عزيز ريان يكتب عن كتاب: ممثل الطريقة.. هكذا فكر ستانيسلافسكي تأليف: علي الزيدي وتقديم جلال الشرقاوي

المسرح نيوز ـ المغرب| عزيز ريان

ـ

كتاب: ممثل الطريقة

هكذا فكر ستانيسلافسكي

تأليف: علي الزيدي

تقديم أ: جلال الشرقاوي

طبعة 2015

لم يتم ذكر اسم المطبعة أو دار النشر

الكاتب علي الزايدي ممثل وفنان مغربي ينحدر من مدينة تطوان ،خريج معهد المسرح بالقاهرة وله أعمال فنية وأدبية مختلفة،وشارك في الكثير من المسرحيات والأعمال الفنية بالمغرب وبمصر،ويعيش حاليا بأرض الكنانة.

الكتاب من القطع المتوسط ب 332 صفحة مقسم لنقاط مختلفة عبارة عن فصول تحاول التأكيد على كيف فكر المعلم الأول ستانيسلافسكي.

بعد الإهداء والشكر والعرفان لمن ساهم في تحقيق حلم هذا الكتاب،تطالعنا مقدمة الفنان المصري الكبير جلال الشرقاوي الذي تنَّبه بحِرفية لقيمة هذا العمل التنظيري الهام والذي يشكل بداية تاريخية لنوع من الممثل يشهده العالم المسرحي. نوع معاصر لم يكتفي فقط بما تعلمه بين جدران الحجرات التعليمية بالمعهد المسرحي بل انكفأ على البحث والتنقيب الدوؤب للرقي بمهنتهم إلى العالمية.

فجلال الشرقاوي يشير إلى أن الكاتب كان أول دفعته وبرغم كل شيء تبنأ له على مستوى الكتابة. معلنا طريقة نقاشهما معا حول العنوان الذي اعترف برفضه المسرحي العربي المعروف الشرقاوي حيث اعتبر لفظة المنهج خير من لفظة الطريقة،لكن إصرار الكاتب احترمه. وهنا أشير أن اللفظة تختلف بالمغرب عن المشرق،حيث في الأول تعني المنهج لكن بالمشرق قد تعني الأسلوب الديني أو الصوفي.

شدد جلال على أن كل ممارسي فن المسرح يشددون على اعتبار كتاب ستانيسلافسكي : إعداد الممثل من أمهات المراجع بالمسرح كما هو كتاب فن الشعر بالنسبة للشعراء. والقاسم المشترك بينهما هو أن كليهما(ستانيسلافسكي وأرسطو) هو ممارسة ثم التنظير. فالأول مارس التمثيل وأظهر كل تجاربه مع الممثل كبشر والمتفرج باعتباره بشر. أرسطو كذلك شاهد مسرحيات الإغريق العظام لأسخيلوس وبعدها بدأ بالكتابة. شاهد الممارسة ثم قام بالتنظير. الفرق البسيط أن أرسطو شاهد أعمال غيره عكس ستانيسلافسكي فنظر للمارسته وتجاربه مع تلاميذه.

يؤكد الشرقاوي أخيرا في مقدمته الهامة أن هذا كتاب قيِّم يجب أن يطلع عليه كل أستاذ ومحترف لفن التمثيل ويقرأه لمرات بل ويحفظه ويستوعبه ويضعه موضع التجربة. فالأساس هو نظرتنا المشبعة بالاحترام للرواد الذين مهدوا لنا العمل في ظروف قاسية(رقيب وجلاد).

بعدها خط الزايدي مقطعين من كتابين مختلفين: الأول من كتاب: إعداد الممثل . والثاني من كتاب: طريقة لي ستراسبرغ في تدريب الممثل .

استهل الكاتب بمدخل لفهم الطريقة بشكل علمي. فالطريقة ضرورية في تحصيل العلم والمعرفة وتوصيلهما إلى الآخرين. فلا بأس من المحاولة والخطأ للوصول لمرحلة فعالة. فالباحث عليه أن يبحث على طريقة مبتكرة.

الإشكالية الأساسية بالنسبة للممثل هي هل يعتمد على الحظ والصدفة في مهنته أم يجد طريقة تمكنه من اكتشاف أسرار فنه.

على الممثل إذن أن يعثر على طريقة واعية تختلط بالإلهام الذي قد يأتي بالصدفة.

أكد ستانيسلافسكي على ضرورة الإبداع بطريقة واعية وسليمة والبحث على أنجع الطرق لازدهار اللاوعي والإلهام. فازدياد لحظات الإبداع الواعي في أداء دور للرفع من فرص فيض الإلهام.

بعد أربعين سنة من البحث والتجريب في فن التمثيل قام ستانيسلافسكي: المعلم الأول في فن التمثيل،بتطوير منهجه واستفاد من أبحاث في العلوم الإنسانية وعلم النفس الروحي وعلوم الحياة في أيامه. حاول كشف أسرار تألق الممثلين العظام في أيامه وتجنب طرق (الدجالين والبكاشين) كانوا يحفظون بأسرار المهنة.

فهناك البعض يجيد التمثيل دون أن يدري فتلك”عبقريته”أي أنه يقوم بعملية الخلق بالبديهة والفطنة. هؤلاء علموا تلاميذهم بدون إعطاء أسرار مهنتهم.

اشتغل الكاتب الممثل على ما بدأه ستانيسلافسكي على فك لغز إشراك العقل الباطن في العملية الإبداعية. فالإلهام يحتاج توفير جو ملائم ومزاج خلاق. كما أنه لا يمكننا أن نسيطر على عقلنا الباطن وكذا إجباره على مدنا بجرعات الإلهام لكي نصل للوعي الباطن. دون أن ننسى معضلة أنه كلما تدخل العقل الواعي مباشرة كلما امتنع الباطن عن الإلهام.

إذن هناك تنازع بين الإدارة والخيال ويصبو الممثل دوما لتحقيق المصالحة بين الرغبة والخيال.

نتعرف على خلاصات هامة حول العقل الباطن الذي اعتبر طفلا في تصرفاته: أي كلما مارسنا عليه عنفا يزداد عنادا ولن يطيعك،ولو اكتسبت وده وثقته فتستطيع الحصول على ما تريد منه.

لهذا علينا العمل على عناصر نفسية تخضع للوعي والإرادة بآليات: الخيال،التركيز،الانتباه،القوى المحركة الداخلية،استرخاء العضلات. عن طريق تقنيات أهمها الوحدات،الأهداف،خط الفعل المتصل،الاتصال الوجداني بين الممثلين،التكيف. هي وسائل فنية يتم التدرب عليها لتصبح جزء من طبيعتنا الثانية. فتعلم هذه التقنية والآليات ليس غاية بل وسيلة لظهور “الإلهام”.

باختصار فالطبيعة ترفض المراقبة والممثل يعتمد بعمله على مراقبة المتلقي مما يؤدي إلى الإرباك. وقد يحاول الممثل التخلص من شعور المراقبة فيقع في خطأ آخر مراقبة نفسه.

إذن،لكي ينجح الممثل عليه أن يستعد لتقبل المراقبة دون أن يراقب نفسه أي عليه الإستسلام التام للمشاعر والدوافع والاختيارات. وليثق بالمشاهد كما يثق بطبيبه. فيقدم المؤلف ما قدمه ستانيسلافسكي للممثل لكي يتخلص من شعور المراقبة: المعايشة والحياة في الدور. فلا يمكن إلغاء الجمهور لكي يتخلص الممثل من التوتر والمراقبة.

فصَّل في مدارس الفن الثلاثة في التمثيل بحسب تقسيم ستانيسلافسكي: المعايشة والصنعة والآلية.مقارنا بين ما جاء به ستانيسلافسكي وتلميذه تشيكوف موضحا المفاهيم والفهم الخاطئ للكثيرين لطريقتهما. فعلي (الممثل) يقدم بدوره تجربته في مجال التمثيل وبحثه في مجال العقل الباطن الذي يخلق الروابط بين الصور والأفعال والكلمات التي يدفع بها إلى العقل الباطن. فبالعمل الواعي فقط يدرك هذه الروابط ويؤكدها ويعين في الاتجاه الذي يواصل فيه عقلنا الباطن عمله. فليس على الممثل التعجل في الأمور الفنية والإبداعية.

مستعرضا أهم التجارب العملية التي قدمها ستانيسلافسكي وفسرها بشكل دقيق في استعمال العقل الباطن حيث ارتباطها بمجال علم النفس. فالخلاصة يؤكد عليها الزايدي أن العقل الباطن لا يخرج العمل الإبداعي إلى العقل الواعي دفعة واحدة بل عبر مراحل متقطعة. العقل الواعي ذكي حينا وغبي حينا أخر. العقل الباطن عبقري حينا ومجنون حينا أخر.

فالممثل الناجح من يصعد على الخشبة ويحفظ دوره ويترك الإشارة اليدوية وكيفية النطق والحركة إلى وحي الساعة وتأثير الأشعة النفسية المستقاة من تفاعل المتفرجين،في حين الممثل الفاشل يكثر من “التغنج” و”التنطع” وينغمر في ذاته وإرادته التي تصبح هي الحجاب الكثيف لأشعة المتفرجين للنفاذ في داخل نفسه فيقلد كالغراب.

ستانيسلافسكي يعتمد على ثلاث أجزاء وليس جزأين كما فهم البعض:

  • ممثل يشتغل على نفسه.
  • ممثل يشتغل على الشخصية المتخيلة.
  • يصبح فن التمثيل طريق روحي يكشف فيه الممثل أغوار نفسه وأسرار الطبيعة من حوله.

الأكيد أن أسلوب تشيكوف وطريقة ستانيسلافسكي مختلفتان من حيث النتيجة في خلق الدور: فتشيكوف يقترب بنفسه إلى الشخصية المتخيلة،في حين يجذب ستانيسلافسكي الشخصية المتخيلة لتقترب إليه.

وإن كان الأستاذ قد اعترف ببراعة تلميذه تشيكوف،فانتشار معلمو الطريقة في العالم أكثر من مدرسو أسلوب تشيكوف.

يَعتبرُ الكاتب أن النقطة الثابتة في جسم الممثل هي عائق كبير لتحقيق الاختلاف في مرة يؤدي فيها دوره. نقط تتوزع في جسمه كله فنجد بعضها أكثر توترا وذات شحنة موجبة بالجهة اليمنى بالجسم ونقاط شبه ميتة بشحنة سالبة بالجهة اليسرى.

وهذا فاليوغا تساعد على إعادة التوازن للجسم من خلال تقليل التوتر بين النقاط الموجبة والنقاط السالبة. كما أن التدليك الياباني المسمى ب “سياتشو” يعتبر علاجا طبيعيا يقلل من هذه النقاط. كما أن الصينيين يعالجون بالإبر حيث يركزون على هذه المناطق المتوترة سواء منها الموجبة أو السالبة.

يذكر الكثير على اليوغا وحسن استعمالها لدى الممثل في غسل التراكمات بفعل التكرار لأدوار بعينها. وبمعرفتي للمؤلف كممثل وفنان ففي حياته العملية يمارس بشكل دقيق اليوغا ويبحث فيها دوما.

كيف يمكن التعرف على (ممثل الطريقة) مقارنة بممثل مدراس أخرى،حيث أن الأول يمثل من أجل المعايشة لحظة بلحظة،ويمثل دون أن يلقي بالا لمن يشاهده،ويحاول أن يعرف نفسه،ويتلهف للمفاجأة التي ستسفر عنها اللحظة والتي ستجدد فيها الحياة وهو على خشبة المسرح. أما الممثل الثاني فهو الذي يمثل وهو يفكر في النتيجة،يمثل وهو ينتظر اعجاب المتلقي، يكفيه أن يعرفه الآخرون،ميت إذن بسبب الخوف من المفاجآت إلى درجة تجعل لا أمل له في الحياة بلا تصفيق الجمهور.

يشرح ويعطي بعض المعلومات العلمية الهامة التي تتعلق بالتفكير وقوته ونظام المخ والنخاع الشوكي كعضو العقل الواعي وللنظام العاطفي كعضو العقل الباطن.

نكمل مسيرتنا مع بحث المؤلف في عوالم ستانيسلافسكي وكيف يكون التمثيل إذ بدا بسيطا بدون تكلف وكيف أن الصدق مع النفس هو الأساس دون أن يتجه الممثل للخداع والتزييف حتى يصدقه الآخرون. فليس الذاكرة الانفعالية هي الذاكرة الذهبية فالكثيرين فهموا هذا بشكل خاطئ وسطحي حيث على الممثل أن يتذكر وفاة أحد أعز الناس إلى قلبه لكي يبكي مثلا. فمن المؤكد التمييز بين الذاكرة الانفعالية والذاكرة الحسية حتى وان كانت بينهما رابطة.هناك وسائل فنية وعناصر نفسية إرادية حددها ستانيسلافسكي تعمل على إثارة الذاكرة الشعورية اللاإرادية من تلقاء نفسها:

  • الإصغاء(للطرق المعطاة،الظروف المتخيلة،الظروف المفترضة)
  • الوحدات والأهداف(المثيرات الداخلية والخارجية)
  • التركيز والانتباه(الموضوعات الحية)
  • الحركة الطبيعية أو الفعل الجسماني(الإيمان والإحساس بالبعض)
  • مصادر من داخل النص،الأفكار والمشاعر المتشابكة التي تؤثر على العلاقة المتبادلة بين الممثلين(اتصال وداني بين الممثلين)
  • الأثاث وترتيبه(صورة وهمية للحياة الحقيقية بأبعادها الثلاثية أي الظروف المعطاة)

هي وسائل يتسلح بها الممثل لبعث المزاج الخلاق داخله لكي يقوم بتهيىء الظروف المناسبة لعمل الطبيعة فيه ومن تم تثار الذاكرة الشعورية من تلقاء نفسه.

على الممثل أن يتطور ويرتقي بروحه حتى يسلك سلوك الطبيعة فيجد متعة في صناعة أشياء مفيدة بأقل جهد ممكن. كما أن مبرر وجوده في مكان ما يكون واضحا فيكون الدافع والحافز منسجمان مع قوة العقل الباطن.

يرى الزايدي أن كتاب إعداد الممثل لستانيسلافكسي كتب بقالب روائي هادئ وبسيط،كما أنه رواية بطلها “كوسيتا”. ومنهج ستانيسلافسكي يركز على الجانب الروحي في الممثل فلا شأن لنا بحقيقة العالم المادية. فالممثل الذي يعيد صياغة الحياة بمعناها الكامل من ناحية المظهر والروح،فإذا فقد روحه كيف ينجح وهو لا يملك سوى قوقعته.

التمثيل فن يعتمد الجسم وعلى الروح،وأرسطو عندما قال الفن محاكاة للطبيعة ولم يقل نسخا. فليس هناك دور صغير،وإنما هناك فقط ممثل صغير. المحاكاة حياة ثانية قصد ستانيسلافسكي وليس طبيعة هي اتصال وجداني.

ستانيسلافسكي فكر بهده الطريقة أو باعتماد ركائز ثلاث أساسية:

  • الطبيعة
  • المنطق
  • الذوق السليم

وعلى الممثل والمؤلف يميز بين الأهداف المجدية وغير المجدية وهو فوق الخشبة فيختار الأهداف الصحيحة بشروط حيوية. فكل حركة يقوم بها الممثل على الخشبة وكل كلمة ينطق بها هي نتيجة للحياة الصحيحة لخيالنا. الخيال له قيمة كبرى في التأثير على السلوك الإنساني وعلى الممثل تدريبه بشكل مستمر. ليس علينا إجبار الخيال على شيء حتى لا نصل لصور ضبابية وانطباعات غير صالحة.

شرح بعدها قيمة التركيز والانتباه فقدرات العقل كبيرة لو أحسنا استخدامها. فالمعلم الأول فطن لأسرار الطبيعة ضد داء التشتت فليتعلم الممثل كيف يسترخي وذلك بإيقاف الحديث الداخلي والخارجي،وأن يكون فقط مستريحا دون أن يحدث نفسه. عليه الاسترخاء كليا. وليبدأ بإخراج مبدئي للهواء قدر الإمكان من البطن من منطقة صغيرة فوق المعدة تسمى الشمسية وليصدر أصوات ذات تردد رتيب. عند استرخاء الجسد يسافر الوعي إلى المستوى التالي: الفكر الذي يستمر فوق العقل الواعي فقط  حتى الوصول لحالة اللافكر أو النرفانا في اليوغا: بلا تنفس،بلا أفكار اي حالة تأمل كشلال طاقة كونية… قسم ستانيسلافسكي دائرة الانتباه من حيث الحجم إلى ثلاث دوائر: صغيرة،متوسطة وكبيرة. ومن حيث النوع لنوعين: خارجي،داخلي.

إشارة هامة أخرى تتعلق بمفهوم الشخصية والدور في الطريقة  حيث هناك من فهم بشكل سيء: فمن قال أن الممثل يتقمص ويدخل الشخصية يتلبسها وتتلبسه كأنها شبح يسكنه وتسكنه ،هي مفاهيم قريبة لكلام المشعوذين والدجالين.

حلم المعلم الأول أن يكون الممثل متحررا يؤدي دورا بنفسه وبطرق مختلفة في كل مرة. فالإبداع هو خلق إلهام جديد في كل يوم جديد.

يشرح كذلك جهاز الذاكرة الانفعالية كيف تعمل ولم يقل كيف تستخدم لأنه جهاز لا إرادي لا سلطان لنا عليه. وقد زاد تلميذه بولفسكي على شرح أستاذه لنا كيف نستخدمه مما ساهم في سوء الفهم للطريقة.

الأكيد أن عظماء مثل بيتر بروك وغروتوفسكي وآرتو قام باستلهام إشارات روحية من منهج ستانيسلافسكي ليبحثوا عن مسرح يتلمسون فيه وهج الروح وحقيقته الأبدية.

وظف المعلم الأول مصطلح الذاكرة الانفعالية والذاكرة الشعورية بمعنى مختلف،حيث أن الأولى هي جزء من الذاكرة الشعورية،في حين أن الأولى ذاكرة شاملة بما فيها من انفعالات وهما معا جزء من اللاوعي. أكد على أن نتركهما يعملان  بطبيعتهما التلقائية. مؤكدا على الخيال وليس الذاكرة. فموهبتك من خيالك.

ستانيسلافسكي لم يكن موهوبا منذ البداية بل كان صادقا فتحدث على الدور، في حين أن تلميذه تشيكوف كان موهوبا فكان دائم الحديث عن الشخصية. الأول نمى ذاكرته الخيالية لأنه صادق ولم يكن موهوبا وكان يعرف ويبحث عن سر الموهبة فتطور وتطورت طريقته بأخر ابتكاراته التي سميت: تحليل الدور بالحركة الطبيعية أو العقل الجسماني وصار يتكلم عن الشخصية في كتابيه: بناء الشخصية،وخلق الدور.

فالنتيجة المثمرة في كل عمل ابداعي هي نتيجة منطقية للصدق والأمانة التي يتصف بها الفنان مع نفسه أولا ثم مع الناس ثانيا.الإبداع انهماك في العمل بحالة إيمان جميل وإحساس بالصدق.

يحاول علي الزايدي الفنان أن يجيب على سؤال أخر إشكالي: هل أنا موهوب أم لا؟  يقر أننا كلنا موهوبون مع فارق إعاقات مكتسبة من المحيط ومن الجهل بقوانين العقل الباطن. إعاقات تتخلص في محيطنا: المجتمع،البيت،المدرسة،الشارع الذين يفرضون قوانين وتقاليد ليسيطروا بها علينا،يضعون عراقيل تعيق موهبتك. إذن يمكن تغيير السؤال: هل أنا معاق أم لا؟ فالموهبة هي إيمان بما تفعله. نفقد إيماننا عندما نفشل في التواصل مع العالم الخارجي فوجب علينا العودة إلى قواعدنا في عالمنا الداخلي لنعثر على الإيمان مرة أخرى.

هكذا وبتحليل الكثير من النظريات والمفاهيم التي جاءت بها الطريقة وقتها مع مراعاة ظروفها الاقتصادية والعلمية والاجتماعية نعرف هدف ستانيسلافسكي وهو العمل على تطوير الممثل نفسه بشكل مستمر وواعي. ففن التمثيل والمسرح فروع مبتكرة من طرف الإنسان لدراسة الطبيعة الإنسانية،وعلى المتخصصون والمشتغلين في فن التمثيل الوعي بهذه المهمة العلمية كما الثقافة السائدة إن لم تعي هذه الحقيقة فلن يكون هناك أي تطوير في هذا المجال.

 

 

 

فهرس الكتاب على الشكل التالي:

  • شكر وعرفان
  • المقدمة
  • مدخل لفهم الطريقة
  • الطبيعة ترفض المراقبة
  • ويبقى السؤال: كيف يمكن للمثل أن يتخلص من شعور المراقبة
  • مدراس الفن الثلاثة(المعايشة والصنعة والآلية)
  • الفعل الجسماني(الحركة الطبيعية)والحركة السيكولوجية
  • إشراك العقل الباطن في العملية الإبداعية
  • مايكل تشيكوف التلميذ الذي تفوق على أستاذه
  • ثورة التمثيل من المسرح الروسي إلى السينما الأمريكية
  • النقط الثابتة في جسم الممثل
  • من هو ممثل الطريقة؟
  • هل الإلكترون يفكر؟
  • أجمل شيء في التمثيل. أن يبدو بسيطا
  • يتذكر الممثل وفاة أحد الناس إلى قلبه فيبكي
  • إن الممثل يجب أن يدرك سبب وقوفه. أو حقه في أن يقف فوق
  • ليس هناك دور صغير،وإنما هناك فقط ممثل صغير
  • راقب ما أفعل،وقم بمحاكاتي
  • لا شأن لنا بحقيقة العالم المادي
  • هكذا فكر ستانيسلافسكي
  • الإصغاء
  • الخيال
  • التركيز والانتباه
  • أنسنة الأشياء
  • الشخصية والدور
  • ينبغي أن يكون الممثل حرا،أو هكذا ينبغي أن نفكر
  • الذاكرة الشعورية وذاكرة الحواس
  • الذاكرة الانفعالية والذاكرة الشعورية
  • التجربة أم الخيال المبدع
  • هل أنا موهوب أم لا؟
  • الموضوعات الميتة
  • الحركة
  • شهيد الفن مايرهولد..والفنان الخالد ستانيسلافسكي
  • الممثل ابن بيئته
  • قائمة المراجع

 

 

عزيز ريان

المغرب

2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock