المخرج المسرحى والأكاديمي د. محمد عبد المنعم.. يرصد مكتسبات المسرح المصرى منذ ثورة يوليو حتى الآن

المسرح نيوز ـ القاهرة| أخبار

ـ

كتبت: هدير عبد العزيز

فى ظل احتفالات الدولة بعيد ثورة يوليو المجيدة 1952م فى هذه الآونة، وفى إطار مبادرة وزارة الثقافة تحت شعار “الثقافة بين إيديك” والتى دشنتها الدكتورة  إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وهى المبادرة المعنية ببث وإذاعة أجود اللقاءات الثقافية والأدبية وأجود العروض المسرحية على قناة وزارة الثقافة، والصفحات الرسمية للهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف أقاليم مصر ومحافظاتها.

لذا فقد رشح إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى المخرج المسرحى الشاب الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم أستاذ التمثيل والإخراج بقسم المسرح بجامعة الإسكندرية؛ ليرصد إيجابيات ثورة 23 يوليو 1952م تجاه المسرح المصرى وما حققته له من نهضة ملموسة منذ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. وقد قدم الأخير لقاء ثقافيا مسجلا بشكل احترافى من إخراج المبدع أحمد إيهاب ليبث اليوم الخميس 23 يوليو 2020م على قناة وزارة الثقافة والصفحات الرسمية لقصور الثقافة. ويتبع هذا اللقاء فرع ثقافة الإسكندرية تحت إشراف الأستاذ مسعود المصرى رئيس فرع ثقافة الإسكندرية والأستاذة مروة الحمامصى مدير الشئون الثقافية، وتحت رعاية الأستاذ أحمد درويش رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى.

وقد وقع الاختيار على د. محمدعبد المنعم ليقدم هذا اللقاء الأكاديمى المثمر نظراً لكونه مخرجاً مسرحياً واعياً يمتلك من العلم والثقافة الفنية والخبرة الأكاديمية مايؤهله للقيام بهذه المهمة بتميز، لاسيما وهو الحاصل على الماجستير والدكتوراه فى المسرح المصرى ومختلف صوره الفنية فى علاقته بالسياسة والثورات، وبالتالى فيستطيع أن ينقل صورة حقيقية صادقة عن مسرحنا المصرى فى تلك الفترة للأجيال الحالية، غير أنه عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة الممثلين فى التمثيل والإخراج، ورئيس المنظمة العالمية للشعر فى إفريقيا، ومن أعماله الفنية على شاشات التليفزيون المصرى مسلسل (لأعلى سعر) بطولة زينة ونيللى كريم وأحمد فهمى، ومن أعماله للسينما فيلم (صاحب المقام) بطولة آسر ياسين ويسرا ومنتظر العرض السينمائى فى عيد الأضحى المبارك، ومن أعماله المسرحية الاحترافية دور عميد بالقوات المسلحة المصرية فى مسرحية (عفاريت بابا) بطولة رضا حامد والراحل محمد شرف.

وقد استعرض د.  محمد عبد المنعم فى البداية طبيعة ثورة يوليو العسكرية التى حولت نظام الحكم فى مصر من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى، كما ألقى الضوء على أهدافها الستة  الشهيرة، وأكد على دورها فى تطوير مفهوم المسرح المصرى كمؤسسة ثقافية، واستخدامها للمسرح كأداة من أدواتها وكأحد أجهزتها التى تستخدمها لترسخ فلسة النظام الاشتراكى الجديد الذى يمثل إرادة الشعب المصرى، موضحاً أنه بموجب ذلك اكتسب مسرحنا المصرى شرعية وجوده وتحول إلى مركز مهم من مراكز التأثير الاجتماعى.

وقد أوضح د. محمدعبد المنعم أن هذه المكانة الرفيعة التى حظى بها المسرح المصرى فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين قد تحققت بسبب مجموعة من العوامل التى تبلور اهتمام حكومة الثورة بمسرحنا المصرى وقتذاك، وقد أوجز هذه العوامل فى عشر نقاط مهمة وهى : اهتمام حكومة الثورة بإيفاد البعثات العلمية للمسرحيين المصريين إلى مختلف دول العالم لدراسة فن المسرح وعلومه وتقنياته فى مواطنه الأصلية ونقل هذه الخبرات لمسرحنا المصرى. كما أشار إلى فضل المناخ الثورى فى ظهور الكاتب المسرحى الملتصق بقضايا مجتمعه والذى كتب نصوصاً محلية تناقش متغيرات الأحداث المجتمعية بعد الثورة من أمثال نعمان عاشور وسعد الدين وهبه ورشاد رشدى وألفريد فرج وغيرهم.

وألقى الضوء على جهد حكومة الثورة فى إنشاء المصالح الفنية والمؤسسات الثقافية التى من شأنها وضع الخطط الاستراتيجية لتطوير الفنون فى مصر وفى مقدمتها فن المسرح. وكذلك إنشاء المؤسسات التعليمية كأكاديمية الفنون بمعاهدها الثمانية والتى من شأنها إعداد خريجين يمتلكون العلم والموهبة فضلاً عن تطوير معهد الفنون المسرحية. وأوضح تشجيع حكومة الثورة على ظهور وتوالد الفرق المسرحية المختلفة لإنعاش حقل المسرح المصرى. والاهتمام بتأسيس الثقافة الجماهيرية وبناء قصور الثقافة فى مختلف محافظات مصر. والعمل على استقدام المخرجين الأجانب إلى مصر لإخراج تجارب مسرحية للمسرح الدرامى والمسرح الغنائى على حد سواء للاستفادة من التجربة المسرحية الأجنبية. وتوقف عند توفير الحكومة للأمن الاقتصادى للمسرحيين عن طريق توفير مرتبات ثابتة لهم تحميهم من العوز والإفلاس. مع الاهتمام بتنشيط حركة النقد والترجمة على يد كبار رواد حركة التنوير فى مصر.

هذا وقد استهدفت وزيرة الثقافة من مبادرة “الثقافة بين إيديك” أن تصل الثقافة للمواطن المصرى أينما كان، مما يسهم فى رفع الذوق العام، وتطوير وعى المواطن المصرى على كافة المستويات عن طريق القوى الناعمة !!