مقالات ودراسات

أ. د. سيد علي.. جبرتي المسرح العربي” يكشف لموقع “المسرح نيوز” عن الجديد في أحدث بحوثه واكتشافاته


المسرح نيوز ـ القاهرة | جهاد جمال

ـ

 

جبرتي المسرح العربي..  هو الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، والذي ألقى أمس بحثاً مميزاً – كسائر بحوثه – في قاعة ندوات دار الكتب والوثائق القومية بعنوان (المسرح المصري وهزيمة يونية 1967)، وهذا البحث ألقاه الدكتور سيد ضمن بحوث وجلسات ندوة (حرب يونيو 1967 وبداية حرب الاستنزاف : خمسون عاماً على حرب يونيو).

مقدمة البحث، نشرها الدكتور سيد في صفحته بالفيسبوك، قائلاً فيها: “مرّ خمسون عاماً على هزيمة يونية 1967، وهي الهزيمة التي ألهبت قرائح كُتّاب المسرح المصري، فكتبوا أعظم النصوص المسرحية، وعرضت المسارح المصرية أروع العروض المسرحية، لدرجة أن (مسرح الستينات) أصبح مصطلحاً أو تعبيراً على أهم فترة مسرحية في تاريخ مصر، وهي الفترة التي كُتبت حولها – وحول كُتابها ومسارحها – مئات الرسائل الجامعية، وآلاف الكتب والدراسات والمقالات طوال خمسين عاماً!! فمن منّا لا يعرف كُتّاب مسرح الستينات، أمثال: سعد الدين وهبة، ويوسف إدريس، وميخائيل رومان، وعبد الرحمن الشرقاوي، وتوفيق الحكيم، ومحمود دياب، وصلاح عبد الصبور، وألفريد فرج، ونعمان عاشور، ونجيب سرور، وبهيج إسماعيل، والسيد حافظ .. إلخ!! هذه الأعلام قُتلت بحثاً، وأنا لا أجرؤ على الكتابة عن المعروف، أو النقل من الكتب المنشورة، التي سبقتني؛ لأن هذا ضد أسلوبي في الكتابة، وأعدّه خيانة لمشروعي البحثي!! لذلك يجب أن أكتب عن هذه الفترة بصورة جديدة، أضيف إليها الجديد أو المجهول غير المعروف، أو غير المنشور في الكتب المتداولة .. والحمد لله إنني وفقت في تحقيق ذلك”.

هذه المقدمة المشوقة، جعلتنا نتواصل مع صاحبها لمعرفة المزيد عن بحثه – الذي سينشر قريباً بصورة كامله ضمن بحوث الندوة في كتاب ستصدره دار الوثائق القومية – وسألناه عن الجديد في بحثه، فقال: وفقاً لأسلوبي في الكتابة، ابتعدت عن كل الكتب والدراسات، التي نُشرت عن مسرح الستينات، وتحديداً التي تعاملت مع فترة هزيمة يونية 1967، ولجأت إلى الدوريات المعاصرة لهذه الفترة، أستقي منها الأخبار المسرحية، التي عاصرت الهزيمة يوماً بيوم. ووفقاً لمشروعي في البحث، استخدمت وثيقتين مجهولتين، لم تُنشرا من قبل. ومن خلال الربط بين أسلوبي في الكتابة ومشروعي في البحث، خرجت بنتيجتين مهمتين:

الأولى، أن العروض المسرحية، التي عُرضت وقت الهزيمة في مسارح الأقاليم والتابعة للثقافة الجماهيرية، كانت الأجرأ – من عروض مسارح العاصمة – في طرحها السياسي، ومواجهة الهزيمة، وطرح الأسئلة والاستفسارات حول أسباب الهزيمة ومن المتسبب فيها .. إلخ، ومنها على سبيل المثال: فرقة دمياط المسرحية، التي عرضت مسرحية (السلم في حارة الطشطوشي) في فبراير 1968، والتي تطرح فكرة تتمثل في: وجوب إلقاء الهزيمة وراء ظهورنا إذا أردنا الصعود والانطلاق إلى أعلى!! كما قدمت فرقة الغربية المسرحية بطنطا في مارس 1968 مسرحية (المسامير) لسعد الدين وهبة، وأحدثت بها تغييرات، بحيث إن العرض طرح سؤالاً جريئاً، قال فيه: من السبب في هزيمة يونية؟! ويشير العرض رمزياً إلى قادة الثورة، لا سيما عبد الحكيم عامر، أو عبد الناصر نفسه!! أما فرقة المنصورة فعرضت مسرحية (العرضحالجي)، التي أدانت كل مثقف صامت عن قول الحق، فتم حل الفرقة بعد التشكيك في وطنية أفرادها. كما عرض مسرح قصر ثقافة بنها مسرحية (القفل)، التي تتعرض إلى قضية الأجهزة الإدارية العفنة والكسيحة والتي تحد من انطلاقة أي ثورة. كما قدمت فرقة بني سويف مسرحية (الجلاليب البيضاء)، التي تعالج مشكلات قطاع الفلاحين في صراعهم من أجل تأمين الحياة في ظل نظام يكفل لهم بالقانون حقوقهم. وعرضت فرقة كفر الشيخ مسرحية (القنطرة)، وفكرتها الرئيسية أن الراعي إذا انفصل وانعزل عن الرعية عربد الظلم في الطرقات، والرمز واضح ويشير إلى القيادة السياسية، التي ابتعدت عن الشعب، وعن أهداف ثورته، مما أدى إلى الهزيمة.

والنتيجة الثانية، جاءت من خلال وثيقتين مفادهما: أن الدولة – ممثلة في القيادة الثقافية والسياسية – تدخلت في عملية توجيه المسرحيين – المحسوبين على النظام وقتذاك – بحيث يقومون بكتابة نصوص مسرحية تناسب المرحلة، وتجعل المشاهد مهيئاً لتقبل الهزيمة!! أي أن القيادة الثقافية أرادت مسرحاً وفقاً لرؤيتها هي، دون أي اهتمام لرؤية المؤلف أو المخرج .. إلخ. واختتمت البحث بنتيجة مفادها: أن أغلب النصوص المسرحية – المكتوبة أو المنشورة أو المعروضة – قبل مارس 1969، هي نصوص كُتبت بضمير حي وبوازع من وطنية كتابها، وكانت صادقة في طرحها السياسي!! أما أغلب النصوص المسرحية التي كُتبت بعد مارس 1969 – وبالأخص من قبل مشاهير الكُتّاب المعروفين على الساحة المسرحية وقتذاك – فكانت نصوصاً موجهة، بناءً على رغبة القيادة الثقافية والسياسية!!

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock