مقالات ودراسات

من أوراق المسرح السوداني: الإحياء والحراك المسرحي.. جذور الطرح وفلسفة المشروع


المسرح نيوز ـ  الخرطوم ـ يوسف أرسطو

ـ

نأمل أن يجيء هذا المقال محققا لأهدافه التي تتمثل في الاعلان عن المشروع وآليات تنفيره وجذوره كطرح فكري وعملي مؤسس وفلسفته الكلية ومن أين واتانا وقدراتنا على جعل ذلك امرا ممكنا وواقعا، غير أن سماع أصوات الاخريين ربما كان اكبر نفعا وأكثر دفعا لحاجتنا للمشاركة والمساهمة حتى ولو بالنصح و المشورة،وهل ذلك امر غير مرتجيي؟ او لا نسمع الاخريين؟

وبعد’فالإعلان الأولي وهو خبر نشر بصحيفة (الخبر) يوم السبت الموافق 20 مايو 2006 م اعقبة عمود للكاتب الصحفي ياسر عركي بصحيفة (الاضواء) وحوى ذلك الخبر والتحليل ان مركز الدراسات السودانية بالتعاون مع جماعة مسرح السودان الواحد اعلنا اعلاميا عن تبنيهما لمشروع ((الاحياء والحراك المسرحي)) ويقصدا بذلك اقامة مائتي يوم مسرحي تشترك في تقديمه عشر من الجماعات والفرق بغرض احداث حراك وتوسيع للمشاركة في الفعل المسرحي على مستويات الجماعات والموضوعات المتناولة والأمكنة والمشاهدين والاهم من وجهة نظرنا،الورش النظرية والعملية لهذا المشروع حيث تتخلل تلك الايام ثمان ورش تنتج 72 دراسة أو كتيبا ،والسؤال المشروع للقارئ أو المهتم أو الباحث هو:ما عناوين تلكم الورش؟ ولماذا اختيرت بالذات؟ وفي هذا نجيب بان الورشة الاولى هي(ورشة تدريبات التعبير الحركي المعاصر) اهدافها دراستين هما

:-(التعبير الحركي المعاصر أو تدريبات التعبير الحركي المعاصر_وإمكان او اثر تخلص الممثلين من الصالة)وتطبيق المفاهيم النظرية والعملية في انتاج عرض مسرحي وبرؤية جديدة،وقد اختير عرض(حار جاف ومترامي الاطراف)وهو نص للكاتب والمفكر السوداني الكبير عبد الله علي ابراهيم ،فالغرض الاساسي هو رفع قدرات المشاركين في الورشة وتوجيه المسرحيين القادمين بدراسات مكتوبة حول هذا الموضوع.
اما الورشة الثانية(ورشة مسرح القضايا الحية)فموضوعاتها قضايا الساعة مثل النزوح والتوطين والديمقراطية والتحول الديمقراطي وحقوق الانسان وقضايا الطفل،بغرض توجيه العرض المسرحي لملامسة قضايا واقعه الحية في السودان،لان الشواهدتؤكد ضعف المضامين وفقر الاشكال الفية وموضوعات الاعمال الدرامية تغلب عليها النكته وسطحية الموضوعات والتناول يفتقر للإحاطة بهموم الانسان السوداني وقضاياه الحية والمهمة،والملحة ايضا،بل وتجرجره الي نسيانها،بدلا من مواجهتها في ذلك سوف نفصل فيما بعد.
اما الورشة الثالثة فهي(ورشة مناهج الاخراج والتمثيل والتأليف والتنظير للدراما والمسرح)فاستأذنا الطيب المهدي يذكرنا دوما بما قاله الزعيم جمال عبد الناصر(عن ضرورة تتبع الدراسات المتعلقة بالفنون للأصول وتتبع تطورها اذا اردنا ان ننهض بالفن العربي)التي تحتاج الي الوقوف اكثر براهنها ولا مانع من الاشارات لتطورها تاريخيا بغير تعمق،فالمقصود التعمق(تدريجيا)في دراسات الفنون وتطورها والوقوف على النظريات والأساليب الابداعية والإنسانية،فقد انشغل بعض المس يسين بالتنظير للتأسيس للفنون الدرامية السودانية،بمعزل عن الافادة من التجارب الانسانية وفتحت لهم الدولة دورها ورغم فشلهم وخواء فكرهم فهم لازالوا يتشبثون بسلطاتهم تلك،وكثير من ارائهم المتطرفة تدرس في الجامعات،ولان المسالة بهذا التعقيد ففكرتنا ان نفتح باب الحوار ليعلو صوت الفكر بالحوارومذيدا من الدرس
اما الورشة الخامسة فهي (ورشة الدراما والتنمية)وتستهدف بحوثا بعضها يعزز فهم الدرامي لدوره في التنمية البشرية والبيئية والثقافية ..الخ
فرؤيتنا اننا مجموعات لا تعرف بعضها والكل يعتقدان الاخريين هم الاشرار والمتربصون لفنائه وانتزاع حقوقه هو شغلهم الشاغل ورغم ان ما يستبطن في دواخلهم غير ذلك،فوجودهم وتوددهم ورؤيتهم لما حولهم هو موضوعات هذة الورشة
فبعضهم يعتقد ان دورنا الاضحاك والتسلية وفي ذلك يعمهون،اما النهضة البشرية والتنمية الشاملة فهي من ادوار السياسيين والمصلحين الاجتماعيين لذا كانت هذه الورشه
اما( ورشة المسرح والعقائد الدينية والفكرية والسياسية)فتتعرض لتقاطعات الدراما والمسرح مع الاديان والمعتقدات الفكرية والسياسية الجامدة منها وكذلك التطرف
فقد هدمت المسارح فوق رؤوس الممثلين في العصور المظلمة،ووصموا بالصعاليك والمارقين ،وقد حرك المسرح الشعوب من اجل حريتها وإنسانيتها،فالسياسي يريد ان يستغل السلطة بالجهل والمسرحي تنويري ينشد الوعي ويرعى الاستقلال’ضد البطش ويحرض علي الثورة،اما رجل الدين فيدعو للمفاهيم التي يجب ان تنشر وتعم باعتبارها ألاهية ومنزهة فمن هم على حق؟
لذا اخترنا هذه الورشة لان تقف على كل ذلك متتبعة التاريخ،فهل يمكن ان يوجد المسرحي والسياسي ورجل الدين دون ان يسطو ويعتدي احدهم علي الاخريين؟ففي اعتقادنا ان مفاهيم هذه الورشة تقود لفهم ادوار الفنون ودفعها كآليات محايدة لطرح الفكر والآراء والعقائد.
اما(ورشة المسرح والتنوع الثقافي)فهي تتجه ايضا للغوص في اثراء الثقافات وإمكان تواجدها مع بعضها البعض وأخيرا(ورشة الدراما التلفزيونية والسينمائية)فماذا يعني الاخراج والتمثيل والسيناريو والإنتاج؟وما هي الاشكالات التي تجابه الدراما والدراميين السينمائيين والتلفزيونيين في السودان وما هو دور كل فرد
في كل هذا؟والي أي مدى اضحت الدراما التلفزيونية ضعيفة.
اذا خلاصة هذا المقال،ان هذا مشروع المسرحي تقصد به المسارح التي تدير المشهد وتساهم في تشكيلة فهو يتقاطع مابين السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي وذلك لان الدراما والمسرح ماضي وحاضر واستشراف للمستقبل تتقاطع مع تلكم المشاهد فهي منهم وبهم و ينبقي ان نترك الحديث عن الجذور الفكرية والعملية للمشروع لمقال اخر لان ذلك يحتاج الي مساحة اكبر فبواكير ذلك تمتد الي ما قبل العام 2000م

ــــــــــــ

صحيفة الخبر السبت 8 يوليو 2006


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock