حافظ خليفة يكتب: المراكز الوطنية للفنون الدرامية و الركحية الجديدة بتونس ..سنة مضت!
المسرح نيوز ـ تونس | حافظ خليفة
ـ
منذ شهرين كنت اشرت في تغريدة بالفايسبوك عن مردود المراكز الوطنية للفنون الدرامية و الركحية المؤسسة حديثا بالجهات ،و هي ( نابل و جندوبة و المهدية و القصرين وتطاوين و قبلي و قابس) و حالها و التي تشبه كاي حال فرقة خاصة و التي يفرقها سوى العلم في اعلى بناية الادارة و الرواتب التي يتقاضاه المشرفون عليها.
و اجد من بينهم من دحض هذا الراي الذي صرحت به سابقا ,و اثبت العكس معلنين ان العمل و الاجتهاد هو الفيصل و البرهان ,و بعد مرور سنة من تاسيس هته المراكز الجهوية ,ونحن نحتفي باليوم العالمي للمسرح اجدني محاطا بهالة من الرغبة لتبيان مردود هته المؤسسات التي تاسست للاشعاع على مناطقها ,و مزيد الاحاطة بمبدعيها المسرحيين بكل ولاية و السعي الى انتاج مشاريع فنية محترفة سواء كان بالتاطير و الرسكلة ,او تنظيم مهرجانات و تظاهرات مسرحية محترفة هامة ,او انتاج اعمال مسرحية او ركحية محترفة تحمل في طياتها مهج و ابداعات ابناء كل جهة .
و حتى لا اميز الواحد على الاخر ساتخذ الاختيار الجغرافي لكل مركز في تتبعي لنشاطه من الشمال الى الجنوب:
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بنابل: و الذي هو غير موجود بالخارطة الفنية ,و الذي مازال يحاول تكوين ادارته و لم يدخل حيز التنفيذ و العمل و البرمجة.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بجندوبة: و الذي فاجأنا و ابهرنا باحداث مهرجان دولي للمسرح المحترف و ببرمجة ثرية جدا ملفتة للانتباه خاصة و انها دورة تاسيسية.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بالمهدية: و الذي استطاع بفضل خبرة مديره حسام الغريبي السابقة باشتغاله لسنوات بالمركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بالقيروان ,ان ينفذ الى لم شمل المسرحيين المحترفين بالمهدية و بالتالي انتاج عملا مسرحيا للاطفال تحت عنوان “الفينيكس” مع الاستعداد لعرض منتوجه الجديد للكهول قريبا.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بالقصرين: و الذي نجح بانتاج عمل مسرحي للكهول تحت عنوان “كنترا” و الذي اسهم به مبدعي الجهة و بروح المبادرة كثيرا ,حتى و ان شكى من عدم التوافق بين الادارة و بعض المبدعين من المسرحيين ربما لاختلاف في وجهات النظر.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بقابس:هذا المركز الذي تم الاعلان عنه منذ اشهر قليلة و الذي بادر مباشرة مديره الفني صالح الجدي بالدعوة الى عقد اجتماع مع كل الفئات و الهياكل المسرحية بقابس و ضرورة العناية و اعادة بناء صرح مهرجان فرجاني منجة للمسرح الذي شهد تراجعا في الاشعاع و البرمجة بالسنوات الاخيرة,مع بدايته في التحضير الى انتاج درامي لم يعلن عن تفاصيله بعد.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بقبلي: و الذي يشكو تصحرا كاملا في الانتاج و البرمجة ,و حتى في الاشعاع على ابناء الجهة و سقط هذا المركز في حالة وجوم كامل عن الرغم من توفر مديرين به (اداري و فني ) و ربما يكون السبب الرئيسي في شلل هذا المركز فهو يشكو تصدعا داخليا في الادارة , فقد مرت الاشهر و بقي دون انتاج و لا مشروع و لا حتى حراك تجاه لم شمل المسرحيين من ابناء الجهة للتشاور,الا بمبادرة شخصية من طرف مديره الفني مكرم السنهوري بادارة تربص تكويني يتيم حضره شباب من خارج الولاية , و عن الرغم من توفر نفس الحظوظ المالية له للتسيير و التي تقدر بخمسين الف دينارا فان هذا المركز يشكو شللا عقيما.
– المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بتطاوين:مع الايام الاولى لتاسيسه بادر مديره علي اليحياوي برسم معالم مشروعه الفني و هو بصدد انتاج عملين مسرحيين محترفيين,الاول بعنوان “قاراج” و الثاني هو عمل دولي مشترك .
و ينتظر ان يتم الاعلان عن بداية احداث مراكز اخرى بالجهات كمنوبة و اريانة و سوسة و بنعروس ,و هنا اتساءل و بعد سنة من التاسيس و بداية ظهور نتائج ثمار ما طمح اليه هذا المشروع الوزاري الضخم الساعي الى الاحاطة اكثر بالابداعات المسرحية المحترفة و الهاوية بالجهات:
– هل ستشهد نسبة منحة الدعم للانتاج و التوزيع على للقطاع الخاص و العام ارتفاعا موازاة بهذا التضخم الحاصل في عدد المراكز المحدثة؟
– هل ستقوم سلطة الاشراف بوزارة الشؤون الثقافية بمتابع مردود كل مشرف على كل مركز و ضرورة التدخل في حالة خموله و غياب مشروعه؟
– هل ستسقط هته المراكز الجديدة في ظاهرة برمجة انتاجات بعضها فيما بينها ,و هي ظاهرة برزت للاسف مؤخرا لدى بقية المراكز السابقة و التي هي طريقة غير مجدية و مجترة ,و لا تعطي اضافة خاصة اذا ما نظرنا الى ما يوفره القطاع الخاص للمسرح التونسي من قوة و تجديد و ريادة في الشكل و المضمون؟
– هل سيتخلص البعض من مديري هته المراكز من هيمنة سلطة الانا و النرجسية و ضيق الافق, و السعي الى الانفتاح و لم شمل كل الابداعات المسرحية بجهاتهم مهما كانت الضروف؟.
– هل لدى سلطة الاشراف على هته المراكز مشروع واضح في طرق التعيين و اجالها و ماهيتها و المقاييس التي يجب ان تتبعها لضمان نجاح التجربة بكل جهة ؟
– و اخيرا هل ستستطيع وزارة الشؤون الثقافية تغطية مصاريف كل هته الانجازات و متابعتها بالدعم كي تتمكن من النشاط و خاصة في مرحلة بناء مقراتها و التي تتطلب ملايين الدينانير,ام الامر برمته مجرد جدول ارقام لعدد الانجازات ,و هي التي تشكو دائما من العجز في الميزانية الممنوحة من الدولة ,و قلة الامكانيات ,مع ما تعيشه من اشكالات قانونية و ادارية مع نقابات اعوانها التي نتمنى ان تحل قريبا ؟