نصوص

حصريا ننشر النص المسرحي “إنت إللي قتلت شفيقة” للكاتب الكبير درويش الأسيوطي


المسرح نيوز ـ القاهرة ـ نصوص | درويش الأسيوطي*

كاتب مسرحي وشاعر مصري

ـ

 

 

 

إنت إللي قتلت شفيقة

  

                                                مسرحية:

 

 

                                                تأليف : درويش الأسيوطي

 

 

 

        [ إن لحظة قصيرة من الصمت تعطي المعنى لكل هذا الدوي الفارغ ]

 

                                                       درويش الأسيوطي

 

 

 

 

الشخصيات :

 

المؤلف :       شاب في الثلاثينات ، ضعيف البنية ، يلبس نظارة طبية ، ويتأبط ملفا به بعض الأوراق .

المخرج         :       شاب في الثلاثينات ، يلبس الملابس الشبابية اللافتة ، يدخن االبايب ، يتميز بعصبية  .

متفرج :       نسمع صوته ولا نراه .

شفيقة :        فتاة في العشرينات من العمر ، جميلة ، فارعة االطول ، سمراء اللون .

متولي :       شاب في العشرينات أكبر سنا من شفيقة ، رياضي الجسم ، طيب الملامح .

طاهرأفندي :    شاب في العشرينات ، يرتدي الملابس الغالية الافرنجية والبلدية ، تغلب على لهجته

اللهجة القاهرية .

عبد العال :     والد شفيقة ومتولي في الخمسين من عمره ،

شوق   :       الرمالة ، في الأربعينات يبدو الإجهاد على ملامحها .

سواهي :       صاحبة المبغى  ، ضخمة الجسم ، تحمل الشحم على جسمها ، في الخمسين من االعمر

سماسم :       فتاة في المبغى : في الثلاثين من العمر نشيطة .

العطيفي :      صاحب المقهى في الأربعين تقريبا ، ضخم الجثة يرتدي جلبابا وفوقه جاكت كعادة أهل

أسيوط في وقت الأحداث .

العمدة :       قصير ضخم الجثة ، يلبس الملابس الأزهرية ، ويمسك مسبحة بيده ، والد طاهر .

خفير

نساء

رجال

 

المشهد الأول  :

 

                المنظر : خشبة المسرح :

 

[ الصالة مضاءة ، الستارة منفرجة على خشبة مسرح خالية تماما ، تقتحم المكان فتاة في ملابس عصرية في خطوات قصيرة حادة تتجه إلى أسفل وسط المسرح ، تخرج من حقيبتها مسدسا وتطلق النار على شخص ما في الصالة .

 

[ تتعالى الأصوات الصارخة والمرتعبة من الصالة مع إضاءة دموية متقطعة على خشبة المسرح مع ثبات الإضاءة نرى بقعة إضاءة باللون الأحمرعلى جثة مغطاة بالجرائد وإلى جوار الجثة حقيبة نسائية ]

 

 المغني :       ياللي قَرِيتْ  ف الْكُتُبْ شُفْتِشْ فِعَالْ جِرْجَا

                   اسْمَعْ لِحَادْثِةْ صَبِيِّهْ ….    مِنْ نِسَا  جرجا 

                   الْوَعْدِ جَالْهَا .. وِغَصْبِنْ عَنْهَا    مِنْ جِرْجَا

                   فَاتَتْ بَلَدْهَا وِطِلْعِتْ تُوفِي مَا عَلِيهَا ..

                   فَ أسْيُوطْ تَارِيهَا   لَكِنْ الأصْلِ مِنْ جِرْجَا

 

 

[ يزدحم المسرح أثناء وبعد الموال بالعديد من موزعي الصحف والمارة ]

 

أصوات :       اقرا الحادثة

أصوات :       آخر حادثة .. قتل شفيقة

أصوات :       إقرا مقتل شفيقة

أصوات :       إقرا الحادثه

أصوات         :       اقرا الحادثة

                                                                [ إظلام تدريجي  ]

المشهد الثاني :

 

                المنظر : خشبة المسرح         

 

[ صوت حفني أحمد حسن يرتفع بلحنه المعروف ، يدخل المؤلف ثائرا في يده نسخة نص  العمل صارخا ]

 

المؤلف  :      Stop

                وقف يا ابني الشريط ده .. !! نور الخشبة ..

 

                [ يضاء المسرح ويتوقف الغناء وترتفع همهمات من الصالة ومن كواليس المسرح بينما

وقف المؤلف في لباس بسيط هو قميص وبنطلون وعلى عينيه نظارة طبية ]

 

أصوات :       فيه إيه .؟

أصوات :       مين ده ؟

أصوات :       حصل إيه ؟

صوت :        [ صوت يأتي من الخارج ]

دا مش مسرح ..!!  دا سوق بقى ..!!مين الحمار إللي وقف العرض ؟

المؤلف :       أنا الحمار إللي سمح لك تلغوص في نصه

المحرج :       بأي حق توقف العرض بتاعي .. ؟

المؤلف :       أنا المؤلف يا مخرج الروائع ..

 

                        [ يدخل المخرج الشاب في يد بايب له شعر كثيف يلبس بنطلون جينز وتيشيرت ]

 

المخرج :       إنت يا بابا المؤلف بس على الورق ..!! لكن هنا .. على الخشبة دي ..  أنا المخرج

مؤلف العرض يا أستاذ ..!!

المؤلف :       إللي إنت بتعمله دا مش مكتوب في الرواية ..

المخرج :       ولو .. [ يتركه متبخترا لأقصى اليمين ملتفتا إلي المؤلف في تعالي .. ]

 أنا حر في رؤيتي الإخراجيه ..!! أنا ما أقبلش أي مصادرة على رؤيتي الفنية ..

المؤلف :       وتقبل إنك تصادر رؤيتي أنا الإبداعية  ؟

المخرج :       أنا اللي يهمني العرض ..!! الشو .. !! و لازم أعمل شوك للمتفرج .. أجيبه عندي .. وبكدا استقطب انتباهه للقضية ..!!

متفرج :        [ من الصالة ]

ما تخلصونا بليلتكم القندله  اللي مش فايته ..!! الله ..  هوه المطرح دا ما لوش صاحب والا مدير ؟!!

أصوات :       إشششش ..

المتفرج :       لا مش إش ..!!  ما هو مش معقول أسيب الخناقات في البيت والشارع .. عشان ألاقيها في هنا  المسرح كمان .. !!

المخرج :       آسف يا استاذ .. إنت لك حق .. !! أنا صاحب العرض وبأعتذر لحضرتك ..!!  دقيقة واحده .. وهنستأنف العرض ..[ صارخا في عصبيه ]

   Blake   إطفي المسرح.. اقفل الستارة يا يونس  ..

[ يسود الإظلام خشبة المسرح ويسدل الستار ]

المؤلف :       [ يضيء ضوء الموبايل على وجهه ]

كنت عامل حسابي يا حضرت المخرج ..!!

[ متوجها بحديثه إلى الصالة ]

 يا حضرات الحضور .. المشهد إللي شفتوه .. و إللي فبركه مخرج الروائع ..   مالوش علاقة بالرواية .. ولا بالقصة الشعبية إللي انتوا حافظينها أكيد .. !!

                القضية يا سادة .. تتلخص في الإجابة على سؤال بسيط .. مين اللي قتل شفيقة ..!! 

عم حفني أحمد حسن مؤلف ومغني القصة اللي بقت راكور في الإذاعة المصرية ..

أقنع كل الناس ببراعته اللفظية وجمال صوته إن متولي هوه اللي قتل شفيقة ..!!

ليه ؟ !! قال انتقاما لشرف العيلة ..!! وكلنا سمعنا وسكتنا .. يعني ببساطه وافقناه .. مش بيقولوا السكوت علامة الرضا .. !!

                لكن الحقيقة.. لما سكينة الجزار نزلت على رقبة شفيقة  .. دمها رش كبشة أسئلة ..  مثلا ..   لو كانت شفيقة .. اتعلمت .. كانت بلعت طعم ابن العمدة وخرجت تقابله ف أسيوط عشان يتجوزوا زي ما بيحصل في الأفلام العربي ؟ ..

                لو كانت شفيقه لقيت صدر حنون من أمها والا أبوها .. كانت سابت بيتها ؟ طيب

                لو كانت شفيقة اتاخد رأيها في اللي هتتجوزه كان حصل إللي حصل  ؟

                لو كانت شفيقة تقدر توقف ف وش  التقاليد العميا .. كانت هربت ؟..

                حتى بعد شفيقه ما هربت .. لو كانت اتعلمت .. مش كانت تلاقي شغلانه تانيه .. غير إللي اشتغلتها ف بيت سواهي .. !!؟

                اتقتلت  شفيقة ..  ولحمها ودمها ملا الوسعه .. والجهل زف الجزار .. بالطبل البلدي ..

ما حدش ف رجالة مصر فكر يسأل نفسه .. ليه لما يغلط الراجل .. نقول ربنا غفور رحيم

ولما تغلط المره .. ندبحها .. !!

متهيألي جا الوقت .. إللي نفكر …نسأل نفسنا السؤال ده .. وساعتها .. هيقول لنفسه

إنت اللي قتلت شفيقة

وهنروح بعيد ليه ..  شوفوا متولي نفسه بيقول إيه ؟

                                [ يطفيء ضو الموبايل ]

                                                                [ إظلام ]

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الثالث :

 

                   المنظر : نجع الجوابر :

 

[ إضاءة على المؤلف ومعه رجل في التسعين ضخم الجثة قوي البنية منتصب القامة ، يوحي المنظر بالقرية الصعيدية وتبدو في الخلفية مقابر قرية نجع الجوابر  ]  

 

المؤلف         :       صباح الخير يا عم متولي

متولي :        خير صباحين  يا ولدي .. ما تآخذنيش يا استاذ .. الناس لما تكبر .. نضرها يخف .. وأنا عديت التسعين !! إنت من إهنه  ؟ أنا ما شفتكش قبل إكده ؟.. من بيت مين في نجع الجوابر  .. ؟ ؟

المؤلف :       الحقيقة .. أنا جاي لك من المسرح .. أقصد  جايلك من أسيوط  ..

متولي :                أسيوط تاني .. ؟!! مش كفايه اللي جري لنا ف أسيوط .. !!  عموما يا مرحب .. خير ؟

المؤلف :       إنت سمعت  عم حفني أحمد حسن ؟

متولي :        المغنواتي ؟ إي سمعته .. هوه حد فضحنا وخللي سيرتنا على كل لسان غيره .. ؟ الله يجازيه ويجازي الأذاعة .. دلقيت  لما حد ما يعرفنيش يسألني إنت من وين يا بلدينا .. وأقول له من جرجا …!! يقوللي  بلد شفيقه ؟ !!

المؤلف :       حد يكره الشهرة يا عم متولي ؟

متولي :                بس مش شهرة الشوم  ؟

المؤلف :       إنت إيه اللي مزعلك من عم حفني .. ؟

متولي :                ما زعلانش ..!! هملني الله يسترك .. شبعت تحاقيق ..  محاكم وتلفزيون وسيما ..

المؤلف :       ما قلتليش عايزني ف إيه ؟

متولي :       اللهم طولك يا روح .. عايزني ف ايه ؟

المؤلف :       الناس عايه تعرف الحقيقة ؟

متولي :                حقيقة إيه ؟

المؤلف :       إنت اللي قتلت شفيقه ؟

متولي :       الحقيقة .. له ..!!

المؤلف :       ما قتلتهاش ؟

متولي :                قلتها ألف مره ..ما قتلتهاش ..

المؤلف :       بس الوسعه كلها شافتك وانت بتقطع أختك .. وترميها قدام قهوة العطيفي .. والناس في  الفهوه شهدوا عليك  ؟!!

متولي :                يا أستاذ يا متعلم .. الجزار ما يدبحش الدبيحه ..!!  اللي بيدبحها .. إللي قال له ادبح .

 شفيقة قتلتها عمايلها .. !!

المؤلف :       لو فضلت ف النجع .. ما كانش حصل اللي حصل

متولي :        إنت سألتني وأنا جاوبتك .. خلاص ؟ فارقني عاد .. !!

المؤلف :       [  متسللا إلى خلف المقابر ]

حاضر ..

متولي :        كاني  سبت نجع الجوابر بخطري ..!! كنتوا عايزيني  أعمل إيه ؟!! أروح أشتغل عند العمدة .. طول النهار .. يقطع قلبي بربع غله ؟ قلت الجهادية أرحم .. كنتي عايزاني أعمل إيه إنتي وامك يا شفيقه ؟!!

شفيقه :        [ تدخل كطيف  في ملابس بيضاء]

 كنت عايزاك تضلل عليه يا أخوي  ..

متولي :                طول عمري مضلل عليكي

شفيقة :        تحميني !!

متولي :                وأنا مين يحميني يا شفيقه ؟

شفيقه :        تحبني قد ما حبيتك يا أخوي..

متولي :                أنا مش فاضي لك إنتي وأمك ..!! أنا ورايا مشوار

شفيقة :        سايني ورايح وين يا شقيقي

متولي :                رايح الجهادية ..!! رايح الفرازه  ف أسيوط .. هأقول لهم أنا راغب في الجيش ..

شفيقة :        وأنا يا متولي .. أختك ؟

متولي :                أختي

شفيقه :        لحمك  .. ؟

متولي :                لحمي ودمي

شفيقة :        تسيبني لأبوك يجوزني ولد أخوه برقوق العبيط  ؟!!

متولي :       إرحميني .. همليني عاد .. !! .. أنا مش دبحتك بإيدي ..؟  كفايكي  عاد ..!!

شفيقة :        لا مش كفايه .. والا مكتوب عليه السكوت حيه وميته ؟ !!

متولي :                هتقولي إيه بعد اللي عملتيه ؟

شفيقة :        كان قدامي إيه أعمله وما عملتوش .. ؟ اتجوز ولد عمك العبيط .. ؟

متولي :        لا ..  تتجوزي اللي على كيفك .. طاهرأفندي المايص ..  ولد العمدة الفايظجي ..كنتي عايزاه ؟ مش إكده ؟

شفيقه :        إي .. و كان هوه عاوزني .. !!

متولي :                عشان عايزك سابك في محطة سيوط للديابه ؟!!

شفيقه :        أبوه العمدة حبسه ف السلاحليك .. عشان ما يتجوزش من وراه  ..

متولي :                اقفلي خشمك .. بلاش فضايح ..

شفيقة :        أقفل خشمي كيف وأنا قرفانه .. ترضى تبلع لقمة إنت قرفان منها .. ؟ كنت  قرفانه يا أخوي .. !!

متولي :        وه عاد يا بت  نعمات ..!!  عايزه تعملي فرازه للرجاله زي الجيش  ؟ !!

شفيقة :        حقي أختار الراجل إللي هأعيش معاه عمري كله ..!!  حقي ..

متولي :        إخرصي .. كسر حقك.. تختار قال !!  خشي جوه .. أنا مش فاضيلك .. ولا فاضي لكلامك الماصخ ده ..  خشي ..  تيجي أمك من الطاحون و يجي أبوكي من قبالة العمدة   ويشوفو  لهم صرفه فيكي ..!!

إوعي غوري .. ما تتشبحيش ف سكتي .. خليني ألحق القطر ..

[ يختفي شبح شفيقة ويظهر المؤلف قادما من خلف القبور ]

المؤلف :       عم متولي ؟ إنت نمت ؟

متولي :        ليه حصان هأنام واقف ؟!!

وبعدين أنام كيف يا ولدي ..!!؟  تمانين سنه عنيه ما اتملت نوم .. !!

المؤلف :       ليه ؟

متولي :        عنيها

المرلف :        مالهم

متولي :        كل ما تغفل عيني يجوني … مليانين حب .. وخوف ..!! ما تعرفش كيف .. !! ما تعرفش  كيف قدرت أبص فيهم والساطور ف إيدي  ..؟!!  من ساعة عنيه ما بصيت ف عنيها ساعتها .. ما عرفتش أغمضها  ..

المؤلف :       كل المدة دي ؟ تمانين سنه ما نسيتهاش ؟ 

متولي :        له ما قدرتش ..!! هيه كانت الناس نسيتها .. ؟!!  أنا عايز أنساها والله  .. لكن هيه ما ع تسيبنيش ..  كنها عايزه تجنني ..!!

 لكن لا .. كفاياني أمشي في البلد فارد طولي .. الناس تحسدني على الرجولية والجدعنه  [ بمرارة ]

بيحسدوني وهمه ما يدروش بالعزاب اللي أنا فيه كل ليلة ..!!

المؤلف :       ندمان يا عم متولي ؟

متولي :        له .. ما نادمانش .. أي راجل حر كان بكاني .. كان هيعمل إللي عملته .. مش ندمان أس راجل بكاني كان هيعمل اللي عملته أي  لكن تعبان .. تعبان قوي ..!! [ منهزما ومستسلما وبهدوء  ] 

عرفت الحقيقه والا لسع ؟

المؤلف :       لسه ..

متولي :        عايز تعرف إيه تاني ؟

المؤلف :       تقدر تقوللي .. ليه أبوك ما جوزهاش لولد العمدة  .. طاهر أفندي   ؟ حد يطول يجوز بته لولد العمدة ؟ !!

متولي :        ما قلتله ..

                                                        [إظلام ]

 

 

 

 

المشهد الرابع :

 

                المنظر :  أمام منزل عبد العال ،

 

[متولي يبدو شابا يقف بينما أبوه في ملابس العمل الفانله فوقها الصديري واللباس الجمالي أبو دكة يلف سيجارة ]

 

متولي :        ماله طاهر أفندي  ياأبوي .. ؟ حد يطول يجوز بته لولد العمدة ؟ العمده شيع لك مراسيل ورمي روحه عليك ..!!

عبد العال :     عيل غبي ..!!  عايزني أطلع أرض العيله بره العيله يا متولي ؟ الناس تقول عليه إيه ؟

متولي :        قردها زي كل الناس ما ع تعمل ؟

عبد العال :     مش ع نقوللك غبي .. ؟!! لهو أنا هأورس البنته كمان .. ؟!!

متولي :        أمال إيه اللي مخوفك من جوازة ولد العمدة ؟!!

عبد العال:      مين قال إني خايف من الجوازة .. ؟!! أنا خايف عليك ..

متولي :        مش فاهم !!

عبد العال:      أفهمك .. برقوق ولد أخويا عتمان الله يرحمه .. ما لهش خوات .. لا ولد ولا بنته .. وأرضنا كلها مكتوبه على اسم أبوه .. إفهمت .. !! يعني لما شفيقه تتجوز برقوق  .. هيبقى زيتنا ف دقيقنا .. وهنحط إيدنا على ورسه كله .. !! تلات فدادين يا متولي

                عارف يعني إيه تلت فدادين .. ؟!!

شفيقة :        [ تدخل تحمل القهوة ]

تسيب لمتولي  تلات فدادين ..  وأنا تسيب لي برقوق  ؟

عبد العال :     إنتي ع تتسنطي علينا يا بت المركوب  ؟

شفيقه :        لا يا أبوي .. إنت اللي حسك عالي .. !!

عبد العال:      عايزه تورسي إنتي وأمك ؟ 

شفيقه :        إشمعنى متولي ..؟

متولي :        إن كان عليه يا أختي أنا لا عايز طين ولا عجين .. ولا ورس  ..!! الحمد لله رب العالمين  .. جاني طلب الجهادية  !!

عبد العال :     عايز تخش الجيش يا متولي ؟

متولي :        ما أنا لازم أروح يا أبوي ..!! العمدة قال كدا .. ومين عارف ؟؟  يمكن الفرازه ما تقبلنيش

عبد العال:      نقدر نخليها ما تقبلكش ..

متولي :        أكوي عيني ..  والا أقطع صباعي ؟

عبد العال :     كل الناس ع تعمل إكده .. !!

شفيقه :        لا يا أبوي .. سايقه عليك النبي ما تعمل حاجه ف أخوي  ..

عبد العال :     بنته قلوبها قزاز ..!!                           

شفيقة :        [ بوله ]

متولي زي القمر ..عارف لو ما كانش أخويه .. ما كنتش سبته لبت مره تتجوزه

متولي :        اطمني يا شفيقه أخوكي راجل .. وما أقبلش أهرب من الجهاديه ..

عبد العال :     وش فقر زي أمك .. !!

[يرمي عقب السيجارة على الأرض باصقا وهو ينهض ]

روح الجهاديه .. ياك يعملوك ميرالاي …

 

                                                [ إظلام ]

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الخامس:

 

                المنظر : شاطيء ترعة الجوابر ،

 

[ في أثناء الإظلام نسمع مقاطع من الأغنية الشعبية بصوت النساء :

[ ع البحر ع البحر .. شاور لي بمنديلو.. يا ليل ].

 

  مع الإضاءة يظهر الماء في الخلفية ويظهر  تجمع من الحشائش العالية ينبت وسط المكان ، على يمين تجمع الحشائش تقف شفيقة تحمل جرتها وخلفها شاب في ملابس افرنجية غالية ] 

 

شفيقه :        يا ندامه .. !!! ابعد يا طاهر أفندي  .. !! حد يشوفنا !!

طاهر :         ما يشوفنا .. ما حدش يقدر يفتح خشمه في البلد  .. !!

شفيقه :        طيب أقول لك ..؟ تعاله ورا الهيشة .. بعيد عن عيون الناس ..ما تفضحنيش .. !!

طاهر :         أهه جينا ..!!

[ مقتربا منها متغزلا ]

 إنت ليه وأنا ليكي يا شفيقه ..  إنتي خايفه من إيه؟

شفيقه :        مش عارف يا طاهر أفندي .. ؟!! من أبويا وأخويه متولي

طاهر :         متولي دا سيبك منه .. مش فاضيلنا .. بيجري ورا الجيش برهوان ..!! أما  أبوكي عبد العال فمش عارف ليه منشف راصه ..؟!! العمده أبويا ..  شيع له .. أكتر من مرسال ..

شفيقه :        والعمل يا طاهر ؟

طاهر :         تتدبر .. خلينا في اللي إحنا فيه .. عارفه  البحر اتقلب عسل ليه ؟

شفيقة          ليه ؟

طاهر :         عشان شفيقة بلت رجليها فيه ..

شفيقة :        أنا عارفه بتجيب الكلام الحلو دا منين ؟

طاهر :         من قلبي يا شفيقه ..

شفيقه :        قلبك فيه كل الكلام الحلو ده  ..؟ والا علمهولك في المدرسة ؟

طاهر :         الحب ما يتعلمش .. ما انتي ما رحتيش المدرسة  .. مش حبتيني ؟

شفيقه :        يووووه يا طاهر .. ما تكسفنيش ؟ خلينا ف مشكلتنا ..

طاهر :         إنتي عاملاها مشكله ليه ؟

شفيقه :        اك حق  ..!! ما انت مش هتتجوز برقوق ولد عمي .. أنااللي هأتنيل أتجوزه .. وأفضل طول عمري وشي ف وشه ..!!!  لالا .. ما أقدرش ..

طاهر :         أنا عندي فكرة ..

شفيقه :        قول

طاهر :         نتجوز

شفيقه :        كيه يعني ؟!!

طاهر :         زي كل الناس ما ع تتجوز بشرع الله .. شوفي .. إحنا ننزل أسيوط .. وهناك نروح لأي مأذون .. يكتبلنا ..!!  وبكدا ما يقدرش عم عبد العال يجوزك لولد أخوه  ..

شفيقة :        [ مفكرة ] بس أبويا .. !!

طاهر :         [ مقاطعا ]

ساعتها أبوكي ما يقدرش يقرب لك .. أنا ولد العمدة وانتي مرتي .. قلتي إيه ؟

شفيقه :        أنفكر  .. !!

طاهر :         دي ما عايزاش تفكير ..!! دي حياتنا يا بت الناس  ..!!  بكره الصبح .. تنزلي بدري .. تاخدي أول قطر .. مش عايز حد في نجع الجوابر  يشوفنا مع بعض .. ويروح يقول  لأيويا   .. أقابلك ف محطة سيوط .. !!

شفيقة :        ولما نرجع نقول لهم إيه ؟

طاهر :         إنتي مش هتقولي .. أنااللي هأقول .. إنك مرتي قدام ربنا والناس كلها ..!!  ساعتها عم عبد العال مش هيفكر يقول لا .. !!

                [ يقترب الخفير  متلصصا  ]

طيب .. هأسيبك دلوقتي .. ونتقابل بكره على المحطه ف أسيوط ف أول قطر ..

شفيقه :        إوعى تتأخر عليه يا طاهر ..

طاهر :         وأنا أقدر

                                        [ إظلام سريع ]

 

 

المشهد السادس :

 

                        المنظر : [       سوق التلات بأسيوط    ]

 

[السوق يكاد يكون فارغ ، بعض البائعين يجمعون الشماسي وبقية البضائع ، بينم اتدخل شفيقة في حالة من الإعياء  متلفتة حائرة خائفة ، تمر برمالة تجلس على الأرض تراجع حصيلتها من القروش والملاليم ]

 

الرمالة :        غريبة يا قمره ؟

شفيقة :        وعرفتي كيه يا خاله ؟

الرمالة :        أنا رماله .. خالتك شوق الرماله ..  أقرا الرمل .. وأشوف البخت .. وأقرا الوشوش ..!!

شفية :         إي .. غريبة يا خاله ..

شوق  :        وإيه اللي جابك سوق التلات ..؟  بايعه..  والا مشتريه ؟

شفيقة :        لا بايعه ولا مشتريه يا خاله  ..

شوق:          اللي ينزل السوق يا بتي لازم يبيع .. لو مش هيشتري  .. !!

شفيقة :        جايه أدور على حد من بلدنا .. أرد معاه على بلدنا

شوق  :        وبلدكم اسمها إيه يا قمرة ؟

شفيقة :        نجع الجوابر..  تبع جرجا ..

شوق :         جرجا بعيدة على سوق اسيوط .. أسواق كتير ياما بينها وبين أسيوط ..إيه إللي يجيب

ناسها هنا ؟!!

شفيقه :        عارفه .. بس الغرقان يتعلق ف قشاية ..!! قلت يمكن …

شوق  :        ما يمكنش غير الممكن يا بتي .. وإيه جابك بعد السوق ما فض ؟

شفيقة :        العشم يا خالة ..!! وعدني ..

شوق  :        وخلي  بيكي ؟!!!

شفيقه :        استنيته على المحطه من أول النهار لحد دلوقت ..

شوق   :       الرجاله في الضلمه كلها واحد .. ارجعي ..

شفيقة :        ما أقدرش ..زمان البلد كلها عرفت إني سبت بيتي ..  يكتلوني ناسي ..

شوق  :        وه .. اتأخرتي .. والسوق فض يا بتي !!!

شفيقة :        أروح وين يا ربي ؟

شوق  :        فرجه قريب ..  قربي ما تخافيش .. .. وشوشي الدكر و إرمي بياضك

شفيقة :        لا حيلتي أبيض ولا أسود

شوق  :        [ تجمع منديل الرمل وتتجه خارجه ]

بكره يبقى عندك .. بس ابقي افتكري خالتك شوق

تعالي ورايا .. وانتي ونصيبك ..

 

        [ يتجهان للخارج ]

 

                                        [ إظلام ]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد السابع :

 

                   المنظر : شاطيء ترعة الجوابر :

 

[ عبد العال يجر شبكة صيد كبيرة من النوع الذي ينصب في الماء يختفي آخرها في ماء الترعة وأولها بيده .. شاب يساعده على جر الشباك ، بينما وقف بعض الرجال والنساء يتفرجون ويبدون أسفهم ]

 

رجل 1 :       اسبوع كامل وعبد العال هيجر شبك (المحير)  في الترعة .. والمحير يطلع شوك ..!!

رجل2 :                الله يكون ف عونه

رجل3 :                الضنا غالي يا إخوانا .. الراجل قرب يتجنن ..!

رجل1 :                دا لو ما كانش اتجنن رسمي ..

عبد العال :     [ مغنيا كالأطفال أغنية الأطفال ]

يا نجار يا ابن النجار

                روح للفار ابن الفرفار

                قوللو خنيفسه خدها التيار

                هه ..

                        انتي فين يا شفيقة

أمرأة 1 :       ومين قال له إنها غرقت إهنه ؟

عبد العال :     هتكون راحت وين يعني؟!! لقيت البلاص هنا ع المورده ..!! 

امرأة 2 :       تلاقيها  خدها المسحور  ؟

امرأة 1 :       ليه له ..!!  الترعه يا اختي  مسكونة .. إي وحياة النبي .. من عهد الجدود نسمع ع

يقولوا فيها مسحور !!

امرأة 2 :       بس ما حدش غرق من الجوابر من ساعة الترعه ما اتفحتت  ؟

امرأة2 :        قسمتها عاد  ؟

عبد العال :     [ مغنيا لاهثا يكاد يبكي ]

يا جزار ياابن الجزار

                روح للفار ابن الفرفار

                قوللو خنيفسه خدها التيار

                هه

                                يا بت!!

رجل3 :        الراجل ع يخترف .. !!

رجل 2 :       [ متبسطا يقترب من عبد العال ويأخذ على يده ]

يا عم عبد العال ..  آدي جمعة مرت .. لو فيه جته غرقانه كانت طلبت الدفنه ..!!

رجل 1 :       وآدي إحنا جرينا الشبك لما إيدينا بقبقت .. وبطن الترعه زي المره العاقر .. !!

عبد العال :     يعني إيه ؟

رجل 3 :       وما حدش في النواحي اللي بحرينا من جرجا لحد طما .. قال إنه شاف غرقان !!

عبد العال :     أمال راحت وين ؟

امرأة 1 :       اسأل أمها نعمات ..

عبد العال :     سألتها

امرأة2 :        ما قالتش راحت وين ؟

عبد العال :     ما قالتش ..

امرأة 1 :       يا راجل إنت قربت تعمى من البكا .. وهيه لا صرخت .. ولا عينها نزلت دمعه

الرجال :        لا صرخت ؟

النساء :        ولا عينها نزلت دمعة ؟

امرأة 1 :       المثل ع يقول

إمرأة 3  :      إكفي القدره على فمها .. سر البت تعرفه أمها

عبد العال :     بس المثل بيقول غير كدا يا ناس

الجميع  :      أهو قال يا عبد العال ..

                [ يسمع صوت العمدة من الخارج ]

ص العمدة :    هش .. قيد  الجحش يا جحش .. 

[ داخلا وخلفه طاهر يتبعهما الخفير  ]

سلامو عليكم  .. يا عبعال

الجميع :       وعليكم السلام

امرأة 1 :       بلغت يا عمده

العمدة :                بلغت يا أختي .. !! التعب دا ما منوش فايده يا عبعال

عبد العال :     ليه يا عمدة ؟ عرفت حاجه ؟

العمدة  :       بتك ما غرقتش ؟؟  شيع لولدك تلغراف .. !! وألا إيه يا إخوانا .. ؟

الخفير  :       ضروري

عبد العال :     أقول إيه يا عمده ؟

العمدة :                قول له أمك ماتت .. مش هندفن غير لما تيجي ..مش كدا صح

الخفير  :       صح يا عمدة

رجل 1 :       البنات قالوا إنهم سابوها ع المورده ..

العمدة :       البت ما غرقتش ..  قلت إلك ..

الخفير :        هتعرف أكتر م الحكومة .. ؟

عبد العال :     أمال راحت وين يا عمدة ؟

العمدة :                ما نعرفش .. إنت مش حمل مشاوير يا عبعال ..!!  شيع لولدك يدور عليها هنا والا هنا

مش ليكم قرايب في المجاورات .. ؟!!

عبد العال :     كتير .. من هنا لاسيوط

العمدة :                اسأل عليها عندهم ..!!  التحريات قالت يا عبد العال .. البت ما غرقتش .. مش كدا يا

طاهر أفندي ؟

الخفير  :       كلامك صح يا حضرة العمدة ..

العمده :                ما غرقتش .. أهه ..  حد ما اسمعش في البلد ؟!!

أصوات :       سمعنا

صوت :       لكن

العمدة :                ما لكنش .. إللي عندي قلته .. عايزين  تسدقوا .. سدقوا .. مش عايزين .. خلاص ..

                ياللا ياطاهر أفندي ..          

هم بالجحش يا غفير

 

                                        [ إظلام ]

 

 

المشهد الثامن : 

 

                        المنظر : [ كرخانة سواهي ]

                          

    [ الكرا خانة (بيت الدعارة) يبدو في الخلفية  وعليه لوحة بها أرقام الرخصة ،

وأمامه ميدان ، تجاوره بيوت من اليمين ، ومن الشمال بيت من دور واحد تميزه

شرفة عليها الخشب المخروط ( مشربية ) ، على يسار البيت  مقهى بلدي عليه

لافتة [ قهوة العطيفي ] بعض المارة والنساء في الملابس التاريخية لأهل أسيوط

في وقت الحادث يروحون ويجيئون وبعض الرواد يجلسون يدخنون ( الجوزه ). ،

 

[ أمام الباب تجلس سواهي صاحبة البيت في ملابس تكشف عن ذراعيها وساقيا

وجانب من صدرها، تدخل شوق تستند إليها شفيقة في حالة إعياء  ]

 

سواهي  :      أهلا يا شوق .. نورتي بيتك .. بيت سواهي

شوق :         أهلا بك يا كبيره .. والا أقولك يا أبلتي زي أيام  زمان ؟!!

سواهي :       يا ريتها ترجع أيام زمان ..!!

[ تشير إلى دكة بجوار الباب ]  

تقعدي هنا والا ندخل جوه .. ؟!!

شوق :         ناخد نفسنا الأول ..[ لشفيقة ] اقعدي يا بنتي .. !!

سواهي :       شوق دي كانت نوارة الصبايا والنعمه ..!!الزباين  خسوا النص لما سبتينا يا بت يا شوق  

شوق :         هنضحك على نفسنا يا كبيره … همه اللي سابوني  .. !!

سواهي :       [ تتأمل شفيقة الصامتة وهي تمضغ اللبان بعصبية ]

 بتك دي يا شوق ؟

شوق :         يا ريت ..!! هوه أنا كنت اتجوزت ؟

سواهي :       وهيه النسوان لازم تتجوز عشان تجيب عيال ؟!!

[ يضحكان بوت مرتفع ]

شوق :         يا ريت ..  كنت كلت الشهد من وراها ..!!

سواهي  :      حلوه بتك يا شوق .. ..

شوق :         بس خام يا ريسه  .. بشوكها !!  يعني  يواش ياواش يا أبله ..!!

سواهي  :      [ تضحك بميوعة ]

مفهوم .. من عنيه ..

[ ثم  لشفيقة وهي تكاد تلتهمها بعينيها ]

 اسمك إيه يا شابه ؟

شفيقة :        شفيقة ..

سواهي  :      عاشت الأسامي ..!!

[ ترفع صوتها ملتفتة للداخل ]  هاتي حاجه يا بت للزغلوله ..!!  تشربي إيه يا حلوه  ؟!

شفيقة :        كتر خيرك .. ما نقدرش نشرب يا حاجه ..

سواهي  :      ليه يااختي ؟

شفيقه:         أصلي .. ـصلي .. أصلي  [ بخجل ] ما ضقتش الزاد من صباحية ربنا .. !!

سواهي  :      [ ندق على صدرها شبه العاري ]

يا ندامة ؟ إخص عليكي يا شوق ..!!  تسيبي البنيه بالجوع لحد المغرب ؟

شوق :         والختمه  لسه جاياني دلوقتي !! كانت السوق فضت ..!! وأنا طول النهاربره البيت .. وما عنديش حاجه جاهزه   قلت ما حدش يغيتنا غيرك ..!!

سواهي  :      عنيه ..!! [رافعة صوتها ]   بت يا سماسم ..

سماسم :       [ من الداخل ] نعم يا أبلتي

سواهي  :      [ تظهر سماسم على الباب في ملابس النوم ]

خدي أختك .. عشيها ..

سماسم :       أعشيها مزه وويسكي ؟!!  

سواهي :       حمام .. وطبيخ أحمر يا بت ..

سماسم :       من عنيه ياابلتي ..

سواهي  :      لا   .. م المطبخ يا روح أبلتك

                [ تنفجر النساء في ضحك ماجن ]

رجل :          [على المقهى ]

                استر على عبيدك يا رب

                                        [ إظلام ]

المشهد التاسع :

 

                   المنظر : داخل بيت شفيقة

               

                        [شفيقة في بيتها الجديد تبدو الشرفة المطلة على الشارع في الخلفية مجموعة من الفتيات المتبرجات مختلطات ببعض الرجال  من بينهم طاهر أفندي  ، الرجال من مختلف الأعمار بينما التخت الموسيقي يعزف أغنية شعبية تصاحب رقصة إحداهن ومعها شفيقة في ملابس قصيرة تبدو الزينة الثقيلة على ملامح وجهها . 

                 

                        [ غزف موسيقي على نفس نغمة الغناء ]

 

ابنات  :        والموج العالي

صيدو فين  .. صيدو فين ؟

صيدو فين الموج العالي

                صيدو فين ؟

شفيقة :        حبيبي روحوا هاتوهولي

وأنا أقيسه على طولي

                وكل ما اعوز يدهولي

                                      والموج العالي ..

بنات     :      صيدو فين ..  صيده فين؟

صيدو فين الموج العالي

صيدو فين ؟

شفيقة :        كل ما أقولك        يا أمير

تزعل وتقوم من ع السرير

الحب    مش عايز تعكير

                                والموج العالي

 

ابنات :         صيدو فين .. صيدو فين؟

                صيده فين الموج العالي

                                صيدو فين ؟

شفيقة :        كل ما أقوللك ..   يا باشا

تغضب وتقوم من ع العشا

الحب   عايز       فرفشه

                                والموج العالي

بنات :         صيده فين .. صيدوفين ؟

                صيدوفين    الموج العالي

                                صيدو فين ؟

شفيقة :        خدني على سدرك ساعه

                انت بخيل .. وأنا طماعه

                تشوف أصول المياعه 

                                والموج العالي

بنات    :       صيده فين  .. صيده فين

                صيده فين  الموج العالي

                                صيده فين ؟

شفيقة :        خدني ف باطك       دفيني

                دا انت حبيبي ونور عيني

                ليلة فرح       لما تجيني

                                والموج العالي

طاهر :         [ طاهر في حالة سكر يقف مترنحا ]

سمع هوس ..

شفيقة :        [هامسة لنفسها ] يا وكستي .. طاهر أفندي

طاهر :         يا ليل يا عيني ..  يا ليلي يا عيني

الجميع :       آه …

طاهر :         يا حلو يا اللي قميص النوم شكالي منك

                خشمك ينقط عسل بل القميص     منك

                والله لو عطوني خزاين مال في    سنك

                لابعتر المال ..    وآخد غيتي    منك

الجميع :       الله …

البنات :        صيدو فين .. صيده فين

                صيدو فين الموج العالي

                                صيدوفين .. ؟

                [ طاهر راقصا يصطدم بشفيقه رافعا رأسه إلى وجهه ببطء يسقط الكأس من يده ]

طاهر :         شششـ ..  شفيقه ؟!!

 

 

                                                 [ إظلام ]

 

 

 

 

 

 

 

المشهد العاشر :

 

                   المنظر : ميدان التدريب بالجيش

                  

 [ ميدان تدريب محاط بالأسلاك الشائكة تدخل مجموعة من الجنود المستجدين في ملابس الجيش في شكل قطار و الأومباشي متولي إلى جانب المجموعة . الجنود  يسيرون بالخطوة المعتادة الموقعة بينما صوت متولي يرشدهم ]

 

متولي :                شمال .. يمين .. شمال .. يمين .. ارفع رجلك لفوق .. شمال .. يمين ..

 

                [ يصل الجنود إلى وسط المكان ]

 

                جماعة قف ..

                [ تتوقف المجموعة ]

 

                على اليمين در

 

                [ تدور المجموعة لتواجه متولي ]

 

                أحسن .. رجاله وحوش ..!! جماعة صفا .. جماعة انتباه .. جماعة صفا ..!! أنهارده

علمناكم السير .. يعني المشي .. بالخطوة المعتاده .. ولسه قدامنا طوابير كتير عشان

نتعلم المشي

طاهر :         هوه إحنا عيال ع تعلمنا المشي ؟

متولي :                إمنع الكلام يا مستجد ..

طاهر :         أنا طاهر أفندي يا أبو عبد العال .. والا نسيت نفسك ؟

متولي :                امنع الكلام يا بعكوك ..

طاهر :         وإن ما منعتش الكلام يعني ؟!!

متولي :                إجمع هنا يا مستجد

طاهر :         والله ..؟!!  حاضر يا متولي بيه

                [ يتقدم طاهر بتراخي مقصود ]

                نعم ..

                [ ضحك من المجموعة ]

متولي :                هنا نقول حاضر يا افندم

طاهر :         آدي انت قلتها ..

                [ ضحك ]

متولي :                إنت يا نمره .. مش عارف بتكلم مين ؟

[ مشيرا إلى الأشرطه المعلقة على ذراعه ]

مش شايف الشرايط دي ؟

طاهر :         هأكلم مين يعني ..؟!! الميرلاي ..؟!!  أنكلم متولي ولد عبد العال .. علاف بهايمنا ..

بهايم العمدة

متولي :                [ منفعلا يضربه على وجهه ]  

أنا هأعرفك يا مره .. ميري وملكي  !!

طاهر :         [ يتحسس موضع الضرب بغيظ شديد ]

                عاملي راجل وبتتحامي بشرطين على دراعك .. ؟!! لو انت راجل روح لم أختك م

الكرخانات               [ ضحك من المجموعة ]

متولي :                أختي أشرف منك ومن أهلك ..

طاهر :         بأمارة إيه ؟ بأمارة الصورة دي ..؟

[ يدور على الجنود يستعرض معهم الصورة بينماتسمر متولي مكانه مدهوشا ]  

اتفرجوا يا شباب .. دي أخت اللي عامل لي فيها راجل ..!!  اللي ينزل منكم  أسيوط ..

يسأل عن بيت شفيقه ..!!  جنب قهوة العطيفي .. ف غرب أسيوط .. اتفرجوا على أخت

الباشا .. اتفضل يا باشا .. صورة أختك الش .. الشريفه ..

متولي :                كداب .. لو ما كناش ف ميري كنت قتلتك ..

طاهر :         [ يلقي بالصورة إليه فتقع على الأرض ]

اتفرج زيهم .. وبعدين اقتلني يا سبع الرجاله

[ ينحني متولي في بطء ويلتقط الصورة فيتعرف عليها ،  وبآلية  يمشي خارجا بينما

ترتفع أصوات الجميع بالضحك ]

                                        [ إظلام ]

المشهد الحادي عشر :

 

                   المنظر : قهوة العطيفي

 

[ مجموعة من المقاعد المتناثرة في الشارع أمام المقهى الشعبي ، الحوائط االمطلة على الشارع مكونة من الزجاج والخشب حسب الطراز القديم ،  متولي يجلس إلى اثنين من الشباب في مثل سنه داخل المقهى  يتابعون بشغف من يمرون أمام المقهى يدخنون المعسلل على الجوزة، وأمامهم مشروبات متنوعة بينما صبي المقهى يروح ويجيء مقدما خدماته للزباائن . المعلم عطيفي يجلس إلى البنك ، يصرف الماركات  ]

متولي :               [ ينهض متولي متوقفا عند باب المقهى متطلعا إلى الخارج ]

تسمح يا معلم …!!

عطيفي :       [ ينهض العطيفي بصعوبة متجها إلى حيث وقف متولي ]

خدام العمد والأعيان 

متولي :                اسم الكريم ؟

عطيفي :       العطيفي وهدان .. صاحب المطرح ..

                [ يعود متولي إلى حيث رفاقه يتبعه عطيفي ]

متولي :        عاشت الأسامي ..!!  تعرف واحده هنا في الوسعه دي [ دون أن ينظر إليه ] .. اسمها شفيقة ؟

عطيفي :       وه وه وه .. ؟!! ومين ما يعرفش شفيقه ف أسيوط كلها ؟!!

[ مستدركا يواحهه ]

لكن مالك ومال شفيقة .. إنت باين عليك ولد ناس طيبين .. !!

متولي :        [ يجلس بهدوء ]

لا أنا بنسأل بس ..!!

عطيفي :       إنتو  زباين ..  والا معرفة ؟!!

صاحب 1 :    إحنا سمعنا  بيها .. وعندنا فرح

صاحب 2 :    عقبال حداك

عطيفي :       بس شفيقة مش بتاعة أفراح .. هيه فاتحه بيتها لزباينها  .. وأقل ما فيهم م الأعيان

صاحب2 :     ما إحنا عارفين ..

صاحب 1 :    تعرف مطرحها  ؟

عطيفي :       شايف التراسينة دي ..إللي جنبنا ..  شغتها

صاحب 1 :    جارتك يعني ؟

عطيفي :       ربنا جعل رزقنا هنا .. لكن همه ف حالهم وأنا ف حالي .. أنا راجل أعرف ربنا ..

متولي :                كتر خيرك ..

عطيفي :       أنا في الخدمة ..

متولي :                [ للشابين ]  زي ما اتفقنا

صاحب 1 :    هنطلعوا إحنا الأول ..

صاحب 2 :    ولو لقينا الجو خالي .. ع نديك أشاره

متولي :                نعم الصحوبيه ..

الاثنان :        ونعم المرجله ..

                                        [ إظلام ]

 

[ نسمع صوت المغني يتغنى بالموال القديم مع الإضاءة التدريجية التي تتم مع نهاية

الموال ]

 

المغني :        نزلوا الرفاقه وقالوا يا متولي طريقك       خال

                   قال  في  طريق  السلامة            يا رفاقه أمال

                   حلفوا يمنين ما نسيبك غير  لما نشوف لك حال

                   متولي  .. لما دخل ..         إدى الوصيف  ريال

                   وزعق  شفيقة .. ف فاقت   من سكرها في الحال

                   تقول له جاي لي زايرياأخوي والا تشوف لك حال

                   زعق وقال  ..  هوه بعد الحال دا   يا شفيقه حال .

 

                                                          [ إظلام ]

 

 

المشهد الثاني عشر والأخير  :

 

                  المنظر :   جبانة نجع الجوابر ـ طلعة العيد :

 

                   [ عبد العال وقد كف بصره يتجول بين القبور متحسسا بعصاه حوائط وشواهد القبور

معددا بينما وقف متولي عند قبر شفيقة  ]

 

عبد العال :     مين زعلك فينا                  

يا حبيبه  ..  مين زعلك فينا

                   لما رميتي   ..   شقتك لينا

 

مين زعلك في البيت

يا حبيبه مين زعلك في البيت

لما رميتي شقتك    ع الحيط

إنت فين يا شفيقة

متولي :        وبعدين في المرار الطافح ده .. !! هتعدد زي النسوان يا أبوي ؟  الناس طالعه طلعة العيد  وع تقول لبعض تعيش لكل عام .. وإنت  ع تنوح ؟

عبد العال :     [ ملتفتا ناحية الصوت ]

متولي ؟!! أختك وين يا متولي ؟

متولي :                يا أبوي حرام عليك .. هتكتنا .. !! ألا قيها منك والا من منها ؟

عبد العال:      إنت شفتها ؟!!

[ متجها ناحيته بخطوات ]

 ميته ؟

متولي :       كل ليله يا أبوي .. ما عاتقنيش .. !!

عبد العال:      أمال أنا ما عنشوفهاش ليه ؟ يوووه … نسيت إنك عميت على مكبر يا عبد العال ؟

إن جيت للحق  إنت أعمى من بدري يا عبد العال ..!!  أعمى من يومك .. طول عمرك

عنيك في الأرض .. ما ع تشوفش غيرها … !!

بس أنا لسه بأسمع .. تقدر بت المركوب تكلمني .. تسمعني حسها .. تبل ريقي ..

متولي :                كيه بس ؟

عبد العال :     زي ما ع تجيلك .. تجيلي .. !! هيه لسه محارباني إياك ؟ ..

[ متلفتا حوله ملوحا بعصاه ثائرا ]

 مخاصمه أبوكي يا بت ؟

[ بهدوء ومرارة ]

شفت يا متولي ؟ فيه بت تزعل من أبوها ..؟!!  تزعل ليه ..؟!! هوه أبوها عايز إيه غير إنه يفرح قلبها .. ويطمن عليها  ..؟ !!

متولي :                واطمنت يا أبو شفيقة ؟

عبدالعال :      لسه يا ولدي .. هوه أنا لاقيها ؟ ع يقولوا المسحور عشقها .. وجرها … الصراحه .. له

حق الجن يعشقها..  هوه فيه أحلى منها بنته في مديرية جرجا ؟!!

متولي :                أمال مين فحت الجبانة دي ؟

عبد العال :     برقوق ولد عمك ..

[ يضحك بمرارة ]

 المخزي كان بيغني وهوه ع يشق المرقد ..!! كأنه ف ليلة الدخلة .. عبيط ولد عمك ..!

متولي :                برقوق  ع يغني .. وهيه ارتاحت .. وأمها ارتاحت جنبها .. !! وأنا وانت اللي شربنا المرار

يا أبو متولي ..!!

عبد العال :     كل واحد وقسمته ..

[ متذكرا لأمر ما ملتفتا بطفولية إلى متولي ]

 واد يامتولي ..

متولي :        أيوه يا أبوي ..

عبد العال :     هوه ليه الراجل لما يغرق ويقب على وش الميه .. ويطلب الدفنه .. يبقى عايم على

ضهره ..؟ والمره .. تقب مكفيه ووشها في الميه .. !!

متولي :                الميه بتضاري عارها .. إنت لسه مفكرهاغرقت ؟

عبد العال :     [ خارجا يتحسس بعصاه القبور بينما تخرج شفيقة في ملابس الطيف من خلف المقبرة  ]

 

وإيش زعلك منا

                   يا حيبتي وإيش زعلك منا

                   وهان على قلبك    يهملنا ..

                   وإيش زعلك قولي

                   ياحبيبه وإيش زعلك قولي

                وهان عليكي الحزن تفوتولي

                [ مبتعدا ]

                شفيقه .. يا بت ..

شفيقة :        قل له شفيقة ما غرقتش ..!!

متولي :                ما العمدة قال له .. وما صدقش .. قولي له انتي ..

شفيقه :        ما ع يشوفنيش

متولي :                ليه عشان عمي م البكا عليكي ؟

شفيقة :       له .. عشان أنا جواك

متولي :                أنا قتلتك ..!!

شفيقه :        غيرك قتلني قبلك ..

متولي :                مين غيري

شفيقة :        طاهر

متولي  :       حبسه العمدة في السلاحليك .. وعين عليه الخفير حرص ..

شفيقة :        العمدة ؟!!

متولي  :       الواد اللي طلع بيه م الدنيا .. عايزاه يطلع من طوع أبوه ؟  

شفيقة :        وعرضي .. وكلام  الناس يا عمدة ؟

متولي :                الناس وراها إيه غير الكلام ؟

شفيقة :        وانت صدقت ؟

متولي  :       أصدق إيه ؟ همليني يا شفيقة  ..

شفيقة :        وأنت ما هملتنيش ليه ؟

متولي :                أسيبك تشيلنا العار ويقولوا عليه مش راجل ؟ أهملك من غير ما أحاسبك .. ؟

شفيقة :        تحاسيني ..؟ ياك كنت ربنا ؟

متولي :                استغفر الله العظيم ..

[ مجموعة من الرجال تتجمع بالقرب من متولي متهامسه ]

رجل1 :                لا حول ولا قوة إلا بالله

رجل2:         الراجل الكبير اتجنن .. وباين الواد هيلحقه ..

رجل3 :                حد يشوف دمه سايح قدام عنيه ولا يتجننش ..!!

 الجميع :      كل سنة وانت طيب يا متولي ..

متولي :       طيب ..؟!! تعيشوا لكل عام

 

                [ يرتفع صوت حفني أحمد حسن مغنيا ]

 

المجموعة  :   يا جرجاوي يا متولي يا جرجاوي 

 

جاى تايه.. ادور على متولي

                وشعورى       للعم ..  تولى

وادينى هتكلم    على متولى

 

كلامي يشبه      سلاح ماضى

من مؤلف على  الورق ماضى

ودى حادثة في العهد الماضى

 

المجموعة  :   يا جرجاوي يا متولي يا جرجاوي 

 

[ تستمر الأغنية حتى تمام الإظلام ]

 

                                                        [ إظلام ختام ]

 

 

                                                                        درويش الأسيوطي

                                                                      أسيوط الجديدة 22/11/2017

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock