مقالات ودراسات

من عروض طنجة فنون مشهدية 12 _2016 .. المونودراما الإيرانية: “Hippolyt III”.. الأسطورة في عصرنة السرد المعولم !


المسرح نيوز ـ شفشاون المغرب | عزيز ريان

ـ

سرد مونودرامي:

بمهرجان طنجة فنون مشهدية الثاني عشر الذي قدم الجديد بالمشهد المسرحي العالمي كأنموذج حي لما يعرفه العالم من عودة السرد في الدراماتورجيا ومنذ 1990 حيث تربع الحكي ومتعة سرد القصصي على الكتابة الدراماتورجية. وقد يتحول السرد المحكي في العديد من الأعمال المسرحية  الحديثة إلى جكي موغل في استعمال الصورة،وهي حامل قد يبدو يسير الإستيعاب،فيغازل النظر من حيث هو أسهل وسيلة تواصلية. فهل أبعدت الدراماتورجيا البصرية أغلب الجمهور عن الولع بالحكي المنطوق؟

صورة من العرض
صورة من العرض

الأكيد أنعرض عائشة الصدر استطاع النبش في مثل هذه الزوبعات الإشكالية والتي فرش لها المهرجان بندوات فكرية تناقش الأمر من زوايا مختلفة تصف في المنعطفات السردية الرائدة في العالم،وخصوصا الدول المتطورة فنيا ومسرحيا والتي تسعى للتجديد والخلق والتجريب بشكل متواصل.

فبقاعة فندق شالة بطنجة كان الجمهور مع الفنانة الإيرانية عائشة الصدر التي قدمت عرضها الفني الفرجوي(perfarmance) المعنون ب: Hippolyet III   وهو عرض مستوحى من الأسطورة اليونانية المعروفة(هيبوليتوس) التي كتب مسرحيتها الكاتب  الإغريقي يوربيدوس في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد على شكل تراجيديا. والتي حاول فيها التطرق لتيمة التطرف بشكل موضوعي،لإدراك موضع الخطأ والخلل النفسي في البناء النفسي لصاحبها. فالتطرف مذموم في الحياة  والعقيدة اليونانية ،وبل في النص المسرحي نجده مذموما حتى في السمو.

الفنانة الإيرانية  في تصورها الإخراجي للعرض حاولت ضبط عدد المتفرجين ،وقسمت القاعة إلى ثلاث مواقع مختلفة. الحائط الأول من الجدار يضم شاشة العرض الأولى،والجدار المقابل له يضم الثانية. وفي مرحلتين يتم الفعل الفرجوي. حيث تبدأ بعرض لصور إيران بالأسود والأبيض وبعدها تعود الأسطورة للانبعاث. ومن ثم الخلق من جديد.  تعيش في هذا العالم البشع،تتألم من هول ما تراه من عمليات ذبح مستمرة للإنسان. فنتابع عملية قطع كبد بالشاشة الثانية بشكل متقن،وفي نفس الأن يقطع البطل البصل قربها. بشكل كاريكاتوري معبر.

يتحرك حولنا وحول مآساته،يصارع كالأسطورة ما بداخله من عفة وزهد وغريزة طبيعية. الأكيد أن المسرحية اليونانية نبعت من بعد أسطوري يعود إلى هيبوليتى المرأة الأمازونية التي تنتمي لطائفة تنكر جنسها وتحب التسبه بالرجال. وهي طائفة رغم هذا تكره حنس الرجال فاعتزلت هيبولتى الرجال وعاشت مع رفاقها بمجتمع حميمي بهن مع تكريس حياتهن للحرب والقتال متجاهلات طبيعتهن الأنثوية، لدرجة التخلص من إحدى نهديها لكي لا يعوقها عن عملية رمي السهام أثناء المعارك.  فتعود إلى قبرها هربا من بشاعة كل هذا المسخ.

تفاعل الجمهور مع العرض بسبب طريقته المختلفة عن ما هو تقليدي،وان كان بسيطا على مستوى الأزياء والسنوغرافيا.في حين  تنوعت الموسيقى بين القديم والمعاصر لمقاطع عالمية شهيرة. العرض مدته الزمنية قصيرة(نصف ساعة تقريبا).

طبعا المخرجة كانت تقوم بإعطاء التعليمات للممثل بشكل ظاهر مما أثار تشتيت المتلقي. التحركات داخل الفضاء عرفت بساطة على مستويات الأفكار الميزونسينية. عموما كان عرضا مختلفا حقق فرجة بصرية مشهدية للحضور وعرفهم ببعض ملامح الفن المسرحي بإيران.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock