حصريا.. الناقد العراقي ضياء حجازي يكتب: “سلطة الضجر وصرامة العجز عن الحياة في أعمال فوسه“ قراءة في مجموعة مسرحيات جون فوسه
المسرح نيوز ـ القاهرة| ضياء حجازي*
*مسرحي عراقي | مقيم في ستوكهولم
ـ
عنوان الكتاب: جون فوسه، مسرحيات
الإسم
الإبن
يغني الليل أغانيه
حلم عن الخريف
هذه القراءة تختص بمجموعة من أعمال فوسه التي نشرت في كتاب واحد وهي مترجمة إلى اللغة السويدية عن النرويجية (لغة توأم للسويدية رغم بعض الإختلاف في الكتابة واللفظ). الهدف الأساسي من القراءة هو الولوج الى عوالم مسرحيات فوسه باستثمار التناسج بين السيسوثقافي والهوياتي الذاتي، أو بين خبراتي كمسرحي شرقأوسطي ودارس للفن عاش في اسكندنافيا لعقدين وأكثر، والنسيج الخاص بالثقافة الاسكندنافية كآليات تفكير وسلوك. سأقرأ أعمال فوسه التي يتضمنها هذا الكتاب، على ضوء هذه البنى الثقافية التي تحكم كل تفاصيل الحياة في هذه المجتمعات التي تنتمي رغم اختلافاتها لهذه النسيج الثقافي. الهدف هو تحليل بعض أعمال هذا الكاتب المسرحي الذي أثار جدلا كبيرا في العقدين الأخيرين ليس في الدول الاسكندنافية فحسب، بل في اوروبا عامة.
بداية أقول أن أهم ما في منجز فوسه هو انفتاحه المراوغ والذكي في آن، على كم كبير من القراءات المختلفة، والتي قد تجتهد وتتفاوت وتتعارض ولكنها تحاول غالبا تلمس الجدة والمعاصرة وبذلك تنحو للتجريب، وهذا هو بالذات ما يميز الأعمال المهمة والمتقدمة، التي تشكل علامات فارقة في الـتأليف المسرحي في العالم.
فوسه يتحدى الواقعية التي وسمت مراحل وحقب معينة من تاريخ الإنتاج المسرحي في البلدان الاسكندنافية تأليفاً واشتغالاً. ميزة أعمال فوسه أنها تتأسس على مفردات مغرقة في الواقعية لكنها تتحرك بعيداً جداً بأحداثها وأفعال شخوصها ولغتهم، كي تخترق الواقعي وتجتازه الى مناطق خاصة جداً، هي أشبه بـِصالات التشريح الموحشة والباردة، فكأنها عوالم قد غادرت كل ما يتعلق بالحياة وولجت في عالم الموتى. قد يتساءل القارئ فعلاً وهو يقرأ فوسه، فيما لو كانت شخصياته حية حقا، أم هي كائنات تتورط في لعبة غرائبية من خلق هذا المؤلف الذي اختار أسلوباً خاصاً جداً لنحت جدارية حية عن الانسان في هذه البقعة من العالم
تشبه شخوص فوسه لحد كبير الناس هنا في هذا الجزء البارد والمعتم من العالم. قد تمر في إحدى ليالي الشتاء المعتمة ودون قصد تحت شباك قد يقف وراءَه ذلك الأب (في مسرحية الإبن) الذي يشكو الظلمة والعزلة في بيت افتقد الى الدفء والضوء بعد مغادرة شباب البلدة ومنهم ابنه الذي ينتظر منذ سنوات. أو أن الأرق والضجر في ليالي الشتاء الطويلة (جداً) يجعل الزوجة تصل الى حافة الحياة، فتوشك أن تترك بيتها وزوجها بسبب الضجر والرتابة، لكنها تتراجع في الفجر لأنها لا تقوى على الفعل (في مسرحية يغني الليل أغانيه).
جون فوسه يكتب عن البشر في صراعهم الصامت، والممض في آنٍ، مع أقدراهم. لكنه صراع محكوم بالاستسلام، لأن شخصياته هشة وهزيلة ولا تقوى على الفعل، هي فقط وكأنها موجودة هناك في صالة الجلوس الفقيرة الأثاث، التي وضع فوسه شخصياته فيها، عدا نص واحد في المجموعة وهو نص حلم عن الخريف، حيث تتحرك الشخصيات في بقعة محدودة في مقبرة. هي اذن شخصيات تشهد وتعلق وتجتر شكواها المكرورة، لكنها تفتقد لجذوة الإجراء وحرارة الحركة، لأنها شخصيات بلا إرادات، تسمح لحياتها أن تحتضر بينما هي ما زالت متسمرة عند الشباك ترقب حياة هناك بعيدا عنها. هي مستسلمة تختبئ خلف ظلالها الشاحبة، لأنها لا تقوى على المواجهة، بل إن المواجهات ترعبها وتشلها تماماً عن القدرة على أي تغيير.
”لا أحب أن يحدث شيء
على كل شيء أن يكون هادئاً
أن يكون فقط كالمعتاد
أن يحدث، فقط، ما يعرفه المرء
لكن، يحدث دائما شيءٌ غير عادي
دائما
لا أريد أن يحدث شيء
ويحدث هذا الشيء، في كل الأحوال“ (المرأة الشابة في مسرحية يغني الليل أغانيه)
إنها الشكوى القاسية من التهديد الذي يشكله (حدوث) أي شيء جديد أو غير متوقع. في السياق العام لسلوك البشر هنا ( في السويد تحديداً)، يعني حدوث شيء ما غير مألوف (أو غير متوقع أو مخطط له مسبقاً) وضع الإنسان في موقع مواجهة مع حدث وشخص ما لا بد من اتخاذ قرار ما بشأنه. هذه هي المعضلة الأساسية في أغلب تفاصيل حياة شخصيات فوسه، وهي، أي هذه التفاصيل الحياتية، محدودة جدا ( أو هكذا يجب أن تكون!). تبدو لي شخصيات فوسه وكأنها سقطت في زجاجات وتحاول الخروج من اعناقها، موجع هذا القدر لأن الخروج من هذه الزجاجة (المأزق/الحياة) يحتاج لشجاعة وطاقة غير ممكنتين مع هذا الركود الذي يحكم (وبقبضة قوية) حياة هؤلاء البشر.
حوارات شخصيات فوسه محدودة الكلمات فقيرتها، وقصيرة عموماً. ليست أبداً مصادفة أو مبالغة أني ذكرت في بداية هذه الدراسة أن شخصيات فوسه تشبه، إلى حد بعيد جداً، أغلب البشر الذين تلتقيهم في العمل، وفي الشارع، وضمن طوابير محطات الباصات وطوابير الدفع في مراكز التسوق العامة. يكرر البشر هنا في هذا الجزء من العالم “الأمر هو كما هو الأمر دائما“، أو أن “لا خيار الا في قبول الحال كما هي“، وأن “عليك انتقاء مواجهاتك (وتعني غالبا تجنبها)“ أو “ابقى منخفضا“ وتعني هنا تحديدا “ساكنا“. هناك إذن تواطؤ كبير في هذه المقولات/الضوابط، وهو تواطؤ يشكل مجازياً “ستر نجاة“ للتعاطي الاجتماعي اليومي لأنها بمثابة مفاتيح للسلوك (السليم)، وبذا تشكل أحدى فقرات العمود الفقري في الثقافة الاسكندنافية وخاصة السويدية والنرويجية لتشابههما الكبير.
هذا الادعاء السائد والثقيل بأن سلامة الحياة هي في عدم التغيير، هو لباس تنكري للهروب من أي مواجهة وهو ما يسم هذه الثقافة ويحكمها. تجنب المواجهة المباشرة بين الأفراد وخاصة في العلاقات الأسرية أو الشخصية (زوج، أب، إبن، إبنة….الخ) يختلف تماماً عن التقاليد المتعلقة بالعمل والإنتاج والتي نجحت هذه البلدان ومنذ الحرب الثانية في شرعنتها وتثبيتها وترسيخها. لا ينجح السويدي في عمله إلا اذا تحول الى ماكنة انتاج فعالة لا تسيرها المشاعر والأهواء البشرية كما في مجتمعات اخرى، قد تعاني من مشاكل مختلفة. الحركة في بيئات العمل تكون محكومة عادة بسلسلة هائلة من النظم والضوابط الصارمة .
فليس غريباً أبداً في هذه الثقافات الاسكندنافية أن يعيش الفرد العامل في رعب كبير من مخاطر فقدانه لعمله، ولهذا أسباب كثيرة جداً، منها أن هؤلاء البشر يتنفسون بسهولة أكبر في بيئات العمل، في المصنع أو الشركة، لأنهم لن يكونوا ضحايا لمزاج وافعال وانفعالات الآخر/ الشريك. هم محكومون بضوابط تسير وتوجه الكل والهدف والمعيار فيها (أي في سياقات العمل) هو القدرة على الإنتاج، وهذا يضمن السلامة وعدم حدوث مواجهات.
قد يسلط هذا بعض الضوء على مدى الرعب الذي يصيب الفرد حين يوجد في بيئة (حرة) قد يرتجل فيها “الآخر/الشريك“ أمراً خارجاً عن المألوف قد يعرض هذا المألوف المعاش لمغامرة الخوض في سياقات اجتماعية ونفسية غاية في الحساسية، لا يريد أو لا يقوى اي من هذه الشخصيات على تغييرها. يجعل فوسه من هذا سمة لأغلب شخصياته، فهو يسير بهم الى حافات القرار ويتركهم هناك، يتفرجون بكسل على مصائرهم. في مسرحية حلم عن الخريف يعجز حتى الحب، هذا الساحر العجيب الذي عادة ما يحيي الآمال في من يحل فيه، أقول حتى الحب يعجز عن جعل كائنات فوسه تتجرأ لتقنتص فرصة ثمينة للقفز من هذا السجن المألوف، كي تعيش حياة جديدة مع من تحب، فها هو “الرجل“ في المسرحية يقول:
”لكنها لا بد مجرد مشاعر
شيء نتوهمه
لو أننا
أنت وأنا
عشنا مع بعض
فإن كل هذا سيختفي
كل شيء سيكون كرّاً وفرّاً
وبعد بضعة سنوات
لن نكون مع بعض
بكل الأحوال، سينتهي كل هذا بانفصال
معنا كما مع الآخرين
هو هكذا كما هو دائما“
هي الرغبة المضادة لكل ما هو حي يضج بالحياة. هو العجز التام عن المضي في مغامرة الحياة، حتى وإن كان حافزها ومحركها هو الحب. ليس هناك كاتب اقدر من فوسه لدفع كائناته الى ابعد من الضجر دون أن يقع في حبائل الأمل. حتى العبثية بكل تجلياتها في نصوص كبيرة وخالدة كما في نصوص بيكيت، لم تستطع أن تقتل الأمل تماما، لأن الانتظار فعل بحد ذاته، وهو فعلٌ محكوم بأمل (حدوث شيء ما) حتى وإن كان هذا التغيير من خلق إله غريب لن يأتي.
ينجح فوسه في زج شخصياته في بيئات قد تبدو في ظاهرها (مألوفة وعادية) وهي فعلا كذلك، فهي غالبا صالة جلوس ومدخل الى غرفة ما وهناك دائما شباك في الصالة يتحول في اغلب اعمال هذه المجموعة من نصوصه الى مركز تدور حوله أو تستقر عنده الشخصيات في حركتها القلقة المحدودة. هنا ايضا استرجع أنا ذهولي المبكر بشبابيك المنازل في السويد (تشبهها غالبا في النرويج). هناك قيمة كبيرة لم نعرفها أو ندركها في البلدان التي قدمنا منها، أو أن هناك مفهومين طاغيين للشبابيك في الشرق الأوسط، فهي إما أن تكون مغرقةً في الرومانسية (في الشعر والموروث الفلكلوري) أو أن تكون مجلبة للمشاكل، لأنها يمكن أن تكشف عورات البيوت وتفضحها كما في الوجدان الديني ودساتير التقاليد الاجتماعية.
في اسكندنافيا يشكل الشباك ”طاقة الضوء“ وهو عين على الخارج، إنما من الداخل المحمي والمألوف والثابت. لطالما اعتنى السويديون أيَّما عناية بتزيين شبابيكهم بمفردات هي نسيج من مصابيح وزهور وتبعا للفصول. هذا الاهتمام يتأتى من أهمية أن تكون للبشر عيونٌ على الخارج وهو ايضا المنفذ الوحيد الذي يدل على الحياة هناك خارج هذا البيت/الأسر/القبر الذي تعيش فيه هذه الشخصيات. فمن غادر هذا البيت هو من حرر نفسه من عبودية ابدية وهو الذي يتحرك ويحيا بحرية يتوق لها هذا الأسير الذي يراقب الحياة من خلف الشباك. في أكثر من مسرحية، تصف الشخصياتُ التي في الداخل الشخصياتِ الأخرى الحرة التي تتحرك هناك بعيدا بأنها (غير عادية/مغامرة/خطرة/ أو أنها لا بُدَّ عرضت نفسها لمصير فظيع). في مسرحية الإبن (الغائب فعليا) يبدأ النص بحركة الأب في صالة الجلوس ليستقر عند الشباك، ينظر الى الخارج ويقول:
”نعم، هي مظلمة جدا
تقريبا، هو ليس بضوء أبدا
شبه نصف ضوء في منتصف النهار
ما عداه، ظلام تام“
يظل متسمرا عند الشباك ليقول بعد بعض العبارات القصيرة:
”إنها كما لو أنها تزداد عتمة
عام بعد آخر
ليس هناك أي ضوء في أي مكان
والعديد من المنازل فرغت ايضا
سابقا، كان هناك ضوء في بعض المنازل“
غرف الجلوس التي تتكرر في أعمال فوسه، والتي يُفتَرَضُ في الواقع أن تكون غرفا مترعةً بالحياة، تجعلك تشك دائما فيما لو كانت فعلا موجودة، لشدة موتها. لكل تفصيلة في سينوغرافيا جون فوس ثقلها بالمعنيين الحرفي والدلالي الذي يعضد بصرامة ودون ادنى تواطؤ ثقل هذه الحياة التي نشهد نحن موتها أمامنا. أجرؤ على القول أن صرامة هذه التفصيلات السينوغرافية هي مجاز لهذا الضجر الخامل وهذا الركود وكأنه رمز لموت الروح في هذه الشخصيات التي تتحرك (بصعوبة وثقل) بين هذه المكونات السينوغرافية (الجامدة والمغبرة). قد لا أبالغ في ما أثارته هذه المكونات السينوغرافية، حين أقول أنها تكاد تنطق أحياناً في بعض لحظات النص، فتصرخ لتعلن ضيقها الشديد، أو بالأحرى قرفها من هذه ”الأشباح“ التي ترتادها فتجلس، أو تتمدد غالباً، عليها وهي تهرب من مواجهة معينة مع شخصية أخرى. ما يعزز هذا التأثير للسينوغرافيا هو تكرارها فيما قرأت لجون فوس من نصوص. جرأة أقرب للمخاطرة الكبيرة، أن يجرؤ هذا المؤلف المسرحي على أن يكرر تأثيثه لبيئات شخصياته بالتفاصيل ذاتها، حتى لتكاد تكون نسخا عن بعضها، جرأة كبيرة لكنها ذات وقع وتأثير كبيرين لقدرة المؤلف على تحميلها بنسيج محكم من الدلالات ومنها ما يمكن تشبيهها بشواهد “مستنسخة“ لقبور بشر لم يقووا أبداً على مقاومة هذا الموت المبكر. تخيلت فوسه، في ما دار من خيالات استفزتها قراءتي له، وهو يعمل حفاراً للقبور. لكنه حفار غريب جدا، فهو يعيد نبش القبور ليحاول لملمة كسرات حياة لم تعش كاملة فلم تكتمل ابدا. في حلم عن الخريف وفي بقعة ضيقة من مقبرة، تتحدث الشخصيتان الأساسيتان في المسرحية وكأنهما تدوران في متاهة موحشة:
”امرأة: ألا تريد أن تحضر الدفن؟
رجل: كان هذا منذ زمن بعيد
منذ زمن بعيد
زمن بعيد جدا
كل شيء منذ زمن بعيد
زمن بعيد جدا“
هي مغامرة كبيرة وغالبا مثيرة جدا للشفقة بكل ما فيها من بؤس. كل هذا الغبار الذي يعبِّئ المكان والذي يجعل مجرد التنفس أمرا شاقا جدا. الغبار الذي يحول الأحياء (وهم بالتعريف البيولوجي ما زالوا احياءً) الى أشباح تهيم في المكان وتكاد لا تتعرف الى من كانوا يوما ابنا أو أما أو اختا. هم يغادرون أو في طريقهم للمغادرة، يتحركون في المكان، باذلين كل ما يسعهم من جهد (وهو محدود جدا) كي لا يثيروا الغبار فيثقل الهواء القليل المتبقي وتزداد صعوبة التنفس أكثر. شخصيات تتحرك غالبا حركات دقيقة، وصغيرة ومحسوبة يوجهها توجس سميك ولزج وقديم، هدفه أن لا تستفز اشباح ماضيها فتجرها الى صراعات شاقة يجب خوضها، وهو ما لا طاقة لهذه الشخصيات به اطلاقا.
تقول المرأة الشابة في مسرحية يغني الليل أغانيه:
”أنا أبقى
لا أدري
أنا أشتاق اليك منذ الآن
أشعر بذلك
لكني في الوقت ذاته
لا أقدر أن أذهب
ليس هكذا، ليس هكذا على أية حال“
من أكثر المفردات التي ترد في توجيهات فوسه لحالات شخصياته، هي مفردة “بيأس“ كما تتكرر عبارة “يجيل بنظره“ أو “ينظر الى اسفل“ وهي مفردات ذات دلالات واضحة تماماً، كما أنها تتفق تماما مع المفردات الأساسية في التشكيلات الحركية لِلُغة الجسد التي تميز سلوك البشر في اسكندنافيا لأنها منحوتة من طينة هذه الثقافة التي يحكم الكثير من بُناها عناصر مثل العزلة، والظلمة، والليل الطويل، التباعد (حرفياً) بين بيوت/أكواخ البشر وخاصة في البلدات والقرى المتنائية المبعثرة في هذا الشمال البارد (حرفياً وترميزاً).
ينجح فوسه في اختراق واجتياز ركامين هائلين من تقاليد الكتابة المسرحية في البلدان الاسكندنافية وهما الواقعية والواقعية النفسية. هذان التقليدان اللذان وسما نتاج سلسلة كبيرة من الاسماء القديمة والمعاصرة ومنها أعمال المؤلف المعاصر لارش نورين الذي كان له التأثير الأكبر في المسرح السويدي المعاصر. لفوسه طريقته الخاصة في “نحت“ أعماله التي تحتاج الى صبر وروية كبيرة في القراءة، للقدر الكبير من الجدة والغرابة مما يمكن لها أن تستفز أو تنفّر القارئ، وقد يكون هذا هو أحد أسباب التأخر النسبي لتقديم هذه الأعمال في مسارح السويد، مقارنة بمسارح اوروبية اخرى.
لعل هذه الدراسة هي مفتتح لمجموعة من الدراسات التي أطمح أن اتناول فيها التأليف المسرحي في البلدان الاسكندنافية، ولا يخفى أنها تشكل جزءاً مهماً جداً في المسرح العالمي بأسماء كتاب كبار مثل ستريندبيرغ وإبسن وبيرغمان ونورين وفوسه وغيرهم.
ضياء حجازي
مسرحي عراقي مقيم في ستوكهولم
فبراير 2018[1]
[1] ترجم نصوص جون فوسه للسويدية سفانته أ. لوفينبيرغ وكلاس هيلينغر و ستيف سيم ـ ساندبرغ