مونودراما  “عواء الثلج” للكاتب العراقي منير راضي العبودي

المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص مسرحية

ـ

 

مسرحية

عواء الثلج

( مونودراما )

(من الممكن قهر الانسان

ولكن من المستحيل تدميره)

 

منير راضي العبودي

 

مناخ العرض:-

-اجواء حياتية مختلفة حالمة هاربة باحثه عن ملجأ وعالم جديد, الكل في البحث عن

كينونته  الخاصة في عملية دراماتيكية منفلته لواقع  وامتحان مرير مرت به

البشرية ماضيا و حاضرا , الكون  كله هنا عبارة عن شجرة………..

 

بيئة العرض:-

كل شيء من خشب, جميع الموجودات احادية اللون الثلجي……

( صالة بيت عتيق  في منطقه ما على الخريطة البشرية, يحتوي على اثاث قديم الطراز

ستائر كلاسيكية بسيطة, مذياع وتلفاز قديم, لوحات بحجم متوسط لشخصيات آدمية متقابلة

صحف مبعثره هنا وهناك, دميه لطفله بحجم متوسط, المكان يلفه الضباب, رعود ومطر

صوت صافرات انذار بعيدة ومؤثرات صوتيه مناسبة لهذه الاجواء, تدخل المرأة وهي

ممسكة بالمِظَلَّة الذي ينساب منها قطرات المطر ثم تغلقها وتهم بالتحرك نحو نافذة

الصالة ترفع الستار بحذر وهي تمعن النظر في الخارج ثم تغلق الستارة وتتحرك نحو

باب الغرفة الداخلية وتفتحه بهدوء وتنظر بارتياح الى داخل الغرفة ثم تغلق الباب بحذر

و تخلع معطفها الثلجي وهي قلقه وتهم بفتح حقيبتها اليدوية الكبيرة الحجم التي كانت

معها لتخرج منها علبة دواء وتجلس بالقرب من الدمية وتحاول الحديث معها )

المرأة:- ( وهي تحاول ان تقنع الدميه بشرب الدواء) خذي عزيزتي , لالا,(صوت بوق

قطار بعيد ) لا تخافي ان طعمه لذيذ (تنظر الى لوحة الرجل الفلاح كأنها تهمز له)

صوت الفلاح:- (اضاءة باهته على صورته )اتذكر امي كانت تداويني بسائل معشب

دون ان اتنفس بكلمة واحدة واشربه دون تردد ( المرأة تشرب الدمية وهي تبتسم)

صوت الارستقراطي:- ( يضحك وهو يقرأ في الجريدة ودخان سيجارته تملا اللوحة

مع اضاءة باهته ايضا , المرأة تدور مع كل لوحة عند حوارها)

صوت الفلاح:-  الكون كله عبارة عن شجرة تساقط من عليها فمن كان

خشن ركد في مكانه ومن كان ملمس الظاهر تدحرج

ولم يقف الا عند مرتفع خشن,, كلنا سيكون لنا مرتفع

تَنْعَاهُ  النوائح يوما ما

المرأة:- (وهي تتحرك بشكل قلق ثم تتواصل مع اللوحات) يقول الحاذقون

في الكلام ان الاحلام نوم شبه مؤكد, الا الارواح الملتاعة بالقهر

تستغيث في كل لحظة

صوت ألأرستقراطي:( يضحك بصوت عال ثم تختفي ضحكته تدريجيا مع اقتراب المرأة منه )

صوت الشاب:- ( وهو يحمل بندقية قديمة في اللوحة ووجه كئيب  ) زمن التيه لا يزال

يمشي فوق خياشيمنا, ما اقبح الموت عندما تكون باكيا منه

المرأة:-(وهي تحدث وتلامس شعر الدمية بلوعه) ابوك يا حلوتي كان مثل العنقاء يصعد

الى السماء كل يوم دون وجل, فطاب له المقام فبقي هناك وكف عن مناداتنا

صوت العالم:- (نراه في اللوحة وهو يضع ساعته قرب اذنه وفي يده عنقود

عنب على شكل رصاصات مع اضاءة باهته )

كل رقاصات العالم ستتوقف قريبا, جيوش من الابخرة والغبار الابيض

سيلف الكون وسنصعد الى السماء دون اكفان وتحت اقامة جبرية دون رجعه

صوت الارستقراطي:- ( يطلق ضحكة عالية مع اضاءة باهته على لوحته )

المرأة:- (وهي تنظر الى الارستقراطي ) ولكن ستبقى كلاب الصيد تلاحق اثرنا حتى

عنان السماء, العالم يدور في نفق خالي من بقعة ضوء

( الارستقراطي يضحك بصوت خافت, المرأة تجلس وتداعب رأس الدمية )

صوت الفلاح:- كان لي جواد عنيد لا يثبت في مكانه, ولكن عندما اريد ان

اثبت له ان رسنه بيدي, اتقرب منه واقف امامه فتصمت حركته وصهيله

( تختفي الاضاءة عن الارستقراطي كأنه هو المعني بالكلام )

صوت الشاب:-( مع اضاءة باهته,) هكذا كانت الحراب تسكت الانفاس في طواحين افئدة

الرجال والامهات على حد سواء

المرأة:- كانوا ثلاث وانا الرابعة,, أمي, أبي, زوجي, طفلتي, احترقوا في اول فوهة عيار سام,

لو لم اكن عند خالتي لكنت الان الى جوارهم

فولد الثأر في رأسي وحجرت دمعتي ليوم غير معلوم يلفه ضباب من العدم

صوت الشاب:- ( مع اضاءة باهته كأنه يحدث نفسه) لو تهدأ قليلا ايها النبض, لو تطلق الانفاس

لهذا القلق  حتى يحط  من سخطه كي يعرف قبلته, أجزم ان لا احد سوانا خارج العدم

المرأة:- (تحتضن الدمية ) وها هنا نحن الان يا طفلتي حيث لا يوجد سخام او سحب دخان,

او عويل و صخب البكاء, لقد خذلونا جميعهم, أتعرفين هم لازالوا يصفقون لبعضهم

صوت الفلاح:-(اضاءة باهته على لوحته ) مبعثرون في المنفى بلا نجوم بلا سماء, انها العالمية

الثانية وامسينا في الثالثة التي فقدنا فيها كل شيء, اصبحنا هوامش من الارقام

المرأة:- نحن نعيش عزلتنا منذ ذاك اللهيب الذي حرث عنق السماء وحفر بطون الارض

(الارستقراطي مازال يطلق بين الحين والاخر ضحكة خفيفة مع انقطاع الاضاءة )

المرأة:-( تشعل مصباح ضوء يدوي وهي تنظر من حولها ثم توجه المصباح على لوحة الشاب)

كلنا عوالم نبحر في قارب مثقوب ومن دون شراع, لم يتبقى من آدميتنا سوى الاسم

صوت الشاب:- (اضاءة باهته على لوحته) لقد رأيت الذي طغى, آلات مرعبه تحرث في بطون

الناس فتكا, رمشة عين واختفى كل شيء الا ضباب كثيف صعد بنا الى السماء

المرأة:- (لاتزال تستعرض المكان في ضوء المصباح )امهات مبعثرات, ورضع حبست

افواههم فوق ثدي الامومة الملقاة فوق الحراب (ثم تصوبه على لوحة العالم )

صوت العالم:- كهول تزفر لهيبا من سموم الدخان , انهار ومحيطات قذفت طحالب وحشية

قضمت انف القمر فانكسفت بنا الشمس ثأرا لعشيقها, فباتت البشرية بضوء اعمى

الارستقراطي:-( يضحك بصوت عال ثم يحبس انفاس ضحكته مع اقتراب المرأة له وتضع

ضوء المصباح بين عينيه مع بقعة ضوء حمراء على لوحة الفلاح)

صوت الفلاح: اني أرى اناس دون وجوه, وأرى وجوه حمراء ولكن  دون خجل

صوت العالم:-(اضاءة باهته للوحته) دفعوا بالجلاد سوطا فوق رقابنا فانفجرت  تلك

الرقاب امواج من المطر الاحمر , ولكنه ها هنا الان مسبي معنا بالطوفان الاخرس

صوت الفلاح:- يوم النشر تفقأ فيه العيون من هول الصدمة, يوم مجهول  للأوطان

صوت الشاب:- (تضاء لوحته بلون اصفر) وفيه اقدام هاربه الى حتفها , ظهور

تقوست كخيمة عزاء مزدحمة بفوانيس  ضوؤها سواد الوجوه

المرأة:- كم امقت فكرة الانتظار في رحم الامل, الفقراء وحدهم من يأملون في

الانتظار الخلاص ( تختفي الاضاءة عن باقي اللوحات ونسمع صافرة قطار بعيد )

الارض الان في امتحان عسير, (تستعرض اللوحات بمصباحها اليدوي)

جمعتنا الاقدار من مفترق الطرقات وهربنا معا, ومن ثم هتف بنا هاتف, كل في

طريقه يمشي حيث دروب التيه, اصبح الزمن هو من يحدد الوطن وليس

ذرات من تراب احمر او ابيض او اسود ( تقوم بإشعال الفانوس وايقاد بعض

الشموع مع اصوات ذئاب بعيدة تختلط مع صافرات انذار) من منا ولد عبدا ,

من منا قيد بسجله المدني حرا,(تتحرك بعصبية نحو الشباك وتفتح الستار)

منذ قيامة بنو آدم كانت الرغبات والاماني مهلكه للبشر فهبطنا نتعثر بخطايانا

(تغلق الستارة ثم تتحرك الى باب الغرفة وتفتحه ) الكل يبني صومعه الكل

يبني سورا ليختبئ من بطش الاخر ولصوصيته, ( تدخل الغرفة ونسمع صوتها

من الداخل) في كل مرة ادخل اتنفس العذابات, سعير السنوات تنهض امامي,

انهم يفهمون ما اقول وانا افهم ما لا اريد ان افهمه منذ زمن بعيد, ها, أي نعم,

ادراك الحلم هو من جعلني اعيش بين ثنايا هذا الوجع ( تخرج ثم تتوقف ) سوف لا

نصحوا مادام هناك أنفاس تحوم حولنا ( ترجع لغلق الباب بهدوء) انهم يهمسون لي

يوميا, تعالي, اقتربي, ( تنظر الى الدمية بحنان) ولكني لا احب الاستدراج لحافة

حفرة الضباب العميقة (صوت بوق قطار بعيد , تتجه نحو الشباك وتسترق النظر)

لسان المحطات تدعوني لركوب مدياتها عبر عواء جبال الثلج, (تنتبه للدمية ) وانت

تسمعين ذلك ايضا , اطمئني لن اترككم هنا قابعين بين نيران الذئاب وعواء

ندف الثلج , ( بقعة ضوء حمراء على لوحة الارستقراطي )

صوت الارستقراطي:- انتم تبعثرون الاسئلة, انتم من انختم هاماتكم لحاكميكم, جعلتمونا

اسيادا من تماثيل واخذتم تتبركون بمالنا وجاهنا ومن ثم صب عليكم

العذاب صبا وتبعثرتم في انحاء الدنيا أرقام دون اسماء او عنوان

( بقعة ضوء على لوحة الفلاح )

صوت الفلاح:- وانت هربت معنا لغرض التفرج على مصائبنا ايها المعتوه

صوت الارستقراطي: لا, بل انا بوق لذاكرة كل موقف وحدث ومصاب, كلكم اكلتم من الشجرة

صوت العالم:- الديكة والعقبان هم من صنعوا فخاخ الدخان الابيض الذي عجل بيوم الحشر

والنشر هرب من هرب وهلك من هلك, ومن بقى اغمض العين (تنطفأ اضاءة لوحته)

المرأة:- ( تحمل الدمية على صدرها وتتجه نحو لوحة الارستقراطي وتقف عنده) هل جئت كي

تستعرض الاهوال ام تلعن وجودنا,, ماذا تريد منا ( بقعة ضوء على لوحة الشاب)

صوت الشاب:- هذا التمثال يعرف متى يكون الطعن ومتى يقود الركب الى حيث يشتهي

ان نكون حتى وان تعلقنا بسحب السماء لن نفلت منه

المرأة:- ( تفتح باب الغرفة وتدخل ثم تغلق الباب وهي تخاطب الارستقراطي من الداخل)

انت تَنَاهَدَنا بالظنون فمن الصواب ان لا نتركك دون ضوء, سنعلمك

ما نريد ان  نكون , سوف لن تركك طليقا هذه المرة

صوت الارستقراطي:- انتم الان تعيشون في مكب من الاوبئة على متسع الجهات الاربعة

المرأة:- ( كأنها تتحدث مع اخر ) انا ابحث عن ضوء طاهر من الاخطاء, أليس بأيدينا

ان نكون احرار بعد الان وعليكم بتسليم امرك لي وليس بيد هذا

صوت الارستقراطي:- (يضحك ) هذا, وهل امسكنا عنكم يد القدر

المرأة:- ( من الداخل ) اصمت ايها الحجر, أتسمعون انه يريد ان يتحكم  بأقدارنا مرة اخرى

صوت الارستقراطي:- انتم الادوات التي لا تعي من القرارات سوى الموافقة والتبجيل

المرأة:- ( من الداخل بعصبية) قلت لك اخرس, اخرس, انتم من خنتم التواريخ وزيفتموها

بتأويلاتكم اللعينة, أتسمعون, ولكن لا عليكم فجراته فارغة, لا, لا يمكن ان

يكون تشخيصه حقيقة, ماذا, هذا غير صحيح ( تخرج من الغرفة وهي ماتزال

تحتضن الدمية وباليد الاخرى توجه مصباحها اليدوي بوجه لوحة الارستقراطي)

غير صحيح, لن ادعك تورق بغضك فينا مرة اخرى ايها الطبل الاجوف( الارستقراطي

يضحك بقوة تتزامن مع صوت بوق قطار وصافرة انذار وكأنهما يقتربان من المكان

اكثر من السابق ) لن نسير تحت التناقضات مرة اخرى ونحن يعترينا الخوف

صوت الارستقراطي:- ماذا تريدون, انت وانت  وأنت وهي , هل في بالكم ان

تزيحوا عنا ثوب الرذيلة والخبث والفجور وتجارة الرق الارض والبحر

والبشر, اطمئنوا, نحن لا نحتاج التذكير, اننا نعرف مقاماتنا الواطية, فلا

يغريك ثورة بركان هؤلاء( وكأنه يعني اصحاب اللوحات الاخرى)

ذاك من فلح لنا الارض وذاك من شحذ عقله باسلاك الصواعق والحراق والذريات

والاخر من لبس لباس الابطال في حروب بائسه بيعت فيها اوطان واوطان ثم هرب

من كثر طعن الخيانات, انكم منبوذونَ في مدونات الاحداث واخبارها ( اللوحات تتقطع

عليها الاضاءة شبيه بضوء البرق وكأن لسان حالها تريد الهجوم على لوحة الارستقراطي

ونسمع صوت صافرة القطار وصافرات الانذار تقترب اكثر فأكثر مع هطول الثلج بقوة)

المرأة:- ( تتحرك نحو الشبابيك وتزيح عنها الستائر حيث نرى شبح الليل يخيم على المكان

مصحوب ببرق ورعود) يقينا لن تكون النهاية كما انتم ترغبون ( تفتح الشبابيك

فتتطاير الستائر من شدة الريح ) الان حان وقت من يصحو من غفلته حتى وان كانت

هي الصحوة الاخيرة, لن يعود ظلك يلاحقنا مرة اخرى اتعرف لماذا, لأنك عدم

( تقوم برفع الشراشف من على الاريكة والكراسي فتظهر اجسام مانيكانات  تشبه

صور الاشخاص في اللوحات) ونحن وهؤلاء احياء يتنفسون الطوفان الذي

سيهذب النفس المطمئنة, ( تتحرك نحو لوحة الارستقراطي ) اتعرف ان الموت

هو الوحيد الذي يطهرنا من ادراننا ( تقوم بشق فم الارستقراطي بأظافرها )

اما انت فستبقى حبيس صحوت الموت ( نسمع صوت الارستقراطي من خلال

الراديو الذي يبدأ بدوران الموجات الاذاعية حتى نسمع صوت الارستقراطي )

الراديو:- لقد فتحت ابواب الجحيم من جديد, اين المفر , لا مقام لكم بعد الان

نسمع صوت صافرة القطار وصفارات الانذار مع عواء ذئاب تقترب اكثر واكثر)

المرأة:- ( تذهب لفتح الباب الخارجي فنسمع صوت المطر والريح العاصف وعواء الذئاب )

لن نهرب مرة اخرى , هذه المرة سأرتدي الحلم فستانا وارقص مع الجميع

(يفتح التلفاز تلقائيا ونشاهد اصوات مارشات عسكرية وعواصف وانفجارات وهرج

ومرج من الاصوات وكأنها قد قامت القيامة مع اصوات صافرات الانذار والقطار

تقترب بشكل محسوس الى البيت) لن نهزم مرة اخرى من اجل انهار من عسل

وارغفة خبز من جمر احمر اختلط فيه الدنس وبصق فيه الشيطان, انظر من

حولك ايها المسخ  , الكون كله في شجرة ضَرَّبَتْ عروقها حتى سعير الجحيم

علي ان انسف ذاكرتك ليستقيم الكابوس الى حلم حتى وان كان حلم مؤجل,( يستمر

المذياع بصراخه وكذلك وميض التلفاز وصوره الوحشية المدمرة مع اصوات هيع الرياح

من الابواب والشبابيك المفتوحة وبياضات الثلج التي تتساقط من خلال النوافذ  وصوت

عواء الذئاب مع  اقتراب صوت القطار ودوي صافرات الانذار وبشكل قريب ) فقط عليك

ان تغمض عينيك وتنظر الى ما سيحدث ولكن في داخل نفسك وحدك, لقد حان وقت الفراق

ليس هربا وانما سيكون نحن من نقرر العودة مرة اخرى ( تشدد الريح من كل الاتجاهات)

لن تلاحقنا المحكمة الالهية من جديد, لن ينتهي امرك بقيد او حبيس القضبان بل سنصلبك

حتى لا تتكرر المأساة الكونية من جديد, سنحرق جيناتكم ونعيد نسلنا الشرعي (ينطفأ ضوء

المكان الا من لوحة الارستقراطي والفانوس والمذياع والتلفاز وضوء باهت داخل

الغرفة, المرأة تقوم بإشعال شمعة تحت كل مليكان ثم تتجه بمصباحها الى داخل الغرفة

وتصاحبها كل المؤثرات الصوتية مع اقتراب صوت القطار وصافرات الانذار بشكل

قريب  ومحسوس جدا جدا)

صوت الراديو:- يا شعوب الكون هَلُمَّ الى منفاكم الاخير, صلوا, أَتْلُو, ادعو, اركعوا, ابتهلوا

قَدِّسُوا, انفخوا بمزاميركم, فقد آن أوان ان تنثروا التراب ( تخرج المرأة وهي تدفع

كرسي المعاقين  مملوء بعدد كبير من الدمى البشرية وهي تتجه الى الباب الخارجي

وسط المؤثرات جميعها المذكورة اعلاه مع وصول القطار الى البيت مدفوعا

بصافرته ونسمع من الراديو صافرات الانذار وخروج دخان ابيض من شاشة التلفاز

ولا تزال المرأة تشق طريقها بصعوبة كبيرة وهي تدفع الكرسي امامها ونلاحظ

الشموع لا تزال مشتعلة تحت اقدام المانيكان)

المرأة:- حان أوان العودة  للتكوين الاول للأشياء, سنزرع جينات تغازل الانسام, لن نحلق

بعد الان فوق الضرام, علينا ان نموت في النور, لن نعيش بعد الان مع جيوش الوحوش

ونسير صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ تحت جيوش النعوش, البداية هي الاحق بعدما ادركنا وَحْشة النهاية

نخرج من الباب الرئيسي مع كل المؤثرات المذكورة ونحس بعد ذلك بصوت القطار

وصافرته القوية تدخل الى البيت ويتحطم كل شيء في ظلام تام مع صوت عواء الذئاب)

( انتهت ولكن مازال العواء فينا)

 

ستار

 

منير راضي العبودي

2021

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock