مسابقات ومهرجانات

عبر الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي.. “كاكي” يعود إلى مستغانم برؤية مغايرة “القرّاب والصالحين”: الأولياء ينتصرون


المسرح نيوز ـ وهران | قسم التحرير

ـ

أبهج عرض “القرّاب والصالحين” لمسرح العلمة الجهوي، مجالس مدينة مستغانم ومكّنهم من استشعار متجدد لروح ابنهم البار الراحل “ولد عبد الرحمان كاكي” (18 فيفري 1934-14 فيفري 1995).

واكب رواد مسرح مستغانم الجهوي بكثافة، الرؤية الجديدة للعمل التراثي الشهير “القراب والصالحين” لفرقة المسرح الجهوي بمدينة العلمة، وفي سياق عبثي لم يخلو من الكوميديا، جرى الانتصار للنفسية الصافية المضمرة بين ظلام طغيان الذات وقساوة القلب، بعد أن قتله البؤس والسعي وراء الفاني.

وعلى حين ابتهال، يستدعي القراب (موسى لاكروت) ثلاثة من الأولياء المشاهير: سيدي عبد القادر، سيدي عبد الرحمن، رفقة سيدي بومدين إلى قرية “بني دحان” التي ألف أهلها الفقر والجهل، ووسط ديكور اعتمد على خلفية تدعّمت بشاشة عرض ثلاثي الأبعاد، وإضاءة متفاوتة المواقف، جمع السينوغرافي “شوقي خواثرة” ملامح المكان والزمان، الذي تعاقبت فيه الأحداث المتفرعة مع رحلة بحث الأولياء عمن يؤويهم لليلة، أين اصطدموا بكل الأبواب الموصدة، ما عدا سقف بيت الراقصة صليحة (صليحة إيجا فيدور)، هذه الأخيرة تقمصت هالة “الكرم”، رغم ظاهرها الموحي بتمردها على العادات، والأخلاق.

“القرّاب والصالحين” (105 دقائق) اعتمدت على ثلاثة من الراقصين (ياسين سعادنة، إلياس هدنة، ومصطفى بن دشاش)، إضافة إلى 18 ممثلا، حيث أدى دور الأولياء كل من إسماعيل بلحاج، طلال هميلة، ونجيب بوسواليم، رفقة الدرويش (بلال صابري)، الهاشمي (فارس بوسعدة)، عويشة (رجاء هواري)، رئيس البلدية (بوزيد صارة)، الأعمى (عز الدين سماعن)، فطيمة (حورية بهلول)، الشاب المتمرد (جمال قشي)، القاضي (الطاهر قرور)، الإمام (الطيب بنعيجة)، قدور (محمد بوعافية)، الراقي (سمير زقار)، لخديم (الطاهر شرفة)، وبائع الأعشاب (رابح قادري)، أما الموسيقى فألفها حسين سماتي، وكوريغرافيا فرح الدين بن زواش.

المخرج “نبيل بن سكة” عمل على تحيين الثيمة ليرى الجمهور انعكاسه فيه، كما أنّ إضافة التقنية ثلاثية الأبعاد في الخلفية، سمح بإضفاء اللمسة الراهنة على فكرة جرى كتابتها عام 1966.

واشتغل “بن سكة” مع 21 ممثلا وراقصا شابا مثّل نصفهم لأول مرة، وسعى هؤلاء لجرّ المتلقين إلى مساحة فكر ونقاش، في عرض انتمى إلى مسرح ردة الفعل الذي يثير فكرا ونقاشا لدى المتفرجين باختلاف مستوياتهم وانتماءاتهم.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock