إصدارات

صدر مؤخرا كتاب “ثقافة العرض.. دراسة سيمولوجية” لمؤلفه د. أحمد شرجي.. عن دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر


المسرح نيوز ـ العراق| عبد الله جدعان
ـ
صدر مؤخرا كتاب عن دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشرو هو الكتاب الشخصي الرابع لشرجي بعد سيميولوجيا الممثل، و المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد، و سميولوجيا المسرح ، ويعد كتاب ثقافة العرض المسرحي الكتاب الثالث ضمن المشروع التنظيري للمؤلف والذي يحمل عنوان ( سيميولوجيا المسرح) والذي يرصد به تمظهرات العلامات واشتغالاتها في العرض المسرحي بدا من النص وانتهاء بالعرض ، وما هو دور الثقافة ونتاجها العلاماتي في تشكل العرض المسرحي ، وهل ستقرأ بذات القصدية الاستغلالية عند انتقالها الى سياق ثقافي اخر؟
يدرس الكتاب ( ثقافة العرض المسرحي) العملية التركيبة للعرض المسرحي منذ لحظة الاشتغال النصي الى تشكل العرض من قبل المخرج، حيث يخضع النص الى عملية عدم وبناء جديدة تفرضها الثقافة المنتجة للعرض ، مما يشكل عملية انزياح قصدي لصناع العرض لكل الحمولات الثقافية التي يحملها النص ، ويعاد تركيب علامات تنتمي الى ثقافة صناع العرض وليس المؤلف ، ولهذا اختار المؤلف نماذجه بقصدية اشتغالية بما يتوافق مع مريدات دراسته،
وهي نص عالمي له حضور وازن وقدم في ثقافتين مختلفتين وهو نص رتشارد الثالث لوليم شكسبير، قدم في هولندا من قبل مخرج هولندي وكذلك قدمه المخرج العربي سليمان البسام بالمنطقة العربية، ومع هاتين الرؤيتين الاخراحيتين لنص واحد، نستطيع تتبع الاختلاف الثقافي داخل كل عرض، حيث خضع العرض الهولندي لقراءة ثقافية مغايرة لم تحمل من النص الشكسبيري سوى إطار الحكاية واسماء الشخصيات، وكذلك العرض العربي الذي أزاح كل ما يتعلق بالنص الشكسبيري و ركب المخرج علامات العرض وفق التداعيات السياسية في منطقة الخليج العربي بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام ، ولهذا ارتدى رتشارد العربي العباءة والعقال بينما رتشارد الهولندي التنورة الاسكتلندية القصيرة ومغنيا لفرقة موسيقى الروك ، ومع هذا الاختلاف الثقافي في آلية تشكيل العرض المسرحي؛ يطرح الكاتب سؤالا عن قصدية علامات العرض المنتجة داخل الثقافة ذاتها ، هل تقرا بقصديتها الاشتغالية عندما ينتقل العرض الى سياق ثقافي آخر لا يتحدث لغة العرض حتى لو كان يعرف النص العالمي؟
وبالتالي يرى الدكتور احمد شرجي ؛ بان العرض المسرحي ينتمي الى ثقافته المنتجة و يكون اشبه بالطيران الأعمى بلا بوصلة طريق عند انتقاله الي سياق ثقافي آخر، رغم بعض الاتفاقات الانسانية ثقافيا على مستوى العلامات او ما يسمى بالعلامات الكونية مثل علامة الصليب والهلال وحمامة السلام بلونها الأبيض او إشارات السلام وغيرها … و سؤال الكاتب يعد الاشكالية التي تواجه العرض المسرحي، لان لكل مجتمع خصوصيته الثقافية بمعنى اخر علاماته الاتفاقية وقصدية تشكيلها ، ولكن كلا العرضين رجعا الى ما يسميه المؤلف بالنص الجنين وفق طروحات جوليا كرستيفا ، وهو حكاية النص الأدبي الأصلية ، وهذه الحكاية تكون ارضية العرض الجنين لرؤية المخرج لهذه الحكاية. ولهذا ظل رتشارد دكتاتورا في كلا العرضين لكن لكل ثقافة دكتاتورها الخاص.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock