المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
لا سينوغرافيا!
شادية زيتون
مصممة سينوغرافيا – لبنان
ـ لا سينوغرافيا في مطلق عرض مسرحي ما لم يحمل كل عنصر من عناصرها (ديكور ، اكسسوار، إضاءة، موسيقى، ملابس، ماكياج) سمة وظيفية لها فعلها الدرامي والحركي والوجداني وصلة ربط بين الفضاء الدرامي والزمن الدرامي.
ـ فلا سينوغرافيا لا تشكل مسارا مطبوعا بالتفاعل بين الثابت والتحرك . ولا سينوغرافيا لا ينبثق عنها ولادة جماليات داخل السياق لمفهوم اللعبة المسرحية
ـ لا سينوغرافيا لا تشهد بيئتها العدم والتأويل والزمن والوجود ، بيئة تسهم في تمكين الممثل من بلوغ التوازن الإبداعي بين عقله وجسده.
و لا سينوغرافيا إذا لم تكن أداة تشكيلية يسافر عبرها الممثل والمتلقي معا عبر الجماليات الحسية التي يجنيانها من الأصوات والألوان الناتجة عن التركيبات والفراغات والرموز المتعلقة بالمعاني الموجودة في بيئة الفضاء المسرحي
ـ كذلك لا سينوغرافيا لا يدرك المتلقي عبر إيقاعاتها كيفية إحتضان الحالة والحدث والموقف والزمن .
ولا سينوغرافيا لا تشكل عامل جذب للمتلقي كي يتجانس في الفضاء الحقيقي مع الممثل المتخيل حيث يوجد في فضاء يجتمع فيه الخيال والواقع معا في فضاء موجود
ـ ولا سينوغرافيا إذا كان الهدف من استخدام التقنيات في تركيبها غاية للإبهار وليس وسيلة للتلقي الإيجابي التي يحملها العرض من رؤى وأفكار .
ـ ولا سينوغرافيا إذا أخفقت مفرداتها في تحقيق لإيقاع والتوازي مع الدراماتورجيا والحركة الإيديولوجية لبيئة العرض.
ـ كما أنه لا سينوغرافيا صحيحة وفاعلة من دون بناء نموذجي مركب بإحكام لمختلف ابعادها الوظيفية والدرامية والجمالية برؤية بصرية مضافة على روح النص وبلغة متماسكة فنيا وفكريا في صياغة المعنى بشكل حسي ومرئي ومسموع بعيدا عن التأويل اللامتناهي .
و لا سينوغرافيا لا تنجح في تحقيق واقع الوهم . و لا سينوغرافيا تدرس كما ينبغي في معظم المعاهد الفنية العربية إن لم يكن كلها
ـ بإختصار لا سينوغرافيا في غياب كل ما تم ذكره وما أكثر اللاءات التي لم تذكر
أخيرا ، في السينوغرافيا ، لا بد من التذكير أن كل الذين ابدعوا وابتكروا مسارات جديدة وفتحوا افاقا واسعة للإبداع في فن المسرح معظمهم ممن عملوا على مر الزمن في السينوغرافيا .
