كتاب (شعرية الجسد_تعليم الابداع المسرحي) تأليف المعلم المسرحي “جاك لوكوك”، وهو من ترجمة وتقديم وتعليق الفنان والباحث المسرحي العراقي المغترب “د.محمد سيف” عن مؤسسة دار الصادق الثقافية في محافظة بابل العراقية.
مقدمة المترجم
• الصمت المتكلم يتحدث كتاب “شعرية الجسد” لجاك لوكوك، الصادر لدى “أكت سود”، عن إدارة (جاك لوكوك) لمدرسته المسرحية الدولية، منذ عام 1956. هناك تلاميذ من جميع انحاء العالم، قد تخرجوا من مدرسته، من بينهم: ممثلين ومخرجين ومصممي ديكور وكتّاب وحتى مهندسين معماريين، وجميع هؤلاء يرجعون في اعمالهم إلى منهجه المسرحي. فمن هو جاك لوكوك؟ ما خلفيته ؟ وما أهدافه وطرق تدريسه؟ يعتبر الكتاب ثمرة من ثمار العديد من المقابلات التي اجراها معه كل من (جان غبريال كاراسو)، و(لا ليليا جان كلود)، وتتحدث جميعها، عن التمثيل الصامت الدرامي، والقناع المحايد ودورهما في العديد من المساحات الدرامية الكبيرة (ميلودراما، كوميديا دي لارتي، المأساة، وفن التهريج). يسافر بنا (جاك لوكوك) في أروقة مدرسته، ويجعلنا نتتبع منهجه التربوي خطوة خطوة.
• الكتاب درس في المسرح والتربية في عام 1995، شاهدت للمرة الأولى في مسرح “لبوف دو نور” في باريس مسرحية “حيوات لوسي كابرول الثلاث”، وانبهرت بهذا العرض الذي كان يعتمد بكليته تقريبا على الجسد، والشعرية، والبصرية، والمباشرة، والفرح، والخيال الغريب، حيث كان يلعب فيه الممثلون جميعهم بلغات مختلفة. هذا النوع من المسرح لم أكن قد رأيت مثله آنذاك من قبل. فتساءلت بدوري: من هؤلاء الممثلون، ومن أين هم قادمون؟ وأي نوع من التقاليد المسرحية يعرضون؟ وكان الجواب: انهم فرقة مسرحية عالمية، جميع العاملين فيها درسوا في مدرسة (جاك لوكوك)، التي أسسها في باريس عام 1956 ودرّس فيها حتى وفاته في عام 1999.
ألوف الطلبة في العالم اجمع قد تتلمذوا على يديه، وقد تابعتُ أنا دروسه أيضا مدة سنتين عند قدومي إلى باريس عام 1984، ودرست التمثيل الصامت، والحركة، ومختلف أنواع اللعب مع القناع. جاك لوكوك، رجل فعل اكثر منه رجل تنظير. لم يكتب الكثير عن طريقة تدريسه، لكنه نشر قبل وفاته كتاب “شعرية الجسد”، الذي يلخص طريقته وتعاليمه التدريسية. كتب في عام 1987 مختارات واسعة بعنوان “مسرح الحركة”، يشرح فيها تاريخ فن التمثيل الصامت. وهناك كتاب آخر يحمل عنوان «مدرسة التمثيل” لجوزيت فيرال، تتطرق فيه إلى طريقة تدريس المسرح، وهو ذات صلة بمنهجه. يلقي هذا الكتاب الضوء على منهج (جاك لوكوك) الفني، وعلى المسرح الذي جاء ليدافع عنه. ندرس فيه طرقه وأغراضه والمناهج التي استخدمها، حيث يستعرض مسيرته الفنية التي قادته إلى العديد من المناطق في فرنسا وايطاليا.
إن قراءة متأنية لهذا الكتاب، المكتوب بعبارة تبدو في الظاهر سهلة ويمكن ترجمتها، ولكنها في أحيان كثيرة، تكون مستعصية وتحتاج إلى خبرة معرفية وتقنية، لكي تجعلنا نكتشف طموح منهج هذا الرجل، الذي يعني في كتابه هذا، بتدريب الممثلين على أشكال الخلق والابداع، من خلال اعطائهم الصلاحية للعب وليس التقنية فقط، لا أكثر ولا أقل. إنه يخاطب عبقرية الممثلين بعيدا عن التكنيك والمواهب. وهذا ما يذكرنا بمنطق كانط، الذي يقول: ( إن العبقرية هي التصرف الفطري للعقل، والتي تعطي من خلاله الطبيعة القوانين إلى الفن) . وهذا يعني أن العمل في منهجه، يكمن في العثور ثانية على الطبيعة نفسها، والحياة. حيث يشير لوكوك إلى مفهوم (الصدى) الموجود بين غوص الحركة في قوانين حركة الطبيعة وتحرير الخيال الشخصي. هناك روابط بين أسلوب المعلم لوكوك ومنهجه، وبين المعلومات التي يعطيها على امتداد عامين.
لا سيما إن كاريزما المعلم شيء والمنهج شيء آخر. إن المنهج الذي وضعه لوكوك، ثابت ومفتوح في آن واحد. إنه مفتوح على مساهمات معلمي المدرسة وأسئلتهم الجديدة، وعلى رؤى الطلبة الفطرية. وإن النهج المتبع في هذه المدرسة هو طريق بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، ولكنه طريق غير نهائي وليس جامدا. وبهذا المعنى فإن المدرسة هي مدرسة خلق وابداع على جميع الأصعدة، وليس مدرسة تدريب واعداد الممثلين فقط. إنها مدرسة مفتوحة وذات تخصصات متعددة، ولكن ماذا يقصد، جاك لوكوك، من وراء ذلك ؟ الألعاب البهلوانية، فنون القتال، الإيماء الصامت للحدث، خلق وصناعة الأقنعة، مسرح المواد، الكتابة المسرحية، اعداد الجسد والصوت، مقاربة ديناميكية للشعر والموسيقى …
وبإمكاننا أن نسأل أيضا، ماذا تعني دراسة ديناميكية الطبيعة ؟ ودراسة العناصر، والمواد، والألوان، والأضواء، والنباتات، التي بإمكانها أن تخدم اعداد الممثل؟.
إن بعض المصطلحات، مثل: الأرضية الدرامية، النقطة الثابتة، الحالة المحايدة، التي يستخدمها جاك لوكوك في كتابه (شعرية الجسد)، قد تترك القارئ بحالة من الدهشة والغموض. ذلك أن منهج لوكوك، شأنه شأن أي منهج جديد مبتكر، يثير عددا كبيرا من سوء الفهم والرفض والتردد، مثل الحماس الذي يصعب تبريره. إننا نعلم أن مصطلح (تعدد التخصصات)، وبعيدا عن النجاح الحالي لهذه الكلمة، في الأوساط المسرحية، يشير إلى الواقع الفعلي للعرض الذي، يجمع بين التخصصات والفنون التي هي حتى الآن منفصلة، ويتحدى التصنيفات التقليدية. وإن المبدعين وفناني الأداء في هذه العروض قد تلقوا تدريبات مفتوحة، وهذا بحد ذاته ليس فيه ما يبعث على الاستغراب والدهشة،
ومع ذلك، فإن هذا لا يشكل الأصل التعليمي لدى جاك لوكوك. وإن نهجه يكمن في طريقة استقبال وتقبل هذه التخصصات المتعددة وتنفيذها، وهذه هي خصوصية المدرسة. إن مصدر قلق لكوك الرئيسي هو تجنب انحراف تعليم هذه التخصصات، وفصلها عن بعضها البعض، والذي يؤدي تجاورها إلى انتقائية غير منتجة. لمعالجة هذا الخطر، يمكنننا أن نقول باختصار، إن المعلمين يتجنبون، قبل كل شيء، وضع الطلبة في موقف يمكنهم من معرفة القليل من كل شيء، الذي يجعلهم، في النهاية، لا يعرفون القيام بأي شيء.
وهذا يعني بشكل ملموس تنظيم دورات دراسية ترفض- مع استثناءات قليلة جدا- فكرة النماذج أو الدورات التي تستقر في مدة مستقلة، وتعزز بحكم الواقع، استقلال التخصصات. وهذا هو السبب من وراء تسلسل وتنظيم الدورات- أربعة ساعات في كل يوم من أيام الأسبوع الخمسة، دون حساب ساعات العمل خارج الدروس- التي لا تترك للطلبة الوقت أبدا، للاستقرار والاكتفاء بالتمثيل الصامت، وتحليل الحركة أو مختلف أنواع اللعب مع الأقنعة، على سبيل المثال. من خلال ما تقدم نفهم، أن روح المدرسة لا تنفصل عن مضمون تعاليمها، ونهجها المفروض على معلميها وكذلك على طلابها، والذي يمكن اختصاره هنا، في الموقف المختبري، والبحث المستمر، المختلف كثيرا عن الاكتساب المعرفي البسيط والخبرة الصارمة.
ومن أجل معرفة عملية التدريب لدى لوكوك، فإن مصطلح (تداخل التخصصات) يؤكد في شكله ومضمونه على البحث فيما هو مشترك بين التخصصات المختلفة، وهو أكثر ملائمة من مصطلح (تعدد التخصصات)، الذي يترك فكرة التقسيم الصارم قائمة. إن أهمية هذا التمييز، يؤكدها نورمان تايلور، احد معلمي المدرسة الذين درسوا فيها، تحليل الحركة، مدة 18 عاما، وكنت احد تلاميذه، ويقول: (إن المدرسة شيء آخر ومختلف عن فكرة مجموعة من الاساتذة، لكل منهم اختصاصه، وعمله المستقل عن باقي الاساتذة الآخرين. لإن الذي يحيط بجاك لوكوك، هو جسد من المعلمين، الذين يبدأون عملهم كل سنة في خدمة رحلة وبرنامج). ولابد من التذكير، ان من الجوانب الفريدة للمدرسة، والذي يعتبر سر قوتها وديمومتها، هو أن معلميها جميهم كانوا تلاميذ قدماء للمدرسة، وقد تتلمذوا على يد جاك لوكوك نفسه.
إن صورة الرحلة، التي تبدأ فيها كل سنة دراسية في المدرسة، ليست بمجانية، إنها تساعد على فهم روح التربية العملية للمدرسة، التي تنعكس بالتعقيد وطبيعته العضوية، في ذات الوقت. إن المسار المقترح على امتداد عامين يتم تعينه بالطريقة المبرمجة التي، لا تستبعد بعض التعديلات، ويستند على منطق المراحل الحقيقية. إن الطالب لا يستطيع أن يتنبأ أو يتوقع، ويعبر عتبة قبل أخرى، وكل شيء قد تم تصميمه بطريقة تقوده إلى الاكتشاف في حالة من الدهشة والمفاجئة.
إن التركيز على جانب المفاجئة في التعليم، هو بالتأكيد، واحد من الأسباب التي جعلت لوكوك ينشر القليل جدا عن بيداغوجيته، وبشكل متأخر. إن الموقف الأول الذي يُطلب من الطلبة هو الثقة في فضل (المدة الابداعية)، التي بإمكانها أن تكون مثمرة. إن هذه العلاقة بزمن الرحلة أمر ضروري. بعض الطلبة، للاسف يكونون سجناء المنطق الاستهلاكي، والكفاءة المباشرة التي يمكن استخدامها، والسرعة، وتكون لديهم صعوبات حقيقة للوصول إلى منطق الاكتشاف هذا، والصبر الذي يبدو في زمن آخر. ماذا نفعل، وماذا تخدم التمارين العملية التي نحمل فيها القناع المحايد، على سبيل المثال ؟
في الواقع، إن هذا السؤال لامعنى له ولا يتطلب إلا أجوبة قليلة طالما أننا نشارك في تجربة (معاشه) مع القناع المحايد التي لا يمكن أن يفهمها التعليم إلا في وقت لاحق. إذن، إنها مدرسة للعيش أكثر مما هي للفهم. وهدفها هو المسرح الذي يستمد الإلهام من الحياة، وإنها تطالب بنوع من النهج الحيوي، الذي يعرف القبول بغير المتوقع كبعد مؤسس لديناميكية الخلق. يقول جاك لوكوك بخصوص الرحلة: إن الأمر ليس بدورة تدريبية، بقدر ما هو رحلة طويلة حقيقة. إنها تربية تعليمية غير مباشرة، لا يمكننا استخدام مراحلها مباشرة، لأن المقصود هو نقلها إلى لعب. خلال الرحلة نكتسب المواقف شيئا فشيئا، ولكنها تستحق نقلها في مدة محددة في حالات أخرى. وهذا هو بالضبط يشبه لعبة البلياردو: من أجل الذهاب إلى المكان الذي يجب على اللاعب أن يضرب الكرة الصغيرة، عليه القيام بدورة كاملة من اجل الوصول إلى نقطة اللعب. على سبيل المثال، إن بعض الطلبة، يسرعون، ويريدون بأي شكل من الأشكال القيام بعمل المهرج وعلى الفور … وقد جاؤوا إلى المدرسة من أجل ذلك ؟ ولكن هذا أمر مستحيل، لأنه لا يمكن أن نصل إلى المهرج من دون المرور قبل بالقناع المحايد ؟
• جاك لوكوك في سطور موجزة ولد جاك لوكوك وتوفى في باريس (1921-1999)، وكان في بداية حياته معلّما للتربية الرياضية والعلاج الطبيعي. اكتشف روح المسرح الشعبي من خلال العمل مع فرقة مسرحية في مدينة غرونوبل الفرنسية، بعد الحرب العالمية الثانية. وهذا ما يشرحه في “شعرية الجسد”، قائلا إن الفرقة كانت لديها “الرغبة في المضي بالمسرح قدما نحو جمهور شعبي ومباشرة”. وفي ايطاليا اكتشف لوكوك الكوميديا دي لارتي كشكل مسرحي يعود تاريخه الى القرون الوسطى، وكتمثيل مباشر وليس نفسي، تصاحبه أقنعة تغطي النصف الأعلى من الوجه. عمل في جامعة بادو وفي مسرح “بيكولو تياتر”، وكان أحد تلامذته الفنان المسرحي الشهير داريفو. يشير في هذا الكتاب إلى لقاء مهم جمعه بمصمم الأقنعة (إميلتو سارتوري)، فصمما معا القناع الحيادي الذي يعتبر أداة تعليمية أساسية لجاك لوكوك. في فيلم “رحلتين لجاك لوكوك وداريفو”، يتذكر الاثنان فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والعالم الذي لا بد من تشييده من جديد. هذه اللقاءات وإعادة الاكتشافات للأشكال المسرحية التي نسيت (التمثيل الصامت، والكوميديا دي لارتي)، وحيوية الاختراع والمعرفة العميقة للجسم والحركة، تشكل العناصر الاساسية التي اعتمد عليها (جاك لوكوك) في تعليمه في ما بعد. ومع أقنعة الكوميديا دي لارتي والاقنعة الحيادية التي اهداها إليه (سارتوري)، عاد (جاك لوكوك) الى باريس ليفتح في عام 1956 مدرسته المسرحية، التي لا تزال موجودة وتقودها ابنته (باسكال لوكوك) بعد وفاة زوجته (فاي لوكوك) التي فارقت الحياة، في نهاية عام 2012. تقع المدرسة، في مركز للملاكمة سابقا.
يأتي الطلبة إليها من أنحاء العالم ليتابعوا فيها دروسا في التمثيل. تضم ثلاثة صفوف، في كل صف منها 35 طالباً. طلاب الصفين الأول والثاني هما فئة واحدة، يدرسون في المكان نفسه ولكن بشكل منفصل. ويتم اختيار الطلبة بعد دراسة ملفاتهم التي ترافقها رسالة اعتراف من احد الاساتذة المسرحيين المعروفين، ثم اختبارهم ووضعهم تحت التجربة مدة ثلاثة أشهر. ويتم اختيار ثلث طلبة المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، بعد اختبارهم. المعيار الرئيسي للقبول هو “قدرة الطالب على التمثيل، وقد سمّى لوكوك مدرسته “مدرسة الخلق”، ذلك أن “الهدف من المدرسة هو خلق جيل مسرحي مبدع، يحمل لغات يكون فيها التمثيل الجسدي للممثل حاضرا”.
العمر المتوسط للطلبة بين 24 و25 عاماً، ويستحسن أن تكون لهم تجربة مسرحية مسبقا. يشرح (جان غبريال كاراسو) في كتاب “مدرسة التمثيل”، قائلا: (إن هذا العمر هو الذي تكون فيه التجربة الحياتية للطالب قوية بما يكفي لأن يتحمل هذه الرحلة المقترحة، من دون أن تسبب له مشكلات اكثر مما ينبغي تخص هويته الشخصية). وتكون جميع الدروس باللغة الفرنسية، ومن الضروري أن يفهم الطالب اللغة الفرنسية، لكن التمثيل يمكن أن يكون في اللغة الأم للطالب. فاللغة في مسرح الجسد والحركة ليست بمهمة. وتستمر الدروس سنتين، وهناك سنة تربوية ثالثة لأولئك الذين يرغبون في أن يكونوا أساتذة مسرح. إن جميع أساتذة المدرسة درسوا عند (جاك لوكوك)، وهناك اساتذة فتحوا مدارس خاصة بهم مثل: (فيليب كولير)، و(توما باتريك).
ومنذ الثمانينات، افتتح قسم للسينوغرافيا، “مختبر لدراسة الحركة”، واصبح جزءا لا يتجزأ من المدرسة. يُذكر أن طرق تدريب ممثلي “مسرح الشمس” لآريان منوشكين تعتمد بشكل كلي تقريبا على دروس (جاك لوكوك) المسرحية، فهي كانت إحدى تلميذاته في الستينات، وتقول إن هناك قوانين عالمية للمسرح، وإن جاك لوكوك كشخص يذكّرنا بها. ملاحظة: لقد ضمنا النص المترجم ببعض التعليقات الشخصية المرتبطة بكل تأكيد بمحتوى النص، منطلقين في ذلك من تجربتنا الشخصية في قلب المدرسة. وتكون هذه التعليقات أحيانا بين النص نفسه ونشير لها بتعليقات المترجم، واحيانا أخرى تكون ضمن الهوامش في أسفل الصفحات.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock