“هنّ” خمس نساء سوريات.. يعانقن أتون حرب عبثيّة.. عرض نسوي في الدورة الـ 10 لمهرجان المسرح العربي بتونس

المسرح نيوز ـ تونس| إعلام الهيئة العربية للمسرح

ـ

بادرت الهيئة العربية للمسرح ببرمجة عرضين مسرحيين من سوريا الشقيقة في تجاوز لكل التجاذبات والخلافات السياسية ..

هنّ هو عنوان إحدى هذين المسرحيتين للكاتبة والمخرجة آنا عكاش، هذا العمل قدم مساء اليوم بقاعة الريو وبحضور جمهور محترم العدد أغلبه من الفنانين المسرحيين التونسيين والضيوف العرب.

ينطلق العرض بترتيل نسوي لسورة الفاتحة، خمس نسوة برتدين لباس الحداد، فالبلاد (سوريا) في مأتم جماعي، والموت صار مثل الخبز اليومي، بدأت الترتيل إحداهن وهي أصغرهن سنا، ثم انضمت البقية لعملية الترتيل وتواصل الترتيل لآيات أخرى من القرآن الكريم كالآيات التي ترتلها عادة النساء الدمشقيات عن روح الميت، والتي تدعى “الصمديات” في مجالس العزاء فجميعهن فقدن أزواجا أو أبناء أو آباء أو أخوة يلعبون في ذات الحي ويأكلون معا ويدرسون معا.

 

ثم كيف تحولت فجأة اللعبة البريئة بالأسلحة البلاستيكية إلى لعبة بالأسلحة الفتاكة قتل فيها بعضهم بعضا!! أليست الحرب في سوريا عبثية؟!!
الشخصيات النسائية الخمس اللواتي يقتصر عليهن العرض ينتمين إلى ثلاثة أجيال السيدتان الكبيرتان تمثلان الأمهات وتسردن قصصا عن أبنائهما وتبدوان أنهما تمثلان طرفين مختلفين، تصارع أبناؤهما فقتل بعضهم بعضا وحملت إحدى الأمهات ابنها الآخر ليصبح لاجئا لتنقذه من حمام الدم وهي تصرخ “واحد لي وواحد لك يا وطن”

 

الشخصية الثالثة هب سيدة في متوسط العمر تتحدث عن الحب وعن عشاقها وعن جبل قاسيون الشهير الذي يطل على دمشق، والذي يلتقي فيه العشاق ليستمتعوا بجمال إطلالته على مدينة دمشق وكذلك عن أملها بأن تصبح ذات يوم أمّا، هي التي اضطرت في إحدى مراحل حياتها إلى الإجهاض لكي لا تنجب طفلا بلا أب في مجتمع يهين الأمهات العازبات، فوأدت أمومتها مبكرا لكنها لازالت تحلم بالحبيب والزوج الذي يحترمها وتنجب منه طفلا.

 

الشخصيتان الأخيرتان الأصغر سنا، تمثلان الجيل الذي فتح عيونه على الحرب والذي عاش الكارثة بكل تفاصيلها من الموت تحت القذائف لى الموت على جبهات القتال..ألم نقل أن الحرب في سوريا عبثية ؟ !!
هكذا، أصبحت الفتيات اليافعات كهلات بسبب الحزن على فقدان أحبة والأصعب من ذلك فقدان الأمل بمستقبل إنساني طبيعي، وبالحب وبوجود أحبة منتظرين خاصة وأن الحرب أفنت الآلاف منهم، والبقية إما في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة أو في الغرب الذي أشعل فتيل هذه الحرب القذرة.

 

وهنا تستحضر صاحبة العمل في عملية اسقاط تاريخي قصة الأخوين قابيل وهابيل لتلخص ما يحدث اليوم في سوريا، الأخ يقتل أخاه السوري مثله. بصريا انطلق العرض ببث صور من ألبومات عائلية عى قطع قماش مؤطرة استعملت كشاشات عرض، واستعملت أحيانا كشباك اعتراف، وهي مع الكراسي الخمسة والدفوف الخمسة مثلت أدوات الديكور في المسرحية.

وهناك ملاحظة: لقد تغيّبت الممثلة رنا جموّل لطارئ عائلي وعوضتها المخرجة آنا عكاّش

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock