مقالات ودراسات

د. علي خليفة يكتب: مسرحية “العبد” للكاتب الأمريكي ليروا جونس



المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

 

مسرحية العبد
للكاتب الأمريكي ليروا جونس

اهتم المسرح الأمريكي الحديث اهتماما كبير بقضية التفرقة العنصرية بين البيض والزنوج؛ لأن هذه القضية كانت من أهم القضايا التي عانى منها المجتمع الأمريكي، ونتج عنها بعض تشققات في المجتمع الأمريكي في الماضي البعيد والقريب أيضا.

 

وقد عالج بعض كتاب المسرح الأمريكي هذه القضية، ومنهم يوجين أونيل في مسرحية كل أبناء الله لهم أجنحة، وفي هذه المسرحية يعرض أونيل رواسب الكراهية المترسبة في أعماق أبناء الطرفين، وهذه الرواسب كانت السبب في القضاء على علاقة حب بين فتى أسود وفتاة بيضاء، فعلى الرغم من حبه لها وأنها تحبه، لكنها كانت ترى أنه من الواجب عليها أن تحطمه؛ حتى لا يتفوق على قرنائه من أبناء جنسها من البيض.

 

وأيضا عالج إدوارد أولبي هذه القضية في مسرحية وفاة بيثي سميث، وهو يصور في هذه المسرحية أثر التفرقة العنصرية بين البيض والسود.

 

ونرى في هذه المسرحية مطربة سوداء اسمها بيثي سميث تلقى حتفها؛ لأنها أصيبت في حادث، ورفضت مستشفى للبيض إسعافها، وعلاجها؛ لأن هذه المستشفى لا تعالج غير البيض فقط فيها.

 

وبالطبع كانت هاتان المسرحيتان وغيرهما أصواتا تدعو لنبذ العنصرية، وللإيمان بالإنسان دون النظر للونه وجنسه، ووجدت هذه الأصوات لها صدى كبير بعد ذلك، خاصة في المجتمع الأمريكي الذي كتبت فيه؛ لأنها كانت تصور أوضاعا غريبة كانت موجودة فيه في أوقات سابقة.

أما مسرحية العبد لليروا جونس فإنها تصور الصراع بين البيض والسود على أنه قد أخذ منحى كبيرا؛ حتى لقد تحول لمعركة، ويقود السود في هذه المعركة ووكر الذي كان متزوجا من امرأة بيضاء، وأنجب منها ابنتين، وتحول لشخص يستبيح دماء كل أبيض؛ لشعوره أن البيض قد استعبدوا أجداده وآباءه من السود ، وأنهم لايزالون يستعبدونهم.

 

وتصور المسرحية هجوم ووكر على بيت زوجته السابقة كريز التي هجرته بعد أن تحول لقاتل للبيض، وأخذت معها ابنتيها منه، وتزوجت بعد ذلك شخصا آخر أبيض هو إسلي.

 

ويتحدث ووكر مع كريز وإسلي عن حقه في المعركة التي يخوضها ضد البيض، ويقول لهما: إنه محق فيما يفعله فيها، ويقول أيضا: إنه لا يقتل فقط البيض، ولكنه يقتل أيضا السود الذين يرضون بأن يكونوا عبيدا للبيض.

ويقتل ووكر إسلي، وتتفجع كريز لمقتله، ويعزم ووكر على أن يأخذ ابنتيه معه، ويترك كريز وحيدة؛ لينتقم منها؛ لأنها كانت قد هجرته، وأخذت ابنتيها منه معها، وتركته وحيدا، ولا يستمع ووكر لتوسلات كريز بأن يترك ابنتيه معها.

 

وحين يصعد ووكر للدور الأعلى الذي به حجرة نوم هاتين الابنتين يفاجأ بأنهما قد ماتتا، فقد أصابتهما بعض الرصاصات التي انطلقت خلال هذا الصراع الذي تحول لحرب دموية.

 

وليروا جونس يرى في هذه المسرحية أن هذا الصراع بين البيض والسود لو استفحل بالصورة التي يعرضها في هذه المسرحية فإنه سيخسر عند ذلك الجميع، ولن يكون هناك رابح منتصر.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock