وجوه مسرحية

من فوانيس المسرح الجزائري.. الفنان محمد أرسلان لوراري


المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية

ـ

رابـح هوادف كامـل الشيرازي

 

 

 

محمد أرسلان لوراري فنان جزائري معاصر شهير بلقب “بيكاسو الجزائر”، صاحب حضور متميّز مسرحيًا وسينمائيًا وتلفزيًا وتشكيليًا على مدار الـ45 سنة المنقضية، زاوج فيها بين الرسم والتدريس في المدرسة العليا للفنون الجميلة.
وُلد أرسلان في منطقة زيامة منصورية بولاية جيجل عام 1948، انتقل صغيرًا رفقة عائلته إلى العاصمة، وبرزت ميوله الفنية منذ نعومة أظافره.
أرسلان المكنّى “طائر الحسون” شرع في الرسم وهو في الثانية عشرة، بالتزامن برزت ملامح الممثل في الفتى الذي برع في تقليد الأصوات وأداء حركات مسرحية شدّت انتباه محيطه الصغير .
وفي شبابه الأول، التحق أرسلان بالمعهد البلدي للتمثيل والموسيقى في الجزائر العاصمة، وكانت انطلاقته الفنية الفعلية عام 1970، حيث تخصّص أرسلان آنذاك في الأدوار الكوميدية، وفي ظرف وجيز، فرض صاحب الـ22 ربيعًا نفسه، وسرعان ما كانت لأرسلان عدة تواقيع مسرحية عبر حضوره في مسرحية “المحقور” للعملاق الخالد عبد المالك بوقرموح، وبرز أرسلان أيضا في مسرحية “مجلس التأديب” لسليمان بن عيسى، وتعامل أرسلان مع كبار الفنانين الجزائريين مثل حسن الحسني وعز الدين مجوبي وسيراط بومدين وفريدة صابونجي ونورية قزدرلي وفتيحة بربار وعمار معروف وصباح الصغيرة، ويستذكر أرسلان بحنين: “المسرح ألهمني وأخرجني للجمهور”.
وشارك أرسلان في عدة أفلام أبرزها: البوكسور (1985)، أبناء القصبة، بعد البترول، امرأة لابني، عايش بـ12، وبورتريه (1994)، في وقت واظب على إقامة عدة معارض فنية وأزيد من مئة عمل داخل الجزائر وخارجها، وكان حاضرًا في مسلسلات: شفيقة كيد الزمن، الوصية، البذرة، وغيرها، وعلّق ذات مرة: “كل أنواع الافلام تستهويني، الأهم أن يكون الدور المسند إليّ يليق بي”.
والمثير أنّ أرسلان يعترف أنّ مشاركاته في عدة أعمال تلفزيونية تمت صدفة، على منوال حضوره في مسلسل ”المصير”، قبل أن يهاجر إلى مونريال الكندية، لكنّه عانى لاحقًا جرّاء تردي وضعه الصحي، فعاد إلى الجزائر وأجرى جراحة معقدة على القلب كلّلت بالنجاح.
ينصح صاحب الـ72 عامًا، طلائع الجيل الجديد بمراودة الميادين كأفضل طريقة للتعلّم والارتقاء بالممارسة الفنية، وبرزت مقولته الراسخة: “واجبنا جميعًا عدم نكران الذات وعدم قتل الأشياء الجميلة التي تتعلق بالفن فهي ملك له، والوقوف ضد من يدفعون الفنانين بأفكارهم الخاطئة لأن يبتعدوا عن الساحة والاهتمام بالمظاهر الخادعة”.
وحرصت النجمة الإسبانية باولا بالاسيوس، على توصيفه في إحدى تصريحاته: “أرسلان فنان الطبيعة المتكامل، وهو يملك كاريزما حققت ما عجز عنه بيكاسو، أو أكملت ما نسيه بيكاسو في عالم التمثيل”.
وعن انزوائه فنيًا في السنوات الأخيرة، يقول أرسلان: “لدي جمهور مولوع بي، ولست مستعدًا لأخسره، لذلك قاطعت الأعمال الرمضانية الأخيرة”.
من تصريحاته للصحافة الجزائرية: “أفنيت عمري في خدمة الفن الوطني، لذلك فمن غير الطبيعي أن أجد نفسي في رمشة عين أقوم بأدوار لا تليق بمقامي ورصيدي الفني بكل تواضع، الجمهور الذي عرفني بمستوى راق لست مستعدا لأن أخسره من خلال تقديم أعمال رديئة، أما بالنسبة للممثلين من الجيل الجديد، بمجرد أن يقدموا أعمالاً مسرحية، يتمكّن منهم الغرور، لغياب المسؤولية الكافية تجاه الفن الذي بات يغرق في الأشياء البعيدة عن المجتمع الجزائري مع تراجع التكوين واهتمام المخرجين بالتفاصيل الدقيقة للحياة، وبلورة النتاجات الثقافية لواقع المجتمع الذي كان يرى نفسه في المرآة قبل عقود رغم الإمكانيات البسيطة، في حين نشعر اليوم أنّ الفن أخذ منعرجًا تجاريًا فارغًا من المحتوى المنشود وتخلى عن مكانته المقدسة”.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock