مقالات ودراسات

د. إياد السلامي يكتب لـ “المسرح نيوز” عن العرض اللبناني: “شتوية نسائية قاسية”


د. إياد السلامي*

ناقد وأكاديمي عراقي

ـ

يقول الكاتب الانكليزي وليم شكسبير (المرأة مثل الزهرة إذا اقتلعت من مكانها، تتوقف عن الحياة ) كل يوم تقلع مئات الازهار من حدائق الحياة الغناء بين الاغتصاب والاغواء و سلوكية العائلة القاسي بحجه او اخرى و هذا ما اراد النص واشتغلت عليه المخرجة والممثلة ( لارا حتي ) في مسرحية (شتوية قاسيه ) الذي قدم على مسرح مركز دوار الشمس الثقافي (الطيونه) في بيروت تأليف الدكتور (شكيب خوري )

وقد شاركها في التمثيل عبير صباح ونتاشا رزق ومايا شريف واليسا عفيفي تمحورت فكرة العرض عن استبداد الرجل للمرأة او ما أرادت ان تقوله مخرجة العرض ان نورا ابسن وميديا يوربيدس لازالت تحلق في ذهن ومخيلة وفعل النساء، فقد كتبت المخرجة في ملف العرض ( زعران ،قرايب، أصحاب … كلهم بدهم ياني ارسم صورتي اللي هني طبعوها وبخجل أتذكرها. وكل ما محيت تجعيده بتنبت تجعيده اشرس رسختها قساوتهم . بتطلع بوجهي …)

حاول العرض ان ينفتح جماليا من خلال سينوغرافيا جرداء تمثلت بشجره وكراسي وقضبان للإيحاء بشتاء صلد والغاء كل ما هو اخضر من الشجرة ولكن وجود الشمعة الذي وضعت في شباك السجن اتخذت وظيفتها وفعلها ـ فالمرأة هي تضيء وتحترق فبرغم الخواء العاطفي وهشاشتها لكنها تقدم روحها دمها ضوءا للأخرين. ولما يمتلك النص من لغة أنيقة فكان السرد للممثلات اشبه لقصه تسردها لنا حكايات عجائزنا في ليل شتائي طويل وهنا اتكأت المخرجة كثيرا على لغة النص وحاولت ان تؤصل لأفكارها من خلال اللغة الجميلة للنص فكانت لغة السرد أنيقة الكلمات (حرقت حالي بخور لاسمك).

والذي لا يمكن اغفاله ان المخرجة (لارا حتي) اشتغلت على خلق علاقات ما بين الممثلات بتشكيلات حركيه توحي للمتلقي بما ارادت ان تقول نساء شتوية قاسيه هن يعشن داخل حلقات مفرغه ليس لها بداية ولانهاية فهي اشبه بزمان ومكان لا يمكن ايجاده في حياتنا المعاشة مغزى الصّراع في العرض هو ذكوري ـــ أنثوي يقوم على الميزات المعطاة للرجل أمام الحرمان والإذلال للمرأة. ومن هنا يكون لا بدّ للضعيف من أن يناور، يحتال، يكذب، يخون كي يستعيد خلسةً، أو جهاراً الشيء القليل من حقوقه الإنسانيّة والمدنيّة.

أما أداء الممثلات تميز بمحاولة توصيل أفكار النص من خلال السرد فقد امتلكن امكانية خلق الصورة الذهنية المتشكلة من خلال الحوار دون الاعتماد على الفعل الادائي كثيرا، أما الاداء الصوتي فتم تنغيمه بصوره جميله والإحساس بالكلمة قبل إطلاقها كان متميزا . وشارك في انجاز العرض تقنيا مديرا للإضاءة طوني معوض ومهندسا للصوت جورج فاخوري .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock