وهران الجزائرية.. تشهد انطلاق الدورة التاسعة لمهرجان “المسرح العربي” وجوزية درة الافتتاج
وقد كشف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، عن انطلاق الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي بوهران التي تشهد حفل الافتتاح على أن ينظم حفل الاختتام بمدينة مستغانم، وتحمل الدورة اسم المسرحي الراحل عز الدين مجوبي، وتنطلق الدورة في العاشر من شهر جانفي المقبل وتتواصل إلى غاية الـ19 من الشهر نفسه بميزانية يتقاسمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام والهيئة العربية للمسرح.
بن تركي قال في الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بقاعة “الأطلس” بالعاصمة، إن تنظيم هذه التظاهرة التي تشهدها مدينتا وهران ومستغانم جاء بفضل اتصالات بين الديوان الوطني للثقافة والإعلام وأطراف من الهيئة العربية للمسرح، وتم الاتفاق على أن تحتضن الجزائر الدولة التاسعة من المهرجان، وذلك كتجربة أولى مع الهيئة العربية والمسرح الجامعي الجزائري. وسيكون البرنامج عبارة عن عروض داخل المنافسة إلى جانب ندوات وورشات وملتقيات فكرية.
كما قال بن تركي إن المسرح الجزائري رائد في العالم العربي، حتى إن بعض الإخوان من الهيئة العربية يتأسفون اليوم لعدم وجود الجزائر كقوة في هذه العملية. وتضم اللجنة العربية لاختيار العروض المسرحية التي تتنافس على الجوائز كل من لينا أبيض من لبنان، خالد الطريفي من الأردن، خالد جلال من مصر، عزيز خيون من العراق، نور الدين زيوال من المغرب. أما العروض فعددها 8 عروض من الجزائر، مصر، الكويت، المغرب، العراق، تونس والأردن تتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وستكون هناك عروض للمسرح الجامعي وعددها 9 بغرض إشراك الطلبة الجزائريين في الحدث تأثرا وحضورا على أن يشارك في هذه الطبعة 46 مختصا في المسرح الجزائري.
من جهة أخرى، عبر بن تركي عن أهمية الحدث الثقافي بقوله: “داخلون معركة ثقافية في المستوى ونتمنى دعم الإعلام الجزائري، سيكون هناك نوع من التوازن في عملية التنظيم مع الدورات السابقة التي احتضنتها دول أخرى والتي كانت آخرها الكويت”. وأضاف بن تركي أنه سيتم تنظيم ندوة في الرابع من جانفي المقبل اي قبيل انطلاق المهرجان تطرح فيها التفاصيل الأهم بالشراكة مع الهيئة العربية “حاولنا اليوم إعطاء جزء من المعلومة لأن اللقاء الرسمي سيكون يوم 4 جانفي. نتمنى دعم الإعلام الجزائري وإعطاء صورة مختلفة عن الجزائر وقدرتها على احتضان مثل هذه الفعاليات الدولية”. وأضاف بن تركي “سيكون ذلك دفعا جديدا مع بداية جانفي للمسرح الجزائري، نتمنى أن يكون فيه الخير الكثير للبعد الثقافي الجزائري”.
ويقدم المهرجان على مدى 10 أيام في مدينتي وهران ومستغانم قرابة 33 مسرحية من بينها، ثماني مسرحيات تتنافس على جائزة «الشيخ سلطان بن محمد القاسمي».
وتحمل الدورة التاسعة من المهرجان اسم المخرج الجزائري الراحل عز الدين مجوبي، الذي اغتيل عام 1995 بالعاصمة الجزائر، كما كُرم 15 من أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني ممن لا يزالون على قيد الحياة.
وقال ميهوبي: «سعيد لاختيار الجزائر. وأفتخر باختيار مستغانم كعاصمة للمسرح الوطني الجزائري، ما يعني أن المنتجين في المسرح الجزائري سيقدمون أعمالهم طيلة سنة كاملة احتفاء بالمدينة التي أسست لمسرح الهواة، وكانت مدرسة حقيقية تخرج منها الكثير من المسرحيين الذين أصبحوا محترفين لاحقاً».
ومن بين نشاطات المهرجان 10 ورش موجهة للمسرحيين في «مهارات التمثيل» و «مفاهيم الإخراج» و «الماكياج وفنون الأقنعة» و «الكتابة للكبار» و «الكتابة للأطفال» وغيرها من الموضوعات.
وسيقام مؤتمر فكري بعنوان «العبور إلى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية» بمشاركة 120 ناقداً وباحثاً، ويشمل ندوتين تطبيقيتين ومناظرة علمية.
ويسدل الستار على المهرجان في مستغانم في 19 كانون الثاني (يناير) الحالي، حيث يقام حفل الختام وتُعلن الجوائز.
وتنظم الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من إمارة الشارقة في الإمارات مقراً لها، المهرجان سنوياً في دول عربية مختلفة. وأقيمت الدورات السابقة في الكويت والمغرب والإمارات وقطر والأردن ولبنان ومصر.
سيستعرض عدد من الباحثين، مسار وأعمال شهيدي المسرح الجزائري “عبد القادر علولة” (1939-1994)، و “عز الدين مجوبي” (1945-1995)، ومن أهم الإشكاليات التي ستطرحها الباحثة والدكتورة “جميلة زقاي”، أي قطيعة معرفية أدت إلى اغتيال مجوبي؟”، ومن بين الفقرات التي ستتخلل المهرجان، مناظرة ريادة “النص المسرحي العربي”، والتي ستجمع بين الجزائري “مخلوف بوكروح”، والمصري “سيد علي إسماعيل”، كما سيتم خلال دورة “عز الدين مجوبي”، توقيع تفاهمات مع الفيدرالية الدولية للتمثيل، وصياغة جملة من التوصيات، التي تقضي بنشر الهيئة العربية للمسرح، لأربعة كتب خاصة بالمسرح الجزائري، تصمم في الشارقة وتطبع بالجزائر.
ومهرجان المسرح العربي، يعد من أهم، وأكبر المحطات، والفعاليات الثقافية المقامة بالمنطقة العربية، تنظمه سنويا الهيئة العربية للمسرح، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، والتي اختارت، هذا العام أسماء نقدية، ومسرحية لها تاريخ وخبرة كبيرة في المجال، للفصل في المتوجين بجائزة “القاسمي”، وتجدر الإشارة إلى أن العمل، والتحضير للدورة التاسعة، تم بالتعاون مع العديد من المؤسسات، والهيئات الثقافية الجزائرية، على رأسها الديوان الوطني للثقافة والإعلام.