وجوه مسرحية

الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: وطار.. في أجواء المسرح


المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية

ـ

 

 

علاوة وهبي

(لوقلت لكم ان الشهداء يعودون هذا  الاسبوع فلابد انكم ستتهموني بالجنون.او علي الاقل ستندهشون  مما اقول.)

ولد الكاتب الطاهر وطار في مدينة سوق اهراس مدينة اول روائ في تاريخ الانسانية ابوليوس صاحب ) الحمار ااذهبي) اي في المثلث الذي يعرف تاريخيا في الجزائر بانه مثلث الابداع وتتكون اضلاعه من عين البيضاء فتبسة وسوق اهراس
كان ميلاده في الخامس عشر اوت سنة1936 وتوفي يوم الثاني عشر اوت2010 نفس شهر ميلاده هو شهر وفاته بفارق ثلاثة ايام بين الميلاد والوفاة .
ولد في الريف في عائلة ريفية امازيغية من عرش الحراكتة ولكنها اسرة ميسورة الي حد ما كما يصفها في مذكراته التي صدرت بعنوان (اراه)في الريف اين ولد حفظ القران في الكتاب لتكون رحلته بعدها الي قسنطينة في سنة1952وانتمي الي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودخل مدارسها وفي قسنطينة يكتشف وطار اجواء غير تلك التي تعود عليها في الريف اذ وجد فيها جوا ثقافيا .عالم جديد وثقافة جديدة فراح يقرا بنهم جبران ونعيمة وطه حسين وزكي مبارك والرافعي والف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ثم استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه ومن قسنطينة الي تونس ليلتحق بجامع الزيتونة وكان ابوه يريده عالم دين كما يقول في مذكراته ولكنه خيب ظنه فكان اديبا .
في تونس انضم الي منظمة جبهة التحرير الوطني وكان يخفي علي الجميع شغفه بالفكر الماركسي.عمل وطار في تونس في مجال الاعلام في صحف تونيسية مثل لواء البرلمان والنداء وغيرهما.وفي تونس بدا الكتابة والنشر كتب القصة القصيرة واصدر اول مجموعة قصصية له فيه بعنوان (دخان من قلبي)سنة 1961 وجرب وطار كتابة النص المسرحي فكتب نصين هما(الهارب)و(علي الضفة الاخري) وكان في ذلك عكس زملائه من الادباء الذين اكتفوا بكتابة نوع واحد اما الشعر او القصة القصيرة باستثناء عبد الحميد بن هدوقة الذي كتب واعد الكثير من الاعمال للمسرح .
ووطار الذي كتب نصين فقط للمسرح .اقتحم اكثر من غيره من الادباء اجواء ركح المسرح فهل يمكن اعتباره كاتبا مسرحيا هو الذي لم يكتب سوي نصين.
الاجابة علي هذا السؤال بالنسبة لي شخصيا نعم هو كاتب مسرحي رغم قلة ما كتبه للمسرح فكم من كاتب في العالم يعد من كتاب المسرح ولم يكتب الا نصافي حياته فالعبرة هنا ليست في الكم .
يعتبر العديد ممن تعرضوا للكتابة عن نصي الطاهر وطار المسرحيين ان مسرحية الهارب خير نموذج له ويعدونها من المسرحيات التي تسير في نهج فلسفي ويضعونها في خانة الاعمال الواقعية من حيث موضوعها وفي خانة المسرح الذهني من حيث اجوائها وربما كان الطاهر وطار فيها متأثرا بكتابات توفيق الحكيم شيخ مسرحيوا العالم العربي وصاحب مصطلح المسرح الذهني تتحدث الهارب اوطار عن الصراع الطبقي موضوعه الماركسي الاثير.وهو الموضوع الذي تناولها حتي في اعماله الروائية لاحقا وفي بعض قصصه القصيرة.
الصراع الطبقي الذي عرفه المجتمع الجزائري في مرحلة مبكرة من تاريخ الجزائر الحديث جاءت المسرحية في اربعة فصول وتبدا احداثها من داخل السجن اسماعيل والصادق .الصادق الذي دخل السجن بسبب القتل خطأ ومحكوم عليهما بالسجن لسنوات طويلة شخصية الصادق تبدو الي حد ما واضحة فهو قد حاول سرقة ما ياكل فوجد نفسه يقتل بالخطا ويدخل السجن وهو عكس شخصية اسماعيل التي تبدو غامضة والذي يفكر في الانتحار بدل مواجهة الحياة وهو صورة معبرة عن التناقضات التي تتخبط فيها المجتمعات المعاصرة البورجزوازية من وجهة نظر ماركسية وقد قدمت هذه المسرحية في كل من تونس والمغرب ولكن في الجزائر لا احد من المخرجين اقترب منها كما هو الحال مع اختها علي الضفة الاخري والتي كتبها وطار ردا علي مسرحبة الكاتب الكولونيالي الفرنسي البير كاموا الذي للاسف الكبير يصفه الكثيرون من الاشقاء العرب عند الكتابة عنه بانه كاتب جزائري وشتان بينه وبين الجزائرية .فهو جزائري المولدليس اكثر
الطاهر وطار كان اكثر حظا من زملائه في اقتحام ركح المسرح وذلك باعداد واقتباس او مسرحة اعماله الروائة فاذا كان لم يكتب للمسرح اكثر من نصين فان ما قدم من اعماله الممسرحة علي ركح المسرح هو ضعف ما كتب له
وتبدأ مغامرة مسرحة وطار برواية الزلزال من طرف فرقة من فرق الهواة لتتلوها بعد ذلك اعمال اخري .والاعمال التي تمت مسرحتها من اعماله هي:

1الزلزال
2.الحوات والقصر
3الولي الطاهر يعود الي مقامه الزكي
4الشهداء يعودون هذا الاسبوع
5اللازوتعد الشهداء من اكثر اعماله الممسرحة نجاحا ويعود الفضل في ذلك الي الراحل امحمد بن قطاف الذي مسرحها سنة1987والي الشريف عياد زياني الذي اخرجها ومجموعة من الوجوه المسرحية التي جسدت شخصياتها منهم بن قطاف نفس وصونيا وعز الدين مجوبي وغيرهم وقد حصدت بها فرقة المسرح الوطني الجائزة الكبري في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح بتونس .وما يزال جمهور المسرح يذكرها كلما جاء الحديث عن مسار المسرح الوطني او عن بن قطاف ككاتب او زياني كمخرج او صونيا كوجه برز واجاد في اداء شخصية المراة فيها من هنا يكون وطار بما كتبه هو مباشرة للمسرح او بما تمت مسرحته من اعماله الروائية من الاسماء التي يذكرها جمهور المسرح ومن الذين ساهم المسرح في التعريف بهم وباعمالهم الابداعية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock